مكة المكرمة جوهرة مدائن الدنيا وأقدسها على الاطلاق وهي خير بقاع الأرض، ومهبط الوحي ومُنطلق رسالة الإسلام، وهي أم القرى وما سواها تبع لها ، سُميت مكة بعدة أسماء منها: بكة، وأم القرى، والبلد الأمين، والبلد، والبلدة، والبيت العتيق، والقرية، قال تعالى عنها: (إن أول بيتٍ وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدًى للعالمين).
ترى أمامك جانباً من جوانب هذه المدينة، حيث الكعبة المشرفة ، رمز الجلال والجمال ، والمسجد الحرام أول بيت وضع للناس ، وزمزم والحجر والمقام ، والحطيم والملتزم والصفا والمروة ، بيت معظم وكعبة مشرفة طاف حولها الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ، قبلة المسلمين يتجهون إليها كل يوم خمس مرات ، ويحجون ويعتمرون لبيت الله العتيق ، بناه خليل الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام على التوحيد ، مركز الكرة الأرضية ، ومهوى أفئدة الملايين من البشر ، تشتاق إليه القلوب والأرواح قبل الأقدام ، ولد في مكة المكرمة سيد الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعاش فيها ، وأحبها من قلبه ، ودعا قومه إلى الإسلام ، وهي أصل حضارات العالم ، والكرم والأصالة، والأخلاق الجذابة ، والعلم والثقافة ، والفهم والنجابة ، والأدب والسياسة.
وسُمي (الحرم) لأنه مكانٌ يحرم فيه ما يباح في مكانٍ غيره، وتعد مكة المكرمة حرماً اختاره الله واختصه بمكانةٍ مقدسة، حيث قال عنها نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (إنه لا يحل لأحد أن يسفك فيه دماً، أو يعضد فيه شجرة، ولا ينفر صيده، ولا يختلى خلاه، ولا تلتقط لقطته إلا لمنشد)، فلا يدخل منطقة الحرم إلا مسلم، ويحرم فيه القتال، ولا يجوز قطع شجرة أو الصيد فيه، ويجب على المسلم احترام قدسيته وعظمته، والحرص على عمل الصالحات فيه.
وتمتاز منطقة وحدود الحرم بأكملها بفضلٍ عظيمٍ أنعم به الله عليها، ففيها تُعقد النوايا لأداء العبادات ويتضاعف أجر الصلاة وجميع العبادات بمائة ألف ، وتمتد هذه حدود الحرم حتى:
5 كيلو متر شمال مكة، عند مسجد السيدة عائشة -رضي الله عنها-.
20 كيلو متر جنوب مكة، باتجاه عرفة من المسجد الحرام.
18 كيلو متر غرب مكة، باتجاه جدة عند حي الحديبية.
14 ونصف كيلو متر شرق مكة، عند جعرانة.
ولا يقتصر هذا الفضل على المسجد الحرام وحسب، بل يُضاعف أجر الصلاة الواجبة والنافلة وسائر العبادات على امتداد حدود الحرم هذه.
وفي مواسم الأمطار تزداد مكة جمالاً ورونقاً وبهاء.
فانظر إلى هذا الجمال بقلبك، وتمتع ببديع صُنع الباري:
مَن لم يرَ هذا الجمالَ بقلبه ** خسرَ الجمالَ ولم ترَ عيناه
فافتح كتابَ الكون تقرأْ قصةً ** هل في الوجود حقيقةٌ إلا هو.
اللهم وفق كل المسلمين في كل دول العالم لزيارة مكة المكرمة ، ليجدوا السعادة والراحة النفسية ، ويفوزوا بعظيم الأجر والثواب.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: مکة المکرمة کیلو متر
إقرأ أيضاً:
مصير تارك الصلاة في أول ليلة بالقبر
قال الشيخ محمد أبو بكر، الداعية الإسلامي، إن هناك وادى فى جهنم اسمه “ الغي”، وهذا الغي لمن ترك صلاته أو فرط فيها بغير عذر.
وأضاف “ أبو بكر”، فى فيديو منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه يجب على من سهى عن صلاته أن يحذر، قال تعالى ((فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ))، والويل هذا هو وادى فى جهنم شره كعذابه تستغيث منه جهنم ليس لمن ترك الصلاة كليا ولكن لمن سهى عن صلاته وضيع وقتها بغير عذر، قال النبي صلى الله عليه وسلم من جمع بين صلاتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا تتركن صلاة متعمدا فإنه من ترك صلاة متعمداً برئت منه ذمة الله))، ومن أخر الصلاة قال الله عز وجل ((وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا )).
وتابع قائلاً: بعذر كل واحد لا يحافظ على الصلاة لأنه مسكين مش فاهم الصلاة دي معناها ايه، وسألت شيخي ذات مرة يعني ايه صلاة قال لي (( ببساطة لقاءا مع الله قد تحدد لك)).
