كشفت دراسة جديدة عن السمات الشخصية الدقيقة التي يمكن أن تتنبأ بطول أعمارنا. ويعتقد الباحثون أنها قد تمهد الطريق لمزيد من الرعاية الصحية الفردية. اعلان

أظهرت دراسة جديدة أن بعض السمات الشخصية قد تكون مؤشراً مهماً على طول عمر الإنسان، مشيرة إلى أن فهمها قد يفتح الباب أمام رعاية صحية أكثر تخصيصاً لكل فرد.

سمات الشخصية وعلاقتها بطول العمر

تشير الدراسة إلى أن السمات الشخصية تلعب دوراً مؤثراً في تحديد مدى طول عمر الإنسان. فطريقة إدراك الفرد لذاته تنعكس على سلوكه وصحته اليومية، إذ يميل الأشخاص المنظمون إلى الالتزام بتناول أدويتهم في الوقت المحدد واتباع روتين صحي متوازن، ما يعزز فرصهم في العيش لفترة أطول.

وفي المقابل، قد تؤدي السمات المرتبطة بالاندفاع أو التوتر أو تقلب المزاج إلى سلوكيات أقل استقراراً، ما ينعكس سلباً على الصحة العامة مع مرور الوقت.

في السابق، اعتمد علماء النفس نموذجاً عاماً يعرف بـ"العوامل الخمسة الكبرى" (OCEAN) لتقييم الشخصية: الانفتاح، الضمير، الانبساط، التوافق، والعُصاب.

لكن الدراسة الجديدة، المنشورة في Journal of Psychosomatic Research، سعت إلى تجاوز هذه التصنيفات الواسعة عبر تحليلها إلى سمات أكثر تفصيلاً ودقة.

اعتمد الباحثون على بيانات أكثر من 22 ألف شخص، استندت إلى إجاباتهم السابقة على استبيانات الشخصية، حيث جرى التعامل مع كل إجابة على أنها سمة مستقلة، وتم تتبع الوفيات خلال فترة تراوحت بين 6 و28 عاماً.

Related هل يجعلك الطقس الحار في مزاج سيئ؟ الدراسات العلمية تكشف أن الأثر يتجاوز ما نتخيّلهدراسة تكشف أن الجمع بين المدرب البشري والذكاء الاصطناعي يعزز فعالية برامج إنقاص الوزنمعظم المصابين من النساء..دراسة تكشف ارتباطًا بين كوفيد طويل الأمد واضطراب نادر في نبض القلب نتائج لافتة: النشاط والتنظيم أطالا العمر

قال البروفيسور رينيه موتوس، المتخصص في علم الشخصية بجامعة إدنبره وأحد مؤلفي الدراسة، لموقع Euronews Health: "وجدنا أن دقة التنبؤ بالوفاة تتضاعف تقريباً عندما نبتعد عن التصنيفات الكبرى ونتجه إلى السمات الصغيرة. هذا يعني أن هناك العديد من الآليات التي يمكن من خلالها أن تؤثر الشخصية على طول العمر. لدى البعض قد يتعلق الأمر بتنظيم العواطف، ولدى آخرين بالسلوكيات اليومية".

وأضاف موتوس أن الأشخاص الذين وصفوا أنفسهم بأنهم "نشطون" كانوا الأقل عرضة للوفاة خلال فترة الدراسة، إذ انخفض لديهم الخطر بنسبة 21 بالمئة، حتى بعد احتساب عوامل مثل العمر والجنس والحالة الصحية.

كما أن السمات المرتبطة بالانضباط والودّية مثل التنظيم، والاجتهاد، والمساعدة، والدقة كانت مرتبطة بعمر أطول، في حين أن القلق وتقلب المزاج ارتبطا بنتائج معاكسة.

الرعاية الصحية الشخصية ودورها المستقبلي

من جانبه، أوضح الدكتور جون فرانسيس ليدر، عالم النفس والباحث في العلوم الإدراكية، أن "أنماط التفكير والمشاعر والسلوك يمكن أن تؤثر مباشرة على الرفاهية، وعلى قدرة الأفراد على الوصول إلى الرعاية الصحية والالتزام بها، مما ينعكس بدوره على طول العمر".

وأشار إلى أن "مقدمي الرعاية الصحية يمكنهم تكييف أساليب الدعم لتناسب أنماط الشخصية المختلفة، ما يسهم في تحسين فرص الوقاية والعلاج".

هل يمكن تغيير شخصيتنا؟

يطمئن فرانسيس ليدر أولئك الذين لا يرون أنفسهم ضمن السمات "المُعمّرة"، قائلاً إن الشخصية ليست ثابتة بالكامل: "السمات الشخصية مستقرة نسبياً، لكنها ليست جامدة، ويمكن أن تتغير بمرور الوقت، خاصة عند بذل جهد واعٍ أو نتيجة لتغييرات حياتية كبيرة".

