هل تحقق صورة أردوغان مع أحزاب المعارضة التطبيع السياسي في تركيا؟
تاريخ النشر: 5th, October 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية) – ناقش عثمان سرت، الكاتب في صحيفة “قرار” التركية، الجدل المثار حول صورة التقطت خلال حفل افتتاح العام التشريعي بالبرلمان التركي، والتي جمعت الرئيس رجب طيب أردوغان، زعيم حزب العدالة والتنمية، مع عدد من رؤساء أحزاب المعارضة. وأشار سرت إلى أن سبب غياب حزب الشعب الجمهوري، بقيادة أوزغور أوزيل، عن هذه الصورة لا يمكن تحميل مسؤوليته بالكامل للحزب.
أكد سرت أن “تركيا تعاني من ركود سياسي عميق لا يمكن معالجته بصورة رمزية واحدة”. وأوضح أن العملية السياسية التي أعقبت تولي أوزغور أوزيل قيادة حزب الشعب الجمهوري تجعل من غير المنطقي تحميل المعارضة مسؤولية غيابها عن هذا الحدث. وأضاف: “الأزمة النفسية الناتجة عن الاختناق السياسي في تركيا لن تُحل بمجرد التقاط صورة.”
شدد سرت على أن تركيا بحاجة إلى خطوات ملموسة تُظهر فعالية سيادة القانون، بدلاً من الاعتماد على لقاءات رمزية تفتقر إلى سياق أو أجندة واضحة.
وأشار إلى أن توقع تحقيق تطبيع سياسي دائم في ظل بيئة يهيمن فيها القضاء على دعم السلطة الحاكمة يظل غير واقعي. كما أثار تساؤلات حول إمكانية تحقيق تحسينات هيكلية ودائمة ضمن النموذج الحاكم الحالي، مؤكدًا أن الحل يكمن في سياسات جديدة تتناول المشكلات الحقيقية.
وقرر أكبر أحزاب المعارضة في تركيا مقاطعة احتفال البرلمان بالعام التشريعي احتجاجا على اعتقال عمد البلديات المنتمين للحزب وعلى رأسهم أكرم إمام أوغلو، عمدة بلدية إسطنبول، فيما لم يقرر الانضمام لهذا الاتجاه سوى حزب سياسي واحد صغير، بينما كان الحزب الكردي الذي لطالما صنف أردوغان قادته بالإرهابيين أبرز الحضور.
استشهد سرت بتجربة العام الماضي، التي استندت إلى مناخ سياسي جديد ناتج عن الانتخابات البلدية، مما جعلها ذات دلالة. لكنه حذر من أن محاولات هذا العام تبدو أقرب إلى “هندسة التواصل السياسي” بدلاً من تحول حقيقي. كما أشار إلى تجربة حزب العمال الكردستاني، التي بدأت بخطوة رمزية مماثلة، لكنه دعا إلى توخي الحذر استنادًا إلى تجارب الماضي.
اختتم سرت بالتأكيد على أن مصطلح “التطبيع” لا يرتقي إلى مستوى التحولات الهيكلية اللازمة لتحقيق تعافٍ سياسي واجتماعي واقتصادي في تركيا. وأكد أن الصور الرمزية، مثل تلك التي التقطت في حفل الاستقبال، لا يمكن أن تكون بديلاً عن حلول حقيقية للأزمات العميقة التي تواجهها البلاد.
Tags: أردوغانتركياتطبيعالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: أردوغان تركيا تطبيع فی ترکیا
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء جورجيا يتعهّد القضاء على المعارضة
تبليسي"أ.ف.ب": توعّد رئيس الوزراء الجورجي إيراكلي كوباخيدزه اليوم الأحد اتخاذ إجراءات عقابية ردا على التظاهرات التي خرجت بالتزامن مع إجراء الانتخابات المحلية السبت، ومحاولة المحتجين اقتحام القصر الرئاسي.
وشارك عشرات آلاف الأشخاص مساء امس في تظاهرة معارضة للحكومة في وسط تبيليسي، حاملين الأعلام الجورجية وأعلام الاتحاد الأوروبي، تزامنا مع إجراء انتخابات محلية قاطعها قسم من المعارضة، وأسفرت عن فوز حزب "الحلم الجورجي" الحاكم.
واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين ومنعهم من اقتحام القصر الرئاسي. ووقعت اشتباكات بين عناصر من الشرطة ومتظاهرين أقاموا حواجز مشتعلة.
واكتسبت الانتخابات المحلية أهمية بعد أشهر من عمليات دهم لوسائل إعلام مستقلة وفرض قيود على المجتمع المدني وسجن عشرات المعارضين والناشطين.
وقال إيراكلي كوباخيدزه للصحافيين اليوم الأحد "أوقف عدد من الأشخاص، على رأسهم منظمو محاولة الانقلاب" على السلطة.
وأضاف "لن يُفلت أحد من العقاب (...) كثيرون سيواجهون إدانات".
وسبق أن وصف إيراكلي التظاهرات بأنها "محاولة انقلاب" تقف وراءها "أجهزة استخبارات أجنبية" لم يسمّها.
وتابع "ستُعطّل هذه القوة السياسية المؤلفة من عملاء للخارج، ولن يسمح لها بالتدخل في السياسة الجورجية"، مشيراً بذلك إلى حزب الحركة الوطنية المتحدة، أكبر أحزاب المعارضة، والذي يقوده الرئيس الإصلاحي السابق المسجون ميخائيل ساكاشفيلي.
ومساء امس ، أعلنت وزارة الداخلية فتح تحقيق في "دعوات لتغيير النظام الدستوري في جورجيا بالعنف أو إطاحة سلطة الدولة". وقالت إنها أوقفت خمسة من قادة الاحتجاجات للتحقيق معهم في تهم تصل عقوبتها إلى السجن تسع سنوات.
وكان ميخائيل ساكاشفيلي الذي يمضي عقوبة السجن 12 عاما، حثّ أنصاره على التظاهر يوم الانتخابات من أجل ما اعتبره "الفرصة الأخيرة" لإنقاذ الديموقراطية الجورجية.
ويقول حزب "الحلم الجورجي" إنه يحافظ على "الاستقرار" في بلد يعدّ أربعة ملايين نسمة في وقت تسعى "الدولة العميقة" الغربية إلى جر جورجيا إلى حرب أوكرانيا بمساعدة أحزاب المعارضة.
وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على عدد من مسؤولي الحزب على خلفية إجراءات قمعية سابقة بحق متظاهرين.