انتقل الصراع بين أنصار النظام المصري ومعارضيه، إلى الساحات الأوروبية التي شهدت حالة من الشد والجذب، أمام السفارات المصرية، في عدة دول، بعد موجة من الاحتجاجات تحت شعار "حصار السفارات"، احتجاجا على غلق معبر رفح ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.

وخلال الساعات الأخيرة، شهدت محاولات اعتداء وتدخلات من الشرطة في البلاد الأوروبية واعتقالات وقضايا تحريض على العنف، في مشهد أعاد إلى الأذهان صراعات المؤيدين والمعارضين للنظام المصري، خلال الاحتجاجات التي تلت الانقلاب العسكري في مصر في الثالث من تموز/  يوليو 2011.



وكانت البداية عندما أطلق عدد من الشباب المصري في الخارج، المؤيد لغزة، مبادرة تهدف إلى لفت الأنظار الدولية إلى الأزمة الإنسانية في غزة، لكنها في احتجاج رمزي بغلق السفارات المصرية، اعتراضا على غلق معبر رفح ومنع دخول المساعدات الإنسانية لغزة، من الجانب المصري فيما واجهت ردود فعل قوية من السلطات المصرية.

حظر تجوال اللي يجرب يقرب.. أحمد ناصر لاعب الزمالك السابق يرابط أمام السفارة المصرية لحمايتها pic.twitter.com/BCsE6fjmcc — Cairo 24 - القاهرة 24 (@cairo24_) August 14, 2025
تصريحات وزارة الخارجية

في فيديو وصف بـ"المثير" انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، طالب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، من سفير مصر في هولندا، بالقبض على أي فرض يقترب من أسوار السفارة المصرية.

وخلال الفيديو نفسه، طالب عبد العاطي، التعامل بحزم، مع أي محاولات لإغلاق أبواب السفارة، بالقول: "أي شخص يقرب من السفارة أو يحاول تعطيل عملها سيتم سحبه وإدخاله إلى داخل السفارة" ما وصفه نشطاء بكونه: "تحريض مباشر في استخدام العنف ضد المعارضين".



استنساخ فكرة "المواطنين الشرفاء"
في تصرف مفاجئ، ظهر ما يطلق عليه اتحاد شباب مصر في الخارج برئاسة شاب يدعى أحمد عبد القادر ميدو، ونائبه أحمد ناصر، والمحسوبان على النظام المصري بعمل وقفات مماثلة أمام السفارات المصرية في الخارج، مع إصدار تهديدات علنية بالقتل وإيذاء من يقترب من السفارات المصرية في الخارج.

وفي السياق نفسه، بدأ النظام المصري في حشد أنصاره عبر استنساخ لأسلوبه الداخلي مع المعارضين، بالاستعانة بمؤيدين يُطلق عليهم اسم: "المواطنين الشرفاء"، الذين يحصلون على حماية من الشرطة لتأمين المواقع الرسمية.


إلى ذلك، استخدمت هذه الطريقة داخل مصر، لاحتواء الاحتجاجات المحلية، إلاّ أن تطبيقها في الخارج يواجه تحديات كبيرة بسبب اختلاف السياقات القانونية والدبلوماسية وانتشار المحتجين على نطاق واسع.

وحظي ما يسمى بـ"اتحاد شباب مصر في الخارج"، الذي يزعم أنّ: هدفه هو: حماية السفارات ومواجهة أي محاولات لاعتراضها، بدعم إعلامي داخلي من الإعلام محسوب على النظام المصري، ما أثار جدلا بخصوص طبيعة الاتحاد وارتباطه بالسلطات الرسمية، خاصة وأنّ بات دوره يتجاوز الحماية الأمنية إلى تنظيم حملات إعلامية داعمة للنظام.



