مصر تحذر وترامب يناشد.. فهل تتوقف آلة الحرب؟| قراءة تحليلية
تاريخ النشر: 7th, September 2025 GMT
في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، ومع تزايد الإدانات الدولية للسياسات الإسرائيلية، يبرز الموقف المصري كصوت ثابت وراسخ في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، خاصة في مواجهة محاولات تهجير السكان من قطاع غزة.
وتعتبر مصر واحدة من الدول المحورية فى المنطقة العربية والشرق الأوسط، التى تلعب دورا بارزا فى إدارة الأزمات الإقليمية نظرا لموقعها الجغرافى الفريد وتاريخها العريق، حيث أثبتت مصر على مر السنين أنها ركيزة أساسية للاستقرار السياسى والأمنى فى المنطقة.
ويواصل العالم اليوم، اتخاذ موقف حازم من السياسات الإسرائيلية، باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية، وبالفعل موقف مصر ثابت، حيث عبر عنه بوضوح البيان الصادر عن وزارة الخارجية المصرية، وتصريحات السفير الدكتور بدر عبد العاطي، التي جاءت حاسمة في تأكيد موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
وفي هذا الصدد، يقول السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن جوهر القضية الفلسطينية يرتكز على ركيزتين أساسيتين: الشعب والأرض، مشددا على أن أي محاولة لفصل الشعب عن أرضه، عبر التهجير القسري أو إفراغ غزة من سكانها، تمثل خطرا وجوديا على مستقبل القضية، وتدفعها نحو التلاشي.
وأضاف العرابي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذه المحاولات تضع على مصر مسؤولية تاريخية لا يمكن التهاون فيها، ما يستوجب موقفا صارما لوقف أي مساعٍ لفرض واقع جديد بالقوة.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فشل خلال أكثر من 700 يوم من العمليات العسكرية في غزة في تحقيق أهدافه، حيث تكبدت إسرائيل خسائر اقتصادية جسيمة، وواجهت رفضا عالميا متزايدا لسياساتها، وهو ما يفسر محاولاته المتكررة لتشتيت الانتباه عن جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال، من خلال اتهامات باطلة لمصر بإغلاق معبر رفح.
وتابع: "مصر تقف بقوة ضد مخطط التهجير، لما يشكله من تهديد مباشر لجوهر القضية الفلسطينية، والدبلوماسية المصرية، المدعومة بمواقف عربية متزنة، وعلى رأسها بيان المملكة العربية السعودية، تتعامل مع هذه التصريحات والتصرفات الإسرائيلية بحنكة سياسية وصرامة محسوبة".
واختتم: " نتنياهو قد يتجه إلى مزيد من التصعيد والتصرفات غير المحسوبة مع اقتراب موعد مؤتمر دعم حل الدولتين المقرر عقده في نيويورك يوم 22 سبتمبر، مؤكدا أن الشارع الإسرائيلي يشهد حالة غليان داخلي بسبب سياسات حكومته المتطرفة التي باتت تهدد استقرار الداخل الإسرائيلي نفسه".
واحتشد آلاف الإسرائيليين، مساء أمس، في ميدان رئيسي بمدينة تل أبيب، في تظاهرة جماهيرية حاشدة للمطالبة بإنهاء الحرب على غزة وضمان إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.
وشهدت التظاهرة دعوات غير مسبوقة للرئيس الأميركي دونالد ترامب للتدخل شخصيا والضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل وقف العمليات العسكرية والتوصل إلى اتفاق شامل يعيد الرهائن إلى ذويهم.
ورفع المتظاهرون الأعلام الإسرائيلية واللافتات التي حملت صور الرهائن، إلى جانب شعارات موجهة إلى ترامب من بينها: "استمرار الحرب على غزة ينتقص من هيبتك يا ترامب"، و"أيها الرئيس ترامب... أنقذ الرهائن الآن!".
ترامب "الأمل الأخير" للمتظاهرينومن جانبه، قال بوعز، أحد المشاركين في التظاهرة ومن سكان تل أبيب ويبلغ من العمر 40 عاما: "نعتقد أن ترامب هو الرجل الوحيد في العالم الذي لديه نفوذ على بيبي (في إشارة إلى نتنياهو).. هو الوحيد القادر على إجباره على اتخاذ قرار بوقف الحرب".
ويعكس هذا التصريح حجم الإحباط المتزايد لدى قطاعات واسعة من الإسرائيليين تجاه سياسات الحكومة الحالية، لا سيما فيما يتعلق بإدارة ملف الرهائن الذين يعتقد أنهم محتجزون داخل مناطق مأهولة بالسكان في غزة.
