عربي21:
2025-11-23@14:03:40 GMT

القوة العربية الضائعة

تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT

تملك الدول العربية من عناصر القوة ما يكفي لردع أي قوة إقليمية أو دولية، بل وما يمكنها من فرض معادلات جديدة تعيد الاعتبار لسيادتها وكرامتها، غير أنّ هذه القوة، على تنوعها بين اقتصادية وعسكرية وجغرافية وبشرية، ما زالت مبعثرة ومُهدَرة، ليبقى الاحتلال الإسرائيلي يتمدد ويضرب هنا وهناك، وكأن المنطقة ولايات تابعة له ضمن ما يسميه "إسرائيل الكبرى".



عناصر قوة الدول العربية

- مصر: موقعها الجغرافي يربط بين قارتي آسيا وأفريقيا عبر قناة السويس، أهم ممر مائي عالمي، وقوة بشرية تتجاوز 110 ملايين نسمة، وجيش من أكبر عشرة جيوش في العالم.

- السعودية: ثقل اقتصادي عالمي كونها أكبر مصدر للنفط، وعضو فاعل في مجموعة العشرين، إضافة إلى مكانتها الدينية بوجود الحرمين الشريفين.

- قطر: من أكبر مصدري الغاز المسال في العالم، وصاحبة نفوذ سياسي وإعلامي دولي مؤثر، وتمتلك قاعدة اقتصادية قادرة على الاستثمار والضغط.

- تونس: موقع استراتيجي في قلب المتوسط، وامتداد ثقافي وسياسي نحو أوروبا وأفريقيا.

- المغرب: قوة عسكرية متنامية، وموقع جغرافي يطل على المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، وشراكات اقتصادية مع أفريقيا وأوروبا.

- الجزائر: دولة ذات جيش قوي واحتياطات طاقة قوية ضخمة من الغاز والنفط، مع عمق جغرافي يجعلها صمام أمان للمغرب العربي.

- اليمن: سيطرة على باب المندب، أحد أهم الممرات المائية في العالم، ما يمنحه بعدا استراتيجيا بالغ الأهمية.

- لبنان: رغم صغره، يمتلك موقعا على المتوسط، وقوة مقاومة شعبية أرهقت الاحتلال لعقود، وفرضت معادلات ردع متكررة.

- الكويت: إمكانيات مالية ضخمة، واستثمارات عالمية، وموقع مهم في الخليج العربي.

الاحتلال الإسرائيلي وتوحش الغطرسة

ضرب الاحتلال الإسرائيلي سفينة الصمود في تونس، واستهدف مخازن أسلحة في سوريا، وانتهك سيادة لبنان مرارا، بل وانتهك معاهدة السلام مع مصر، كما قصف مواقع على أرض قطر، وهي دولة ذات سيادة.

في يومين فقط الاحتلال قام بقصف مخازن أسلحة داخل سوريا، وقصف سفينة من أسطول الصمود داخل الموانئ التونسية، وأسقط مسيّرة يمنية على الحدود المصرية، وقصف مقر حماس داخل العاصمة القطرية الدوحة.

كل ذلك يثبت أن الاحتلال لم يعد يرى في العرب سوى "ولايات تابعة" يحق له العبث بأمنها وسيادتها متى شاء، ولو أن الدول العربية اتخذت منذ اليوم الأول لمجازر غزة موقفا جماعيا صارما، لما تجرأ الاحتلال على المضي في وحشيته.

المطلوب: قرار عربي موحد

اليوم، وبعد أن أعلن نتنياهو صراحة أن حلم "إسرائيل الكبرى" لم يعد سرا بل مشروعا معلنا، فإن القرار العربي الموحد أصبح ضرورة وجودية.

خطوات عملية يمكن اتخاذها فورا:

- قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الاحتلال بقرار عربي شامل.

- إغلاق المنافذ البحرية والمجال الجوي والبري أمام السفن والطائرات والحافلات المتجهة من وإلى الأراضي المحتلة.

- فتح معبر رفح بالقوة وإدخال المساعدات تحت شارة قوة عربية موحدة.

- الاعتراف بالمقاومة في غزة كقوة دفاع عربية شرعية.

- استخدام النفوذ الاقتصادي بسحب استثمارات الخليج من الدول الداعمة للاحتلال.

- استبدال التحالف الأمريكي بحلف استراتيجي مع الصين أو قوى دولية منافسة.

هذه الخطوات كفيلة بوقف الحرب على غزة منذ اليوم الأول من إعلانها، بل وتغيير موازين المنطقة بالكامل.

لماذا لا تُستخدم القوة العربية؟

السؤال المحوري: لماذا لا تُستخدم هذه القوة؟ ما هي المنفعة التي يجنيها بعض الحكام من وجود الاحتلال؟ أليس الأجدر بهم أن يستعيدوا شرعيتهم الداخلية عبر مواجهة العدو المشترك بدلا من القمع الداخلي؟

الحقيقة المؤلمة أنّ غياب القرار الموحد لا يفسَّر إلا بالارتهان والعمالة. ومع ذلك، فقد أثبتت تصرفات نتنياهو أنه لا يرى في أي حاكم عربي "حليفا دائما"، بل يعتبر الجميع أوراقا مؤقتة، ودورهم في التصفية قادم لا محالة.

