عربي21:
2025-08-15@19:19:08 GMT

شكرا نتنياهو!

تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT

يبدو أننا، كعرب، كنا بحاجة لصدمة كبيرة بحجم تصريحات أو اعترافات بنيامين نتنياهو، التي أكد فيها عن اقتناعه بمشروع "إسرائيل الكبرى"، ما يعني أن كل ما يقوم به وحكومته اليمينية المتطرفة، أبعد بكثير من مجرد ادعاءات الدفاع عن النفس في مواجهة المقاومة الفلسطينية وغيرها، وأن الإصرار على تدمير الجغرافية المحيطة بفلسطين، هو عمل مخطّط ومنسّق في سياق تحقيق هدف إسرائيل الكبرى.



على مدار أجيال سابقة، أوهمت قطاعات كبيرة من العرب، ولا سيما المشتغلين بالسياسة والفكر، نفسها بأن السلام مع إسرائيل هو حقيقة سنبلغها في النهاية، وأن ما يجري من صراعات، باردة أو ساخنة، ليست سوى مناورات تفاوضية الهدف منها تعزيز أوراق المتفاوضين. وهذا أمر طبيعي لدى مقاربة الملفات التي تنطوي على تعقيدات كبيرة، مثل ملف الصراع العربي الإسرائيلي، في تلك الأثناء، نظر الكثير من العرب إلى فكرة إسرائيل الكبرى على أنها مجر بضاعة يبيعها دُعاة المقاومة لتأييد مواقفهم المناهضة لإسرائيل، أما على أرض الواقع فرصيدها يساوي الصفر ولا تعدو كونها أكثر من أساطير في ذهن بعض أصحاب الفكر الصهيوني المتطرف، الذين لا وزن ولا تأثير لهم في السياسة الإسرائيلية.

إسرائيل نفسها لم تُخف نواياها، فقد كان ذلك واضحا من خلال تدميرها لغزة وتقطيعها للضفة ووضع مستقبل سوريا ولبنان تحت رحمة طائراتها، ورسمها لحدود وكيانات وممرات ومعابر تسعى إلى تنفيذها في خرائط المنطقة، وذلك للتأثيث لإسرائيل الكبرى وتجهيز بنيتها وخلق ديناميكيات تشغيلها
في هذه الأثناء، قمنا نحن، من يسمون أنفسهم بالليبراليين والتنويريين ودعاة السلم والاندماج بالعولمة والتساوق مع الحضارة، بتجريد حملة شعواء ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، مستخدمين أدواتنا الحداثية التي استعرناها من قاموس الحداثة والعولمة، منساقين وراء وهْم تغيّر قيم الصراع، واختلاف المعطيات، وخلصنا إلى نتيجة هجينة تتلخص بفكرة أن بعض التنازل من قبل الفلسطينيين لن يضر بهم ما دام سيفتح الأبواب أمام أفق أفضل لحياة الناس، بدل زجهم في أتون حروب لن تغيّر كثيرا في المعادلات القائمة، وكتبنا في نهاية السطر: الفلسطينيون، وتحديدا في غزة والضفة، يقفون حائلا دون انتقال المنطقة للسلام والنمو والازدهار، وتمنى كثير منا أن تخرج إسرائيل منتصرة في حربها على غزة، حتى يخرس كل صوت يُطالب بتغيير المعادلة القائمة في فلسطين، والأهم كي نثبت نحن، دعاة السلم والتقدم، صحة نظرياتنا وفرضياتنا.

المفارقة الغريبة، أن كل العالم من حولنا، على الأقل في السنتين الأخيرتين، بدا فاهما للعبة ومضامينها وأبعادها ومآلاتها، لذا رأينا كيف انتفضت العديد من دول العالم ضد سياسات إسرائيل وطالبت بتغيير المسارات الخطرة التي تتتبعها حكومة نتنياهو المتطرفة، والمفارقة الثانية، إن إسرائيل نفسها لم تُخف نواياها، فقد كان ذلك واضحا من خلال تدميرها لغزة وتقطيعها للضفة ووضع مستقبل سوريا ولبنان تحت رحمة طائراتها، ورسمها لحدود وكيانات وممرات ومعابر تسعى إلى تنفيذها في خرائط المنطقة، وذلك للتأثيث لإسرائيل الكبرى وتجهيز بنيتها وخلق ديناميكيات تشغيلها؛ بحيث تتحول إلى قوّة ذاتية تعمل على تحقيق الهدف الصهيوني بأقل قدر من الخسائر والجهود.

في الوقت ذاته، كانت حكومة نتنياهو تعمل على خط الاستحواذ على الثروات العربية، من خلال عمليات التطبيع والسلام الإبراهيمي، أو على الأقل مشاركة العرب في ثرواتهم، ومد نفوذها إلى أبعد حد، لتصبح لها الكلمة العليا في توجهات وسياسات العالم العربي، عبر أدوات نفوذها التكنولوجية والاقتصادية، وبذريعة فتح الأبواب أمام العالم العربي في واشنطن والغرب، ومد العرب بخبرات وتقنيات تساعدهم على مواجهة مخاطر إقليمية قادمة من إيران، وربما من تركيا، أو حتى من الفلسطينيين أنفسهم!

إن هزتنا صدمة تصريحات نتنياهو إلى الحد الذي قد يدفع عالمنا العربي إلى إعادة حساباته، فشكرا لنتنياهو، وإن لم يحصل وبقينا في عجزنا المقيم، شكرا أيضا، على الأقل سنعترف حينها بعجزنا ونخجل من لوم الفلسطيني
كان واضحا أن ما تقوم به إسرائيل في فلسطين وجوارها، يتجاوز مسألة الدفاع عن النفس، فهذه المهمة لا تتطلب التنكيل الوحشي بغزة إلى هذا الحد الذي وصل إلى قتل أهلها بكل أنواع وأشكال القتل، ولا تستدعي قضم الضفة الغربية وتغيير خرائطها بتسارع مجنون، ولا تحويل سوري ولبنان إلى دول فاشلة وتهيئة الظروف -ولا سيما في سوريا- لخلق دويلات طائفية وعرقية تتبع في ولائها لإسرائيل مباشرة، ولا عملية خلط أوراق في سيناء المصرية، ولا حتى الألعاب الاستخباراتية في ليبيا والسودان، أو الحديث عن عمليات تغيير ديموغرافي في شرق لبنان وجنوبه، أو في الشريط الحدودي مع سوريا. اللافت أن كل ذلك يرتكز على قاعدة تهجير سكان قطاع غزة وعمليات البحث الجارية عن مكان يستوعبهم!

المؤكد أن إسرائيل تجد نفسها أمام فرصة تاريخية لا تتكرر، فالعالم العربي نائم على مخدات حرير السلام وغارق في أضواء العالمية وبهارج التحديث الشكلانية، لا مشروع سياسيا ذا وزن ينظم السلوك، ولا مسارات تنطوي على شبهة أن يكون للعرب وزن في السياسات الدولية، فلماذا لا يعلن نتنياهو قناعته بمشروع إسرائيل الكبرى، وقريبا ربما سيعلن أن إسرائيل حققت أكثر من 50 في المئة من هذا المشروع والعرب نيام..

إن هزتنا صدمة تصريحات نتنياهو إلى الحد الذي قد يدفع عالمنا العربي إلى إعادة حساباته، فشكرا لنتنياهو، وإن لم يحصل وبقينا في عجزنا المقيم، شكرا أيضا، على الأقل سنعترف حينها بعجزنا ونخجل من لوم الفلسطيني الذي صرخ بوجهنا أن الدور جاييكم يا عرب.

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء نتنياهو إسرائيل الفلسطينية العرب إسرائيل فلسطين نتنياهو عرب قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إسرائیل الکبرى على الأقل

إقرأ أيضاً:

"الشعبية": "رؤية إسرائيل الكبرى" مشروع توسعي يمثل تهديدًا للأمن القومي العربي

غزة - صفا

أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول ما يُسمى بـ"رؤية إسرائيل الكبرى" تكشف بوضوح النوايا التوسعية الخبيثة للكيان، والتي تمتد جذورها لعقود، مستهدفة فلسطين وكافة الدول العربية المحيطة.

وقالت الجبهة، ف تصريح صحفي وصل وكالة "صفا"، يوم الأربعاء، إن هذه الرؤية تُشّكل جزءاً من خطة ممنهجة للهيمنة على الأرض العربية والسيطرة على مقدرات شعوبها، مما يمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي واستقرار المنطقة.

وأضافت: "ما يجري على الأرض اليوم من حرب إبادة إسرائيلية في قطاع غزة، واستمرار التوسع الاستيطاني في الضفة المحتلة، والاعتداءات المتكررة على لبنان وسوريا واليمن، والتهديدات الموجهة للأردن ومصر، جميعها تشير إلى أن الكيان يسعى لتنفيذ أجندة توسعية شاملة، مدعومة بخطط استعمارية طويلة الأمد وبضوء أخضر أمريكي، بهدف ترسيخ نفوذه وفرض وقائع جديدة على الأرض على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والأمة العربية".

وشددت على أن ذلك يأتي إصرار الكيان الإسرائيلي على الترويج لهذا المخطط واستهدافه المباشر لمصر والأردن، وخاصة مصر، في سياق إدراكه لما تُمثله الأخيرة من قوةٍ إقليمية عربية ومحور رئيسي للأمن القومي على حدود غزة.

وتابعت: "حيث يسعى لقطع الطريق أمام أي نهوض أو تحركات عربية تقودها القاهرة، في خطوة تحمل أيضاً طابعاً انتقامياً مرتبطاً بموقفها الرافض لمشروع التهجير، وما يترتب على ذلك من محاولة لإضعاف الجيش المصري واستهداف دوره في حماية الأمن القومي العرب.

وأشارت إلى أن التصدي لهذا المشروع الخطير يتطلب تضافر كل الجهود العربية، باستخدام مختلف أدوات وأشكال الضغط، وفي مقدمتها وقف الحرب على غزة كأولوية، والتوحد في مواجهة هذا المخطط، انطلاقاً من امتلاك الأمة العربية للإمكانيات والقدرات ووسائل الضغط التي تُمكنّها من إفشاله، ومنع أي اعتداءات تهدف إلى زعزعة استقرارها أو تصفية الحقوق التاريخية لشعوبها.

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل الكبرى حلم اليهود وضعف العرب
  • جالية العالم العربي بإيطاليا تدعم مصر وتدين تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"
  • نتنياهو يكشف حلم إسرائيل الكبرى ويقلق العرب
  • محمد موسى: نتنياهو أعلن الحرب على العرب تحت شعار إسرائيل الكبرى
  • نتنياهو يتحدى العرب بمهمة تاريخية ويكشف عن إسرائيل الكبرى.. ماذا بعد؟
  • على خطى بن غوريون.. نتنياهو يثير غضب العرب بحديثه عن إسرائيل الكبرى
  • "الشعبية": "رؤية إسرائيل الكبرى" مشروع توسعي يمثل تهديدًا للأمن القومي العربي
  • الجامعة العربية: تصريحات “نتنياهو” بشأن (إسرائيل الكبرى) تهديد للأمن القومي العربي
  • نتنياهو يهدد العرب بمشروع إسرائيل الكبرى ومغردون يتمسكون بخيار المقاومة