وفي تصريحات خاصة لـ"عربي21" أوضح المحلل السياسي، صلاح عامر، أنّ: "الأزمة الحالية بدأت بسبب عدم تقديم النظام المصري، مبررات مقنعة، لإغلاق معبر رفح ومنع مرور المساعدات الإنسانية إلى غزة، إلى جانب قمع المظاهرات المؤيدة للقطاع، فيما سمح ببعض المظاهرات الرمزية عند المعبر".

وأضاف عامر بأنّ: "منع قوافل الصمود والدعم عن غزة ساهم في إشعال الحراك المصري في الخارج"، مشيرا في الوقت ذاته إلى: تصريحات ممثل الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية، التي حملت النظام مسؤولية إغلاق المعبر.

وأوضح عامر أنّ: "هذه العوامل دفعت الشباب المؤيد إلى إطلاق مبادرة "حصار السفارات المصرية" في الخارج، كخطوة رمزية تعكس ما يحدث عند معبر رفح، لكنها اتسعت بشكل غير متوقع، ما أثار قلق السلطات المصرية".
 
كيف تعامل النظام المصري؟
بخصوص كيفية تعامل النظام المصري مع هذه الاحتجاجات، رأى عامر أنّ: "الحكومة أظهرت فوضوية واضحة، محاولة تنفيذ أساليبها القمعية المعتادة في الداخل عبر استنساخ فكرة "المواطنين الشرفاء" في الخارج، وهي الجماعات المؤيدة للنظام التي كانت تستخدم في الاعتداء على المعارضين في الشوارع، بدعم من الشرطة والداخلية".

وأضاف بأنّ: "وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، كان المحرّض الأساسي على هذه الأفعال، بحسب الفيديو المسربة مع سفير مصر في هولندا، هاني حنا، وهو ما أعطى دفعة وثيقة لهؤلاء الشباب بالتصرف بتلك التصرفات".


وأشار عامر إلى أنّ: "النظام اعتمد أيضًا على الإعلام الداخلي لتشجيع هؤلاء الشباب"، موضحا أنه: "تم تصوير الاحتجاجات وكأنها مواجهة مع "العدو الصهيوني"، بينما في الواقع كان الأمر يتعلق بمصريين آخرين معارضين للنظام والاحتلال بدلا من دعمهم".

وأوضح أنّ: "بعض أنصار النظام تعاملوا مع المعارضين في الخارج بنفس الأساليب العنيفة المستخدمة في الداخل، بما في ذلك التهديد بالضرب والقتل ومحاولات الاعتداء المتكررة في فيديوهات مباشرة استخدمها الإعلام المحلي نفسه لدعمهم معنويا في مخالفة واضحة للقانون الأوروبي والدولي، ما سبّب لهم مشاكل قانونية كبيرة".



هل نجحت فكرة استنساخ المواطنين الشرفاء؟
وحول نجاح هذه الاستراتيجية، قال عامر إنّ: "محاولة النظام استنساخ أسلوب "المواطنين الشرفاء" قد فشلت، بسبب التحديات القانونية في الدول الأوروبية، حيث حرّكت الشرطة ملفات القضايا ضد المتورطين بعد تلقي شكاوى مصورة"، وأشار أيضا إلى أنّ: "بعض البلاغات تضمنت اتهاما مباشرا لوزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، بالتحريض على العنف".

وأضاف بأنّ: "خروج الشباب بعد القبض عليهم تمّ وفق القانون، وليس كما صوره الإعلام المصري، أنه بجهود النظام المصري إلا أنهم يواجهون الآن قضايا قد تمنعهم من دخول أوروبا مجددا، ما يوضح أن أسلوب النظام أضر بمؤيديه كما يحاول الضرر بمعارضيه".



أسلوب بلطجي
أكد الناشط المصري، أدهم حسانين، في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أنّ: "ما أطلق عليهم النظام المصري اسم "المواطنين الشرفاء" ليسوا سوى جماعات دعمتها السلطات لمواجهة المعارضين"، مشيرا إلى أنّ: "النظام اعتمد على أسلوب البلطجة والتحريض المباشر من وزير الخارجية، بدر عبد العاطي، ظنّا أن هذه التكتيكات ستنجح كما هو الحال داخل مصر".