مخاوف من تعريض حياة الرهائن للخطرتتصاعد المخاوف بين أهالي الرهائن ومؤيديهم من أن الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة قد يؤدي إلى مقتل الرهائن أو إصابتهم، خاصة أن العمليات العسكرية تستهدف مناطق يعتقد أن الرهائن محتجزون فيها.
وأكد مسؤولون إسرائيليون أن هذا القلق مشروع، ويشاركه فيه قادة عسكريون كبار في الجيش الإسرائيلي.
واتهمت أورنا نيوترا، والدة أحد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في هجوم 7 أكتوبر 2023 وتحتجز حماس جثته، الحكومة بالتقاعس عن واجبها تجاه الرهائن.
وقالت خلال التظاهرة: "نأمل حقا أن تدفع الولايات المتحدة كلا الطرفين نحو التوصل إلى اتفاق شامل يعيد جميع الرهائن إلى ديارهم".
وأشارت إلى أن ابنها يحمل الجنسية الأميركية أيضا، مما يزيد من أهمية التدخل الأميركي.
تصاعد الاحتجاجات والمطالب بوقف الحربباتت التظاهرات في تل أبيب حدثا أسبوعيا متكررا، إلا أن حجم المشاركة يتزايد أسبوعا بعد آخر، وقدر المنظمون عدد المشاركين في مظاهرة السبت بعشرات الآلاف، في حين شهدت مدينة القدس تنظيم مظاهرة مماثلة، في مؤشر واضح على اتساع رقعة الغضب الشعبي.
وشعارات المتظاهرين لم تقتصر على المطالبة بإنقاذ الرهائن، بل تجاوزتها إلى رفض الحرب برمتها، فقال أحد المشاركين ويدعى آدم (48 عاما): "من الواضح الآن أن الجنود يرسلون إلى هذه الحرب من أجل لا شيء".
فيما أضاف بوعز: "ليس للحرب أي هدف على الإطلاق، سوى العنف والموت".
ترامب وتعهداته.. ومأزق الحرب المستمروكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تعهد، خلال حملته الرئاسية، بإنهاء الحرب في غزة بسرعة، إلا أن ولايته الثانية التي مضى عليها نحو ثمانية أشهر لم تشهد تحقيق هذا الوعد بعد.
وسبق، وصرح ترامب، بأن واشنطن منخرطة في "مفاوضات متعمقة للغاية" مع حركة حماس في سبيل إنهاء الأزمة.
وفي ظل غياب حل سياسي، واصلت القوات الإسرائيلية تنفيذ غارات مكثفة على أطراف مدينة غزة، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية هناك.
وأكدت جهات رقابية دولية أن مئات الآلاف من الفلسطينيين يواجهون خطر المجاعة، بينما يقر مسؤولون إسرائيليون بوجود أزمة غذاء حادة، رغم نفيهم لبلوغ الوضع حد المجاعة الكاملة.
وقد وجه الجيش الإسرائيلي تحذيرا جديدا للمدنيين في غزة بضرورة إخلاء المدينة والتوجه إلى جنوب القطاع، بينما لا يزال مئات الآلاف من المدنيين يلوذون بالمدينة التي كانت تضم نحو مليون نسمة قبل اندلاع الحرب.
وفي تطور لافت، نشرت حركة حماس مقطع فيديو جديدا ظهر فيه الرهينة الإسرائيلي جاي جلبوع دلال (24 عاما)، وهو يعلن أنه محتجز داخل مدينة غزة ويخشى على حياته بسبب الهجوم العسكري الإسرائيلي.
وقد أثار الفيديو موجة من الجدل، حيث أدانته جماعات حقوق الإنسان ووصفته بأنه عمل "غير إنساني"، بينما اعتبرت إسرائيل أن نشر مثل هذه المقاطع يندرج ضمن "الحرب النفسية" التي تمارسها حماس.
تعقيدات تفاوضية ومواقف متباينةورغم عروض حماس السابقة بإطلاق سراح عدد من الرهائن مقابل هدنة مؤقتة، إلا أن المفاوضات التي جرت في يوليو الماضي بوساطة أميركية وعربية انهارت دون التوصل إلى اتفاق.
وفي تصريحات صدرت أمس، جددت حماس عرضها بالإفراج عن جميع الرهائن شريطة أن توافق إسرائيل على وقف الحرب وسحب قواتها من القطاع.
في المقابل، يتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بموقف متشدد، معلنا أنه لن يوافق إلا على اتفاق يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة، مع استسلام حماس بالكامل.
وأكد في تصريحاته الأخيرة أن السيطرة على مدينة غزة أمر "ضروري لهزيمة حركة حماس"، واصفا المدينة بأنها "معقل رئيسي للمقاومة".
ورغم أن حركة حماس تدرك أنها لن يكون لها دور في إدارة غزة ما بعد الحرب، إلا أنها ترفض نزع سلاحها، ما يعقد المشهد السياسي والميداني على حد سواء، ويجعل التوصل إلى اتفاق نهائي أمرا بعيد المنال حتى اللحظة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة فلسطين القضية الفلسطينية نتنياهو ترامب الاحتلال تهجير الفلسطينيين القضیة الفلسطینیة العملیات العسکریة حرکة حماس إلى اتفاق مدینة غزة إلا أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
مادورو يتهم الولايات المتحدة بـالقرصنة.. وترامب يعلن قرب بدء مكافحة تهريب المخدرات برًا
قالت الحكومة الفنزويلية إنها "ستدافع عن سيادتها ومواردها الطبيعية وكرامتها الوطنية بحزم"، مؤكدة أنها ستتقدم بشكوى بشأن احتجاز الناقلة أمام الهيئات الدولية.
اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الولايات المتحدة بـ "القرصنة البحرية" عقب احتجاز سفينة نفط فنزويلية في البحر الكاريبي، فيما لوح دونالد ترامب بشن ضربات تسهتدف شحنات المخدرات البرية من فينزويلا.
ووصف مادورو مصادرة ناقلة النفط في البحر الكاريبي بـ "العمل الإجرامي وغير القانوني"، مؤكدا أن بلاده ستواصل الدفاع عن سيادتها واستقلالها.
وأضاف خلال مناسبة رئاسية نقلها التلفزيون الرسمي، أن واشنطن "تفتح عهدًا جديدا من القرصنة البحرية الإجرامية في المنطقة"، وفق تعبيره.
بدورها، أعربت وزارة الخارجية الفنزويلية عن رفضها لما وصفتها بالسرقة الوقحة من قبل أمريكا لسفينة نفط فنزويلية في البحر الكاريبي، معتبرة أن ما جرى يرقى إلى أعمال القرصنة الدولية.
وقالت الحكومة الفنزويلية إنها "ستدافع عن سيادتها ومواردها الطبيعية وكرامتها الوطنية بتصميم مطلق"، وإنها ستندد باحتجاز الناقلة أمام الهيئات الدولية.
30 سفينة فنزويلية
والأربعاء، نفذ مكتب التحقيقات الاتحادي والأمن الداخلي وخفر السواحل، بدعم من الجيش الأمريكي، أمرا بمصادرة ناقلة نفط تستخدم لنقل الخام الخاضع للعقوبات من فنزويلا وإيران، وفق وزارة العدل الأمريكية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن ناقلة النفط التي صودرت قبالة السواحل الفنزويلية ستتوجه إلى ميناء أمريكي وستُتخذ بشأنها الإجراءات القانونية.
Related عبر خطط سرية.. واشنطن تعدّ لمرحلة "ما بعد مادورو" بالتنسيق مع المعارضة الفنزويليةالمقاتلات الأميركية تقترب من فنزويلا.. ومادورو يشتكي مازحًا من "اتصالات الشمال"عقوبات أميركية تطال أقارب مادورو.. وواشنطن تستعد لوضع يدها على حمولة ناقلة نفط فنزويليةوأظهرت بيانات شحن أن أكثر من 30 ناقلة نفط خاضعة للعقوبات الأمريكية تعمل في فنزويلا قد تواجه إجراءات عقابية من واشنطن.
والاحتجاز، الذي وقع الأربعاء، هو أول عملية احتجاز لشحنة نفط من فنزويلا التي تخضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2019 وأول إجراء معروف لإدارة ترامب ضد ناقلة نفط مرتبطة بفنزويلا منذ أن أمر بحشد عسكري ضخم في المنطقة.
الطرق البرية
وفي الجهة المقابلة، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده ستبدأ قريبا شن ضربات لاعتراض شحنات المخدرات التي تشق طريقها من فنزويلا إلى الولايات المتحدة عبر الطرق البرية.
وأكد ترامب في تصريحات للصحفيين في البيت الأبيض أن عمليات تهريب المخدرات عبر البحر إلى بلاده تراجعت بنسبة 92%، وأنه لا أحد يستطيع معرفة من هم الثمانية بالمئة.
وهذا أحدث تصعيد بين كاراكاس وواشنطن بعد تصاعد التوترات بين البلدين، حيث أصدر ترامب في أغسطس/آب الماضي أمرا تنفيذيا يقضي بزيادة استخدام الجيش، بدعوى مكافحة عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية.
وتتهم إدارة ترامب نظام مادورو بالتورط في تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، معتبرة ذلك جزء من تهديد للأمن القومي الأمريكي.
في المقابل، ترفض فنزويلا هذه الاتهامات وتعتبرها مزاعم تُستخدم لتبرير تدخل عسكري أمريكي ولضغط سياسي واقتصادي على البلاد.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة