ختام الدورة الـ41 من مهرجان اإلسكندرية السينمائى.. ليلة تضيء المتوسط بالفن والجوائز
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
جوائز التمثيل تتوزع بين فرنسا وألبانيا.. و«قطرة ماء» يحصد جائزتى السيناريو وأفضل ممثلة
الأمير أباظة: الإسكندرية تظل حاضنة السينما وذاكرتها
سامح حسين: «السينما مسئولية ورسالة»
اختتمت فعاليات الدورة الحادية والأربعين من مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط، برئاسة الناقد السينمائى الأمير أباظة، فى حفل مهيب احتضنته حدائق أنطونيادس بمدينة الإسكندرية، مساء الاثنين، وسط حضور فنى وجماهيرى لافت، امتلأ المسرح التاريخى بالتصفيق والهتاف، فى ليلة تحولت إلى منصة احتفاء بالسينما العربية والمتوسطية، جمعت صناع السينما والإعلاميين والفنانين من مختلف الجنسيات، إلى جانب حضور رسمى بارز تقدّمته نائبة المحافظ أميرة صلاح.
الحفل الذى أدارته الإعلامية رباب الشريف، استهل بعرض فيلم توثيقى جمع أهم لحظات الدورة، من عروض وندوات وورش فنية، مانحًا الحضور فرصة استعادة أبرز المشاهد التى صنعت زخم المهرجان منذ يومه الأول وحتى لحظة الختام.
فى كلمته، أعرب الناقد الأمير أباظة عن اعتزازه الكبير بنجاح الدورة، مؤكدًا أن المهرجان يواصل رسالته منذ تأسيسه فى دعم السينما العربية والمتوسطية، وإبراز طاقات المبدعين الشباب، وإتاحة منصة للحوارات الفنية والثقافية، وأشاد بتفاعل الجمهور الكبير، الذى يعكس تعطش المدينة الساحلية للفن، مؤكدًا أن «الإسكندرية تظل حاضنة السينما وذاكرتها».
كان الحدث الأبرز فى ليلة الختام إعلان جوائز المسابقات الرسمية، حيث فاز الفيلم المصرى «المنبر» للمخرج أحمد عبد العال بجائزة أفضل فيلم متوسطى طويل، وهى الجائزة الأرفع بالمهرجان، اعتُبر هذا الفوز تتويجًا لمشاركة مصرية قوية تميزت بالطرح الفنى والإنسانى العميق، ورسالة تؤكد قدرة السينما الوطنية على المنافسة إقليميًا ودوليًا.
شهد الحفل تكريمًا مؤثرًا للفنان الليبى الكبير ناصر المزداوى تقديرًا لمسيرته الفنية الغنية بالأغنيات التى عبرت عن هوية وطنية وقومية، وأضفى المزداوى على الختام طابعًا وجدانيًا خاصًا عندما قدم أغنية عن مدينة الإسكندرية، فتفاعل معه الحضور بالتصفيق الحار، فى لحظة مزجت بين الموسيقى والسينما والذاكرة العربية.
تميزت جوائز الدورة الحالية بالتنوع والتوزع على أكثر من بلد، ما عكس روح المتوسط الجامعة، فقد منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم المشترك «خلف ابتسامة واحدة» (كرواتيا – الولايات المتحدة)، بينما ذهبت جائزة يوسف شاهين لأفضل مخرج إلى الإسبانى أرتورو دوينياس عن فيلمه «ثانويات» (Secundarias).
أما جائزة نجيب محفوظ لأفضل سيناريو، فكانت من نصيب الكاتب الألبانى روبرت بودينا عن فيلمه «قطرة ماء» (Waterdrop)، الذى جسّد بعمق أسئلة إنسانية كبرى حول الحب والخسارة.
فى فئة التمثيل، اقتنص الفرنسى عمر ضياو جائزة عمر الشريف لأفضل ممثل عن دوره فى فيلم «حيث يوجد الحب»، بينما ذهبت جائزة فاتن حمامة لأفضل ممثلة إلى النجمة الألبانية غريسا بالاسكا عن أدائها المؤثر فى فيلم «قطرة ماء».
أما جائزة رمسيس مرزوق لأفضل تصوير سينمائى فقد فاز بها مدير التصوير المغربى ياسين بودربالة عن فيلمه «سوء تفاهمات» (Quiproquos)، وذهبت جائزة كمال الملاخ لأفضل عمل أول للمخرجة إينا-سانان حداغا عن فيلم «خلف ابتسامة واحدة».
أعلنت لجنة تحكيم مسابقة الفيلم المصرى الطويل، برئاسة المونتيرة منار حسنى وعضوية الفنانة القديرة سلوى محمد على والكاتب سمير شحاتة، نتائجها بعد منافسة قوية.
فقد فاز فيلم «رسايل الشيخ دراز» للمخرجة ماجى مرجان بجائزة أفضل فيلم، فيما نال الفنان ناجى شحاتة جائزة أفضل إبداع فنى عن أدائه فى فيلم «سينما منتصف الليل» للمخرج مازن لطفى، أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فذهبت إلى فيلم «قصة الخريف» للمخرج كريم مكرم.
فى مسابقة نور الشريف للفيلم العربى الطويل، جاءت النتائج لتؤكد التنوع الثقافى والإنسانى للسينما العربية: فاز الفيلم اللبنانى «دافنينو سوا» بجائزة سعيد شيمى لأفضل فيلم وثائقى.
حصل الفيلم الإماراتى «اتصال» على جائزة الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما لأفضل فيلم عربى طويل.
أما جائزة أفضل فيلم عربى طويل فذهبت إلى الفيلم المغربى «وشم الريح».
منحت اللجنة جائزتها الخاصة للفيلم السورى «اليوم صفر».
نالت أفلام عربية أخرى تنويهات خاصة، منها «الساقية» من الجزائر و«تشويش» من السعودية، تقديرًا لجرأة الطرح والأسلوب الفنى المختلف.
أفرد المهرجان مساحة واسعة للشباب، حيث تنافست أعمال الطلبة والمحترفين فى مسابقة شباب مصر، التى عكست طموحات الأجيال الجديدة.
فى قسم الطلبة: فاز فيلم «عدي» بجائزة أفضل فيلم، فيما حصل «كاستاروس» على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وذهبت جائزة سمير فرج إلى فيلم «ومن الحب»، بينما مُنحت شهادة تقدير لفيلم «أبيدجو».
فى قسم المحترفين: حصد فيلم «أبوجودي» جائزة أفضل فيلم روائى، بينما نال «ثريا» جائزة لجنة التحكيم، أما جائزة أفضل فيلم تسجيلى فذهبت إلى «مين ضل عايش»، وفاز «آخر رسالة» بجائزة أفضل فيلم إنسانى، كما نال «عايش تحت الأرض» إشادة خاصة من اللجنة.
فى مسابقة الفيلم القصير لدول المتوسط، فاز فيلم «يوم الزفاف» بجائزة أفضل فيلم روائى قصير، بينما حصل فيلم «حكاية أمل» على جائزة أفضل فيلم تسجيلى قصير، ومنحت اللجنة جائزتها الخاصة لفيلم «كاستينج»، إلى جانب تنويه خاص لفيلمى «الدجاج» و«الوصية».
أما فى مسابقة ممدوح الليثى للسيناريو، فقد كشفت لجنة التحكيم عن فوز نصوص تحمل بصمة إبداعية خاصة:
المركز الأول: «الكدبة الأخيرة»، الذى يدور حول شاب يائس يقبل تجربة علمية غامضة لإنقاذ والدته.
المركز الثاني: «فل»، قصة حب مغايرة تبتعد عن الميلودراما التقليدية.
المركز الثالث (مشترك): «بيجو» الذى تدور أحداثه داخل سيارة أجرة مخطوفة، و«تسونامى مصر»الذى يناقش التغير المناخى.
كما أشادت اللجنة بسيناريو «موت مؤجل»، الذى تناول قصة طبيب تشريح يلتقى ميتًا يطلب فرصة جديدة للحياة.
ضمن فعاليات التكريم، تأثرت النجمة ليلى علوى بشدة وهى تتسلم درع الدورة التى تحمل اسمها، مؤكدة أن مشوارها الفنى لم يكن سهلًا، وقالت: «قدمت 87 فيلمًا فى مسيرتى، كان مشوارًا مليئًا بالتحديات، أشكر إدارة المهرجان على هذا الشرف الذى يسكن قلبي».
