غزة.. و"الإبادة الجماعية"

يُعد "ويليام فوكنر" (1897- 1962م) واحدًا من أهم الأدباء الأمريكيين والعالميين، ليس فقط لإبداعه الروائي العظيم الذي تكلل بحصوله على جائزة نوبل في الأدب عام 1949م، ولكن أيضًا لـ "إنسانيته العالية" حيث حارب بقوة عنصرية مجتمعه الأمريكي تجاه السود.

ومناسبة هذا الكلام، تلك العبارة التاريخية لـ "فوكنر"، والتي تتحدى الظلم في أي مكان وزمان، حين قال: "لا تخف أبدا أن ترفع صوتك من أجل الصدق والحقيقة، ومن أجل التعاطف ضد الظلم والكذب والطمع.

لو فعل كل الناس ذلك.. سيتغير العالم".

وأجد أن هذه العبارة تنطبق تمامًا على ما تتعرض له غزة الصابرة على يد دولة الاحتلال الصهيوني بقيادة السفاح "نتنياهو" من "حرب إبادة جماعية" وفقًا لكل الأعراف الإنسانية والدولية، وهو ما دفع - مؤخرًا- مئات الموظفين في مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان "فولكر تورك" أن يطالبوه بوصف حرب غزة صراحة بأنها "إبادة جماعية" تحدث على مرأى ومسمع من العالم.

وبحسب الرسالة التي وجهها هؤلاء الموظفون لـ "تورك"، فإن المعايير القانونية من أجل وصف ما يحدث في غزة بأنه "إبادة جماعية" قد تحققت في حرب غزة المستمرة منذ قرابة عامين، مشيرين إلى حجم ونطاق وطبيعة الانتهاكات الموثقة هناك.

والغريب أنه في شهر يوليو المنقضي، أكدت منظمتا: "بتسيلم"، و"أطباء لحقوق الإنسان" الإسرائيليتان نفس معنى الرسالة السابقة استنادًا إلى تحقيقات أجرتاها، حيث ألقت المنظمتان بيانًا مشتركًا خلال مؤتمر صحفي في القدس، ندَّدتا فيه بتطوير "نظام إبادة جماعية في إسرائيل يعمل على تدمير وإبادة المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة".

وفي السياق ذاته، أعلنت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي "سيندي ماكين"، الخميس الماضي، أن هناك مساعدات غذائية إضافية تصل إلى قطاع غزة، لكنها لا تزال غير كافية بالمرة لمنع انتشار المجاعة.

وقالت "ماكين" من القدس: "تدخل كميات إضافية من الغذاء. نسير في الاتجاه الصحيح.. .لكنها لا تكفي لفعل ما يتعين علينا فعله لضمان ألا يعاني السكان من سوء التغذية والتضور جوعًا".

يذكر أن سلطات الجيش الإسرائيلي تغلق منذ يوم (2) من مارس الماضي جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، مما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع، فيما أكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات لا يمكن السكوت عليها.

المصدر: الأسبوع