تعاني المُحليات واسعة الانتشار مثل السكارين والأسيسلفام بوتاسيوم من مشكلة في المذاق، حيث تصنع حلاوة فورية يعقبها مذاق مر يحد من تقبل المستهلكين للمشروبات والأغذية منخفضة السعرات.

ولكن دراسة جديدة في دورية "فيبس أوبن بيو" تشير إلى حل واعد، يتضمن تعطيل مستقبلات المرارة البشرية التي ينشطها السكارين ورفاقه باستخدام مركبات عطرية معينة.

"آر-كارفُون" مكون عطري معروف في النعناع الرمحي (بيكسابي)السر في النعناع الرمحي

كان الأبرز بين هذه المركبات "آر-كارفُون" وهو المكون العطري المعروف في النعناع الرمحي، والذي خفض استجابة المرارة من دون أن يضيف إحساس "البرودة" غير المرغوب ذوقيا، والمعروف عن أنواع النعناع.

ويدار الإحساس بالمذاق عبر عائلات من المستقبلات على خلايا براعم التذوق، وتُنسب المرارة إلى عائلة "تاس 2 آر" من المستقبلات، وقد أثبت العلماء أن السكارين ورفاقه من المُحليات ترتبط بتلك المستقبلات وتفعلها، مما ينتج ما يُنتج ذلك "الذيل المر" بعد أول انطباع بالحلاوة.

وتقوم الدراسة الجديدة على تثبيط مستقبلين محددين من هذه العائلة، هما تاس 2 آر 43 وتاس 2 آر31، مما يسمح بالإبقاء على الحلاوة مع قص أثر المرارة.

هذه المثبطات مرشحة للدمج في مشروبات وأغذية الحمية الغذائية كلها (شترستوك)اختبارات خلوية

لدراسة ذلك، أجرى العلماء اختبارات خلوية، حيث يأخذ الباحثون خلايا مُستزرَعة في المختبر ويُدخلون إليها الجينات البشرية لمستقبِلات الطعم المرّ، وتصبح هذه الخلايا قادرة على الاستجابة للسكارين ورفاقه بنفس الطريقة التي تستجيب بها براعم التذوق في الفم.

وعند تعريضها للمُحليات، تقاس شدة الإشارة الخلوية (عادة عبر تغيّر في الكالسيوم داخل الخلية أو عبر مجسات ضوئية مثلا) بعد ذلك يُضاف المركب المراد اختباره (مثل "آر-كارفُون") ويعاد قياس الاستجابة.

وجاءت النتائج، بحسب الدراسة، لتقول بانخفاض الإشارة مقارنة بالحالة الأولى، مما يعني أن المركب ثبط عمل المستقبِل المراري وخفض إحساس المرارة على المستوى الجزيئي.

إعلان تجارب أولية

اللافت بالدراسة أن الأمر لا يقف فقط عند حدود مركبات كالسكارين والأسيسلفام بوتاسيوم، بل إن هذه المثبطات -وعلى رأسها "الكارفون"- مرشحة للدمج بمشروبات وأغذية الحمية الغذائية كلها، بما في ذلك القهوة والشاي المعلب منخفضا السعرات والزبادي والمثلجات منخفضة السعرات، بهدف تحسين القبول الحسي.

ولكن بالطبع تظل تلك التجارب أولية، لأنها تمت في المختبر وعلى الخلايا فقط، وليست على أشخاص متذوقين بعد، وهي خطوة أولى ضرورية لإثبات أن المادة تغير نشاط المستقبلات قبل الانتقال إلى تجارب التذوق الحسية.

كما أن الاستخدام التجاري يتطلب المرور بالكثير من الاختبارات الحسية والتنظيمية اللازمة، كما أن ذلك لا يقلل من مخاطر المُحليات الصناعية، والتي يعتبر الأطباء أن الاكثار منها يمثل ضررا.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الم حلیات

إقرأ أيضاً:

تدخين عدد أقل من السجائر غير كاف للحد من الأضرار التي يتسبب بها التدخين

يواصل انتشار الكم الكبير من المعلومات المضللة تأدية دور سلبي وآثار ضارة على المجتمع بشكل عام، سواء كان الأمر يتعلق بالمناخ أو الطب الحديث، أو غيرها من المواضيع. كما أن صعوبة تمييز هذه المعلومات تقود الأفراد غالباً إلى الكثير من التخبط والضرر على المستويين النفسي والجسدي نتيجة لاتخاذهم قرارات غير قائمة على معلومات صحيحة. وعندما يتعلق ذلك بعادة تدخين السجائر نجد العديد من الخرافات والمعلومات المضللة لا يزال يتم تداولها بكثرة بين الأشخاص.

