الأسبوع:
2025-12-12@19:05:07 GMT

"إيذاء".. السوشيال ميديا

تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT

'إيذاء'.. السوشيال ميديا

موجة هائلة من الانتقادات والتهكم والتنمر مازالت تحاصر صور وفيديوهات حفل زفاف ابنة الطبيبة الشهيرة، لا حديث على السوشيال ميديا سوى هذا الموضوع، وكأن المتابعين نصبوا أنفسهم حَكمًا يحاسب الناس على تصرفاتها سواء فى الفرح، أو حتى الحزن.

هذه الموجة من الانتقادات الهائلة والكم المبالغ فيه من الحديث عن موضوع واحد هو أمر لافت للانتباه، صفحات تكتب تعليق، ويتفاعل معها الآلاف، وأخرى تقوم بمشاركة صورة أو فيديو، وتحظى بكم هائل من المشاهدات، وكأن الناس انتهت من كل مشاكل حياتها اليومية، وتفرغت فقط للانتقادات، وكأنهم رعاة الفضيلة فى المجتمع ولا أحد سواهم!

مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت هى الحكم على كل ما يدور فى المجتمع من أحداث، فما أن يقع حادث ما وتقوم المواقع ببث فيديوهات لمتابعته أو نشر أخبار تتعلق به، إلا ونجد سيلاً من التعليقات والمنشورات التى تتولي تحليل الحدث بدون الاستناد إلى أى معلومة، ونجد البعض وقد تبارى فى الدفاع عن وجهة نظره التى ربما تكيل الاتهامات لأحد الأطراف، وتدين هذا، وتبرئ ذاك، وتتسبب فى إيذاء المشاعر بدون رحمة.

مواقع السوشيال ميديا، ومنذ أن انتشرت فى السنوات الأخيرة أصبحت تتابع أدق التفاصيل، خاصة أن مواقع الصحف استحدثت ما سمي بصحافة الفيديو، وهى وإن كانت نافعة فى نقل الحدث للقارئ فى بعض الأحيان، إلا أنها فى بعض المواقف يصبح ضررها أكثر من نفعها، لأنها أحيانا تعطى الفرصة لنقل معلومات غير دقيقة، وغير موثقة.

كاميرات الموبايل أصبحت تقحم نفسها على المناسبات، سواء أكانت مناسبات سعيدة، أو حتى حزينة، فقد تتسبب كاميرا موبايل فى نشر فيديو أو صورة لمناسبة على عكس رغبة أصحابها، دون مراعاة لاحترام الخصوصيات، أو مراعاة أبسط قواعد الذوق فى استئذان أصحاب المناسبة فى نشرها على مواقع التواصل، حتى سرادقات العزاء، والجنازات الخاصة بالمشاهير لم تسلم من تلصص الكاميرات، وهى بدعة أفقدت هذا الحدث والمصاب كثيرًا من وقاره، بل وتتسابق المواقع فى نشر عناوين مثيرة، مثل شاهد انهيار ابنة أو زوجة فلان أثناء تلقي العزاء، أو شاهد أبرز الحضور فى عزاء فلان، وهكذا.

سبق وأن تحدثنا عن جنازات المشاهير، وعن الكم الهائل من التتبع للحضور بطريقة تبدو مستهجنة، لكن يبقى الحال على ما هو عليه، ما دام الكل يريد الحصول على أعلى نسبة مشاهدة، نفس الأمر ينسحب على مناسبات، وأفراح المشاهير، وكنا فى سابق الزمان نشاهد صورة واحدة فى صحيفة أو مجلة وفقط، دون الدخول فى باقي التفاصيل، ولكن منذ دخولنا عصر السوشيال ميديا، أصبح كل شيء مباحًا، حتى أدق التفاصيل.