استعادت علوى لحظات إنسانية صعبة عاشتها أثناء تصوير فيلم «المصير» مع يوسف شاهين حين توفى والدها فجأة، مؤكدة أن الفن مسئولية ورسالة تتجاوز حدود الذات.
من بين الندوات المميزة، جاءت شهادة الفنانة فردوس عبدالحميد التى روت تفاصيل بدايتها مع المسرح القومى وتجاربها مع كبار المخرجين، أكدت أنها لم تسع وراء الشهرة بل وراء أعمال تتماشى مع قناعاتها الفكرية.
كشفت عن موقفها الشهير برفض تقديم مشهد قبلة مع أحمد زكى فى «طائر على الطريق»، مشيرة إلى أنها كانت دومًا تضع حدودًا فكرية وفنية واضحة، كما روت تجربة لم تكتمل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب الذى وصف صوتها بـ«الصوت النبيل».
الفنان الكبير رياض الخولى تحدث عن مشوار طويل امتد من المسرح إلى الدراما والسينما، واصفًا رحلته بأنها «مليئة بالصعوبات والصبر». أشار إلى أن نقطة التحول جاءت مع مسلسل «العائلة» عام 1994، ثم فيلم «طيور الظلام». واعتبر كتابات محمد صفاء عامر علامة مضيئة فى مسيرته، وفى رسالة مؤثرة، وجه تحية خاصة إلى ليلى علوى قائلًا: «أحبك يا ليلى ومصر كلها تحبك».
النجمة شيرين عادت بذاكرتها إلى بداياتها مع الباليه الكلاسيكى ثم انتقالها إلى المسرح والسينما، روت ذكرياتها فى مسرحية «المتزوجون» مع سمير غانم وجورج سيدهم، مشيرة إلى أنها قدمت ما يقرب من 790 عملًا دراميًا وأكثر من 70 فيلمًا، لتصبح واحدة من أكثر الفنانات حضورًا فى وجدان الجمهور المصرى والعربى.
من المكرمين أيضًا المخرج الفرنسى جون بير أمريس، الذى عبر عن امتنانه لمشاركته فى المهرجان، مؤكدًا أن السينما المصرية كانت مصدر إلهام له، خصوصًا فيلم «الأرض» ليوسف شاهين.
روى أمريس رحلته من الصحافة إلى الإخراج، وأبرز إنجازاته فى مهرجانات كان وسان سيباستيان ومراكش، مشددًا على أن قوة السينما الفرنسية تكمن فى نظام دعمها المزدوج بين الدولة والقطاع الخاص.
كما قال الفنان سامح حسين خلال ندوة تكريم فيلمه «استنساخ» إن مشاركته فى التجربة جاءت من إيمانه العميق برسالة السينما فى التنوير وطرح قضايا إنسانية واجتماعية مهمة، موضحًا أنه رغم كونه معروفًا بتقديم الكوميديا، فإنه يحرص دائمًا على أن تحمل أعماله رسالة واضحة، وأكد أن فكرة الفيلم التى بدأ التحضير لها عام 2023 لم تكن وقتها تمثل نفس خطورة الذكاء الاصطناعى التى نراها اليوم، لكنه تأثر بشدة بمشاهد استخدمت فيها تقنيات تعيد وجوه الراحلين إلى الحياة، وهو ما فتح أمامه بابًا للتساؤل عن حدود هذه التكنولوجيا ومخاطرها على المجتمع والفن والإنسانية، وأضاف أن الرقابة طلبت حذف لقطتين من العمل لتجنب أى سوء فهم، لكنه سعيد فى النهاية بأن الفيلم حظى بإشادة من النقاد ومن رئيس الرقابة نفسه.
وأشار حسين إلى أن ضعف الإيرادات لم يثنه عن قناعته بقيمة التجربة، مشددًا على أن السينما بالنسبة له ليست مجرد ربح مادى بل مسئولية ورسالة، معتبرًا أن الأعمال الجادة قد تحصد ثمارها بعد فترة طويلة من عرضها.
