ناشونال إنترست: الخوف يدب في أوروبا جراء مسيرات يعتقد أنها روسية
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
تعيش أوروبا حالة من القلق المتصاعد إثر سلسلة من الحوادث التي يُشتبه في أن طائرات مسيّرة روسية تقف وراءها، إذ تسببت هذه المسيرات في إغلاق مطارات وتغيير مسارات الطيران في عدة دول، بينما يُقال إن موسكو تقوم باختبار قدرة القارة على الردع.
وأوضح الكاتب المختص في العمليات الخاصة ستافروس أتلماز أوغلو، في مقال نشره موقع "ناشونال إنترست" أن الأزمة بدأت في العاشر من سبتمبر/أيلول عندما انتهكت 19 مسيّرة روسية الأجواء البولندية، مما دفع حلف الناتو إلى نشر مقاتلات وصواريخ دفاع جوي.
انتهاكات ضد عدة دول
ومنذ ذلك الحين، يقول الكاتب الذي خدم في الجيش اليوناني، وقعت 4 انتهاكات جوية إضافية على الأقل شملت رومانيا وإستونيا والدانمارك وألمانيا والنرويج.
وقال إن مسيرات حلقت، في إحدى الحوادث، فوق منشآت حيوية في شمال ألمانيا، منها حوض بناء السفن العسكري في كيل، ومصفاة هايده التي تزود مطار هامبورغ بوقود الطائرات، إضافة إلى قواعد عسكرية ومحطات طاقة.
وتشير تقارير السلطات الألمانية إلى أن هذه المسيرات كانت تعمل بشكل منسّق وتقوم بعمليات مسح دقيق للمنطقة.
الأسطول الشبح
وفي خضم هذه التطورات، يوضح الكاتب، اعترضت البحرية الفرنسية ناقلة نفط تُدعى بوشبا أو "بوراكاي" قبالة ساحل سان نازير في المحيط الأطلسي، بعد مراقبتها لعدة أيام للاشتباه بانتمائها إلى "الأسطول الشبح الروسي".
ويشير أتلماز أوغلو إلى أن هذا الأسطول الشبح هو شبكة من السفن التي تبحر تحت أعلام مختلفة لتجاوز العقوبات الدولية ونقل النفط الروسي والحبوب الأوكرانية.
واعتقلت السلطات الفرنسية قبطان السفينة وضابطها الأول بعدما رفضا التعاون وأغلقا نظام التعريف الآلي.
وتبيّن أن الناقلة عبرت المياه الدانماركية في 22 سبتمبر/أيلول، اليوم نفسه الذي شهد تحليق مسيرات فوق كوبنهاغن، مما أثار التكهنات بأنها ربما كانت قاعدة عائمة لتلك العمليات.
رئيسة وزراء الدانمارك: روسيا تهددنا وتختبرنا ولن تتوقف تهديد واختبارونقل الكاتب عن رئيسة الوزراء الدانماركية ميته فريدريكسن قولها إن روسيا "تهددنا وتختبرنا ولن تتوقف"، مشيرة إلى أن بلادها استدعت مئات من قوات الاحتياط لحماية مؤتمر أوروبي في كوبنهاغن.
إعلانأما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يقول أتلماز أوغلو، فدافع عن عملية احتجاز الناقلة دون أن يربطها مباشرة بحوادث الطائرات المسيّرة.
مرحلة جديدة من المواجهةويرى أتلماز أوغلو أن هذه التطورات تشير إلى مرحلة جديدة من المواجهة غير المعلنة بين روسيا وأوروبا، إذ تستخدم موسكو "أدوات رمادية، أي الأساليب التي تقع بين الحرب والسلام" من المسيرات والسفن المجهولة الهوية لاختبار الدفاعات الأوروبية وإرسال رسائل سياسية وأمنية في ظل استمرار حربها في أوكرانيا.
