أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن الحب الصادق للنبي صلى الله عليه وسلم لا ينفصل عن الاتباع الصادق له، موضحًا أنه "من المستحيل أن تجد شخصًا يحب النبي بصدق ويقين، ثم يتخلف عن الصلاة أو الصيام أو أوامر الشرع؛ فهذا حب مزيف لا أصل له". 

أستاذ فقه بالأزهر: الصحابة كانوا يتتبعون أفعال النبي

وأضاف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين، أن الصحابة رضي الله عنهم جسدوا هذا المعنى عمليًا، حتى أنهم كانوا يتتبعون أفعال النبي صلى الله عليه وسلم في أبسط الأمور، كالأكل والشرب.

فقد روى سيدنا أنس أنه لما رأى النبي يحب قرع العسل، جعله أحب هذا الطعام منذ ذلك اليوم، حتى صار يضعه في طعامه محبة للنبي.

9 آلاف معلم قرآن ومواد شرعية .. موعد التقديم على وظائف الأزهر للمعاهدالأربعاء.. أكاديمية الأزهر تناقش الأبعاد الطبية والشرعية للعلاج بالخلايا الجذعيةعبد الغفار: نسعى لتوفير الأجهزة الطبية للمستشفيات ودعم معاهد وكليات تمريض الأزهر| صورشيخ الأزهر: خدمة المرضى ورعايتهم من أشرف المهن وأعظم القربات إلى الله

وأشار أستاذ فقه بالأزهر إلى أن المصريين حين اختاروا حلاوة المولد للتعبير عن محبتهم للنبي، لم يأت ذلك من فراغ، بل استنادًا إلى ما ورد في السنة من أن النبي كان يحب الحلوى والعسل.

وشدد أستاذ الفقه بجامعة الأزهر على أن الحب ليس مجرد كلام باللسان، وإنما هو ميل قلبي صادق يدفع صاحبه إلى الاتباع، "فكما أن الزوج الذي يسيء لزوجته لا يُعد محبًا صادقًا لها مهما كرر بلسانه عبارات الحب، فكذلك من يدعي حب النبي دون اتباع، فإن حبه مجرد ادعاء". 

وأوضح أستاذ فقه بالأزهر، أن هذا لا ينفي وقوع تقصير من بعض الناس في الاتباع، لكن ما يعوض هذا النقص هو الحب الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مستشهدا بحديث ورد فيه أن أحد الصحابة كان يُبتلى بكثرة شرب الخمر ويقام عليه الحد مرارًا، فدعا عليه رجل قائلًا: لعنك الله ما أكثر ما يؤتى بك! فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «لا تلعنوه، فإنه يحب الله ورسوله».

وأكد أستاذ فقه بالأزهر أن "المحبة الصادقة للنبي صلى الله عليه وسلم ترفع صاحبها وتكون سببًا في نجاته، حتى وإن قصّر في بعض الطاعات، فهي الأساس الذي يثمر اتباعًا حقيقيًا مليئًا بالرضا واليقين".

طباعة شارك الدكتور هاني تمام أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الأزهر جامعة الأزهر الحب الصادق للنبي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدكتور هاني تمام أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الأزهر جامعة الأزهر أستاذ الفقه بجامعة الأزهر صلى الله علیه وسلم أستاذ فقه بالأزهر الحب الصادق

إقرأ أيضاً:

د. محمد بشاري يكتب: رحيل العلامة أحمد عمر هاشم: دموعُ العالِم وبصيرةُ الأزهري

حين يرحل العلماءُ الربانيون، لا تفقد الأمةُ مجرد اسمٍ بارزٍ في سجلها الأكاديمي، بل ينطفئ مصباحٌ من مصابيح الهداية التي كانت تهدي القلوب والعقول في ليل التيه. هكذا بدا رحيل الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم –عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق– صباح الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، كفقدان ركنٍ من أركان الأزهر الذي ظل لعقود يُبشّر برسالة الوسطية، ويصدع بالحق، ويذود عن السنة النبوية.

لقد جمع أبو هاشم بين سمتِ المحدثين، وحرارة الخطباء، وبصيرة الأزهري الذي لا يساوم على أصول الدين، ولا يُخضِع الحقائق لعابرات الأهواء. عُرِف في محافل مصر وخارجها، وكان صوته المجلجل في الجامع الأزهر أو في مسجد عمرو بن العاص صدى لروحٍ تحمل على كاهلها ميراثًا نبوياً يَعتبر المنبر رسالةً لا وظيفة.

