رجل في دبي يخضع لجراحة دماغية معقدة وهو مستيقظ في أن أم سي ويتعافى بأمل متجدد
تاريخ النشر: 19th, August 2025 GMT
في إنجاز طبي لافت يجمع بين الرعاية الطبية المتقدمة وقوة إرادة المريض، نجح مستشفى أن أم سي التخصصي – النهدة، دبي، في إجراء جراحة دماغ دقيقة ومعقدة لمريض يعمل في قطاع الفنادق بدبي، وهو في حالة يقظة، ما مكنه من التعافي من ورم دماغي معقد مع الحفاظ على وظائف الحركة الحيوية.
بدأ السيد ريموندو أوميغا، المقيم منذ فترة طويلة في دولة الإمارات والعامل في قطاع الضيافة، يعاني العام الماضي من مشكلات صحية غير مفسرة.
أظهرت الفحوصات التصويرية المتقدمة وجود آفة عميقة داخل القشرة الدماغية الناطقة في الفص الجبهي الأيمن، وهي منطقة في الدماغ تتحكم في الحركة الإرادية. ورغم أن التصوير أشار إلى احتمال خطورتها، إلا أن أخذ عينة من الأنسجة كان ضرورياً لتحديد ماهيتها بدقة وأفضل سبل علاجها.
تولى الدكتور شارات كومار ميلا، أخصائي جراحة المخ والأعصاب في مستشفى أن أم سي التخصصي – النهدة، هذه الحالة المعقدة، قائلاً: «موقع الورم جعل العملية شديدة الصعوبة. كان هدفنا الأول هو تأكيد التشخيص عبر الخزعة.
العملية كانت دقيقة للغاية، لأن الآفة أثرت على القشرة الحركية المسؤولة عن إرسال الإشارات إلى العضلات للتحرك، وكذلك على مناطق التخطيط والتنسيق للحركات المعقدة قبل تنفيذها (مناطق برودمان 4 و6). اضطررنا للتخطيط الدقيق للخزعة لتجنب أي مشكلات عصبية. وباستخدام ذراع روبوتية موجهة بالملاحة العصبية، تمكنا من أخذ العينة بأمان ودون أي عجز عصبي».
أكدت الخزعة أن الورم من نوع الورم الدبقي عالي الدرجة وسريع الانتشار، ما جعل الهدف هو إزالة أكبر قدر ممكن منه مع الحفاظ على الحركة والسيطرة العضلية. ونظراً لموقع الورم، اعتُبر إجراء جراحة دماغية مع المريض وهو مستيقظ (استئصال القحف أثناء اليقظة) الخيار الأكثر أماناً وفعالية.
أثناء الجراحة، بقي السيد أوميغا واعياً خلال المراحل الحرجة، مما أتاح للأطباء مراقبة الاستجابات الحركية الفورية ورسم خريطة للمناطق الوظيفية في الدماغ. وأوضح الدكتور شارات: «استخدمنا مزيجاً من التصوير بالموجات فوق الصوتية أثناء العملية، والتوجيه بالفلوروسين، والملاحة العصبية، وكلها عملت معاً لتوجيه الإجراء بدقة».
حقق الفريق إزالة كبيرة من الورم مع الحفاظ على الحركة والوظائف الحيوية للمريض. وتمكن السيد أوميغا من المشي فور انتهاء العملية، وخرج من المستشفى بحالة مستقرة بعد أربعة أيام فقط.
وقال السيد أوميغا: «هذه كانت أول عملية جراحية أخضع لها، وكنت متوتراً في البداية، لكن فريق مستشفى أن أم سي التخصصي – النهدة منحني الثقة للمضي قدماً. لقد كانت رعايتهم ودعمهم استثنائيين بحق».
يخضع السيد أوميغا حالياً للعلاج التأهيلي بعد العملية ضمن خطة رعاية شاملة متعددة التخصصات. وتسلط حالته الضوء على أهمية التدخل المبكر، والابتكار التكنولوجي، والعمل التعاوني في تحقيق نتائج متميزة في جراحات المخ والأعصاب.
وشدد الدكتور شارات قائلاً: «عندما يتعلق الأمر بالأورام العصبية، فإن التوقيت هو كل شيء. التشخيص المبكر والتدخل الجراحي في الوقت المناسب يمكن أن يؤثرا بشكل كبير على التعافي والنتائج طويلة المدى. في أن أم سي، نحن ملتزمون دائماً بتقديم رعاية محورها المريض باستخدام أحدث التطورات في التكنولوجيا الطبية».
حول أن أم سي للرعاية الصحية
تُعد أن أم سي للرعاية الصحية واحدة من أكبر شبكات الرعاية الصحية الخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتضم شبكتها 70 منشأة طبية، تشمل مستشفيات متعددة التخصصات معتمدة من اللجنة الدولية المشتركة (JCI)، ومراكز طبية، وعيادات مجتمعية، ومراكز جراحة اليوم الواحد، وعيادات الخصوبة، وخدمات الرعاية الصحية المنزلية، ومرافق الرعاية طويلة الأمد. وتغطي الشبكة الوطنية للمجموعة الإمارات الثلاث الأكثر كثافة سكانية وهي أبوظبي، ودبي، والشارقة، إضافة إلى الإمارات الشمالية رأس الخيمة وعجمان.
