في خطوة جديدة لمواجهة الانتقادات المتزايدة، أعلنت شركة ميتا أنها بدأت إعادة تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها مع إضافة طبقات حماية إضافية تستهدف حماية المراهقين من التورط في محادثات ضارة مع روبوتات الدردشة.

 وتشمل هذه الإجراءات منع النقاش حول مواضيع حساسة مثل إيذاء النفس، والانتحار، واضطرابات الأكل، إلى جانب تقييد وصول القُصّر إلى بعض الشخصيات الافتراضية التي قد يُنشئها المستخدمون وتثير مخاطر محتملة.

ة

هذه القرارات جاءت بعد سلسلة من التقارير التي سلطت الضوء على ثغرات خطيرة في طريقة تفاعل روبوتات ميتا مع المراهقين. ففي وقت سابق، كشفت وكالة رويترز عن وثيقة داخلية لدى الشركة تتضمن إشارات إلى إمكانية السماح بمحادثات "حسية" مع القاصرين، وهو ما اعتبره الخبراء أمرًا صادمًا. ميتا سارعت لاحقًا إلى نفي هذه الصياغة ووصفتها بأنها خاطئة ومخالفة لسياساتها.

ولم يقف الجدل عند هذا الحد، إذ نشرت صحيفة واشنطن بوست دراسة حديثة توصلت إلى أن أنظمة ميتا قادرة على "إرشاد المراهقين" نحو سلوكيات خطيرة مثل الانتحار واضطرابات الأكل. هذه النتائج أثارت موجة قلق واسعة، دفعت الشركة إلى مراجعة أنظمتها بشكل عاجل واتخاذ تدابير أكثر صرامة.

ستيفاني أوتواي، المتحدثة باسم الشركة، أكدت لموقع إنجادجيت أن ميتا كانت حريصة منذ البداية على وضع وسائل حماية للمراهقين ضمن أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وقالت: "لقد صممنا أنظمتنا للاستجابة بأمان لطلبات مرتبطة بمواضيع مثل إيذاء النفس والانتحار، لكن مع توسع استخدام هذه الأدوات، نواصل التعلم حول كيفية تفاعل الشباب معها، ونضيف إجراءات إضافية لتعزيز الأمان".

وتابعت أوتواي موضحة أن التغييرات الحالية تتضمن تدريب الخوارزميات على الامتناع عن التفاعل مع القاصرين في هذه المواضيع، والاكتفاء بتوجيههم إلى مصادر دعم متخصصة. كما سيتم تقييد وصول المراهقين إلى مجموعة محدودة من شخصيات الذكاء الاصطناعي التي تعتبر أكثر أمانًا، على أن يجري تقييم التجربة بمرور الوقت.

الميزة الجديدة توصف بأنها "احترازية ومؤقتة"، ما يعني أن الشركة ما زالت تبحث عن حلول طويلة المدى للتعامل مع هذه المعضلة. ووفقًا لتصريحات أوتواي، فإن هذه التحديثات بدأ تنفيذها بالفعل، وسيتم تعميمها على جميع المستخدمين المراهقين في الدول الناطقة بالإنجليزية خلال الأسابيع المقبلة. وتهدف ميتا من خلال هذه الإجراءات إلى طمأنة الأهالي والمجتمع بأن تجربة المراهقين مع الذكاء الاصطناعي ستكون آمنة ومناسبة لأعمارهم.

إلى جانب الضغوط الإعلامية، تواجه ميتا أيضًا ضغوطًا سياسية وقانونية. فقد صرّح السيناتور الأمريكي جوش هاولي بأنه يعتزم فتح تحقيق رسمي في طريقة تعامل الشركة مع هذه التفاعلات المثيرة للجدل. 

كما أعلن المدعي العام لولاية تكساس، كين باكستون، أنه يدرس التحقيق مع ميتا بتهمة تضليل المراهقين فيما يتعلق بالتأثيرات النفسية لروبوتات الدردشة. هذه التحركات تعكس تنامي الرقابة الرسمية على شركات التكنولوجيا الكبرى، خاصة في القضايا المتعلقة بالصحة العقلية للأطفال والمراهقين.

 مستقبل الذكاء الاصطناعي في ميتا

تسعى ميتا إلى الحفاظ على مكانتها كلاعب رئيسي في مجال الذكاء الاصطناعي، لكنها تدرك في الوقت نفسه أن سمعتها على المحك إذا لم تتمكن من معالجة هذه المخاطر بجدية. فالمنافسة في السوق تتزايد، والضغوط الاجتماعية والسياسية تتصاعد، ما يجعل تطوير أنظمة أكثر أمانًا ضرورة لا تحتمل التأجيل.