الشعوب مستعدة للصفح

إنّ الشعوب العربية رغم معاناتها من القمع والتخاذل؛ على استعداد لتجاوز الماضي إذا اتخذ الحكام اليوم الموقف الصحيح، حينها سيلتف المعارض قبل المؤيد خلف قرار المواجهة، وبهذا يحدث استقرار داخلي لكل دول المنطقة.

نحن لسنا ضعفاء، لدينا قوة اقتصادية وعسكرية وبشرية هائلة، لكننا نفتقد الإرادة السياسية. إن مواجهة الاحتلال لم تعد خيارا مؤجلا تحت شعار الدبلوماسية، بل ضرورة آنية تفرضها بقاء المنطقة وشعوبها. فإما أن نستعيد القوة العربية الضائعة، أو نظل جميعا حكاما وشعوبا تحت رحمة مشروع "إسرائيل الكبرى".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء العربية القوة الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل احتلال عرب قوة قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة رياضة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

أكبر جمعية إسلامية بإندونيسيا تطالب رئيسها بالاستقالة.. ما السبب؟

دعت جمعية "نهضة العلماء"، أكبر منظمة إسلامية في إندونيسيا، خلال محضر اجتماع، رئيسها إلى تقديم استقالته بعد دعوته مفكرا أمريكيا مؤيدا لدولة الاحتلال خلال حرب غزة للمشاركة في فعالية نظمتها الجمعية في آب/أغسطس.

وذكرت "رويترز" أن محضر اجتماع الخميس أظهر أن قيادة الجمعية، التي تعد أكبر منظمة إسلامية في العالم بعضوية تقترب من 100 مليون شخص، أمهلت رئيسها يحيى خليل ستاقوف ثلاثة أيام لتقديم استقالته أو مواجهة الإقالة.



وأعتبرت الجمعية إلى أن دعوة ستاقوف لشخص "مرتبط بشبكة صهيونية دولية" للمشاركة في فعالية داخلية، إلى جانب ما تردد عن وجود سوء إدارة مالية، شكلت أسبابا رئيسية للتحرك بهدف إبعاده عن رئاسة المنظمة.

ومن جانبه، قال نجيب أزكا، أحد مسؤولي الجمعية، لرويترز إن القرار يرتبط مباشرة بدعوة ستاقوف المسؤول السابق والمفكر الأمريكي بيتر بيركوفيتش لحضور فعالية تدريبية في آب/أغسطس.

وقدم ستاقوف اعتذارا عن الخطوة ووصف الدعوة بأنها "سهو" ناجم عن عدم التحقق الكافي من خلفية بيركوفيتش، وموضحا أنه ندد "بأعمال الإبادة الوحشية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة".

وكشف الموقع الإلكتروني لبيركوفيتش أنه دأب على نشر مقالات تؤيد العدوان الإسرائيلي على غزة، من بينها مقال في أيلول/سبتمبر دافع فيه عن دولة الاحتلال في مواجهة الاتهامات المرتبطة بالإبادة الجماعية.



وبالتزامن مع ذلك، تناولت وسائل إعلام إسرائيلية دوافع إندونيسيا للمضي في مسار تطبيع علني ورسمي، مستندة في ذلك إلى الخطاب الذي ألقاه الرئيس الإندونيسي "برابوو سوبيانتو" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل شهرين، حين قال كلمته بلفظ "شالوم" بالعبرية.

في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال عزلة عالمية متزايدة، تتوجه أنظارها الى استئناف مسار التطبيع مع إندونيسيا، الدولة الإسلامية الأكبر، التي رغم دعمها المعلن للفلسطينيين، ورغم الحواجز الدستورية والثقافية مع الاحتلال، لكن النهج البراغماتي لرئيسها الحالي، قد يمهد الطريق لعملية التطبيع مع الاحتلال في اليوم التالي لانتهاء العدوان في غزة.

مقالات مشابهة

  • يديعوت: الاحتلال يدرب الأجانب على فهم تشكيلات القسام والأنفاق.. أشارت لدولتين عربيتين
  • أكبر جمعية إسلامية بإندونيسيا تطالب رئيسها بالاستقالة.. ما السبب؟
  • بدء تفعيل المرتكزات الاستراتيجية لـ"اقتصادية الدقم" وتنفيذ "التحول المؤسسي"
  • تقرير أمريكي: قطر بقائمة أعلى الرواتب عالمياً.. إليك ترتيب الدول العربية
  • من هي الدول العربية التي قصدها رئيس الموساد الأسبق بحديثه عن تكرار هجمات البيجر؟
  • جون أفريك: معسكر حفتر يعلن تشكيل قوة مشتركة مع الجيش التشادي
  • الجامعة العربية ترحب باتفاقية توحيد الإنفاق التنموي شرقا وغربا
  • الاعيسر يلتقي وفداً من الصحفيين من بريطانيا وعدد من الدول العربية
  • بسبب الحروب والمناخ .. الأمم المتحدة: الجوع في الدول العربية يبلغ أعلى مستوى
  • الحكومة: محطة الضبعة تحقق فوائد اقتصادية أهمها توفير من 2.5 إلى 3 مليارات دولار سنوياً