بوابة الوفد:
2025-10-12@19:30:48 GMT

لا سلام ولا استسلام فى خطة «ترامب».. وقف قتال!

تاريخ النشر: 10th, October 2025 GMT

الجدل حول خطة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، لإنهاء الحرب فى قطاع غزة، وإن كان جدلا طبيعيا غير أنه تظل المبادرة- فى حد ذاتها- فرصة تاريخية، لن تتكرر، مع ظروف المنطقة الساخنة على الدوام، ومن ثم اختراق المشكلة أفضل من الصراخ، والقول إنها خطة استسلام، أن يكون هناك صمود عربى، نحو تحسين نتائج ما يجرى من مفاوضات، لأن تنتهى بالتزامات، أولا: تضمن للقضية الفلسطينية الحياة، وثانيا: تجبر إسرائيل على كامل الانسحاب، من كافة الأراضى المحتلة، وأظن أن رغبة الرئيس«ترامب»، فى مكافأة «نوبل»، مقابل السلام فى الشرق الأوسط، تجعله أكثر تساهلا تجاه «حماس»، فى مسألة السلطة والسلاح.


** ومع الترجيحات المثارة، حول ما إذا كانت الخطة، سلاما أم استسلاما، إنها وجهات نظر كل فريق، لا تقلل من إيجابية الخطة ولا تُهَوِن من سلبياتها، ذلك أنه من غير الواقعى، أن تأتى عناصر الخطة الـ21، مكافأة كاملة لإسرائيل، كما يروج فريق من الرافضة، أو انحيازا لـ«حماس»، فى نظر المتشددين هنا وعند الإسرائيليين، لكن الموضوعية تفرض التعامل مع خطة الرجل، من زوايا عدة، أكثرها إلحاحا، مسألة إنهاء حالة الحرب فى المنطقة، مقابل تبادل الأسرى ورهائن الـ7 من أكتوبر، ثم الانسحاب من غزة، تمهيدا لتحسن ظروف المعيشة، وإعادة الإعمار هناك، بخلاف ما يمكن حصره من مكاسب، تفواق ما عداها من خسائر، لأى من الطرفين.. «حماس» وإسرائيل.
** بحسابات خطة «ترامب»، وإن كانت لا تأتى بسلام كامل، ولا حتى بأى من شبهات الاستسلام، لهذا الطرف أو ذاك، غير أنها توفر من المكاسب، ما يشجع على قبول أفضل ما فيها من اقتراحات، ثم العمل على تعظيم الفائدة فى بقيتها، وظنى أن حركة «حماس»، كانت من الذكاء أن قبلت بالتسوية، لتستفيد من الزخم الدولى، بالاعتراف الجارف بدولة فلسطين، وبالتالى تكتسب اعترافا سياسيا- ولو مؤقتا- إلى جانب مساحة نفوذ، فى أى دور تفاوضى فى مرحلة الانتقال، تستعيد به شرعيتها فى غزة، يظهر حرصا منها، على تحسين معيشة الناس، وإعادة الآلاف من الأسرى، من دون أن تقبل بحكم القطاع، من خارج الكوادر الفلسطينية.
** وبقبول «حماس» خطة «ترامب»، تفادت الانقلاب الدولى على وجودها أصلا، وبالتالى نجحت فى إحراج إسرائيل، التى بادرت بقبولها، ولو تجرعتها بـ«السِم»، حتى تنتشل نفسها من العزلة، وتخفيف حملات الضغط الدولى، التى تتهمها بارتكاب الفظائع فى غزة، والأهم عندها، إظهار أنها دولة تسعى للحل، وليست مجرد قوة احتلال، وربما هى مكاسب دبلوماسية، قد تساعدها فى كبح ما تواجهه من عقوبات وملاحقات دولية، وفى الداخل، ستكون الحكومة فى أكثر مواقفها ثباتا وقوة، عندما تتحدث لشعب إسرائيل، عن إعادة المخطوفين- أحياء وأموات- إلى عائلاتهم، ودون تخفيف كلفة الحرب والانسحاب التدريجى، تضمن إسرائيل حدودا آمنة من الهجمات وصواريخ المقاومة.
** ومع وجوبية الحذر الضرورى، من مسألة الهيئة الانتقالية الدولية، ومجلس السلام فى غزة، حتى لا ينتهى الأمر بما يتحدث عنه رافضون، بأنه نوع آخر من احتلال القطاع، يتعين الكلام عن هوية الدولة الفلسطينية، وما يمكن لمفاوضات الطرفين والوسطاء، ضمانه فى اتجاه تقرير مصير الشعب الفلسطينى، ودولته المستقلة بحدود الـ4 من يونيه 1967، بعاصمتها «القدس» الشرقية، وطالما جاءت خطة «ترامب»، فى ظاهرها، طريقا للتهدئة والبناء لما بعد الحرب، إنما فى جوهرها، اختبار لمستقبل الصراع الإسرائيلى- الفلسطينى، تحاول معها «حماس» البقاء السياسى، وبسلاحها لحين التحرير، بينما تسعى إسرائيل لثبيت أمنها.. يبقى القول، إن الخطة لو تجاهلت ثوابت القضية العميقة- الأرض والهوية والسيادة- يعنى أنها تكون مجرد هدنة «وقف قتال»، لا تنهى الصراع ولا تصنع سلاما.

‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجلس السلام فى غزة إحراج إسرائيل دولة فلسطين حركة حماس اتجـــــاه محمــــد راغـــب الرئيس الأمريكى

إقرأ أيضاً:

بروكسل: مستعدون لمساهمة “قيمة” في تنفيذ خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة

أعلن الاتحاد الأوروبي اليوم دعمه لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، معبّرًا عن استعداده لتقديم “مساهمة قيمة” باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوات المتاحة له لدعم تنفيذها، وفق بيان رسمي صدر باسم الممثل الأعلى للاتحاد. 

مضمون البيان الأوروبي

في بيانه، رحّب الاتحاد الأوروبي بقرار إسرائيل دعم الخطة الأمريكية، ودعا حركة حماس إلى تبنّيها فورًا، والإفراج عن جميع المحتجزين، وقبول نزع السلاح، مع التأكيد على أن لا مكان لها في الحكم المستقبلي لقطاع غزة. 

زلزال بقوة 5.5 درجة يضرب بابوا الغربية في إندونيسيا دون تقارير عن خسائربوتين: الناتو في حرب مفتوحة مع روسيا والمخاطر عند "مستوى غير مسبوق"

وأشار البيان إلى أن وقتًا طويلًا اتحادياً دعم مبادئ مشابهة، مثل وقف الأعمال العسكرية فورًا، وإطلاق سراح الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية الكاملة. 

كما أكد الاتحاد أن المبادئ المنصوص عليها في خطة ترامب تتضمّن أن غزة لن تُحتل، وأن الفلسطينيين لن يُهجّروا، مع ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني. 

وأعرب الاتحاد عن الاستعداد للعمل مع شركائه الإقليميين لاتخاذ الخطوات المقبلة في تنفيذ الخطة، مع التأكيد على أن الحل العسكري وحده لا يمكن أن ينهِي الصراع. 

ردود الفعل الدولية 

استقطبت خطة ترامب، التي تضم 20 نقطة لوقف الصراع وتحقيق تسوية، دعمًا من أطراف عديدة، ومن بينها الاتحاد الأوروبي، الذي دعا حماس إلى قبول الخطة دون تأخير. 

وقد أشادت كايا كالّاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد، بأنّ “خطة ترامب فرصة لتحقيق السلام”، مؤكدة موقف الاتحاد لدعم تنفيذها. 

في المقابل، فإن مسألة التفصيل في آليات التنفيذ، خصوصًا بشأن الانسحاب الإسرائيلي الكامل وضمانات ضمان الاستقلال الفلسطيني، تثير جدلاً بين الخبراء. 

تشير بعض التحليلات إلى أن أوروبا يمكن أن تلعب دوراً أساسياً في المراقبة أو الإشراف على القوى الدولية في غزة، واستخدام الموارد المالية أو المؤسساتية المتاحة لديها لدعم المرحلة الانتقالية.

طباعة شارك الاتحاد الأوروبي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل الخطة الأمريكية قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: لا سلام حقيقي دون إقامة الدولة الفلسطينية ونتنياهو يواجه مرحلة تكسير العظام
  • هل تتوقف الحرب؟
  • مصير اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتحديات التنفيذ
  • "تصريحات مقلقة" قبيل اتفاق غزة.. ماذا قالت إسرائيل وحماس؟
  • ترامب يوقف حرب غزّة.. خطة سلام أم فخّ لإعادة رسم الشرق الأوسط؟
  • أكاديمي إسرائيلي: إسرائيل تراهن على خطة خطيرة في غزة
  • كيف ضمن ترامب لحماس منع إسرائيل من استئناف الحرب؟
  • محلل عسكري إسرائيلي: حماس لن تسلم سلاحها قبل قيام الدولة الفلسطينية 
  • بروكسل: مستعدون لمساهمة “قيمة” في تنفيذ خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة