نافس فيلم "مع حسن في غزة" في المسابقة الرسمية لمهرجان "لوكارنو" السينمائي، حيث ترشح لجائزة الفهد الذهبي، وفاز بجائزة "علامة يوروبا سينما" (Europa Cinemas Label Award).

"مع حسن في غزة" من إخراج كمال الجعفري، ومن المنتظر عرضه أيضا ضمن فعاليات مهرجان "تورونتو" السينمائي الدولي، وكذلك في مهرجان "لندن" السينمائي التابع لمعهد الفيلم البريطاني (BFI).

View this post on Instagram

A post shared by Media City Film Festival (@mediacityfilmfestival)

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 283 مليون دولار تضع "ذا كونجورينغ: لاست رايتس" في صدارة شباك التذاكر الأميركيlist 2 of 2من أرشيف منسي إلى دور العرض.. "إبيك" يعيد ملك الروك إلفيس إلى الحياةend of listغزة التي التقطتها الكاميرا

في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2001، وفي خضم الانتفاضة الفلسطينية الثانية، بدأ المخرج كمال الجعفري توثيق رحلة بحثه عن رجل شاركه السجن في غزة عام 1989، وقد رافقه في هذه الرحلة رجل يُدعى حسن كمرشد له. وبعد سنوات، أعاد الجعفري اكتشاف المواد المصورة، المحفوظة على 3 شرائط MiniDV، والتي شكلت فيما بعد أساس فيلمه "مع حسن في غزة".

يستعرض "مع حسن في غزة" صورة لغزة قبل ربع قرن، غزة التي رغم مرورها آنذاك بالانتفاضة وما يرافقها من ضغط على سكانها وأوضاع لا تُطاق، بدت مختلفة جذريًا عن غزة اليوم التي يعيش أهلها مأساة إنسانية كاملة.

يقدم الفيلم بانوراما جغرافية وإنثروبولوجية لغزة مطلع الألفية، فيتنقل المخرج بعدسته المحمولة بين أحيائها ومناطقها المختلفة مع مرشده "حسن". يصور أطفالا على شاطئ البحر، يصحبهم والدهم الخارج حديثًا من المعتقل، محاولًا تعويضهم عن غيابه الطويل القسري. ثم يتجول في حارات غزة الصغيرة، موثقًا المنازل المعرضة للقصف اليومي، وغضب النساء اللواتي تدمرت بيوتهن أمام أعينهن، فلا يجدن سوى الانتقال من مكان إلى آخر بحثًا عن رقعة آمنة لليلة واحدة. كما يمر بالمقاهي التي يجلس فيها رجال عاطلون عن العمل بسبب القصف، وقد أُغلقت معظم المتاجر وأماكن العمل، فيمضون وقتهم في ألعاب ترفيهية يخلطون فيها الأوراق بسخريتهم اللاذعة وغضبهم المكبوت من أنفسهم ومن كل ما يحيط بهم.

إعلان

ثم يأخذ المخرج المشاهدين إلى منزل يتجمع فيه أصدقاؤه، حيث يواصلون حياتهم العائلية البسيطة رغم التهديد الواضح، يضحكون على أبسط النكات، ويتناولون الطعام الغزاوي على مائدة تجمع أشخاصًا من الشرق والغرب، ويصور أطفالا صغارًا تجاوزت أعمارهم اليوم الـ30 إن كانوا ما زالوا على قيد الحياة.

في سياق آخر، قد يُنظر إلى محتوى الشرائط التي صورها كمال الجعفري بوصفه باعثا للحنين، أو بابا نوستالجيًا لنسخة قديمة من مكان تغير بالضرورة مع الزمن. غير أنه الآن ليس إلا نافذة على حزن وأسى لا ينتهي على غزة التي التقطتها الكاميرا ولم تعد موجودة على أرض الواقع، وعلى أشخاص صوّرهم الجعفري.

دون أن يعلم اليوم ما إذا كان أي منهم لا يزال حيًا.

ليتحول "مع حسن في غزة"، كما وصفه كمال الجعفري بنفسه، إلى: "تحية إلى غزة وأهلها، وإلى كل ما مُحي ثم عاد إليّ في هذه اللحظة الملحة من الوجود الفلسطيني، أو اللاوجود. إنه فيلم عن الكارثة، وعن الشعر الذي يقاوم".

View this post on Instagram

A post shared by Kamal Aljafari (@kamalaljafarifilm)

من شرائط منسية إلى ذاكرة حية

قدم المخرج كمال الجعفري العام الماضي فيلمًا آخر عن فلسطين التي تُمحى من ذاكرة العالم أمام أعيننا، وهو "الفيلم عمل فدائي". وقد تنقل الفيلم خلال عام 2024 بين عدد من المهرجانات السينمائية الدولية، ونال تقديرا واسعا تُوج بفوزه بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان "فيجن دو ريل" (Visions du Réel)، أحد أبرز المهرجانات العالمية المتخصصة في الوثائقيات.

يعود الجعفري في "الفيلم عمل فدائي" إلى الأرشيف بوصفه مادة حية يعيد من خلالها تركيب الحكاية، فيصوغ من اللقطات الممتدة عبر عقود سردًا بصريًا يواجه عنف الاحتلال وطمسه لفلسطين. فمنذ النكبة، عمل الاحتلال الإسرائيلي على طمس الهوية الفلسطينية ومحو تراثها بمختلف الوسائل، وكان من أبرزها استهداف الأرشيف الفلسطيني وتدميره.

يمثل الفيلم نموذجا بارزا لكيفية توظيف المواد الأرشيفية في بناء سرد سينمائي يُتابع وكأنه نص أُعد خصيصًا للشاشة، إذ يعتمد على لقطات صُورت عبر سنوات طويلة، ويعيد تشكيلها بالمونتاج مدعومة بالموسيقى والأغاني، ليصوغ عملًا متماسكا يرافق فيه المشاهد تفاصيل التمزق الذي أحدثه الاحتلال الإسرائيلي في جسد فلسطين.

ومن هذه الزاوية، يتقاطع "الفيلم عمل فدائي" مع "مع حسن في غزة" في اعتمادهما على لقطات مصورة من الماضي لبناء سردية تكشف محاولات الاحتلال الإسرائيلي لمحو الوجود الفلسطيني كأن لم يكن. غير أن "الفيلم عمل فدائي" يستند إلى صور أرشيفية عامة، في حين يميل "مع حسن في غزة" إلى لقطات شخصية وحميمية أكثر. فعلى الرغم من غياب المخرج عن الشاشة، فإن المتفرج يدرك أنه هو من يحمل الكاميرا الصغيرة ويختار ما يلتقطه.

ويزداد هذا البُعد الشخصي وضوحا مع تقدم الفيلم، إذ يبدأ بعرض لقطات من عام 2001 تستدعي بالضرورة صورة تلك الأماكن اليوم مقارنة بما كانت عليه. ويكشف المخرج، عبر سطور قليلة مكتوبة على الشاشة، السبب الذي دفعه إلى خوض هذه الرحلة في غزة، وهو بحثه عن صديق عرفه خلال فترة اعتقاله في شبابه المبكر قبل أن يبدأ مسيرته السينمائية ودراسته في الخارج.

View this post on Instagram

A post shared by Comité Action Palestine (@comite_action_palestine)

إعلان

لا يملك كمال الجعفري سوى عدسته الصغيرة، واسم الصديق الذي لا يعرف إن كان حيًا أم رحل، وحكاية يفصح عنها في ختام الفيلم عن ذلك الفتى الذي مثل روح التمرد في المعتقل، وواجه السجانين بجرأة قد تُعرضه للموت. لقد ترك هذا الصديق أثرًا لا يُمحى في ذاكرة الجعفري الشاب إبان سجنه أثناء الانتفاضة الأولى، وظل حاضرًا في وعيه حتى دفعه خلال الانتفاضة الثانية للبحث عنه، ليقدم بعد "طوفان الأقصى" فيلمًا يوثق تلك الرحلة.

نسي الجعفري الشرائط الثلاث التي صورها مع حسن عام 2001، ثم عاد ليكتشف أنها جديرة بالعرض على الشاشة الكبيرة، لتصبح شهادة بصرية أدت إلى ميلاد فيلمه "مع حسن في غزة"، وربما وثيقة أخيرة تُجسد ملامح غزة قبل أن يلتهمها القصف الإسرائيلي المستمر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات مع حسن فی غزة

إقرأ أيضاً:

تأخير وارتباك.. وراء الكواليس في مشروع AI بلا شاشة

في خطوة طموحة نحو المستقبل، تواجه OpenAI ومصمم Apple الأسطوري جوني آيف تحديات تقنية غير متوقعة أثناء تطوير جهاز ذكاء اصطناعي مبتكر، صغير الحجم، وبدون شاشة، قادر على التفاعل مع البيئة من حوله والاستجابة لمستخدميه بطريقة ذكية. المشروع يعد بإعادة تعريف طريقة استخدامنا لأجهزة الحوسبة، لكنه يواجه عقبات كبيرة قد تؤخر إطلاقه.

اقرأ أيضاً.. "تشات جي.بي.تي" يدفع "أوبن إيه.آي" إلى نادي النصف تريليون 


وفقاً لموقع "تك كرانش" استحوذت OpenAI  في مايو الماضي، على شركة io الناشئة، التي أسسها جوني آيف بالتعاون مع الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، مقابل 6.5 مليار دولار. وأعلن ألتمان وقتها أن آيف وفريقه سيساعدون الشركة في خلق جيل جديد من أجهزة الحوسبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وكانت التوقعات تشير إلى إطلاق أول أجهزة هذا المشروع في عام 2026.

 

وفقًا لتقارير Financial Times، الهدف الحالي، هو إنشاء جهاز ب大小 الكف، بلا شاشة، يستجيب للإشارات الصوتية والبصرية من البيئة المحيطة ويتفاعل مع المستخدمين بشكل مباشر. إلا أن مشاكل غير محلولة تتعلق بـ "شخصية" الجهاز، طريقة التعامل مع الخصوصية، والبنية التحتية للحوسبة، قد تؤخر موعد الإطلاق.

أخبار ذات صلة "الطيران المدني" تطلق مشاريع مدعومة بالذكاء الاصطناعي بجناح الإمارات بالمعرض المصاحب لعمومية "إيكاو" سورا 2.. يحول صورك وصوتك إلى فيديوهات إبداعية بالذكاء الاصطناعي

على سبيل المثال، ذكر أحد المصادر للصحيفة أن الجهاز سيكون دائم الاستماع بدلاً من انتظار أوامر محددة، لكن الفريق يواجه صعوبة في ضمان أن الجهاز يتحدث فقط عند الحاجة وينهي المحادثات في الوقت المناسب، وهو أحد أبرز التحديات التقنية في المشروع.


إسلام العبادي(أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يختتم مشاركته في مؤتمر الجمعية العالمية للتاريخ الشفاهي
  • بث مباشر| الظهور الأول للإعلامي باسم يوسف على شاشة ON
  • سوزوكي تكشف النقاب عن سيارة XBee الجديدة.. صور
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم دورة تدريبية حول الوثائق
  • أبرزها عين الجمل.. أطعمة تقوّي الذاكرة وتعزّز التركيز
  • أبرز الإنجازات العالمية التي تحققت للقضية الفلسطينية بعد عامين من الإبادة
  • الشرع يسقط ذكرى حرب تشرين من الذاكرة السورية.. ما الهدف؟
  • نور عريضة تضع الكوفية الفلسطينية في شوارع باريس
  • كاريكاتير ناصر الجعفري
  • تأخير وارتباك.. وراء الكواليس في مشروع AI بلا شاشة