ولعل من أبرز المواقف التي تكشف عمق معدنه ما جرى في مارس 2010، في رحاب مؤتمر الجنادرية الثقافي بالرياض، حين احتدم النقاش بينه وبين بعض المثقفين ذوي الاتجاه العلماني اللاديني. كان أبو هاشم –كما عهدناه– ثابتًا في حجته، صادقًا في دفاعه، لا يتكلم بحدة الخصومة بل بصلابة الحارس الذي يعلم أن أي تفريط في العقيدة هو خيانة للأمانة. وقف يردّ ببيانٍ رصين عن رسالة الإسلام في بناء الإنسان والمجتمع، وعن أن الدين ليس قيدًا على الحرية بل هو الذي يُعطيها معناها، وأن محاولات إقصاء الدين عن الحياة لن تثمر إلا خواءً روحيًا لا يُعمِّر حضارة.

غير أن اللحظة التي خلّدت صورته في ذاكرة الحاضرين لم تكن في المطارحة الفكرية وحدها، بل في المشهد الإنساني الجليل الذي أعقبها؛ إذ جاءه خبر وفاة الإمام الأكبر الشيخ محمد سيد طنطاوي –شيخ الأزهر الشريف آنذاك– فغلبه البكاء، بكى بدموعٍ صافية كالطفل الذي فقد أباه. لم يجد حرجًا في أن يُظهر ألمه أمام الجمع، وكأنما أراد أن يعلّم الأجيال أن العلماء مهما علت منازلهم تبقى قلوبهم معلقة بالوفاء والرحمة. ثم غادر على عجل ليعود إلى القاهرة لحضور الجنازة، وإلقاء النظرة الأخيرة على أستاذه وشيخه، في وفاءٍ قلّ نظيره.

ذلك الموقف يلخص شخصية أحمد عمر هاشم: جمع بين حزم العالِم في الحجة ورِقّة القلب في الفقد، بين هيبة الأزهر في المناظرة وخشوعه في المحبة، بين المواقف الصلبة في الدفاع عن الدين والانكسار البشري أمام لوعة الموت. هو العالِم الذي يُذكّرنا بأن الدين ليس جدلًا نظريًا بل عاطفةً حيّةً تشدّ المرء إلى أخيه برباطٍ من الرحمة.

لقد عاش أبو هاشم أربعةً وثمانين عامًا يسقي الأمة من معين السنة والوسطية، يكتب ويخطب ويدرّس، يوازن بين تراث المحدثين وحاجات العصر، ويفتح للأزهر مكانةً في ساحات السياسة والثقافة والدعوة. بوفاته تُطوى صفحةٌ من صفحات العلم، لكن تبقى آثارُه في تلامذته، وخُطَبه، وكتبه، ومواقفه، شواهدَ على أن الرجل لم يعش لنفسه، بل للأمة كلها.

رحم الله أبا هاشم، فقد رحل جسدًا، وبقي أثرًا. رحل عن الدنيا، لكن بقيت دموعه على شيخه، وخطبه في الأزهر، وكلماته في الجنادرية، وصوته المجلجل في البرلمان؛ كلّها شواهد على أن العالِم لا يموت بموت جسده، بل يظل حيًّا بذكره، وبالرسالة التي حملها بصدقٍ وإخلاص.

طباعة شارك العلماءُ الربانيون أحمد عمر هاشم هيئة كبار العلماء رئيس جامعة الأزهر

مقالات مشابهة

  • أستاذ بجامعة الأزهر: الدكتور أحمد عمر هاشم أحيا مدرسة الحديث المصرية
  • ماذا قال؟.. أجمل كلمات للدكتور أحمد عمر هاشم عن فضل النبي
  • د. محمد بشاري يكتب: رحيل العلامة أحمد عمر هاشم: دموعُ العالِم وبصيرةُ الأزهري
  • فيديو مؤثر للدكتور أحمد عمر هاشم في حب آل البيت ومكانتهم بقلوب المصريين.. شاهد
  • أحمد عمر هاشم: رأيت النبي في المنام فاخترت التخصص في علم الحديث
  • هاني تمام: حب الوطن من الإيمان والثقة بالله سر النصر في أكتوبر
  • التغيّر في القيم الخبرية رسالة دكتوراه مع مرتبة الشرف للكاتب الصحفي أنور عبد اللطيف
  • تعرف على فضيلة الحب في الله والبغض في الله
  • أستاذ بجامعة قنا يُحاضر بمؤتمر الجمعية الألمانية لغرس الأسنان بهامبورج
  • الجندى يشارك فى احتفالية نصر أكتوبر بجامعة القاهرة الأربعاء المقبل