ونقل الكاتب عن محللين قولهم إن هذه الحوادث تمثل جرس إنذارٍ للاتحاد الأوروبي والناتو بضرورة تطوير آليات الكشف والتصدي للطائرات المسيّرة، وتعزيز التعاون الاستخباراتي والعسكري بين الدول الأوروبية لمواجهة التهديد المتنامي القادم من الشرق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات ترجمات
إقرأ أيضاً:
إمام أوغلو: “جريمتي هي انتصاراتي”!
أنقرة (زمان التركية) – في رسالة مؤثرة إلى صحيفة لوموند الفرنسية، كتب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، من زنزانته الانفرادية في سجن سيليفري، واصفًا الاتهامات غير العادلة الموجهة إليه ومعركته من أجل الديمقراطية في تركيا.
شبه إمام أوغلو المرشح الرئاسي المحتمل، محنته بأجواء روايتي “المحاكمة” لفرانز كافكا و”1984″ لجورج أورويل، مؤكدًا أن العالم يعيش مرحلة من التشكيك بالديمقراطية والحرية.
افتتح إمام أوغلو رسالته بالقول: “في صيف 1914، بدأ كافكا كتابة ‘المحاكمة’ وسط عالم يغرق في الكراهية وفقدان الثقة. بعد قرن من الزمان، نواجه تحديًا مشابهًا يحاول إقناعنا بأن الديمقراطية والحرية لم تعودا صالحتين. أرفض هذا التصور”.
كما تحدث إمام أوغلو عن التهم الموجهة إليه، والتي تشمل تزوير شهادته الجامعية، وهي تهمة قد تؤدي إلى سجنه لأكثر من ثماني سنوات. وأوضح أن لائحة الاتهام لم تحدد نوع الوثيقة المزورة المزعومة، مشبهًا نفسه بشخصية جوزيف ك. في رواية كافكا، التي تُحاكم دون معرفة الجريمة. وأشار إلى أنه بدأ دراسته في جامعة جيرني الأمريكية بشمال قبرص عام 1990، ثم انتقل إلى جامعة إسطنبول وتخرج منها عام 1994.
وأكد إمام أوغلو أن الهدف الحقيقي وراء هذه الاتهامات هو منعه من الترشح للرئاسة في انتخابات 2028. وأضاف أن الجامعة ألغت شهادته في 18 مارس/آذار، لكن عميد الكلية استقال لرفضه المشاركة في هذا الإجراء غير القانوني. كما قضت محكمة إدارية لصالحه، لكن مجلس القضاة والمدعين العامين استبدل القاضي المسؤول عن القضية، واستمرت الدعوى رغم غياب أي دليل على التزوير.
وأكد إمام أوغلو أن السبب الحقيقي وراء استهدافه هو نجاحه في الفوز بثلاث انتخابات في إسطنبول، التي يراها الرئيس أردوغان مفتاح تركيا. وأشار إلى أن ترشحه للرئاسة يشكل تهديدًا كبيرًا للحكومة، مما دفعها إلى توجيه اتهامات بالفساد وحتى الإرهاب ضده. ومن بين التهم، زعم إدراجه مرشحين أكراد في قوائم بلديته لعام 2024.
وأضاف أن دعم أكثر من 15 مليون ناخب له في 24 مارس/آذار يمنحه القوة لمواصلة نضاله، مؤكدًا أنه سيواصل خوض الانتخابات بدعم شعبي.
كما دعا إمام أوغلو إلى مستقبل يليق بتركيا، يتضمن قضاءً مستقلاً، جامعات حرة، صحافة مستقلة، وحق الطلاب في الاحتجاج. وأكد أن تركيا، كعضو في مجلس أوروبا منذ 80 عامًا، قادرة على استعادة الثقة بسيادة القانون وأن تكون شريكًا موثوقًا في المجتمع الدولي. وأشار إلى التزام الشعب التركي بالديمقراطية منذ أكثر من قرن.
واختتم إمام أوغلو رسالته بدعوة إلى التضامن العالمي للدفاع عن الحقوق التي حصل عليها الشعب عبر القرون، مؤكدًا أن “الديمقراطية هي الضمان الأقوى” لتحقيق مستقبل أفضل.
Tags: أكرم إمام أوغلواسطنبولتركيالوموند