وأوضح حسانين أنّ: "الوزير بدر عبد العاطي، له سجلّ حافل في قمع المعارضين في برلين، وهو ما اعتبر سببا في تعيينه وزيرا للخارجية"، مضيفا: "النظام تجاهل أن أوروبا وأمريكا لديها قوانين صارمة، ولذلك تم القبض على هؤلاء الشباب بعد الاعتداءات، وقد يؤدي ذلك إلى إنهاء مسيرتهم في القارة الأوروبية بسبب القضايا المنظورة ضدهم".

وأشار حسانين إلى وجود بلاغات رسمية تتهم وزير الخارجية نفسه بالتحريض على العنف، ما يعكس الطبيعة القانونية والرقابية التي يفرضها القانون الأوروبي، والتي كانت سببا في فشل محاولة استنساخ أساليب القمع الداخلي في الخارج. وفقا لتعبيره.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المصري حصار السفارات غزة أحمد عبد القادر مصر غزة أحمد عبد القادر حصار السفارات احمد ناصر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السفارات المصریة بدر عبد العاطی النظام المصری وزیر الخارجیة المصری فی فی الخارج معبر رفح مصر فی

إقرأ أيضاً:

سيناريو التأهل المباشر بدوري أبطال أوروبا: برشلونة لا يحتاج للفوز فقط

حقق برشلونة فوزا هاما وبشق الأنفس 2-1 على آينتراخت فرانكفورت في دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء، وأبقى على آماله في التأهل المباشر، لكنّه لا يزال بحاجة إلى 6 نقاط والكثير من الأهداف لتحقيق ذلك.

انتفاضته ضد آينتراخت فرانكفورت أعادت الأمل لجماهيره، والفريق بات بحاجة إلى 6 نقاط من مباراتيه المتبقيتين أمام سلافيا براج وكوبنهاغن ليكون بين الثمانية الأوائل وضمان التأهل المباشر لدور 16.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لم يسجل منذ 8 أشهر.. ما أسباب الجفاف التهديفي لليفاندوفسكي في أبطال أوروبا؟list 2 of 2ليفربول يهزم إنتر وأتالانتا يطيح بتشلسي وفوز بايرن وأتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروباend of list

ورفع النادي الكتالوني رصيده إلى 10 نقاط وارتقى إلى المركز الـ14.

هذا الأمر تكرر في الموسم الماضي، حيث تأهل برشلونة في المركز الثاني خلف ليفربول، قبل أن تنتهي رحلته في نصف النهائي ضد إنتر ميلان.

وكانت التوقعات الأولية تشير إلى أن 16 نقطة ستكون كافية لبرشلونة لتحقيق هدفه بالتأهل ليكون من الثمانية الأوائل، ولكن بالنظر إلى النتائج الحالية، يبدو أن الحد الأدنى المطلوب هو 17 نقطة، وهو رقم لم يعد بإمكان البلوغرانا تحقيقه حسابيا.

علاوة على ذلك، للتأهل إلى أحد هذه المراكز، يجب أخذ عدد الأهداف المسجلة في الاعتبار في حال التعادل.

أرقام برشلونة التهديفية ليست سيئة لدى مقارنتها بفرق دوري أبطال أوروبا (غيتي)عدد الأهداف

يحتاج برشلونة إلى أن يكون لديه سجل مميز في هذا الصدد حال الاحتكام إلى ذلك الخيار عند تساويه مع أكثر من فريق في النقاط، لتحديد المتأهلين المباشرين.

وهنا يبدأ العمل بالنسبة للمدرب قبل المباراتين القادمتين ضد سلافيا براغ وكوبنهاغن.

لا يحتاج برشلونة إلى تسجيل الأهداف فحسب، بل إلى تسجيل عدد كبير منها.

