لا للغش ونعم للإبداع.. جامعة الأميرة نورة تضبط بوصلة الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
أطلقت جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، سياسة متكاملة لتنظيم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، في خطوة استراتيجية تهدف إلى الاستفادة من الإمكانات الهائلة لهذه التقنيات مع الحفاظ على النزاهة الأكاديمية والمبادئ الأخلاقية.
وتأتي هذه السياسة، التي جرى اعتمادها رسمياً، لتشمل كافة منسوبي الجامعة من أعضاء هيئة تدريس وباحثين وطلاب وكادر إداري، لتكون بمثابة خارطة طريق نحو توظيف مسؤول وفعال للتكنولوجيا في البيئة الأكاديمية.
عمادة التطوير والجودة تُطلق "سياسة استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي"https://t.co/HOha9wvJwd#جامعة_الأميرة_نورة#PNU pic.twitter.com/zfzcz0hI4f— جامعة الأميرة نورة (@_PNU_KSA) October 7, 2025التوجهات الوطنيةوتستند السياسة الجديدة في مبادئها على التوافق مع التوجهات الوطنية للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي ”سدايا“ والمركز الوطني للتعلم الإلكتروني.
أخبار متعلقة ”الري“ تضخ 40 مليون م³ في أودية القنفذة لدعم المزارعينبحضور محافظ خليص.. تكريم 112 معلمًا ومعلمة في احتفال تعليم جدة بيوم المعلمويغطي نطاق تطبيقها جميع البرامج الأكاديمية والوحدات التعليمية والبحثية في الجامعة، بمختلف أنماط الدراسة سواء كانت حضورية أو عن بعد، ما يجعلها إطاراً تنظيمياً شاملاً يواكب التطورات المتسارعة في المشهد التعليمي العالمي.استخدام الذكاء الاصطناعيوحددت الجامعة إرشادات واضحة لكل فئة من منسوبيها؛ حيث يُسمح لأعضاء هيئة التدريس باستخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم الأنشطة التعليمية، وتقديم شروحات إضافية للطلاب، ودعم أصحاب الاحتياجات الخاصة.
وفي المقابل، ألزمتهم السياسة بتوضيح الاستخدامات المسموح بها وغير المسموح بها للطلاب في كل مقرر دراسي، مع تجنب الاعتماد على أدوات كشف المحتوى المولد آليًا نظرًا لعدم دقتها، والتركيز بدلاً من ذلك على بناء الثقة وتصميم تقييمات أصيلة.مبادئ النزاهة الأكاديميةبالنسبة للطلاب، تفتح السياسة الباب أمامهم للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في العصف الذهني، وتلخيص النصوص، والحصول على تغذية راجعة فورية، ما يعزز التعلم الشخصي والتفاعلي.
ومع ذلك، تؤكد السياسة على أن الطالب يظل المسؤول الأول عن أصالة عمله، وتلزمه بالإشارة الصريحة إلى أي محتوى تم إنشاؤه بمساعدة هذه الأدوات في الحالات المسموح بها، محذرة من أن الاستخدام غير المشروع يعد انتهاكًا لمبادئ النزاهة الأكاديمية وشكلاً من أشكال الانتحال العلمي.البيانات البحثيةولم تغفل السياسة دور الباحثين، حيث يمكنهم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في إعداد المراجعات الأدبية، وتحليل البيانات، وتنظيمها، شريطة التحقق من دقة المخرجات، والإفصاح بشفافية عن استخدامه عند النشر العلمي، مع الالتزام الصارم بحماية سرية البيانات البحثية.
كما يمكن للكادر الإداري توظيف هذه الأدوات لتعزيز الكفاءة التشغيلية عبر صياغة المراسلات، وإعداد التقارير، وتحليل البيانات، مع تحمل المسؤولية الكاملة عن المحتوى الناتج وحماية سرية معلومات الجامعة.ضمان الأمن والخصوصيةوتضع السياسة مبادئ أساسية يخضع لها الجميع، أهمها المساءلة الكاملة عن أي عواقب سلبية ناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي، والتقييم النقدي للمعلومات المولدة، والحذر من التحيزات المحتملة في بيانات النماذج اللغوية.