وشدد على أهمية العوامل الاجتماعية في هذا السياق: "قد يواجه الشخص صعوبة في التحفيز بمفرده، لكنه يصبح أكثر التزاماً عندما يكون ضمن مجتمع داعم. كما أن بعض الأفراد يحتاجون فقط إلى بيئة أو دعم معين ليتفاعلوا بشكل إيجابي".

مستقبل الأبحاث: الذكاء الاصطناعي والشخصية

يرى موتوس أن هذا النوع من الأبحاث سيزداد أهمية مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي المتخصصة، خاصة في مجال الصحة النفسية.

وأشار إلى أنه "في المستقبل، يمكننا التنبؤ بدقة عالية بالمشكلات النفسية أو مظاهر الرفاهية انطلاقاً من تقييمات الشخصية، خصوصاً إذا كانت هذه التقييمات دقيقة ومفصلة"، مضيفا :"يمكن أن تُستخدم هذه الاختبارات في مجالات أخرى مثل التعليم والعمل، لتطوير بيئات تتناسب مع اختلافات الشخصية. لكنه شدد على أن الدراسة لا تزال في مرحلة إثبات الفكرة، وتحتاج إلى مزيد من البحث قبل تطبيقها عملياً".

وختم قائلاً:"ربما نحتاج إلى نحو خمس سنوات أخرى، عندما نحصل على بيانات كافية تربط بين تقييمات الشخصية والوفيات. لكني واثق أننا سنصل إلى روابط أوضح وأكثر قابلية للتطبيق بين سمات الشخصية وطول العمر".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب غزة إسرائيل بنيامين نتنياهو حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب غزة إسرائيل بنيامين نتنياهو حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الصحة البحوث رعاية صحية دراسة دونالد ترامب إسرائيل غزة بنيامين نتنياهو حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فيضانات سيول فرنسا أوروبا أمطار إيمانويل ماكرون حفل موسيقي الرعایة الصحیة السمات الشخصیة طول العمر یمکن أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

دراسة: الحسابات المزيفة على الإنترنت تحول المعلومات المضللة إلى سوق سوداء مزدهرة

يكشف مؤشر جديد صادر عن جامعة كامبريدج عن "سوق سوداء" مزدهرة، حيث يمكن شراء توثيق مزيف لحسابات التواصل الاجتماعي مقابل ثمانية سنتات فقط، ما يسهّل التلاعب عبر الإنترنت والتدخل في الانتخابات حول العالم.

رسم الباحثون خريطة تكاليف إنشاء حسابات مزيفة على الإنترنت في كل دولة حول العالم، فيما تكافح الحكومات والجهات التنظيمية التضليل والخداع عبر الشبكة.

أطلقت جامعة كامبريدج يوم الخميس مؤشر الثقة والسلامة على الإنترنت في كامبريدج (COTSI)، وهو موقع إلكتروني تقول إنه أول أداة عالمية ترصد بشكل فوري أسعار التحقق من الحسابات المزيفة عبر أكثر من 500 منصة، من بينها "تيك توك" و"إنستغرام" و"أمازون" و"سبوتيفاي" و"أوبر".

غالباً ما تُستخدم هذه الحسابات لبناء "جيوش بوتات" مصممة لتقليد الأشخاص الحقيقيين وتشكيل النقاش العام على الإنترنت. ويقول معدّو الدراسة إنها تُنشر لإغراق المحادثات، والترويج لعمليات احتيال أو منتجات، أو دفع رسائل سياسية بطريقة منسقة.

تأتي الدراسة في لحظة حرجة لثقة المستخدمين على الإنترنت، إذ قلّصت منصات التواصل الاجتماعي الكبرى جهود ضبط المحتوى وبدأت تدفع للمستخدمين مقابل التفاعل، بما قد يشجع الاعتماد على تفاعلات مزيفة.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، فرضت المملكة المتحدة عقوبات على شركات روسية وصينية يُشتبه في أنها "جهات خبيثة" في حرب المعلومات.

ووجدت الدراسة أيضاً أن صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي (genAI) جعل المشكلة أكثر حدّة.

"نجد سوقاً مزدهرة تحت الأرض تُباع عبرها المحتويات غير الأصيلة والشعبية المصطنعة وحملات التأثير السياسي بسهولة وبشكل علني"، كتب جون روزنبيك، وهو مؤلف رئيسي للدراسة وعالم نفس اجتماعي حسابي في جامعة كامبريدج، في بيان. "ويمكن القيام بذلك بمحاكاة الدعم الشعبي على الإنترنت، أو افتعال الجدل لحصد النقرات والتلاعب بالخوارزميات"، أضاف.

يمكن للبائعين الذين يديرون بنوكاً من آلاف شرائح الاتصال وملايين عمليات التحقق الجاهزة إنشاء حسابات مزيفة مقابل بضعة سنتات فقط.

وتُظهر بيانات المورّدين التي تتبّعها الباحثون لمدة عام أن التحقق هو الأرخص في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وروسيا، وأعلى بكثير في اليابان وأستراليا، حيث ترفع قواعد شرائح الاتصال الأكثر صرامة التكاليف.