حاليا، يبلغ فارق أهدافهم +3، وهو من أسوأ المعدلات بين الفرق التي لديها فرصة لإنهاء الموسم ضمن المراكز الثمانية الأولى.

يجب على البلوغرانا تحسين إنهاء الهجمات، ولا يمكنهم تكرار أداء الشوط الأول السيئ أمام آينتراخت فرانكفورت، حيث لم يسددوا سوى تسديدة واحدة على المرمى: تسديدة جيرارد مارتن من مسافة 25 مترا.

إعلان

في المباراتين الأخيرتين، لم يسجل أي من مهاجميهم أي هدف، وهي إحصائية جديرة بالملاحظة. كلا الهدفين اللذين سجلهما مدافعون ضد الفريق الألماني.

ومع ذلك، لا يمكن اعتبار أرقام برشلونة التهديفية سيئة عند مقارنتها بفرق دوري أبطال أوروبا الأخرى، حيث لم يسجل سوى 5 فرق أكثر من 14 هدفا.

وتكمُن المشكلة في أنهم بحاجة إلى تسجيل عدد كبير من الأهداف لضمان مكان بين الأفضل.

برشلونة تلقى الكثير من الأهداف هذا الموسم بدوري أبطال أوروبا (رويترز)مشكلة دفاع برشلونة

وإذا كانت الفعالية أمام المرمى بهذه الأهمية، فإن الأمر نفسه ينطبق على الدفاع، حيث لا يمكن لبرشلونة تحمّل استقبال هذا الكم من الأهداف حتى الآن.

فمن بين الفرق الـ24 المتأهلة للدور التالي، استقبل فريق فليك ثاني أكبر عدد من الأهداف، بواقع 11 هدفا.

ويعد أتلتيكو مدريد الفريق الوحيد الذي استقبل أهدافا أكثر منه، بواقع 12 هدفا.

ولم يحافظ برشلونة على نظافة شباكه في مبارياته الست بدوري أبطال أوروبا حتى الآن، وهذا هو الجانب الذي يحتاج الفريق إلى العمل عليه بجد قبل مباراتيه القادمتين.

خط دفاعه، خاصة فيما يتعلق بتطبيق مصيدة التسلل، ليس بنفس فعالية الموسم الماضي، ويرتكب الفريق العديد من الأخطاء الدفاعية التي تكلفه الأهداف.

يوم الثلاثاء، لم يكن جيرارد مارتن وبالدي حاسمين بما يكفي لإيقاف كناوف، بينما في مباراة تشلسي، سمح طرد أراوخو للفريق الإنجليزي بتسجيل 3 أهداف أثرت بشكل كبير على تأهله.

سيتعين على فليك مواصلة العمل على هذا الجانب في الأسابيع المقبلة.

مقالات مشابهة

  • تحالف أسطول الحرية يعلن خططًا لتوسيع رحلات كسر حصار غزة عام 2026
  • ملك بريطانيا يتطلع لزيارة المتحف المصري الكبير: «تجسيد معاصر للحضارة المصرية»
  • منظومة القمع المصري.. اختراق الحدود وملاحقة المعارضين بأي ثمن
  • أسطول الحرية يعلن أكبر توسّع في حملات كسر حصار غزة منذ تأسيسه
  • مدبولى يلتقي رئيس هيئة الدواء المصرية لاستعراض مشروع التتبع الدوائي الوطني
  • عاجل- مجلس الوزراء يطمئن المواطنين: السوق المصري آمن من تداول جنيهات ذهبية مغشوشة
  • مجلس الشباب المصري يدعو المواطنين إلى المشاركة الواسعة في جولة الإعادة بانتخابات "النواب"
  • ماسك يؤكد أنه لن يكرر تجربة إدارة الكفاءة الحكومية
  • انتهاكات بلا سقف.. حصار وقتل واغتصاب.. «الدعم السريع» يوسع دائرة الدم في كردفان
  • سيناريو التأهل المباشر بدوري أبطال أوروبا: برشلونة لا يحتاج للفوز فقط