لقي فلسطيني حتفه في اشتباك نادر بين قوات الأمن الفلسطينية ومسلحين في الضفة الغربية الأربعاء في ظل حالة من عدم اليقين تحيط بمستقبل القيادة الفلسطينية مع اتساع هوة الخلافات الداخلية.

وفي حادث منفصل، قالت الشرطة الإسرائيلية إن فتى يشتبه في تنفيذه هجوم طعن في القدس قُتل بالرصاص في أحدث واقعة من العنف المتصاعد بين الإسرائيليين والفلسطينيين المستمر منذ أشهر.

ويأتي هذا بعد مداهمات مكثفة ينفذها الجيش الإسرائيلي منذ أشهر في مناطق بالضفة الغربية حيث زاد نشاط مسلحين فلسطينيين في ما يمثل تحديا للسلطة الفلسطينية المدعومة دوليا.

وقال شهود إن رجلا قتل في بلدة طولكرم بالضفة الغربية بعد وصول أفراد من قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لفتح طرق مؤدية لمخيم لاجئين هناك بعد أن أغلقها مسلحون تحسبا لعمليات توغل إسرائيلية. وقالت السلطة الفلسطينية إن سكانا اشتكوا من أن حواجز الطرق تشكل خطرا على المارة ومدرسة.

وخلال تبادل لإطلاق النار تلا ذلك، لقي فلسطيني يبلغ من العمر 25 عاما حتفه. ووصف سكان الشاب، بأنه ليس مرتبطا بالسلطة الفلسطينية ولا الفصائل المسلحة. ولم تتضح بعد تفاصيل أوفى عن ملابسات الواقعة.

ونشر عدة مسلحين مقطعا مصورا اتهموا فيه السلطة الفلسطينية بقتله.

وقال أحد المسلحين "نحن نقف اليوم لنقول للجميع إننا لن نسكت على هذا الفعل الذي يدل على مساعدة قوات الاحتلال في اعتقال واغتيال مطاردينا (المطلوبين أمنيا) وإن شباب المخيم وكتيبته لن تتهاون مع من قام بهذا الانتهاك الدموي ولن نسمح للأجهزة الأمنية بدخول المخيم".

ولم يكن لدى السلطة الفلسطينية تعليق على تلك الاتهامات عندما تواصلت معها رويترز.

وقال المتحدث الرسمي باسم المؤسسة الأمنية اللواء طلال دويكات إن مسلحين فتحوا النار أمام مبنى محافظة طولكرم "الأمر الذي استدعى تدخل قوى الأمن لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لضبط الحالة الأمنية، ومنع أي مظاهر تهدد السلم الأهلي في محافظة طولكرم".

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن دويكات أن الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقا في ملابسات ما حدث وطلبت تشريح الجثة. ودعا نشطاء فلسطينيون في مجال حقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق مستقل.

ورفض الرئيس محمود عباس مطالب متكررة من الشعب الفلسطيني بالتنحي خلال عقدين قضاهما في السلطة. ولم يحدد الرجل البالغ من العمر 87 عاما أي خليفة مفضل بينما توقفت منذ عام 2014 محادثات إقامة دولة فلسطينية كانت ترعاها الولايات المتحدة.

وتمارس السلطة الفلسطينية التي تأسست في أعقاب اتفاقات أوسلو للسلام في التسعينيات، حكما محدودا على أجزاء من الضفة الغربية. وتتهمها إسرائيل بالتهاون مع المسلحين الفلسطينيين، بينما تقول السلطة الفلسطينية إن السياسات الإسرائيلية أضعفت نفوذها.

وقُتل مئات الفلسطينيين في مداهمات إسرائيلية منذ اندلاع أحدث موجة من العنف في أوائل 2022.

وفي الفترة نفسها قتل عشرات الإسرائيليين في عمليات إطلاق نار وطعن ودهس بالسيارات نفذها فلسطينيون. كما تصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين.

وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إن قواته أطلقت النار على فلسطيني كان يقودسيارة نحو القوات قرب مدينة الخليل الأربعاء مما أسفر عن إصابة أحد الجنود. ولم تتضح بعد حالة الفلسطيني.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يصادق سرا على إقامة 22 مستوطنة بالضفة.. والسلطة الفلسطينية تدين

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الثلاثاء، إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" صادق "سرا" على بناء 22 مستوطنة جديدة على أراضي الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة.

وذكرت الصحيفة أن الكابينت "صادق سرا (دون تحديد تاريخ) على إقامة 22 مستوطنة جديدة في يهودا والسامرة (التسمية اليهودية للضفة الغربية)".