في النهاية، يمكن القول إن الخطوة الأخيرة من ميتا تمثل محاولة لاستعادة الثقة المفقودة مع المجتمع، لكنها تفتح أيضًا الباب أمام نقاش أوسع حول كيفية موازنة الابتكار التكنولوجي مع مسؤولية حماية الفئات الأكثر هشاشة، وعلى رأسها المراهقون.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ميتا الذكاء الاصطناعي المراهقين روبوتات الدردشة القاصرين الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يحل مشكلة السمع في الضوضاء

طوّر فريق من جامعة واشنطن تقنية ذكاء اصطناعي جديدة تساعد الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في السمع داخل الأماكن الصاخبة، عبر تتبّع إيقاع المحادثة وكتم الأصوات غير المتوافقة.
وجرى دمج التقنية، التي عُرضت في مؤتمر الأساليب التجريبية في معالجة اللغات الطبيعية في سوتشو بالصين، في نموذج أولي يستخدم مكوّنات جاهزة وقادر على التعرّف على المتحدثين خلال ثانيتين إلى أربع ثوانٍ فقط، وتم تشغيله داخل سماعات رأس ذكية.
ويتوقع الباحثون أن تُستخدم مستقبلاً في أجهزة السمع وسماعات الأذن والنظارات الذكية لتصفية البيئة الصوتية دون تدخل يدوي.

اقرأ أيضاً: نظارات بالذكاء الاصطناعي تمنح ضعاف السمع قدرات خارقة

السمع الاستباقي
قال شيام غولاكوتا، الباحث الرئيس، إن التقنيات الحالية تعتمد غالباً على أقطاب تُزرع في الدماغ لتحديد المتحدث الذي يركز عليه المستخدم، بينما يستند النظام الجديد إلى إيقاع تبادل الأدوار في الحديث، بحيث يتنبأ الذكاء الاصطناعي بتلك الإيقاعات اعتماداً على الصوت فقط.
ويبدأ النظام، المسمّى "مساعدو السمع الاستباقيون"، العمل عند بدء المستخدم بالكلام، إذ يحلل نموذج أول من يتحدث ومتى، ثم يرسل النتائج إلى نموذج ثانٍ يعزل أصوات المشاركين ويوفر نسخة صوتية منقّاة للمستمع.

ابتكار أداة ذكاء اصطناعي لعلاج أحد أخطر أمراض العيون

نتائج إيجابية
أفاد الفريق بأن النظام يتميز بسرعة تمنع أي تأخير ملحوظ، ويمكنه معالجة صوت المستخدم إلى جانب صوت واحد إلى أربعة مشاركين.
وخلال تجارب شملت 11 مشاركاً، حصل الصوت المفلتر على تقييم يزيد بأكثر من الضعف مقارنة بالصوت غير المفلتر. ولا تزال بعض التحديات قائمة، خصوصاً في المحادثات الديناميكية ذات التداخل العالي، أو تغير عدد المشاركين.
ويعتمد النموذج الحالي على سماعات رأس تجارية مزوّدة بميكروفونات، لكن غولاكوتا يتوقع تصغير التقنية مستقبلاً لتعمل داخل رقاقة ضمن سماعة أذن أو جهاز سمع.

أمجد الأمين (أبوظبي)

أخبار ذات صلة دبي تطلق أول خدمة تجريبية لروبوتاكسي للجمهور عبر تطبيق أوبر شركات إماراتية وعالمية تقدم حلولاً مبتكرة بالذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • أوبن أيه آي تطلق نموذج الذكاء الاصطناعي GPT-5.2 بعد تحسينات واسعة
  • بقيادة ترمب.. تشكيل تحالف دولي لمواجهة الهيمنة الصينية في الذكاء الاصطناعي
  • ديزني تدخل عالم المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي عبر بوابة OpenAI
  • الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية
  • نماذج الذكاء الاصطناعي وإعادة صياغة الظهور الرقمي
  • الذكاء الاصطناعي يحل مشكلة السمع في الضوضاء
  • تحذير من ضعف دقة الذكاء الاصطناعي لقياس النبض عند ارتفاعه
  • الذكاء الاصطناعي يكتب أكثر في 2026 لكن الصحافة البشرية لا تفقد قيمتها
  • قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
  • هل روبوتات الذكاء الاصطناعي مجرّد ضجيج أم أمل حقيقي؟