نظارات بالذكاء الاصطناعي تمنح ضعاف السمع قدرات خارقة
تاريخ النشر: 19th, August 2025 GMT
طور باحث من جامعة ستيرلنغ نظارات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تُحدث تحسناً جذرياً في تجربة الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع.
وتعتمد الفكرة على مساعدة المستخدمين من خلال عزل الضوضاء في الزمن الحقيقي حتى في البيئات الصاخبة.
وتحتوي النظارات على كاميرا صغيرة تتابع حركة شفاه المتحدث، بينما يستخدم تطبيق على الهاتف الذكي تقنية 5G لإرسال البيانات الصوتية والبصرية إلى خادم سحابي يعيد صوت المتحدث نقياً مباشرة إلى سماعة الأذن أو سماعات الرأس بزمن شبه فوري.
هذا النهج، المعروف بـ"تعزيز الكلام السمعي-البصري"، يتجاوز عيوب تقنيات إلغاء الضوضاء التقليدية التي غالباً ما تفشل مع الأصوات المتداخلة أو البيئات الصوتية المعقدة.
بدأ المشروع بدراسة في عام 2015، ويقوده الآن فريق من جامعة هيريوت وات بالتعاون مع الدكتور إحسان أديل من جامعة ستيرلنغ وباحثين من إدنبرة ونابير.
- اقرأ أيضاً: كيف يقرأ الذكاء الاصطناعي أنشطتك من ساعتك الذكية؟
اختراق علمي
قال الدكتور أديل، صاحب فكرة أجهزة السمع متعددة الوسائط المعتمدة على 5G عام 2018، إن رؤية الجيل القادم من أجهزة السمع تتحقق عملياً بدعم من شركائه البحثيين.
وأضاف أن الفريق يسعى للتغلب على تحديات مثل التأخير والخصوصية والتكلفة بالانتقال من النماذج التقليدية للذكاء الاصطناعي إلى معالجة عصبية تحاكي الخلايا الهرمية في القشرة المخية، ما يفتح الباب أمام أجهزة سمع مستقلة، شخصية، وذات أساس بيولوجي.
وأكد أن الأجهزة الجديدة ستوفر أداءً يقارب المستوى البشري مع استهلاك طاقة ضئيل وحماية كاملة للخصوصية، ما يعزز فهم الأسس العصبية للكلام السمعي-البصري ويساعد ضعاف السمع في البيئات الاجتماعية الصعبة.
- انظر أيضاً: الذكاء الاصطناعي يساعد في منع 600 مليون حالة تسمم غذائي
نهج جديد
بحسب المعهد الملكي الوطني للأشخاص ضعاف السمع في بريطانيا، يعاني أكثر من 1.2 مليون شخص من ضعف سمع شديد.
ورغم أن السماعات الطبية تساعد، إلا أن محدودية حجمها وقدرتها الحسابية تجعلها غير فعالة في الأماكن الصاخبة مثل المقاهي أو محطات النقل أو أماكن العمل.
ويعتمد النظام الجديد على نقل العبء الحسابي إلى الخوادم السحابية لتشغيل خوارزميات تعلم عميق قوية دون إنهاك الجهاز القابل للارتداء.
ويعمل الفريق البحثي على مستويين: الذكاء الاصطناعي السحابي، والذكاء الاصطناعي على مستوى الأجهزة الطرفية، للوصول إلى أفضل النتائج مع الحفاظ على الاستدامة.
- طالع أيضاً: الذكاء الاصطناعي يسلّح جهاز المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة الخلايا السرطانية
من المختبر إلى الحياة
ما زال النظام في مرحلة النموذج الأولي، لكنه أظهر نتائج مبكرة مشجعة مع مستخدمي أجهزة السمع.
ويجري الفريق محادثات مع شركات تصنيع السماعات لتوسيع الإتاحة وخفض التكاليف، إضافة إلى تنظيم ورش عمل مع مستخدمي السماعات الطبية وجمع عينات ضوضاء متنوعة لتحسين الأداء.
ويرى الباحثون أن النموذج السحابي قد يصبح متاحاً للعامة مستقبلاً ليستفيد منه أي مستخدم يملك جهازاً متوافقاً.
- اقرأ أيضاً: ابتكار أداة ذكاء اصطناعي لعلاج أحد أخطر أمراض العيون
قدرات خارقة
قالت البروفيسورة ماثيني سيلاثوراي من جامعة هيريوت وات، إن الهدف ليس إعادة اختراع السماعات بل "منحها قدرات خارقة"، حيث يكفي أن ينظر المستخدم إلى الشخص الذي يريد سماعه لعزل صوته حتى وسط محادثات متزامنة.
وأوضحت أن التقنية قد تساعد أيضاً العاملين في البيئات الصاخبة مثل المستشفيات ومنصات النفط، إلى جانب دعم الأشخاص الذين يعانون ضعف البصر الشديد.
وأشارت سيلاثوراي إلى أن قلة الشركات المصنعة تحد من دعم السماعات في الضوضاء، مؤكدة أن فريق البحث يسعى لكسر هذا الحاجز وتوفير دعم سمعي ذكي وبأسعار معقولة للأطفال وكبار السن.
أمجد الأمين (أبوظبي) أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: النظارة الذكية الأبحاث العلمية الأبحاث الطبية الذكاء الاصطناعي فقدان السمع ذوي الإعاقة السمعية ضعف السمع حاسة السمع الذکاء الاصطناعی من جامعة
إقرأ أيضاً:
كيف يؤثر استخدام الذكاء الاصطناعي على الطلاب؟
انتشر استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من فئة نماذج اللغة العميقة مثل "شات جي بي تي" وغيره بين الطلاب من مختلف الفئات العمرية والمراحل الدراسية.
وتتنوع استخدامات مثل هذه النماذج بين الاستعانة بها على شرح المواد الدراسية أو حتى تلخيصها والإجابة عن بعض الأسئلة التي يواجه الطلاب صعوبة في فهمها.
ولكن ما الأثر الذي يتركه استخدام الذكاء الاصطناعي على الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة؟ وهل هو أثر إيجابي أم سلبي؟
تحاول الدراسة التي أجراها الباحثون في المعهد الأسترالي للتعلم الآلي بجامعة أديلايد وجامعة جنوب أستراليا فضلا عن مركز "داتا 61" التابع لمنظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية في أستراليا، الإجابة عن هذه الأسئلة.
معايير الدراسةاعتمدت الدراسة على منهجية جيرت بيبستا التعليمية لاختبار أثر نماذج الذكاء الاصطناعي على عملية التعليم والطلاب الذين يستخدمونها.
وتقيس هذه المنهجية 3 معايير مختلفة لقياس جودة التعليم وكفاءته وهي:
الكفاءة: يشير هذا المعيار إلى آلية اكتساب المعرفة والمهارات والقدرات. الارتباط الاجتماعي: يقيس مدى قدرة الطالب على الاندماج في المجتمعات الثقافية والاجتماعية والتعلم التعاوني. القدرات الذاتية: يقيس قدرة الطالب كشخص مستقل قادر على اتخاذ القرارات بمفرده وتحمل المسؤولية.ثم قامت الدراسة بإجراء تحليل تجميعي لأكثر من 133 دراسة مستقلة ومنفصلة، تضمنت هذه الدراسات 188 تجربة بين عام 2022 وحتى عام 2025، وشملت مراحل تعليمية مختلفة بدءا من التعليم العالي وحتى المدارس المعتادة ورياض الأطفال في بعض الدراسات.
ووقع اختيار الدراسة على نموذج "شات جي بي تي" بشكل أساسي، إذ تم استخدامه في 87% من إجمالي التجارب التي شملتها الدراسة.
أثر إيجابي على كفاءة التعليموخلصت نتائج الدراسة إلى أن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي كان لها أثر إيجابي واضح وكبير على كفاءة التعليم وجودة العملية نفسها.
إعلانويعني هذا أن الطلاب الذين اعتمدوا على نماذج الذكاء الاصطناعي أظهروا معدل تحصيل أعلى من غيرهم حال استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي كمدرس خاص يمكنك الحديث معه.
كما أن هذه النتائج كانت أكثر وضوحا عندما وجد الطلاب إطارا واضحا لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من أجل الوصول إلى النتائج المرجوة وفهم المطلوب منهم.
ووجدت الدراسة أيضا أثرا إيجابيا في عملية التواصل الاجتماعي بين الطلاب المختلفين، ولكن هذا الأثر اعتمد بشكل كبير على آلية استخدام الذكاء الاصطناعي، إذ شجعت الأدوات الطلاب على الجلوس معا ومناقشة الأوامر والنتائج الخاصة بها.
ولكن أثر الذكاء الاصطناعي على تنمية القدرات الذاتية كان الأقل بشكل عام، ورغم كونه أثرا إيجابيا في المجمل، فإنه كان أقل من غيره.
ويمكن فهم هذا الأمر لأن الذكاء الاصطناعي يتخذ القرارات العلمية ويتبع النُّهج المختلفة دون العودة إلى الطلاب.
هل أثر الذكاء الاصطناعي إيجابي؟لا يمكن القول بشكل قاطع إن الذكاء الاصطناعي له أثر إيجابي أو سلبي، إذ يعتمد الأمر بشكل واضح على آلية الاستخدام التي يقوم بها فرد مع الذكاء الاصطناعي.
وفي حالة هذه الدراسة، اعتمد الطلاب على الذكاء الاصطناعي ليكون مدرسا مساعدا يوضح لهم ما لم يتمكنوا من فهمه، ولكن إن انعكس الأمر واعتمد الطلاب على الذكاء الاصطناعي لأداء المجهود بنفسه ودون محاولة فهم الدروس المطلوبة منهم يصبح هذا الأثر سلبيا بشكل كبير.
ويعزز البحث أهمية توفير الدعم الملائم وآليات التقييم المرنة، إذ إن الطلاب البارعين في استخدام التكنولوجيا يستفيدون من تقنيات الذكاء الاصطناعي أكثر من غيرهم دون النظر للمستوى التعليمي.