ليست المرة الأولى.. هل نجا «أبو عبيدة» من الغارة الإسرائيلية؟
تاريخ النشر: 31st, August 2025 GMT
كشفت وسائل إعلام عبرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حاول، أمس السبت، اغتيال أبو عبيدة، المتحدث العسكري باسم كتائب عز الدين القسام، لحركة حماس، خلال غارة جوية استهدفت منطقة شمال قطاع غزة.
وأفادت التقارير بأن الغارة نُفذت باستخدام ذخائر دقيقة، بعد متابعة جوية واستخباراتية مكثفة، فيما أعلن جيش الاحتلال، في بيان رسمي، أن إحدى ضرباته الجوية استهدفت «شخصية بارزة» في الجناح العسكري لحماس، دون الإفصاح عن هوية المستهدف.
وبحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، فإن الهدف من الغارة كان أبو عبيدة، أحد أبرز الوجوه الإعلامية للمقاومة الفلسطينية، والذي يحظى بمتابعة واسعة في العالم العربي.
رد حماسمن جانبها، علّقت حركة حماس عبر قناتها الرسمية على «تيلجرام» بالقول إن الحديث عن محاولة اغتيال أبو عبيدة يأتي ضمن مساعي الاحتلال لـ «تحقيق نصر إعلامي» مشيرة إلى أن شخصية أبو عبيدة تمثل «رمزًا» له تأثير واسع في الرأي العام العربي.
ونشرت الحركة صورة له مرفقة بتعليق ساخر جاء فيه: «هذا الرجل أكثر واحد اغتيل واستشهد في الإعلام العبري منذ بداية الطوفان.. عشان كذا ما تصدقوش كلام العبري».
حتى اللحظة، لم تصدر أي تأكيدات رسمية من حماس أو جهات محايدة بشأن صحة محاولة الاغتيال أو نتائجها، في حين تعتبر أوساط فلسطينية هذه الأنباء جزءًا من الحرب النفسية والإعلامية التي يشنّها الاحتلال ضمن معركته مع المقاومة في غزة.
من هو أبو عبيدة؟يُذكر أن أبو عبيدة هو الاسم الحركي للفلسطيني حذيفة سمير عبد الله الكحلوت، ويشغل منصب المتحدث العسكري باسم كتائب القسام منذ عام 2004. ورغم شهرته الواسعة، لا تزال ملامح وجهه مجهولة للجمهور، بسبب حرصه الدائم على الظهور ملثّمًا في جميع إطلالاته الإعلامية.
اقرأ أيضاًبعد زعم الاحتلال اغتيال «أبو عبيدة».. مصطفى بكري: حتى لو صحّت فسيظل رمزًا للصمود والمقاومة
إذاعة الجيش الإسرائيلي: هدف الهجوم الأخير على غزة كان اغتيال «أبو عبيدة»
استشهاد أبو عبيدة الجماصي عضو المكتب السياسي ورئيس لجنة الطوارئ في حماس
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي جيش الاحتلال حماس حركة حماس كتائب القسام شمال قطاع غزة أبو عبيدة اغتيال أبو عبيدة أبو عبیدة
إقرأ أيضاً:
مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في مصر
حسن الورفلي، شعبان بلال، أحمد عاطف (غزة، القاهرة)
أخبار ذات صلةانطلقت في مدينة شرم الشيخ المصرية، أمس، اجتماعات غير مباشرة بين وفد حركة حماس ووفد الحكومة الإسرائيلية، لتهيئة الترتيبات الأمنية والميدانية، اللازمة لإتمام عملية تبادل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين، وفقاً لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بحسب ما أكدته مصادر لـ«الاتحاد».
وأشارت المصادر إلى افتتاح الجلسة الأولى للاجتماعات بكلمة من الوسيطين المصري والقطري ركزت على أهمية التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار وإبرام صفقة تبادل بين الجانبين، مؤكدة أن الاجتماعات ناقشت التفاصيل التقنية المرتبطة بتنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي والتي تتضمن الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء والأموات في غضون 72 ساعة، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين.
ولفتت المصادر إلى أن وفد حماس طالب بضرورة التوصل لاتفاق يقضي بوقف العمليات العسكرية وتحليق الطيران الحربي والاستطلاع والاتفاق على خطوط الانسحاب للجيش الإسرائيلي خلال المرحلة الأولى، مؤكدة أن الحركة تطالب بمنحها المزيد من الوقت كي تعمل على تجميع الرهائن وجثامين الضحايا العالق بعضها في الأنفاق المستهدفة بمناطق متفرقة في غزة.
وأشارت المصادر إلى وجود مقترح بأن تتولى اللجنة الدولية للصليب الأحمر عملية تسلم وتسليم الرهائن الإسرائيليين ونقل جثامينهم إلى إسرائيل بالتعاون مع الجانب المصري، موضحة أن النقاشات تجري حول المرحلة الأولى فقط على أن يتم التطرق للمراحل الأخرى للاتفاق في جلسات أخرى.
وعلمت «الاتحاد» أن حركة حماس نقلت مطالبها في اجتماع منفصل إلى الجانب المصري، حيث تتمسك بمناقشة بعض القضايا ضمن إطار وطني فلسطيني، وفي مقدمتها مسألة سلاح الحركة والجهة التي تتولى إدارة قطاع غزة، وكذلك القوات المزمع نشرها بعد وقف إطلاق النار.
واعتبر خبراء ومحللون أن خطة الرئيس الأميركي تُعد تحولاً لافتاً في جهود وقف الحرب وفرصة جديدة لإحياء المسار السياسي المتعثر، مؤكدين أن الخطوات الجارية إيجابية في طريق وقف شامل لإطلاق النار، لا سيما إذا التزمت جميع الأطراف بجدية التنفيذ.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الخطة الأميركية الرامية لإنهاء الحرب في غاية الأهمية، لكنها مجرد بداية، في ظل عدم وجود خريطة طريق واضحة للسلام النهائي، مما يجعلها نقطة انطلاق لمفاوضات لاحقة، مشددين على ضرورة الالتزام ببنودها.
وقال المحلل السياسي الأميركي، توت بيليت، في تصريح لـ«الاتحاد»: إن خطة ترامب وموافقة حماس على بعض بنودها تمثلان خطوة أساسية وحاسمة نحو السلام، إذ إن حماس تُدرك أن هناك الكثير من التفاصيل التي يجب حلها، لا سيما فيما يتعلق بالتخلص من أسلحتها، والتنسيق حول التفاصيل الفعلية لتبادل الأسرى.
من جانبه، أوضح المحلل السياسي الأميركي، إريك هام، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن حماس وافقت على خطة ترامب، ولكن الأمر كله يتعلق بالتفاصيل، والأهم من ذلك هو التنفيذ، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس الأميركي السابق بايدن سبق أن توصلت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لكنه سرعان ما انهار.
وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، الدكتور نبيل ميخائيل، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الخطوة الأخيرة نحو إنهاء الحرب في غزة في غاية الأهمية، مع التأكيد على أنها مجرد بداية، في ظل عدم وجود خريطة طريق واضحة للسلام النهائي، موضحاً أن إسرائيل لا تزال تعارض فكرة حل الدولتين، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل المفاوضات.
كما قالت جاكلين هيلمان، أستاذة القانون الدولي، في تصريح لـ«الاتحاد»: إن الخطة الطموحة التي طُرحت في البيت الأبيض تتضمن بنوداً جيدة حول السلام، لكنها تفتقر إلى الضمانات الحقيقية التي تراعي حقوق الفلسطينيين.