استخدم مهندسون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) نموذجًا للتعلم الآلي لتصميم جسيمات نانوية يمكنها إيصال الحمض النووي الريبي (RNA) إلى الخلايا بشكل أكثر كفاءة.
باستخدام الذكاء الاصطناعي، توصل الباحثون إلى طريقة جديدة لتصميم جسيمات نانوية يمكنها توصيل لقاحات الحمض النووي الريبي وأنواع أخرى من علاجات الحمض النووي الريبي بكفاءة أكبر.


درّب الباحثون نموذج تعلم آلي على تحليل آلاف التركيبات الحالية، ليقترح تركيبات أفضل وأكثر فعالية. كما مكّنهم النموذج من تحديد الجسيمات المناسبة لأنواع مختلفة من الخلايا ودمج مواد جديدة في التركيب.
قال جيوفاني ترافيرسو، أستاذ الهندسة الميكانيكية في المعهد "طبقنا أدوات تعلم الآلة لتسريع تحديد أفضل التركيبات المكونة للجسيمات الدهنية، بهدف استهداف أنواع خلايا مختلفة أو دمج مواد جديدة، بسرعة تفوق الطرق التقليدية".
وأكد الباحثون أن هذا النهج يمكن أن يسرّع، بشكل كبير، تطوير اللقاحات والعلاجات الجديدة للأمراض مثل السمنة والسكري.
نماذج الجسيمات
لقاحات الحمض النووي الريبي، مثل لقاحات كوفيد-19، عادةً ما تُغلف في جسيمات دهنية لحمايتها ومساعدتها على الدخول إلى الخلايا. تصميم جسيمات أكثر كفاءة في هذه الوظيفة يمكن أن يحسن فعالية اللقاحات والعلاجات.
في عام 2024، أطلق مختبر ترافيرسو مشروعًا بحثيًا متعدد السنوات لتطوير أجهزة تُؤخذ عن طريق الفم لإيصال لقاحات وعلاجات الحمض النووي الريبي.
يتكون الجسيم الدهني عادةً من أربعة مكونات: الكوليسترول، دهون مساعدة، دهون قابلة للتأين، ودهون مرتبطة ببولي إيثيلين غليكول (PEG). عدد التركيبات المحتملة ضخم، ما يجعل اختبار كل واحدة يدويًا عملية بطيئة. لذا، لجأ الفريق إلى الذكاء الاصطناعي لتسريع المهمة. 
اقرأ أيضا... الذكاء الاصطناعي يعزز فعالية علاج السرطان
نموذج COMET
قال ألفين تشان البروفيسور المساعد في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة الجديدة، التي ظهرت في مجلة Nature Nanotechnology، إن "معظم نماذج الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الأدوية تركز على مركب واحد، وهو ما لا يناسب الجسيمات الدهنية التي تتكون من عدة مكونات متفاعلة".
لتجاوز هذه العقبة، طوّر الفريق نموذجًا يُدعى COMET، مستوحى من نماذج اللغة مثل ChatGPT، لتعلّم كيفية تفاعل المكونات الكيميائية المختلفة في الجسيمات وتأثيرها على الخصائص مثل كفاءة توصيل الحمض النووي الريبي.
أنشأ الباحثون مكتبة من نحو 3000 تركيبة مختلفة، واختبروها مخبريًا لقياس فعاليتها. ثم دُرّب النموذج على هذه البيانات. بعد التدريب، تنبأ النموذج بتركيبات جديدة أظهرت أداءً أفضل عند اختبارها في خلايا جلد فأر. 
تطوير متسارع
بمجرد أن أثبت الباحثون قدرة النموذج على التنبؤ بدقة بالجسيمات التي ستنقل  الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) بكفاءة، بدأوا بطرح أسئلة إضافية. أولًا، تساءلوا عما إذا كان بإمكانهم تدريب النموذج على جسيمات نانوية تتضمن مكونًا خامسًا: نوع من البوليمرات يُعرف باسم إسترات بولي بيتا أمينو المتفرعة (PBAEs).
كما دُرّب النموذج على توقع الجسيمات الأنسب لأنواع خلايا محددة، مثل خلايا سرطان القولون، ونجح في ذلك.
أخيرًا، استُخدم النموذج للتنبؤ بالتركيبات الأكثر تحمّلًا لعملية التجميد والتجفيف (lyophilization)، وهي تقنية لحفظ الأدوية.
قال ترافيرسو "هذه أداة تُمكّننا من تكييفها مع مجموعة متنوعة تمامًا من الأسئلة، وتُساعد في تسريع عملية التطوير. أدرجنا مجموعة تدريبات كبيرة في النموذج، ولكن بعد ذلك يُمكننا إجراء تجارب أكثر تركيزًا والحصول على نتائج مفيدة في أنواع مختلفة جدًا من الأسئلة".
يعمل الفريق حاليًا على دمج بعض هذه الجسيمات في علاجات محتملة للسكري والسمنة، مثل مقلدات GLP-1 المشابهة لأدوية "أوزيمبيك".
مصطفى أوفى (أبوظبي)

أخبار ذات صلة كيف يقرأ الذكاء الاصطناعي أنشطتك من ساعتك الذكية؟ «يوتيوب» تختبر أداة ذكاء اصطناعي تتيح معرفة عمر المستخدم المصدر: الاتحاد - أبوظبي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الحمض النووي الريبي العلاج الذكاء الاصطناعي لقاحات الحمض النووی الریبی الذکاء الاصطناعی النموذج على

إقرأ أيضاً:

حزب الذكاء الاصطناعي … رؤية لمستقبل الدولة بلا مجاملات او واسطات

صراحة نيوز- أ.د. أحمد منصور الخصاونة

مع اقتراب موعد افتتاح جلسات مجلس النواب، تتكاثر مشاهد التكتلات الحزبية، وولائم الدعوات والعزايم، واللقاءات البروتوكولية والمجاملات التي يتبادل فيها الساسة الابتسامات أمام الكاميرات، التي تطغى أحيانًا على جوهر العمل السياسي، فيما تُدار المداولات خلف الكواليس بروح الاصطفاف والتنسيق الشخصي أكثر من روح التخطيط الوطني الجاد. وفي خضم هذا المشهد المألوف، تتولد لدي فكرة قد يعتبرها البعض ضربًا من الخيال، لكنها برأيي رؤية مستقبلية قابلة للتحقق: إنشاء حزب سياسي كامل يُدار بالذكاء الاصطناعي، بلا موظفين، بلا أمانة عامة، وبالتأكيد بلا عزايم او ولائم أو مصافحات شكلية.

هذا الحزب لن يكون نتاج مزاجات شخصية أو توازنات عشائرية او اقليمية او مناطقية، أو حسابات انتخابية آنية، بل سيكون نتاج منظومة معرفية متكاملة تُغذّى بجميع القوانين والأنظمة والتعليمات والمراسيم، إضافة إلى أرشيف شامل للمواقف السياسية والتشريعية للنواب والحكومات منذ تأسيس الدولة وحتى اللحظة الراهنة. سيتولى الذكاء الاصطناعي تحليل النصوص، وفك شفرات التصريحات، وقراءة النوايا من بين السطور، وتحليل تعابير الوجة، وحركات الايدي، ليضع أمامنا صورة واقعية ودقيقة للمشهد السياسي، بعيدًا عن الضبابية والمجاملة.

وسيكون الحزب قادرًا على التقاط نبض المزاج السياسي والاقتصادي والاستثماري، واقتراح المسارات الأكثر فاعلية للخروج من أزماتنا المتلاحقة، سواء في مجال المياه أو الطاقة أو النقل أو الأمن الغذائي او الاقتصاد او التعليم والاستثمار. كما سيكون مؤهلاً للتعامل بحرفية مع الإقليم الملتهب،واقتراح ردات فعل تتنتاسب مع المواقف، وابتكار حلول لمشاكلنا الداخلية دون الارتهان للضغوط الخارجية أو الانحياز بمنأى عن الاصطفافات الضيقة وشراء المواقف.

الأهم أن هذا الحزب لن يعرف الاصطفافات الشخصية أو شراء المواقف، وسيكون قادراً على فهم مواقف الشعب والنواب على حد سواء، واضعًا العدالة الاجتماعية في مقدمة أولوياته، وساعيًا لتكريس الشفافية في جميع الآليات من التعيين واتخاذ القرار، الى توزيع موارد الدولة بعدالة. لن يتلون بالوسطية الرمادية التي تذيب المواقف في عبارات فضفاضة، بل سيكون حاسماً، واضح الرؤية، محدد الموقف، لأنه – ببساطة – سيعرف النوايا ويستشرف ردود الأفعال.

بل وسيذهب أبعد من ذلك، إذ سيقوم بتصنيف الأخلاق السياسية في الوطن والإقليم على حد سواء، واضعًا أمامه سجلًا تاريخيًا شاملًا لكل موقف وتصريح وتحرك، ليفرز المشهد السياسي فرزًا دقيقًا لا يخضع للعواطف ولا للضغوط. سيحلل السلوك السياسي في ضوء المعطيات التاريخية والجيوسياسية، مستندًا إلى وقائع موثقة لا إلى روايات متناقلة، ليضع معايير صارمة تحدد بوضوح من هو المواطن المخلص والنائب والمسؤول الصادق في التزامه، ومن هو الخصم حتى وإن ارتدى ثوب المجاملة، ومن هو المنتمي بفكره وضميره للوطن، ومن هو المتنفع الذي يرى الكرسي وطن ويتقن فن تغيير المواقف تبعًا لمصالحه.وسيتجاوز ذلك إلى تحليل مواقف الدول، فيرصد من هي الدولة التي تدعمنا فعلًا وتضع مصلحتنا ضمن حساباتها الاستراتيجية، ومن هي الدولة التي لا تتمنى لنا الزوال، بل ترى في استقرارنا ركيزة لاستقرار المنطقة، فيميز بين الشراكات الصادقة والتحالفات الشكلية.

وسيكون هذا التصنيف ديناميكيًا يتجدد مع كل حدث ومستجد، بحيث لا يُترك أي مجال للتلون أو التخفي وراء الشعارات. فالأرقام والبيانات لا تجامل، والحقائق لا تتغير لمجرد تبدل المقاعد أو الألقاب. وبهذه الآلية، سيتمكن الحزب من تقييم التحالفات بدقة متناهية، ورصد المخاطر قبل أن تتحول إلى أزمات، ووضع خطط للتعامل معها بموضوعية كاملة، تحصّن القرار الوطني من الاندفاعات العاطفية أو الحسابات الضيقة. ومع تطور التكنولوجيا، قد نصل إلى اليوم الذي يُسمح فيه للروبوتات بالانضمام إلى هذا الحزب، لتصبح العملية السياسية مزيجًا من الإبداع الإنساني والدقة الرقمية، بعيدًا عن التناقضات التي تُثقل واقعنا السياسي. سيكون لدينا عندها حزب بلا مصالح شخصية، وبلا ولاءات ضيقة، يضع المصلحة العليا فوق أي اعتبار، ويصنع قراراته بناءً على التحليل والبيانات لا على المزاج والهوى.

إنها دعوة لتخيل مستقبل سياسي تتحرر فيه مؤسسات العمل العام من قيود المجاملة، وتنطلق من معايير الكفاءة والشفافية، حيث تدار شؤون الدولة بعقل واعي وحسابات دقيقة، لا تضع في ميزان القرار إلا مصلحة الوطن العليا. مستقبل تُبنى فيه السياسات على البيانات والتحليل العميق، لا على الانطباعات العابرة أو الحسابات الضيقة، ويكون هدفها الأول والأخير هو خدمة الوطن والمواطن.

وفي عالم يتغير بسرعة هائلة، وتتشابك فيه المصالح وتتعاظم التحديات، قد يكون هذا الحزب هو طوق النجاة الذي يعيد للسياسة معناها النبيل، وللاقتصاد دوره الحقيقي في تحقيق التنمية المستدامة، ولخدمة الوطن والمواطن جوهرها الأصيل. حزب يملك الجرأة على كسر الحلقة المفرغة من الأزمات، ويمنحنا فرصة واقعية للخروج من دوامة الإخفاقات في جميع مجالاتنا نحو أفق أوسع من الأمل، وأرض أكثر استقرارًا، وحاضر يُبنى على أسس علمية، ومستقبل يتشكل بإرادة واعية.

إنه حلم سياسي جديد، لكنّه ليس مستحيلاً … فالتاريخ نفسه يثبت أن الأفكار الجريئة هي التي تصنع التحولات الكبرى، وأن من يملك الرؤية والوسيلة قادر على أن يغيّر مجرى الأحداث، ويكتب فصلاً مختلفًا من حكاية الوطن.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأورام «خطر»
  • د. محمد بشاري يكتب: الإفتاء في زمن الذكاء الاصطناعي
  • بسبب الذكاء الاصطناعي.. هذه الوظائف ستختفي بحلول 2050
  • الذكاء الاصطناعي يحدد بدقة موعد الولادة
  • هل تنجو الديمقراطية من شرور الذكاء الاصطناعي؟
  • حزب الذكاء الاصطناعي … رؤية لمستقبل الدولة بلا مجاملات او واسطات
  • الذكاء الاصطناعي يدعو لإبادة البشر عبر رسائل سرية
  • قوة الذكاء الاصطناعي في التنبؤ باحتياجات المستهلكين
  • دار الإفتاء تحذّر: الذكاء الاصطناعي يُهدّد الفتوى بـ 3 أزمات خطيرة