كما تشدد على حظر إدخال أي بيانات شخصية أو معلومات سرية في هذه المنصات لضمان الأمن والخصوصية.حقوق الملكية الفكريةوسيتولى مركز الذكاء الاصطناعي في الجامعة الإشراف على تطبيق السياسة ومتابعة الالتزام بها في مختلف الكليات والإدارات. وأوضحت الجامعة أن أي مخالفة لبنود هذه السياسة ستخضع للوائح الانضباطية المعتمدة لديها والمتعلقة بالنزاهة الأكاديمية وحقوق الملكية الفكرية.
وقد صُممت هذه السياسة لتكون وثيقة حية، حيث من المقرر تحديثها بشكل دوري كل ثلاث سنوات أو كلما دعت الحاجة، لضمان مواكبتها للمستجدات التكنولوجية والتنظيمية.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: الرياض جامعة الأميرة نورة الذكاء الاصطناعي التقنيات النزاهة الأكاديمية استخدام الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی جامعة الأمیرة نورة
إقرأ أيضاً:
سام ألتمان رائد أعمال أميركي ترك الجامعة وقاد تطوير الذكاء الاصطناعي
سام ألتمان، ملياردير أميركي وأحد أبرز رواد التكنولوجيا في وادي السيليكون، موطن أكبر شركات التقنية في العالم. وُلد عام 1985 في مدينة شيكاغو، وترأس برنامج الدعم المكثف للشركات الناشئة "واي كومبينيتر" بين عامي 2014 و2019، وأصبح بعد ذلك المدير التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" المطورة لبرنامج الذكاء الاصطناعي "شات جي بي تي".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أقاله مجلس إدارة الشركة، مما دفع أكثر من 700 موظف للمطالبة بعودته، فعاد ألتمان إلى منصبه وواصل قيادة "أوبن إيه آي" نحو التوسع والابتكار.
المولد والنشأةوُلد صمويل هاريس ألتمان، المعروف بـ"سام ألتمان"، يوم 22 أبريل/نيسان 1985 في مدينة شيكاغو شمال شرق ولاية إلينوي الأميركية، وانتقل في طفولته إلى ضواحي مدينة سانت لويس بولاية ميزوري في الغرب الأوسط الأميركي.
نشأ ألتمان في أسرة يهودية، وكان والده جيري ألتمان وسيطا عقاريا، بينما كانت والدته، كوني جيبستين، طبيبة جلدية. وله 3 أشقاء هم جاك وماكس وأخت تُدعى آني.
أبدى ألتمان منذ صغره اهتماما بالحواسيب والبرمجة، وامتلك وهو في سن الثامنة أول جهاز حاسوب من نوع "آبل ماكنتوش"، وكان ستيف جوبز، مؤسس شركة آبل، مصدر إلهام له أثناء طفولته.
الدراسة والتكوين العلميالتحق ألتمان بمدرسة "جون بوروغز"، وهي مؤسسة تعليمية خاصة مرموقة تقع في مدينة لاديو بولاية ميزوري. بعد ذلك درس علوم الحاسوب في جامعة ستانفورد، إحدى أفضل الجامعات تصنيفا على مستوى العالم، لكنه قرر الانسحاب عام 2005 بعد عام واحد فقط لمتابعة مشاريعه في المجال التقني.
بدأت رحلة ألتمان في عالم الأعمال وهو في الـ19 من عمره، حين شارك في تأسيس شركة "لوبت"، وهو تطبيق شبكات اجتماعية يتيح للمستخدمين مشاركة مواقعهم الجغرافية مع أصدقائهم.
