المشاريع الستراتيجية لأمانة بغداد تكسر معادلة الغرق السنوي وتعيد الأمل للأحياء
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
17 غشت، 2025
بغداد/المسلة: أعلنت أمانة بغداد عن انطلاق حزمة مشاريع ستراتيجية في المجاري، وشهدت العاصمة حركة واسعة خلف الكواليس لتعزيز منظومة الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار التي طالما شكلت تحدياً بيئياً للمدينة.
وأكدت الأمانة، بتوجيه أمين بغداد المهندس عمار موسى كاظم ومتابعة المدير العام المهندس محمود عزيز، أن هذه المشاريع تأتي ضمن خطة شاملة تهدف إلى تأمين الحماية البيئية وتقليل الفيضانات الموسمية التي كانت تغرق أحياء العاصمة في السنوات الماضية.
وحققت أعمال خط شارع بغداد – كركوك تقدماً ملموساً بنسبة إنجاز بلغت 75٪ بعد إتمام مد 750 متر من أنبوب GRP بقطر 900 ملم، وإنشاء 9 أحواض تفتيش، ونصب 5 غواطس بسعة ضخ 350 لتر/ثانية، لتشكل منظومة تصريف حديثة قادرة على مواجهة العواصف المفاجئة. ووضعت هذه الأعمال ضمن معايير قياسية عالمية لتفادي أي تأثير على حركة السير، وهو ما يعكس اهتمام الأمانة بالجانب اللوجستي والحياة اليومية للمواطنين، بعيداً عن مجرد تنفيذ مشاريع شكلية.
وأظهرت التقارير الهندسية والخرائط التخطيطية أن المشروع لا يقتصر على صيانة خطوط الصرف القديمة، بل يتضمن إضافة قدرات ضخ جديدة واستحداث محاور تفتيشية تعزز فعالية الشبكة، ما يقلل من المخاطر الصحية والبيئية الناتجة عن تجمع مياه الأمطار. وذكر عدد من سكان المناطق المحيطة بالخط أن الأعمال ساهمت في الحد من تجمع المياه في الشوارع، وهو ما اعتبره المواطنون خطوة نحو تحسين جودة الحياة في العاصمة التي تعاني بشكل متكرر من مشاكل السيول والفيضانات الموسمية.
وولدت هذه المشاريع نقاشاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث كتب أحد المهندسين عبر تويتر بتاريخ 15 آب 2025، “مشاريع المجاري في بغداد ليست مجرد بنية تحتية، بل استثمار طويل الأمد في صحة المدينة وسكانها”، وأشادت تغريدات أخرى بالدقة الهندسية وسرعة الإنجاز التي تظهر التزام الأمانة بمعايير الجودة. وبرزت أهمية هذه المشاريع في سياق تزايد الكثافة السكانية وتغير المناخ، ما يجعل أي تأخير أو خلل في الصرف الصحي مصدر تهديد مباشر للأحياء السكنية الحيوية.
واستعرضت الأمانة خططها المستقبلية لتوسيع المشروع لتشمل خطوطاً أخرى استراتيجية في أحياء بغداد القديمة والجديدة، بما يضمن تكامل الشبكة وتعزيز قدرتها على التصريف السريع في المواسم الممطرة.
وبهذا الشكل، لا يقتصر المشروع على استجابة عاجلة للأزمات، بل يمثل رؤية متقدمة للتخطيط الحضري المستدام، يجمع بين الهندسة الدقيقة والوعي البيئي، ويكشف عن حجم التحديات التي تواجه العاصمة وما تتطلبه من استثمارات كبيرة وإدارة فعالة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
مذكرة الحدود وخرائط الرادارات: العراق على خط النار بين الانسحاب والارتهان
17 غشت، 2025
بغداد/المسلة: تتجه الأنظار في بغداد إلى مشهد ميداني وسياسي معقّد، حيث شرعت القوات الأميركية بإعادة تموضع محسوب داخل العراق، في محاولة للتكيّف مع خارطة تهديدات تتأرجح بين التصعيد الإيراني المتنامي واحتمالية اندلاع مواجهة عسكرية أوسع مع إسرائيل.
ويكشف هذا التحرك عن قراءة أميركية دقيقة لميزان القوى الإقليمي، من دون أن يُحدث خرقاً جوهرياً في اتفاق الانسحاب الموقّع مع حكومة محمد شياع السوداني في سبتمبر 2024، والذي رسم سقفاً زمنياً لخروج القوات حتى نهاية 2026.
وتبدو إعادة التموضع أقرب إلى تكتيك عسكري يواكب التحولات الإيرانية الأخيرة، سواء في مجال تعزيز القدرات أو في الإشارات السياسية المرسلة إلى بغداد. فالمسؤولون الأميركيون، وإن حرصوا على إنكار أي تغيير استراتيجي، أقرّوا بتحريك معدات حيوية، بينها رادارات وأجهزة كشف مبكر، نحو مواقع بديلة داخل العراق وخارجه، بما يعكس خشية حقيقية من سيناريوهات مفاجئة على مستوى الدفاعات الجوية.
ويستند هذا السلوك الأميركي إلى قناعة متنامية بأن العراق لم يعد يمثل موقعاً مغرياً للاستثمار الاستراتيجي المباشر، لكنه يبقى ساحة تأثير جيوسياسي لا يمكن التفريط بها في سياق الصراع مع طهران. وفي المقابل، تحرص الحكومة العراقية على التمسك بمسافة دقيقة، فتؤكد التزامها بجدول الانسحاب من دون تسريع، لكنها تجد نفسها تحت ضغط متزايد من محورين متناقضين: الأميركيون يضغطون لمنع تشريع يقوي «الحشد الشعبي»، والإيرانيون يطالبون بضبط الحدود ويعتبرون بغداد خط دفاع متقدماً.
وتكشف زيارة الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى بغداد عن عمق الفجوة بين التطلعات الإيرانية والقدرات العراقية. فطهران، وهي تتحدث عن تسللات عسكرية خلال حرب الـ12 يوماً، لم تسمع من بغداد ما يطمئنها.
ورغم توقيع مذكرة تفاهم مع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي لضبط الحدود، إلا أن واشنطن رأت فيها انحيازاً مقلقاً، وواجهتها بانتقاد صريح.
وتدل هذه التطورات على أن العراق يقف اليوم على أرض رخوة بين مشروعين متصارعين: واشنطن التي تبحث عن تثبيت وجود استشاري يواكب انسحاباً منظماً، وطهران التي تطمح إلى ربط بغداد بسلسلة أمنية إقليمية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts