في مشهد غير مسبوق في تاريخ الصراع، تحولت سماء العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء، إلى ساحة نار بعد أن شنت مقاتلات إسرائيلية غارة جوية استهدفت مقراً يضم الصف الأول من قيادات حركة "حماس"، أثناء اجتماعهم لمناقشة مقترح أميركي تقدّم به الرئيس السابق دونالد ترمب بشأن قطاع غزة.

الهجوم، الذي دوى صداه في المنطقة والعالم، أسفر عن مقتل همام خليل الحية نجل القيادي خليل الحية، وجهاد لبد مدير مكتبه، إضافة إلى سقوط ضحايا آخرين بين قتيل وجريح، بينما نجا عدد من القادة البارزين وعلى رأسهم خليل الحية وخالد مشعل وزاهر جبارين.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الغارة نفذت بـ"شكل مستقل بالكامل"، مؤكداً أن حكومته تتحمل المسؤولية الكاملة عنها. وأوضح الجيش الإسرائيلي أن العملية استهدفت قادة "حماس" الذين وصفهم بـ"العقل المدبر لمجزرة السابع من أكتوبر"، مؤكداً استخدام ذخيرة دقيقة لتفادي المدنيين.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قال عبر منصة "إكس": "هاجم جيش الدفاع والشاباك من خلال سلاح الجو قيادة حماس الإرهابية في الدوحة، وسنواصل استهدافها لحسم المعركة ضدها".

مصادر من حركة "حماس" أكدت لوكالة "رويترز" أن وفد الحركة المشارك في مفاوضات وقف إطلاق النار نجا من محاولة الاغتيال، في حين بثت قناة "الجزيرة" تصريحات تؤكد نجاة خليل الحية وعدد من رفاقه من الغارة.

الخارجية القطرية سارعت إلى التنديد بالهجوم الذي طال مقرات سكنية لأعضاء المكتب السياسي لـ"حماس" في الدوحة، واعتبرته "انتهاكاً صارخاً لجميع القوانين والأعراف الدولية، وتهديداً مباشراً لأمن وسلامة القطريين والمقيمين". وأكد المتحدث باسمها ماجد الأنصاري أن الجهات الأمنية باشرت التعامل مع تداعيات القصف، مشدداً على أن قطر "لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور".

الهجوم الإسرائيلي على الدوحة يمثل سابقة خطيرة في مسار الصراع، إذ ينقل المعركة إلى قلب عاصمة خليجية لطالما لعبت دوراً محورياً في الوساطات. وبينما تحاول الأطراف لملمة تداعيات الغارة، تتجه الأنظار إلى الموقف الدولي ومدى قدرته على كبح جماح التصعيد الذي يهدد بجرّ المنطقة إلى فصل جديد من التوترات غير المسبوقة.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: خلیل الحیة

إقرأ أيضاً:

وسطاء مصريين وقطريين يلتقون خليل الحية قبل بدء مفاوضات شرم الشيخ

(CNN)-- بينما من المقرر بدء المفاوضات بين إسرائيل وحماس في شرم الشيخ بعد ظهر الاثنين، علمت شبكة CNN أن وسطاء قطريين ومصريين في القاهرة التقوا بخليل الحية، القيادي في حماس الذي يرأس مفاوضات الحركة، لتسوية أي نقاط خلاف متبقية قبل الجلسة الرئيسية مع المفاوضين الآخرين.

وقل مصدر مطلع على المحادثات لشبكة CNN إنه "من السابق لأوانه الحكم" على كيفية سير المفاوضات.

وهذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها خليل الحية إلى مصر منذ نجاته من محاولة اغتيال إسرائيلية عقب هجوم صاروخي في قطر الشهر الماضي استهدف القيادة العليا لحركة حماس.

ويجب أن ينجح اجتماع المنتجع المصري على البحر الأحمر حتى تدخل خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار المكونة من 20 نقطة، حيز التنفيذ.

وبينما يحث ترامب على "التحرك بسرعة" في العملية، يقول دبلوماسيون إن المناقشات قد تمتد لعدة أيام. وتشمل نقاط الخلاف الرئيسية مطالبة إسرائيل بنزع سلاح حماس، ومطالبة حماس بدور في أي هيئة حاكمة جديدة في غزة، وضمانات لمرور آمن لكبار الشخصيات عند مغادرتهم القطاع. وتعد هذه النقطة الأخيرة حساسة للغاية، بالنظر إلى استهداف إسرائيل الأخير لقادة حماس.

ومن الجانب الإسرائيلي، يحضر مبعوثون كبار، لكن الأمر اللافت هو غياب رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية وكبير المفاوضين الإسرائيليين. وسيشارك عن بُعد، ومن المتوقع أن ينضم شخصيا في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".

مقالات مشابهة

  • هذا ما قاله خليل الحية تزامنا مع مباحثات شرم الشيخ لوقف حرب غزة
  • خليل الحية: نريد آليات تضمن وقف الحرب نهائيًا
  • خليل الحية: نريد ضمانات حقيقية بعدم عودة إسرائيل للحرب
  • خليل الحية: لن نثق بالاحتلال دون ضمانات من ترامب والدول الراعية للمفاوضات
  • خليل الحية: نؤكد استعدادنا بكل مسؤولية لوقف الحرب
  • وسطاء مصريين وقطريين يلتقون خليل الحية قبل بدء مفاوضات شرم الشيخ
  • خليل الحية في مصر لبحث مفاوضات غزة مع إسرائيل
  • برئاسة خليل الحية.. وصول وفد حركة حماس إلى مصر
  • "حماس": وفدنا برئاسة خليل الحية وصل مصر
  • ظهور خليل الحية كبير مفاوضي حماس في فيديو لأول مرة منذ محاولة اغتياله