كانت "لوبت" من أوائل الشركات التي حصلت على تمويل من برنامج الدعم المكثف للشركات الناشئة "واي كومبينيتر". ورغم أن التطبيق جذب شراكات مع شركات الاتصالات اللاسلكية مثل سبرينت، فإنه لم ينجح في استقطاب عدد كبير من المستخدمين.
وفي عام 2012، استحوذت على "لوبت" شركة الخدمات المصرفية "غرين دوت" مقابل 43 مليون دولار أميركي.
إعلانفي عام 2011، بدأ ألتمان العمل بدوام جزئي في "واي كومبينيتر"، وفي العام التالي أسس بالشراكة مع شقيقه ماكس صندوق الاستثمار المغامر "هايدرازين كابيتال"، المتخصص في الاستثمارات عالية المخاطر.
وبعد فترة وجيزة، طلب مؤسسا "واي كومبينيتر" بول غراهام وجيسيكا ليفينغستون من ألتمان أن يخلف غراهام في منصب الرئيس، فقبل العرض وتولى المسؤولية عام 2014.
وأثناء فترة قيادته رسخ ألتمان مكانة المؤسسة باعتبارها أبرز وجهة لرواد الأعمال الراغبين في تعلم كيفية بناء شركات ناجحة، إذ تجمع "واي كومبينيتر" مؤسسي الشركات الناشئة مرتين سنويا في برنامج يمتد 3 أشهر، يتعلمون أثناءها كيفية تحويل أفكارهم إلى مشروعات تجارية قابلة للنمو.
كما تمنح "واي كومبينيتر" كل شركة ناشئة تمويلا بقيمة 500 ألف دولار مقابل حصة من أسهمها. وبحلول عام 2019، حين تنحى ألتمان عن رئاستها، كانت قد دعمت نحو 1900 شركة ناشئة، من أبرزها شركتا التوصيل إنستاكارت ودورداش ومنصتا ريديت وتويتش.
في عام 2015 كان لألتمان دور محوري في تأسيس شركة "أوبن إيه آي" باعتبارها منظمة غير ربحية تهدف إلى تطوير الذكاء الاصطناعي من أجل خدمة الإنسانية. تولى ألتمان إلى جانب الملياردير إيلون ماسك الرئاسة المشتركة للمنظمة.
بدأت أوبن إيه آي بتمويل قدره مليار دولار أميركي، ساهم فيه كل من ألتمان وماسك ورجل الأعمال بيتر ثيل وشركة الحوسبة السحابية أمازون ويب سيرفيسز وآخرون.
انطلق تأسيس "أوبن إيه آي" من إدراك مؤسسيها قوة الذكاء الاصطناعي وتساؤلهم حول كيفية توجيه تلك القوة لصالح الإنسان. وشبه ألتمان عمل الشركة بـ"مشروع مانهاتن" الذي طور أول قنبلة ذرية، قائلا إن "أوبن إيه آي" تعمل "على مستوى الطموح ذاته لمشروع مانهاتن".
وفي عام 2018، أخبر ماسك ألتمان بأنه ينبغي له قيادة "أوبن إيه آي" حتى تتمكن من اللحاق بمنافستها شركة غوغل في مجال الذكاء الاصطناعي. غير أن ألتمان رفض عرض ماسك، فغادر الأخير المؤسسة مما وضعها في موقف صعب باعتباره أحد أبرز مموليها.
ونظرا لأن تطوير الذكاء الاصطناعي يتطلب موارد حاسوبية ضخمة، أنشأت "أوبن إيه آي" في عام 2019 شركة ربحية محدودة لتمويل أعمالها، مع إبقاء الإشراف بيد مجلس الإدارة.
أصبح ألتمان المدير التنفيذي للكيان الربحي الجديد، الذي دخل في شراكة إستراتيجية مع شركة "مايكروسوفت" لاستخدام خدمة الحوسبة السحابية "آزور".
حصلت مايكروسوفت على حصة تبلغ نحو 49% من أوبن إيه آي، ودمجت تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في منتجاتها المختلفة.
