عربي21:
2025-10-07@21:56:22 GMT

القوة العربية الضائعة

تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT

تملك الدول العربية من عناصر القوة ما يكفي لردع أي قوة إقليمية أو دولية، بل وما يمكنها من فرض معادلات جديدة تعيد الاعتبار لسيادتها وكرامتها، غير أنّ هذه القوة، على تنوعها بين اقتصادية وعسكرية وجغرافية وبشرية، ما زالت مبعثرة ومُهدَرة، ليبقى الاحتلال الإسرائيلي يتمدد ويضرب هنا وهناك، وكأن المنطقة ولايات تابعة له ضمن ما يسميه "إسرائيل الكبرى".



عناصر قوة الدول العربية

- مصر: موقعها الجغرافي يربط بين قارتي آسيا وأفريقيا عبر قناة السويس، أهم ممر مائي عالمي، وقوة بشرية تتجاوز 110 ملايين نسمة، وجيش من أكبر عشرة جيوش في العالم.

- السعودية: ثقل اقتصادي عالمي كونها أكبر مصدر للنفط، وعضو فاعل في مجموعة العشرين، إضافة إلى مكانتها الدينية بوجود الحرمين الشريفين.

- قطر: من أكبر مصدري الغاز المسال في العالم، وصاحبة نفوذ سياسي وإعلامي دولي مؤثر، وتمتلك قاعدة اقتصادية قادرة على الاستثمار والضغط.

- تونس: موقع استراتيجي في قلب المتوسط، وامتداد ثقافي وسياسي نحو أوروبا وأفريقيا.

- المغرب: قوة عسكرية متنامية، وموقع جغرافي يطل على المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، وشراكات اقتصادية مع أفريقيا وأوروبا.

- الجزائر: دولة ذات جيش قوي واحتياطات طاقة قوية ضخمة من الغاز والنفط، مع عمق جغرافي يجعلها صمام أمان للمغرب العربي.

- اليمن: سيطرة على باب المندب، أحد أهم الممرات المائية في العالم، ما يمنحه بعدا استراتيجيا بالغ الأهمية.

- لبنان: رغم صغره، يمتلك موقعا على المتوسط، وقوة مقاومة شعبية أرهقت الاحتلال لعقود، وفرضت معادلات ردع متكررة.

- الكويت: إمكانيات مالية ضخمة، واستثمارات عالمية، وموقع مهم في الخليج العربي.

الاحتلال الإسرائيلي وتوحش الغطرسة

ضرب الاحتلال الإسرائيلي سفينة الصمود في تونس، واستهدف مخازن أسلحة في سوريا، وانتهك سيادة لبنان مرارا، بل وانتهك معاهدة السلام مع مصر، كما قصف مواقع على أرض قطر، وهي دولة ذات سيادة.

في يومين فقط الاحتلال قام بقصف مخازن أسلحة داخل سوريا، وقصف سفينة من أسطول الصمود داخل الموانئ التونسية، وأسقط مسيّرة يمنية على الحدود المصرية، وقصف مقر حماس داخل العاصمة القطرية الدوحة.

كل ذلك يثبت أن الاحتلال لم يعد يرى في العرب سوى "ولايات تابعة" يحق له العبث بأمنها وسيادتها متى شاء، ولو أن الدول العربية اتخذت منذ اليوم الأول لمجازر غزة موقفا جماعيا صارما، لما تجرأ الاحتلال على المضي في وحشيته.

المطلوب: قرار عربي موحد

اليوم، وبعد أن أعلن نتنياهو صراحة أن حلم "إسرائيل الكبرى" لم يعد سرا بل مشروعا معلنا، فإن القرار العربي الموحد أصبح ضرورة وجودية.

خطوات عملية يمكن اتخاذها فورا:

- قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الاحتلال بقرار عربي شامل.

- إغلاق المنافذ البحرية والمجال الجوي والبري أمام السفن والطائرات والحافلات المتجهة من وإلى الأراضي المحتلة.

- فتح معبر رفح بالقوة وإدخال المساعدات تحت شارة قوة عربية موحدة.

- الاعتراف بالمقاومة في غزة كقوة دفاع عربية شرعية.

- استخدام النفوذ الاقتصادي بسحب استثمارات الخليج من الدول الداعمة للاحتلال.

- استبدال التحالف الأمريكي بحلف استراتيجي مع الصين أو قوى دولية منافسة.

هذه الخطوات كفيلة بوقف الحرب على غزة منذ اليوم الأول من إعلانها، بل وتغيير موازين المنطقة بالكامل.

لماذا لا تُستخدم القوة العربية؟

السؤال المحوري: لماذا لا تُستخدم هذه القوة؟ ما هي المنفعة التي يجنيها بعض الحكام من وجود الاحتلال؟ أليس الأجدر بهم أن يستعيدوا شرعيتهم الداخلية عبر مواجهة العدو المشترك بدلا من القمع الداخلي؟

الحقيقة المؤلمة أنّ غياب القرار الموحد لا يفسَّر إلا بالارتهان والعمالة. ومع ذلك، فقد أثبتت تصرفات نتنياهو أنه لا يرى في أي حاكم عربي "حليفا دائما"، بل يعتبر الجميع أوراقا مؤقتة، ودورهم في التصفية قادم لا محالة.

الشعوب مستعدة للصفح

إنّ الشعوب العربية رغم معاناتها من القمع والتخاذل؛ على استعداد لتجاوز الماضي إذا اتخذ الحكام اليوم الموقف الصحيح، حينها سيلتف المعارض قبل المؤيد خلف قرار المواجهة، وبهذا يحدث استقرار داخلي لكل دول المنطقة.

