المسلة:
2025-10-08@03:15:01 GMT

السيادة ليست قضية طائفة

تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT

السيادة ليست قضية طائفة

4 شتنبر، 2025

بغداد/المسلة:

وليد الطائي

منذ دخول الاحتلال الأميركي إلى العراق عام 2003 وحتى اليوم، كان الصوت الأعلى والدم الأغزر في مواجهة هذا الوجود هو صوت الشيعة ودماء أبنائهم. القوى الشيعية السياسية والفصائل المقاومة كانت وما زالت رأس الحربة في مشروع التحرر الوطني، فيما اكتفى كثير من شركاء الوطن بالفرجة أو الاصطفاف مع المشروع الأميركي من خلف الكواليس، بل إن بعضهم اعتبر الوجود الأجنبي “ضمانةً” لمصالحه السياسية.

هنا لا نتحدث عن رأي سياسي أو تحليل إعلامي، بل عن حقائق مثبتة بدماء آلاف الشهداء الذين سقطوا في مواجهة الاحتلال الأميركي. كان الشيعي أول من لبّى نداء المقاومة، وأول من حمل السلاح دفاعاً عن الأرض والسيادة، بينما اكتفى غيره بالصمت أو التبرير أو التنصل.

لكن الحقيقة المؤلمة أن العراق ليس ملكاً للشيعة وحدهم، والسيادة ليست قضية طائفة دون أخرى، بل هي مسؤولية مشتركة يتحملها الجميع: شيعة وسنة وكرد وتركمان. فهل يُعقل أن يبقى الشيعة وحدهم في ساحة المواجهة، بينما الآخرون ينتظرون النتائج؟

على القوى السنية أن تخرج من عقدة الماضي، وأن تضع حساباتها الوطنية فوق أي حساب آخر. لم يعد مقبولاً أن يظل موقفها متردداً أو مهادناً للوجود الأميركي. وعلى القوى الكردية أن تدرك أن الرهان على الوجود الأجنبي لن يصنع استقراراً في كردستان، بل سيجعلها ساحة صراع دولي مستمر.

إن الإنصاف يقتضي أن يُقال بوضوح: لولا موقف القوى الشيعية ومقاومتها البطولية، لبقيت القواعد الأميركية تنتشر في كل مدينة عراقية، ولظل القرار الوطني مرهوناً بالسفارة الأميركية. وهذا ليس خطاباً طائفياً، بل هو وصف لواقع يعرفه الجميع.

اليوم، إذا كان الشيعة قد أدّوا واجبهم وما زالوا يتحملون الكلفة الباهظة، فإن الواجب يحتم على السنة والكرد أن يقفوا الموقف نفسه، وأن يُظهروا للعالم أن العراقيين جميعاً، بمختلف قومياتهم ومذاهبهم، يرفضون بقاء أي وجود أجنبي يعبث بسيادة العراق.

السيادة ليست شعاراً للاستهلاك، بل امتحان وطني كبير. والنجاح فيه لا يُسجّل لطرف دون آخر، بل يُسجَّل للعراق كله إذا ما تحمّل الجميع مسؤوليتهم.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

الآسيوي يحدد موعداً جديداً لمواجهة العراق والسعودية

6 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة: اعتمد الاتحادُ الآسيويُّ لكرةِ القدم، الاثنين، التوقيتَ الجديدَ لمباراةِ المنتخب العراقي ونظيره السعودي ضمن منافساتِ المُلحقِ الآسيويّ المؤهل لكأسِ العالم 2026.

وذكر بيان لاتحاد الكرة ورد لـ المسلة: وفقاً للاتحادِ الآسيويّ فإن المباراةَ ستجري في تمام الساعة 9:45 مساءً، يوم 14 من الشهر الحالي في مدينةِ جدة السعودية.

وفي المجموعةِ الأخرى، اعتمد الاتحادُ الآسيويُّ موعداً جديداً لمُباراةِ قطر والإمارات في الدوحة، إذ ستقامُ في الساعة 8:00 مساءً.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مجلس السلام
  • العراق الأول عربيا في توقعات نمو الاقتصاد لعام 2026
  • الحكيم: ثقتي بالقانون الانتخابي
  • العراق وأمريكا يتباحثان بشأن الغاز التركمانستاني
  • السوق العراقي: جائزة النفط في قبضة القوى العظمى
  • مسلة الأخبار: موجز احداث العراق والعالم
  • العراق يتصدر العرب باقتناء الذهب
  • السوداني أم المالكي.. ام بديل جديد؟ معركة الإطار تُعِيدُ شبح الشلل إلى بغداد
  • الآسيوي يحدد موعداً جديداً لمواجهة العراق والسعودية
  • مسلة الأخبار