بريطانيا تحظر حضور المسؤولين الإسرائيليين أكبر معرض دفاعي في لندن

أعلنت الحكومة البريطانية حظر مشاركة وفد رسمي إسرائيلي في معرضها الدفاعي الأبرز "المعدات والأمن الدفاعي الدولي (DSEI)" المقرر انعقاده الشهر المقبل في لندن، في قرار اعتبرته تل أبيب "عملاً تمييزياً مؤسفاً".

ورغم أن شركات الصناعات العسكرية الإسرائيلية، بما فيها الشركات التابعة لها في بريطانيا مثل "إلبيت سيستمز" و"رافائيل" و"الصناعات الجوية الإسرائيلية" و"يوفيجن"، ستُسمح لها بالمشاركة، إلا أن وزارة الدفاع البريطانية أكدت أن أي مسؤولين حكوميين إسرائيليين لن تتم دعوتهم إلى المعرض.

القرار البريطاني يأتي في ظل ضغوط متزايدة على حكومة حزب العمال برئاسة كير ستارمر، الذي يلوّح منذ أسابيع بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين إذا لم تُقدم إسرائيل على خطوات ملموسة لتخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية: "قرار الحكومة الإسرائيلية بتصعيد عمليتها العسكرية في غزة خطأ. لذلك نؤكد أن أي وفد حكومي إسرائيلي لن تتم دعوته لحضور معرض DSEI في بريطانيا 2025".

وشدد المتحدث على ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي عاجل "ينهي الحرب عبر وقف إطلاق النار فوراً، والإفراج عن الأسرى، وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة".

وزارة الدفاع الإسرائيلية سارعت للتنديد بالخطوة البريطانية ووصفتها بأنها "إقحام اعتبارات سياسية غير ملائمة في معرض مخصص لصناعة الدفاع". كما أعلنت أنها لن تنظم جناحاً وطنياً كما جرت العادة في الدورات السابقة للمعرض.

وينظر إلى القرار البريطاني بأنه يرتبط بخطوات مماثلة في أوروبا، كان أبرزها ما جرى في معرض باريس للطيران قبل ثلاثة أشهر، حين أقدمت فرنسا على عزل أجنحة الشركات الإسرائيلية بحواجز سوداء بعد رفضها إزالة أسلحة هجومية من العرض، وهو ما أثار غضباً شديداً في تل أبيب.

ويُعد معرض DSEI، الذي ينطلق في 9 سبتمبر المقبل بمركز "إكسل" في لندن ويستمر أربعة أيام، من أبرز الفعاليات الدفاعية على مستوى العالم، حيث يجمع وفوداً رسمية وشركات خاصة لعرض أحدث أنظمة التسليح والتقنيات العسكرية. وينظم المعرض من قبل شركة "كلاريون للدفاع والأمن"، بدعم حكومي وعسكري بريطاني.

ويعكس القرار البريطاني تحولاً متدرجاً في الموقف الأوروبي من الحرب الإسرائيلية على غزة، وسط غضب شعبي متصاعد وضغوط قانونية وسياسية دولية متزايدة لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة 62 ألفا و966 شهيدا، و159 ألفا و266 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 317 فلسطينيا بينهم 121 طفلا.

المصدر: عربي21