نحن لسنا ضعفاء، لدينا قوة اقتصادية وعسكرية وبشرية هائلة، لكننا نفتقد الإرادة السياسية. إن مواجهة الاحتلال لم تعد خيارا مؤجلا تحت شعار الدبلوماسية، بل ضرورة آنية تفرضها بقاء المنطقة وشعوبها. فإما أن نستعيد القوة العربية الضائعة، أو نظل جميعا حكاما وشعوبا تحت رحمة مشروع "إسرائيل الكبرى".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء العربية القوة الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل احتلال عرب قوة قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة رياضة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

فيديو - روسيا تدعو إلى رفع العقوبات عن أفغانستان وتحذّر من أي وجود عسكري أجنبي في المنطقة

أكد الوزير الروسي رفض بلاده القاطع لأي وجود عسكري أجنبي في أفغانستان أو في الدول المجاورة لها "تحت أي ذريعة كانت"، محذرًا من أن "القوى الخارجية قد تتسبب في زعزعة استقرار المنطقة وخلق بؤر توتر جديدة". اعلان

دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الغربية إلى تغيير نهجها تجاه أفغانستان ورفع العقوبات المفروضة عليها، معتبرًا أن السياسات الغربية الحالية تساهم في تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في البلاد.

وقال لافروف خلال افتتاح الجولة السابعة من محادثات "صيغة موسكو" بشأن أفغانستان، إن "النهج العدائي الذي تتبعه الدول الغربية ما يزال يخلق مشكلات خطيرة في أفغانستان"، مضيفًا أن الغرب "يواصل احتجاز الأصول المالية السيادية للأفغان وفرض القيود على القطاع المصرفي"، داعيًا إلى "تصحيح هذا المسار التصادمي وإعادة ما تم الاستيلاء عليه وتحمل مسؤولية إعادة إعمار أفغانستان بعد الصراع وتعويض الأضرار التي لحقت بها خلال العقد الماضي".

Related اجتماع ثلاثي في كابول بين الصين وباكستان وأفغانستان.. رسائل جيوسياسية في مواجهة النفوذ الأميركي؟ترامب يتوعد أفغانستان: أمور سيئة ستحدث إذا لم تُعد قاعدة باغرام الجوية للولايات المتحدةبعد وساطة قطرية.. طالبان تعلن إفراجها عن زوجين بريطانيين كانا محتجزين في أفغانستان رفض الوجود العسكري الأجنبي

أكد الوزير الروسي رفض بلاده القاطع لأي وجود عسكري أجنبي في أفغانستان أو في الدول المجاورة لها "تحت أي ذريعة كانت"، محذرًا من أن "القوى الخارجية قد تتسبب في زعزعة استقرار المنطقة وخلق بؤر توتر جديدة".

أزمة إنسانية حادة

تطرق لافروف إلى الوضع الإنساني المتدهور في البلاد، مشيرًا إلى أن أكثر من نصف سكان أفغانستان - أي نحو 22 مليونًا من أصل 39 مليون نسمة - يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، في حين يفتقر 21 مليون شخص إلى مياه الشرب النظيفة والخدمات الصحية الأساسية.

ودعا الوزير الروسي "المانحين الدوليين إلى عدم تسييس المساعدات الإنسانية وعدم ربطها بشروط سياسية"، مؤكدًا أن موسكو "ستواصل تقديم الدعم الإنساني إلى إمارة أفغانستان الإسلامية وستعمل على زيادته".

إشادة بجهود مكافحة المخدرات

وفي سياق آخر، أشاد لافروف بما وصفه بـ"النتائج الملموسة" في مجال مكافحة زراعة المخدرات، مشيرًا إلى بيانات مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة التي تفيد بأن زراعة وإنتاج الخشخاش في أفغانستان انخفضا بنسبة 90% منذ عام 2022، واصفًا ذلك بـ"الإنجاز الممتاز".

حضور إقليمي واسع واعتراف روسي بالسلطة الأفغانية

يشارك في اجتماع "صيغة موسكو" ممثلون عن الهند، إيران، الصين، باكستان، كازاخستان، قرغيزستان، طاجيكستان وأوزبكستان، في حين تشارك حركة طالبان هذا العام للمرة الأولى بصفة رسمية عبر وزير خارجيتها أمير خان متقي.

ويأتي الاجتماع بعد أشهر من إعلان روسيا اعترافها رسميًا بحكومة طالبان، لتصبح أول دولة تقدم على هذه الخطوة منذ سيطرة الحركة على السلطة في كابل عام 2021، وذلك عقب شطبها من قائمة المنظمات المحظورة في موسكو.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • 7 أكتوبر.. اليوم الذي أسقط أسطورة القوة وفضح زمن الخضوع
  • روسيا تدعو 22 دولة وأمين عام الجامعة العربية لحضور قمة موسكو
  • فيديو - روسيا تدعو إلى رفع العقوبات عن أفغانستان وتحذّر من أي وجود عسكري أجنبي في المنطقة
  • حماس: هذه مبادئنا في مفاوضات صفقة التبادل.. ورسالة الى الدول العربية المطبعة
  • تحديث الاستراتيجية العربية للرعاية الصحية الأولية وطب الأسرة
  • حزب الله يوجه نداء عاجلا إلى كل دول المنطقة
  • الوزراء يشكر الجامعة العربية والإتحاد الإفريقي و الدول منحت مصر ثقتها للعنانى
  • قطر تُعلن حضورها القمة "الروسية العربية" في موسكو
  • الخارجية: فوز خالد العناني بمنصب مدير عام اليونسكو أكبر انتصار في تاريخ المنظمة
  • 52 عاما على حرب أكتوبر.. كيف أعادت مصر صياغة موازين القوى في المنطقة؟