أما مسألة ترك الصلاة: ثم تكلم رحمه الله تعالى عن حكم تارك الصلاة فقال:" ﻭﺃﻣﺎ ﺗﺎﺭﻙ اﻟﺼﻼﺓ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻜﺮا ﻟﻮﺟﻮﺑﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﺈﺟﻤﺎﻉ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻦ ﻣﻠﺔ اﻹﺳﻼﻡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺮﻳﺐ ﻋﻬﺪ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺎﻟﻂ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺪﺓ ﻳﺒﻠﻐﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺟﻮﺏ اﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺗﺮﻛﻪ ﺗﻜﺎﺳﻼ ﻣﻊ اﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﻭﺟﻮﺑﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺪ اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻴﻪ.
المذهب الأول: ﺬﻫﺐ ﻣﺎﻟﻚ ﻭاﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺣﻤﻬﻤﺎ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ ﻭاﻟﺨﻠﻒ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻞ ﻳﻔﺴﻖ ﻭﻳﺴﺘﺘﺎﺏ ﻓﺈﻥ ﺗﺎﺏ ﻭﺇﻻ ﻗﺘﻠﻨﺎﻩ ﺣﺪا ﻛﺎﻟﺰاﻧﻲ اﻟﻤﺤﺼﻦ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻘﺘﻞ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ.
المذهب الثاني: ﺫﻫﺐ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻔﺮ ﻭﻫﻮ ﻣﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ اﻟﻠﻪ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻫﻮ ﺇﺣﺪﻯ اﻟﺮﻭاﻳﺘﻴﻦ ﻋﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻭﺑﻪ ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺭاﻫﻮﻳﻪ ﻭﻫﻮ ﻭﺟﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻮاﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ.
المذهب الثالث: ﺫﻫﺐ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻜﻮﻓﺔ ﻭاﻟﻤﺰﻧﻲ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺣﻤﻬﻤﺎ اﻟﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﻭﻻ ﻳﻘﺘﻞ ﺑﻞ ﻳﻌﺰﺭ ﻭﻳﺤﺒﺲ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻠﻲ.
هل تارك الصلاة كافر ؟هذا وقد اﺣﺘﺞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﻜﻔﺮﻩ ﺑﻈﺎﻫﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻭﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭاﺣﺘﺞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﻳﻘﺘﻞ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﺤﻞ ﺩﻡ اﻣﺮﺉ ﻣﺴﻠﻢ ﺇﻻ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﺛﻼﺙ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ، حجة الجمهور على عدم تكفير تارك الصلاة .
واﺣﺘﺞ اﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ (ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻐﻔﺮ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻪ ﻭﻳﻐﻔﺮ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎء)ﻭﺑﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ (ﻻ ﺇﻟﻪ اﻻ اﻟﻠﻪ ﺩﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ) ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﺩﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻭﻻ ﻳﻠﻘﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺒﺪ ﺑﻬﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﺷﺎﻙ ﻓﻴﺤﺠﺐ ﻋﻦ اﻟﺠﻨﺔ ﺣﺮﻡ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟك، ﻭاﺣﺘﺠﻮا ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻠﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ (ﻓﺈﻥ ﺗﺎﺑﻮا ﻭﺃﻗﺎﻡ اﻟﺼﻼﺓ ﻭﺁﺗﻮا اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﺨﻠﻮا ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ)، ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ (ﺃﻣﺮﺕ ﺃﻥ ﺃﻗﺎﺗﻞ اﻟﻨﺎﺱ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮﻟﻮا ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻭﻳﻘﻴﻤﻮا اﻟﺼﻼﺓ ﻭﻳﺆﺗﻮا اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﺈﺫا ﻓﻌﻠﻮا ﺫﻟﻚ ﻋﺼﻤﻮا ﻣﻨﻲ ﺩﻣﺎءﻫﻢ ﻭﺃﻣﻮاﻟﻬﻢ).
قال رحمه الله تعالى :ﻭﺗﺄﻭﻟﻮا ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺒﺪ ﻭﺑﻴﻦ اﻟﻜﻔﺮ ﺗﺮﻙ اﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺑﺘﺮﻙ اﻟﺼﻼﺓ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﻫﻲ اﻟﻘﺘﻞ .
الخلاصة أن رأي اللجنة العلمية وكذلك كل من يقول إن كل تارك للصلاة كافر كما هو الحال هنا فإنه لم يأخذ برأي الجمهور وكذلك عرضه للمسألة بذكر رأي واحد فقط هو نوع من الخلط على الناس، فمسألة الحبس أو القتل ونحو ذلك كل هذا مرجعه في العصر الحديث إلى القضاء فقط حتى لا تعم الفوضى البلاد.