تشمل مجموعة أن أم سي للرعاية الصحية علامات تجارية مثل أن أم سي، ومركز بروفـيتا الدولي الطبي، وكوزمسيرج. ويعمل بها حوالي 11,000 موظف وتقدم خدماتها لأكثر من 5.5 مليون مريض سنوياً.
للمزيد من المعلومات حول أن أم سي للرعاية الصحية، يرجى زيارة: nmc.ae
"مادة إعلانية"
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أن أم سی للرعایة الصحیة
إقرأ أيضاً:
من أوائل شهداء النصر.. الشهيد السيد المدبوح لقى ربه شامخا مرفوع الرأس
عرف التاريخ الإنساني معارك فارقة غيّرت مجرى الأحداث وأعادت رسم خرائط الأمم، لكن تبقى حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 من أعظم تلك المعارك، إذ لم تكن مجرد حرب لتحرير الأرض، بل كانت معركة لاستعادة الكرامة والعزة الوطنية، شارك فيها رجال سطّروا بدمائهم أروع ملاحم البطولة والفداء.
ومن بين هؤلاء الأبطال يبرز اسم الشهيد السيد عبد الرازق المدبوح، أحد أبناء مدينة إدكو بمحافظة البحيرة، الذي استشهد في الساعة الأولى من معركة العبور، في السادس من أكتوبر عام 1973، ليكون من أوائل شهداء النصر.
مع دقات الساعة الثانية وخمس دقائق ظهر ذلك اليوم التاريخي، انطلقت الطلعة الجوية المصرية الأولى لتضرب المطارات والقواعد الإسرائيلية في عمق سيناء، معلنة بداية أعظم معارك العرب في التاريخ الحديث.
وفي نفس اللحظة، كانت فرق المشاة المصرية تعبر القناة إلى الضفة الشرقية، ترفع العلم المصري على المواقع الحصينة للعدو، وسط صيحات "الله أكبر" التي دوّت في سماء المعركة.
وفي خضم تلك اللحظات الحاسمة، كان الرقيب الشاب السيد المدبوح ضمن إحدى فرق الاستطلاع المتقدمة، يتقدم الصفوف نحو شرق القناة، ليكتب بدمائه أول سطور النصر، وأثناء اشتباك بطولي مع العدو، أُصيب بشظية قاتلة أردته شهيدًا على أرض سيناء، ليلقى ربه شامخا رافع الرأس، وعمره لم يتجاوز الثالثة والعشرين، فقد ولد عام 1950.
ينتمي الشهيد إلى أسرة المدبوح ذات الأصول الرشيدية، والتي استقرت بمدينة إدكو في أوائل القرن العشرين، حيث كان الجد السيد المدبوح يعمل ترزيا رجاليا عربيا، وهي حرفة اشتهر بها أبناء رشيد لتميزهم ودقتهم في الصناعة، وقد ورث الأبناء تلك المهنة بإتقان، إلى جانب ما عُرف عن الأسرة من طيبةٍ.
كان والد الشهيد، المرحوم عبد الرازق المدبوح، من حفظة القرآن الكريم، وكان قارئا مجيدا يتصدر المحاريب في مساجد إدكو، كما كان يجتمع في محل عمله المثقفون وأصحاب الرأي في ما يشبه الصالون الثقافي، يتبادلون الشعر والأدب والفكر والدين.
أما الشهيد السيد المدبوح، فقد نشأ في هذا الجو الوطني والثقافي الرفيع، متأثرا بتاريخ خاله محمود الطويل، أحد رموز ثورة 1919 برشيد.
وفي لوحة الشرف التي تحمل أسماء شهداء أكتوبر بمدينة إدكو، يحمل اسم الشهيد السيد عبد الرازق المدبوح الرقم (6)، تخليدًا لذكراه الطاهرة.
لقد كانت بداية حرب ونهاية حياة، لكنها حياة امتدت في ذاكرة الوطن، فصار الشهيد السيد المدبوح رمزًا لجيلٍ آمن بأن النصر لا يُصنع إلا بالتضحية، وأن مصر لا تنسى أبناءها الذين منحوا الدم فداء لترابها الطاهر.
ومن بين شهداء مدينة إدكو بمحافظة البحيرة الذين سطّروا بدمائهم الزكية صفحات من المجد في سجل الوطن، الشهيد شندي سعد شندي بلال، أحد أبطال الجيش الثاني الميداني سلاح المهندسين، والذي نال شرف الشهادة في السابع عشر من أكتوبر أثناء أداء واجبه الوطني.
كما يخلّد التاريخ اسم الشهيد محمد عبد الحميد اللباني، الذي يرقد في مقابر الشهداء ببورسعيد، والشهيد محمد فتح الله حمزة حراز الحاصل على نوط الواجب من الطبقة الأولى تقديرًا لتفانيه وبطولته النادرة.
هؤلاء الأبطال وغيرهم من أبناء إدكو الأبرار سيظلون رموزًا للفداء والعطاء، ونقطة مضيئة في ذاكرة الوطن الخالدة.