هل النبي محمد أول خلق الله؟.. علي جمعة: لـ5 أسباب بالأدلة
تاريخ النشر: 28th, August 2025 GMT
لعل الاستفهام عن هل النبي محمد أول خلق الله ؟ به قدر كبير من العجب ، خاصة وأننا نعلم أنه -صلى الله عليه وسلم - هو خاتم الأنبياء والمرسلين، فيما يظن الكثيرون أن سيدنا آدم -عليه السلام - هو أول خلق الله تعالى- وهل ما يجعل سؤال : هل النبي محمد أول خلق الله ؟ مدعاة للشك والحيرة .
. علي جمعة: تفتح 25 بابًا مُغلقًا
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إننا تعلمنا في الأزهر النظر للمسائل من حيثيتها، وهذا ينطبق على حقيقة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أول خلق الله سبحانه وتعالى أم لا.
وأوضح “ جمعة ” في إجابته عن سؤال: ( هل سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أول خلق الله ؟)، أن هناك أولية مطلقة وأولية نسبية، لذا فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- أول خلق الله باعتباره أعلى خلق الله تعالى، يعنى هو على قمة الهرم البشري، وأول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة.
وتابع: أما من حيث الأولية الزمنية فكان مخلوقًا قبله أنبياء كثر ومن ضمنهم سيدنا آدم -عليه السلام-، فإذن النبي -صلى الله عليه وسلم- ليس أول خلق الله من ناحية الأولية الزمنية وإنما هى أولية الأفضلية.
كيف أول الخلق وخاتم الأنبياءوأشار إلى أننا عندما نقول “يا أول خلق الله” فهذا كلام صحيح من جهة التكريم والأفضلية وليست الزمنية، وهذه أمور واضحة ، في دراستنا يكون من حيثية الأفضلية.
وكان مفتي الجمهورية الأسبق قد أشار إلى أن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو ذلك الفارس الكريم، الذي يُلخص قضية الخلق جميعها ، فهو -صلى الله عليه وسلم- يلخص مراد الله من خلقه؛ ويلخص قضية التوحيد.
وأكمل: ويلخص قضية التشريع، ويلخص قضية الإنسان، ويلخص عودته إلى ربه في يومٍ يُبنؤنا فيه ربنا بما كنا فيه نختلف، منوهًا بأن أيام الله على قسمين: قسم كان قبل ميلاد الحبيب المصطفى والنبي المجتبى -صلى الله عليه وسلم- .
بدأ بعد ميلاده الشريفوواصل: وقسم بدأ بعد ميلاده الشريف الأنور؛ فكان سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علامةً فارقة في تاريخ البشرية وعلاقتها مع ربها، في الدعوة إلى قضية الكون الكبرى، وإلى مراد الله من خلقه، وإلى الحق الذي له حقيقة، والحقيقة التي لها حق، مشيرًا إلى أن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو الرحمة المهداة، وهو خاتم النبيين والمرسلين، وهو حبيب رب العالمين.
وأضاف أنه أرسله الله للناس كافة بشيرًا ونذيرا، وسراجًا منيرا، ورحمةً للعالمين وأسوةً للخلق جميعا، وشفيعًا لهم ينفعهم في الدنيا والآخرة، وهو أحب خلق الله إلى الله، وهو أعظم خلق الله عند الله سبحانه وتعالى، مؤكدًا أن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير من الكعبة ، وخير من العرش والكرسي والسماوات والأرض، وخير من كل ما خلق الله.
بابنا إلى اللهولفت إلى أن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو بابنا إلى الله؛ سد الله كل الأبواب إلا باب سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومبلغ العلم فيه أنه بشر ، وأنه خير خلق الله كلهم، دع ما ادعته النصارى في نبيهم ، واحكم بما شئت مدحًا فيه واحتكم، وانسب إلى ذاته ما شئت من شرفٍ .
وأردف: وانسب إلى قدره ما شئت من عظم، فإن فضل رسول الله ليس له ... حدٌ فيعرب عنه ناطق بفم، سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لخص الرسالات قبله.. فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلقٍ ... ولم يدانوه في علمٍ ولا كرم.
واستطرد: وكلهم من رسول الله ملتمس ... غرفًا من البحر أو رشفًا من الديم، وواقفون لديه عند حدهم ... من نقطة العلم أو شكلة الحكم، فهو الذي تم معناه وصورته ... ثم اصطفاه حبيبًا بارئ النسم، منزه عن شريك في محاسنه ... فجوهر الحسن فيه غير منقسم.
ربنا قال فيهوأفاد قائلاً: ماذا نقول ؟! وربنا - سبحانه وتعالى - يقول فيه: { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى } ، ماذا نقول ؟! .
واستند لما قد قال فيه ربه: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } ، ماذا نقول ؟! وقد قال فيه ربنا ممتنًّا علينا، وهو - سبحانه وتعالى - صاحب المنة { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } ، { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }.