وبحسب التحليل، يبلغ متوسط تكلفة التحقق عبر الرسائل القصيرة لحساب مزيف واحد 0.08 دولار (0.06 يورو) في روسيا، و0.10 دولار (0.086 يورو) في المملكة المتحدة، و0.26 دولار (0.22 يورو) في الولايات المتحدة، مقارنة بـ 4.93 دولار (4.25 يورو) في اليابان.

Related المعلومات المضللة قضية عالمية: هكذا تكافحها آسيا الوسطى

وتشمل المنصات ذات الأسعار العالمية الأدنى للحسابات المزيفة "ميتا" و"شوبيفاي" و"إكس" و"إنستغرام" و"تيك توك" و"لينكدإن" و"أمازون".

وبحسب الدراسة، يقدّم بعض البائعين دعماً للعملاء وصفقات بالجملة وخدمات لزيادة الإعجابات والتعليقات والمتابعين بشكل مصطنع.

قال روزنبيك: "يعني الذكاء الاصطناعي التوليدي أن البوتات باتت قادرة على تكييف الرسائل لتبدو أكثر إنسانية وحتى تفصيلها لتتفاعل مع حسابات أخرى. إن جيوش البوتات تصبح أكثر إقناعاً وأصعب رصداً".

وأشارت الدراسة أيضاً إلى ارتباطات قوية بأنظمة الدفع الروسية والصينية، وقالت إن القواعد اللغوية على كثير من مواقع المورّدين توحي بتأليف روسي.

ارتفاعات الأسعار المرتبطة بالانتخابات

وجدت الدراسة أيضاً أدلة على أن حملات التأثير السياسي قد تكون وراء طفرات في سوق الحسابات المزيفة، مع تزايد الطلب على "عمليات التأثير".

قال أنطون ديك، الباحث المشارك في مركز كامبريدج للتمويل البديل: "المعلومات المضللة موضع خلاف عبر الطيف السياسي. ومهما كانت طبيعة النشاط غير الأصيل على الإنترنت، فإن كثيراً منه يمر عبر سوق التلاعب هذه، لذا يمكننا ببساطة تتبّع المال".

ارتفعت أسعار الحسابات المزيفة على "تلغرام" و"واتساب" بشكل حاد في الدول التي كانت على وشك إجراء انتخابات وطنية، بزيادة قدرها 12 في المئة و15 في المئة على التوالي خلال 30 يوماً سبقت فتح صناديق الاقتراع.

وبما أن هذه تطبيقات المراسلة تُظهر أرقام الهواتف، فإن مشغّلي التأثير يضطرون لتسجيل الحسابات محلياً، ما يرفع الطلب.

ولم تُرصد اتجاهات مماثلة على منصات مثل "فيسبوك" أو "إنستغرام"، حيث يمكن استخدام حسابات مزيفة تُنشأ بتكلفة منخفضة في دولة واحدة لاستهداف جمهور في مكان آخر.

ويعتقد الفريق الذي يقف وراء الدراسة، ويضم خبراء في التضليل والعملات المشفرة، أن تنظيم شرائح الاتصال وفرض فحوصات الهوية سيرفع تكلفة إنتاج الحسابات المزيفة ويساعد في كبح السوق.

ويقولون إن الأداة الجديدة يمكن استخدامها أيضاً لاختبار تدخلات السياسات في دول حول العالم.

قال ساندر فان دير ليندن، المؤلف المشارك للدراسة وأستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة كامبريدج: "يسلط مؤشر COTSI الضوء على اقتصاد الظل للتلاعب عبر الإنترنت بتحويل سوق خفي إلى بيانات قابلة للقياس".

وأضاف: "إن فهم تكلفة التلاعب عبر الإنترنت هو الخطوة الأولى لتفكيك نموذج الأعمال وراء المعلومات المضللة".

وفي وقت سابق من هذا العام، أصبحت المملكة المتحدة أول دولة في أوروبا تُجرّم "مزارع الشرائح"، ويقول فريق كامبريدج إن COTSI سيساعد الآن في قياس أثر تلك السياسة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • دراسة: تغييرات جينية تمنح الدببة القطبية فرصة للتكيف مع تغير المناخ
  • الصحة العالمية: نقص الإمدادات الطبية وخدمات الرعاية الصحية في غزة مستمرة
  • دراسة: الإفراط في تناول الملح يوميًا يرفع خطر شيخوخة الخلايا
  • توقعات صادمة: دراسة تحذر من امتداد الصيف في أوروبا 42 يوماً إضافياً
  • دراسة تكشف: القلق والأرق يدمران جهاز المناعة
  • دراسة: الحسابات المزيفة على الإنترنت تحول المعلومات المضللة إلى سوق سوداء مزدهرة
  • كيف تؤثر الشوكولاتة الداكنة على العمر البيولوجي للإنسان
  • هل يمكن للشوكولاتة الداكنة أن تبطئ الشيخوخة ؟ وكيف!
  • «دبي الصحية» تناقش دور البحوث في جودة الرعاية
  • أمة الأرق.. دراسة: كيف أثر طوفان الأقصى على نوم الإسرائليين؟