وأشارت إلى أن القرار يشمل إعادة إنشاء مستوطنتي "حومش" و"سانور" اللتين فُككتا سابقا في إطار خطة "فك الارتباط" عن قطاع غزة.



وتابعت الصحيفة: "الاقتراح تمت المصادقة عليه بمبادرة وزير الجيش يسرائيل كاتس ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش".

ودانت السلطة الفلسطينية، الثلاثاء، مصادقة الاحتلال على بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، واعتبرت ذلك "تصعيدا خطيرا يجر المنطقة إلى دوامة عنف وعدم استقرار".

وقال متحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن "مصادقة حكومة الاحتلال سرا على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، يشكل تصعيدا خطيرا، وتحديا للشرعية الدولية والقانون الدولي".

وأوضح في تصريح صحفي، نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن التصعيد الإسرائيلي يعد "محاولة للاستمرار في جر المنطقة إلى دوامة العنف وعدم الاستقرار"، مذكّرا بأن "الاستيطان جميعه غير شرعي".

وأضاف أن قرار إقامة مستوطنات جديدة "مدان ومرفوض ويخالف بشكل صريح جميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي".

وفي 12 أيار/ مايو الجاري، صادق الكابينت على استئناف تسجيل ملكية الأراضي في المنطقة "جيم" من الضفة الغربية المحتلة، التي تخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة وتشكل نحو 61 بالمئة من مساحة الضفة.

ووقتها، قال وزير الحرب إن القرار "يعيد الاعتبار للاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة" ويُفشل "محاولات السلطة الفلسطينية للسيطرة على المنطقة جيم".

وأشار إلى أن تسوية الأراضي ستدار بقيادة وزارة الحرب.

وتم تجميد تسوية الأراضي بالضفة الغربية، والتي بدأت في العهد الأردني، من قبل السلطات الإسرائيلية بعد احتلال الضفة الغربية عام 1967، فيما حصرت اتفاقية أوسلو عمليات التسوية بالنسبة للسلطة الفلسطينية في المناطق "أ" و "ب"ومنعها في المنطقة "ج".

وباستئناف تسجيل الأراضي، ستتولى وحدة "تسجيل الأراضي" التابعة لوحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة، تنظيم وتسجيل ملكية الأراضي في مناطق (ج)، بما في ذلك إصدار أذونات البيع وجباية الرسوم والإشراف على إجراءات التسجيل، مقابل منع السلطة الفلسطينية من أداء مهامها في هذه المناطق.

وصنفت اتفاقية أوسلو 2 (1995) أراضي الضفة 3 مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و"ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و"ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية وتشكل الأخيرة نحو 61 بالمئة من مساحة الضفة.

وفي 19 تموز/ يوليو 2024، قالت محكمة العدل الدولية، خلال جلسة علنية في لاهاي، إن "استمرار وجود دولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني".

وشددت أن للفلسطينيين "الحق في تقرير المصير" وضرورة "إخلاء المستوطنات الإسرائيلية القائمة على الأراضي المحتلة".



ومنذ أن بدأت الإبادة الجماعية بقطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تكثف "إسرائيل" جرائمها لضم الضفة الغربية إليها، لا سيما عبر الهدم وتهجير الفلسطينيين وتوسيع الاستيطان، وفق السلطات الفلسطينية.

وترتكب "إسرائيل" بدعم أمريكي مطلق منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.

وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، ما أدى إلى مقتل 970 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • المزارع الاستيطانية تغزو الضفة الغربية للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين
  • البرلمان العربي يدين مصادقة الاحتلال على بناء مستوطنات جديدة بالضفة الغربية
  • الغلاء يهدد شعيرة الأضاحي بالضفة الغربية
  • الاحتلال ينفذ اعتقالات ويجرف أراضي الفلسطينيين الزراعية بالضفة
  • مقتل ضابط سوري في اشتباك مع مهربين بريف دمشق
  • إسرائيل تصدق على إقامة وتوسيع 22 مستوطنة بالضفة الغربية
  • توتر أمني في الضفة الغربية.. قوات الاحتلال تقتحم منزل فلسطيني
  • الاحتلال يصادق سرا على إقامة 22 مستوطنة بالضفة.. والسلطة الفلسطينية تدين
  • خطة إسرائيلية لطرد عرب من الداخل بدعوى عملهم مع السلطة الفلسطينية
  • قوّات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 11 فلسطينيًا وتقوم بعمليات هدم وتخريب واسعة بالضفة الغربية