الدرس المستفاد مما يحدث هو أن من حق الكل أن يعيش المناسبة التى تمر به بكل مشاعره سواء سعيدة، أو حزينة، وليس من حق أحد التنمر أو التلصص على سلوكه، والأفضل بالطبع أن يكتفي الناس فى مناسباتهم بصورة أو حتى فيديو بسيط يشاركه أصحاب الفرح مثلاً على صفحاتهم من باب الإشهار ومشاركة الأصدقاء وفقط، وليس هناك أى داعٍ لهذا الكم من الصور والفيديوهات التى تضر ولا تنفع.

وبما أن لكل وسط ثقافته وسلوكياته التى ربما لا تنطبق مع آخرين، فمن باب أولى أن يغلق كل صاحب مناسبة على نفسه باب المشاركات والنشر الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن يبدأ كل طرف بنفسه ويحمي خصوصياته ولا يجعلها سيرة تلوكها ألسنة ملايين المتابعين، والتى تستل أسلحتها الفتاكة فى الطعن والتشهير، وهو أمر بالطبع يؤذى المشاعر، وإن بدا غير ذلك.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السوشیال میدیا

إقرأ أيضاً:

الفرق بين الطبيب الموثوق والمتطفل على السوشيال ميديا

أكدت الدكتورة نهلة مسعد، استشاري التغذية العلاجية، أن هناك فرقاً كبيراً بين المعرفة العلمية واستخدام السوشيال ميديا، مشيرة إلى أن أيام كورونا أبرزت أهمية الاستشارات الطبية الإلكترونية، ولكنها أوضحت أن الاستشارة لا تكتفي بإرسال التحاليل، بل يجب أن يكون الطبيب مؤهلاً وموثوقاً ولديه علم حقيقي.
 

نقابة الأطباء تحقق في شكاوى ضد طبيب بشأن نشر محتوى طبي مخالف للقواعد العلمية الثابتة الموت الفعلي للزواج.. طبيب نفسي يحذر المتزوجين من تصرف خطير يسبب الطلاق

 

وأضافت د. نهلة مسعد، خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم،  أن المرضى يبحثون عن أفضل الأطباء عبر الإنترنت وليس بالتجول في الشوارع، لذلك أصبح حضور الطبيب على المنصات الرقمية ضرورة لتقديم التوعية الصحية ومحاربة الجهل. 
كما أشارت إلى أن المعلومة المغلوطة التي ينشرها غير المتخصصين على السوشيال ميديا قد تضر المرضى، بينما الطبيب الحقيقي يستخدم منصاته لإفادة الجمهور بشكل علمي موثوق.

وشددت على أن السوشيال ميديا وسيلة لتأكيد مصداقية الطبيب وليس الشهرة، وأن الرقابة يجب أن تتركز على من يدّعي أنهم أطباء دون مؤهلات، مؤكدة أن الدور الحقيقي للطبيب على الإنترنت هو التوعية والتثقيف وحماية الجمهور من المعلومات الخاطئة.
https://www.facebook.com/MohamedMusaOfficial/videos/1607747776899004/

مقالات مشابهة

  • عمرو الليثي: المحتوى التافه على السوشيال ميديا يؤثر سلبًا على سلوك الشباب
  • ضبط تشكيل عصابى لتقليد العملات المحلية والترويج لها عبر السوشيال ميديا
  • طبيبة: الشهرة على السوشيال ميديا لا تضمن الكفاءة العلمية
  • الفرق بين الطبيب الموثوق والمتطفل على السوشيال ميديا
  • «بنت سارحة على حل شعرها».. صلاح عبد الله ينتقد تريندات السوشيال ميديا
  • ضبط سائق بالغربية ظهر بسلاح نارى فى فيديو متداول على السوشيال ميديا
  • «أمهات مصر»: 93% من أولياء الأمور يؤيدون منع السوشيال ميديا للأطفال أقل من 16 عامًا
  • أستراليا تحظر السوشيال ميديا للقُصّر.. هل من خسارة اقتصادية؟
  • إفلاس شيرين عبد الوهاب حديث السوشيال ميديا.. ياسر قنطوش يكشف التفاصيل كاملة
  • أستراليا تُطبق رسمياً حظر السوشيال ميديا على الأطفال دون 16 عاماً