حققت "أوبن إيه آي" تحت قيادة ألتمان تقدما كبيرا في تطوير النماذج اللغوية الكبيرة، وهي أنظمة تُدرب على كميات ضخمة من النصوص لتقديم إجابات دقيقة على استفسارات المستخدمين، إلى جانب تطورات بارزة في معالجة اللغة الطبيعية، التي تمكن الحواسيب من التفاعل مع لغة البشر.
إعلانوأدى إطلاق "شات جي بي تي" في أواخر عام 2022 إلى إشعال اهتمام عالمي واسع بالذكاء الاصطناعي، بفضل قدرته على التفاعل الفوري مع المستخدمين ومهاراته في اللغات، خاصة الإنجليزية.
وفي عام 2023، اختارت مجلة تايم ألتمان ضمن قائمتها لأكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم، كما أدلى بشهادته أمام الكونغرس الأميركي داعيا إلى سن تشريعات تنظم صناعة الذكاء الاصطناعي.
بفضل قيادته، أصبحت "أوبن إيه آي" من أبرز الكيانات في العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، وأسهمت أبحاثها وتطبيقاتها في النماذج اللغوية والروبوتات والتعلم المعزز في رسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي العالمي.
جدل بالشركةفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلن مجلس إدارة "أوبن إيه آي" فصل ألتمان من منصب الرئيس التنفيذي بسبب أنه "لم يكن صريحا باستمرار في تواصله مع المجلس"، كما أفاد أن رئيس المجلس كريك بركمان سيستقيل أيضا.
تلت ذلك أيام من الاضطرابات داخل الشركة، إذ وقع أكثر من 700 موظف في "أوبن إيه آي" على رسالة إلى أعضاء مجلس الإدارة يطالبونهم فيها بالاستقالة ويهددون فيها بترك الشركة إذا لم يُعد تعيين ألتمان وبركمان.
وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت"، ساتا نادالا، أن ألتمان وبركمان سيقودان فريقا لأبحاث الذكاء الاصطناعي في الشركة، ومع ذلك استمرت المفاوضات بين ألتمان ومجلس إدارة "أوبن إيه آي".
وفي اليوم التالي، وافق جميع أعضاء مجلس إدارة "أوبن إيه آي" ماعدا واحدا على الاستقالة، وعُين مجلس جديد، وعاد ألتمان وبركمان إلى الشركة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2025، أتمت "أوبن إيه آي" صفقة ضخمة سمحت لموظفيها ببيع أسهم في الشركة على أساس تقييم يبلغ 500 مليار دولار أميركي. ووفقا لوكالة بلومبيرغ تمكنت "أوبن إيه آي" بذلك من تجاوز شركة "سبيس إكس" التابعة لإيلون ماسك، لتصبح أكبر شركة ناشئة في العالم.
إلى جانب ريادة الأعمال، ساعد ألتمان في العديد من الأعمال الخيرية، بما في ذلك مشاركته أثناء جائحة كورونا (كوفيد-19) في تأسيس مشروع كوفالينس، الذي يهدف إلى تعزيز التجارب السريرية لدراسة وتقييم كفاءة العلاجات الطبية.
صافي الثروةوفقا لمجلة فوربس، يُعد سام ألتمان واحدا من بين 2500 أغنى شخص في العالم، إذ تقدر ثروته الصافية بنحو 1.9 مليار دولار أميركي حتى 20 أغسطس/آب 2025.
ورغم أن قيمة شركة "أوبن إيه آي" بلغت 157 مليار دولار أميركي في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، فإن الجزء الأكبر من ثروة ألتمان لا يأتي منها، إذ لم يحصل على أي حصص عند إطلاقها عام 2015، وهو ما أثار حينها قلق المستثمرين بشأن ثقته بالمشروع.
ويعود معظم ثروة ألتمان إلى استثماراته، بما في ذلك حصصه في شركات سترايب وريديت وهيليون. ووفقا لمجلة فورتشن، بلغت قيمة حصته في ريديت وحدها 1.4 مليار دولار أميركي بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2024.