ونبه إلى أن ربنا - سبحانه وتعالى - ذكر أعضاءه الشريفة { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا } ، { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ } ، { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ } ذكر الله - سبحانه وتعالى - وأقسم بعمره ولم يقسم بعمر أحدٍ قط { لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } .
وبين أن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو أسوتنا إلى الله؛ فينبغي عليك أيها المؤمن أن تقوم بثلاثة أشياء: أولاً: أن تعلم حال سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حاله مع ربه .. حاله مع نفسه .. حاله مع الناس من حوله مؤمنهم وكافرهم، ثانيًا: أن تصدّق بذلك بعد أن تفهم، وفهمك وتصديقك لا يجعلك متبعًا لسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، حتى تعيش حاله في نفسك، ثالثًا: أن تعيش حاله -صلى الله عليه وسلم- .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: النبي أول خلق الله أول خلق الله الدكتور علي جمعة علي جمعة أن سیدنا رسول الله صلى الله علیه وسلم سبحانه وتعالى أول الخلق علی جمعة إلى الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
المرء على دين خليله.. حسن الصحبة في الإسلام وأهمية اختيار الصديق
تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وأرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة، ونهانا عن كل ما يعرضنا لغضب الله سبحانه وتعالى.
علمنا سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، معايير اختيار الصديق الصالح، وفهمنا الفرق بمثالين وهما حامل المسك ونافخ الكير.
وفي الحديث النبوي الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً".
وحامل المسك هتشم منه رائحة طيبة، ولو لم تشترى منه، أما نافخ الكير لن تشم ريحا طيبا ويمكن أن تحرق بناره، وهذا هو الفرق بين الصاحب الطيب والغير طيب.
فالصاحب الصالح، هو اللى بيأخد بيدك وبيعرفك الله، وبيعلمك الخير، وبيسحبك إلى الخير، لكن الاحب الغير صالح، ممكن يضرك ويأخد بيدك إلى الشر والمعاصي".
وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الله تعالى أمرنا بالتقوى ونبينا الكريم أمرنا بحسن الصحبة فيقول «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل».
وأضاف علي جمعة، في منشور له عن حسن الصحبة في الإسلام ان النبي أمرنا أن نختار الأصحاب لأن الصاحب يؤثر في الإنسان سلبًا وإيجابا ، فإن كان طيبا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ونصحك في نفسك وفي دينك ، وإن كان غير ذلك أمر بالمنكر ونهى عن المعروف ولم ينصحك في دينك ولا دنياك.
وتابع: فالصاحب مهمٌ في الحياة والنبي الكريم يضرب لنا الأمثال ويقول: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء ؛ كمثل حامل المسك وصاحب الكير» حامل المسك هو بائع المسك ، وصاحب الكير هو هذا الفرن الذي يستعمله الحداد في مهنته يقول رسول الله: «فإن صاحب المسك تشم منه رائحةً طيبة أو تبتاع منه شيئًا فينفعك في طيبك أو يحذوك» أي يعطيك «يحذوك بشيءٍ من مسكه» كله فوائد إما أن تشم منه الرائحة الطيبة ، وإما أن يعطيك شيئًا على سبيل الهدية ، وإما أن تبتاع منه وكذلك الجليس الصالح ؛ فالجليس الصالح إما أن ينصحك ، وإما أن تسمع منه الكلام الطيب ، وإما أن يأمر بمعروفٍ وينهى عن منكر ويرشد إلى الخير ولذلك فهو كحامل المسك.
الصحبة السيئةأما صاحب الكير فإما أن يحرق بدنك أو ثيابك ، وإما أن تشم منه رائحةً كريهة، وكذلك الجليس السوء فإنه إما أن تسمع منه الغيبة والنميمة والكذب والبهتان ، وإما أن يأمرك بالمنكر ، وإما ألا يرشدك وألا ينصحك لوجه الله تعالى، والنبي يقول: «الدين النصيحة» قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولرسوله ولعامة المسلمين وأئمتهم».
وأشار إلى أن النصيحة هي الدين ولذلك يجب عليك أيها الأب في بيتك أن تراقب أبناءك وأن تراقب صحبتهم وأن تعلمهم الخير وحقائق الحياة ، تعلمهم مثل الجليس الصالح والجليس السوء تعلمهم أن هذا كحامل المسك وأن هذا كصاحب الكير، الولد أو البنت إذا تركناهم مع صحبتهم وكانت سيئة فإن الندم يصل إلينا ويصل إليهم قريبًا وليس بعيدا، «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» الصحبة مهمة.
ولذلك كان النبي يهتم بها ويرشد إليها جاء أحدهم وقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أبوك» في هذا الحديث لو علمناه أبناءنا وعرفوا أن خير صحبةٍ لهم الأب والأم ؛ وقام الأب والأم بما عليهما من واجب الرقابة والتربية والتوجيه والإرشاد ، لوصلنا إلى جيلٍ مبارك يخلو إلى كثيرٍ من المشكلات التي تكتنف عصرنا.