ومن بين هذه الخرافات المضللة نجد تداول معلومة مفادها أن تقليص عدد السجائر التي يستهلكها المدخن يومياً يسهم في تخفيف الضرر الناجم عن التدخين. وفي الواقع، إن هذه الفرضية غير صحيحة نهائياً، حيث إنه ليس هناك مستوى آمن من تدخين السجائر، بل إن أقل معدل من التدخين يمكن أن يسبب أضراراً صحية كبيرة؛ لذلك فإن المدخنين الحريصين على حالتهم الصحية بحاجة إلى البحث عن الدعم والنصيحة ليتمكنوا من الإقلاع نهائياً عن التدخين واستهلاك النيكوتين دون رجعة. ونعلم جميعنا أن هذا هو الخيار الوحيد للتخلص من التعرض إلى المزيد من المخاطر الصحية التي يتسبب فيها التدخين.

ويحتوي دخان السجائر على أكثر من 6,000 مادة كيميائية، تم تصنيف حوالي 100 مادة منها من قبل هيئات الصحة العامة على أنها ضارة أو قد تكون ضارة. وينتشر اعتقاد خاطئ بين الكثيرين، مفاده أن النيكوتين يشكل الخطر الصحي الأكبر عندما يتعلق الأمر بالتدخين، لكن الحقيقة تشير إلى أن النيكوتين -وعلى الرغم من أنه يسبب الإدمان وغير خال من المخاطر- لا يعد السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين، بل إن الخطر الصحي الحقيقي يكمن في المواد الكيميائية السامة الموجودة في الدخان الناجم عن عملية احتراق السيجارة.

اقرأ أيضاًالمجتمعجامعة طيبة تعلن تعليق الدراسة الحضورية بجميع فروعها

وبالنسبة للمدخنين البالغين الذي لا يقلعون عن التدخين فإنهم بأمسّ الحاجة لاستكشاف بدائل عن استمرارهم بالتدخين لتجنب استنشاق الدخان أثناء حرق التبغ. ويمكن للمنتجات الخالية من الدخان المثبتة علمياً بأنها لا تضم احتراقاً ولا تنتج الدخان أن تقلل مستويات المواد الكيميائية الضارة بشكل كبير ما يجعلها بديلاً أفضل للمدخنين البالغين من الاستمرار في التدخين، على الرغم من أنها غير خالية من المخاطر وتحتوي على النيكوتين الذي يسبب الإدمان.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنه على الرغم من أن النيكوتين لا يعد السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين إلا أنه يتعين على بعض الفئات ممن لديهم حالات صحية خاصة الامتناع تماماً عن استهلاك المنتجات التي تحتوي عليه، بمن فيهم النساء الحوامل والمرضعات والأشخاص المصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومرضى الضغط والسكري. كما أنه يتوجب علينا جميعاً أن نعمل بحرص كبير على على فرض إجراءات صارمة، تمنع تماماً حصول الأطفال واليافعين على المنتجات المحتوية على النيكوتين.

وفي الختام لا بد من الإشارة إلى أن تسليط الضوء على الحقائق هو السبيل الوحيد للمساعدة في فصل الحقيقة عن الخيال، وتجنب المعلومات المضللة لنتمكن من اتخاذ قرارات مستنيرة في حياتنا. ويعتبر الابتعاد عن تدخين السجائر خطوة إيجابية مهما كان شكلها، مع أن الخيار الأفضل دائماً هو الإقلاع تماماً. ولكن بالنسبة لأولئك الذين لن يفعلوا ذلك فإن استكشاف الخيارات الخالية من الدخان يمكن أن يقدم بديلاً أفضل من الاستمرار في التدخين.

مقالات مشابهة

  • «المستشارة التى أرادت أن تصبح السيدة الأولى».. قصة لونا الشبل مع النظام السورى بعد فيديوهات مسربة مع بشار
  • هند الفايز تطمح بأن تصبح رئيسة للوزراء : الكل قعد معي وأخذوا الأرض
  • تدخين عدد أقل من السجائر غير كاف للحد من الأضرار التي يتسبب بها التدخين
  • وداعاً لآلام الكتف الحادة.. علاجات جديدة وتدخل جراحي أقل
  • نبيذ برائحة الكلور ومعكرونة بطعم العطر.. مربية متهمة بتسميم عائلة يهودية في فرنسا
  • وداعا للفوضى.. كيف تعيد ترتيب خزانتك لفصل الشتاء؟
  • علاج قوي لحب الشباب والتجاعيد.. فوائد المر لصحة البشرة
  • وداعاً للمس.. إطلاق أول هاتف في العالم يعمل ذاتياً دون أي تدخل بشري
  • كاس العرب 2025 .. تونس تحقق فوزا بطعم العلقم على قطر
  • زيت تركي بطعم التاريخ.. معصرة حجرية تقاوم الزمن في أرتفين