وأوضح أن «استنساخ» يمثل بالنسبة له تجربة مختلفة على المستويين الفكرى والبصرى، قائلًا: «حتى وأنا بعمل كوميديا لازم يبقى فى رسالة، وده اللى شجعنى على قبول الفيلم، لأنى مؤمن إن السينما دورها التنوير قبل أى شيء»، وختم حديثه بالتأكيد أن فيلم «استنساخ» ليس سوى بداية لتناول قضايا معاصرة تمس حياة الإنسان وتدعوه للتفكير فى المستقبل.
كما شهد الافتتاح حضور عدد كبير من النجوم بينهم خالد يوسف، رياض الخولى، فردوس عبدالحميد، سلوى عثمان، سوزان نجم الدين، أحمد رزق، شيرين وغيرهم، فيما تولى تقديم الحفل الإعلاميان د.إبراهيم الكردانى وغادة شاهين.
أعرب الفنان أحمد رزق عن فخره بتكريمه فى هذه الدورة، مؤكدًا أن هذه اللحظة تمثل مسئولية كبيرة تجاه اختياراته المقبلة، وقال: «أهدى هذه الجائزة لكل المخرجين الذين تعاونت معهم، فهم شركاء فى كل نجاح حققته».
واعتبر رزق أن تكريمه من مهرجان عريق بحجم مهرجان الإسكندرية يمثل تتويجًا لمشواره السينمائى، ودافعًا لتقديم المزيد من الأعمال المميزة.
إلى جانب ليلى علوى، يكرم المهرجان هذا العام مجموعة من الأسماء البارزة: فردوس عبدالحميد، رياض الخولى، شيرين، أحمد رزق، هانى لاشين (مخرج مصري)، ناصر مزداوى (موسيقار ليبي)، رضا باهى (مخرج تونسي)، حكيم بلعباس (مخرج مغربي/فرنسي)، جان بيير آماريس (مخرج فرنسي)، سامح سليم (مدير تصوير مصري)، محمد مفتاح (النجم المغربى الكبير، المكرم بوسام البحر المتوسط).
على مدار أيامه الأولى، أثبت مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط أن رسالته لا تقتصر على عرض الأفلام أو توزيع الجوائز، بل تمتد للاحتفاء بالإنسان والفن كأداة للتنوير والتغيير، فمن دموع ليلى علوى ورسائلها الإنسانية، إلى مناقشات سامح حسين حول مخاطر الذكاء الاصطناعى، مرورًا بتكريم رموز السينما من مختلف دول البحر المتوسط، يظل المهرجان جسرًا للتواصل الثقافى، ومنصة للإبداع المتجدد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حدائق انطونيادس بجائزة أفضل فیلم جائزة أفضل فیلم البحر المتوسط لجنة التحکیم لیلى علوى أما جائزة فى مسابقة مؤکد ا أن عن فیلم إلى أن فیلم ا
إقرأ أيضاً:
عدي وأبو جودي يحصدان جوائز مسابقة شباب مصر بمهرجان الإسكندرية
أعلن مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط فى دورته الحادية والأربعون عن مسابقة شباب مصر، التي تهدف إلى دعم المواهب السينمائية الشابة وإبراز طاقاتهم الإبداعية، أعلنت لجان التحكيم نتائجها في قسمي الطلبة والشباب المحترفين، حيث تميزت الأفلام المشاركة بتنوع موضوعاتها وجودة تنفيذها.
شهد قسم الطلبة منافسة متميزة بين عدد من الأعمال التي عكست وعيًا فنيًا وشخصيًا متقدمًا لدى صناعها الشباب، وقد جاءت النتائج على النحو التالي:
جائزة أفضل فيلم ذهبت إلى فيلم "عدي"، بينما منحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم "كاستاروس"، وذهبت جائزة سمير فرج إلى فيلم "ومن الحب"، كما حصل فيلم "أبيدجو" على شهادة تقدير.
أما في قسم المحترفين، فقد حرصت لجنة التحكيم على تنويع الجوائز لتشمل مختلف الأشكال السينمائية، حيث أقرت النتائج التالية، أفضل فيلم روائي كان من نصيب فيلم "أبو جودي"، كما منح فيلم "ثريا" جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم روائي، وحاز فيلم "مين ضل عايش" على جائزة أفضل فيلم تسجيلي، أما جائزة أفضل فيلم إنساني فذهبت إلى "آخر رسالة"، ولم تغفل اللجنة الإشادة بفيلم "عايش تحت الأرض".