نصيحة العلماء: أطعم ميكروباتك المعوية جيدا لتعتني بك
تاريخ النشر: 10th, October 2025 GMT
في كل مرة تتناول فيها وجبة، فأنت تستضيف فعليا "حفلة عشاء" ضخمة، ضيوفها تريليونات من الكائنات الدقيقة التي تعيش في أمعائك.
وتلعب هذه الكائنات، المعروفة باسم "الميكروبيوم المعوي" (Gut Microbiome)، دورًا محوريًا في صحتك العامة، فهي قادرة على تعزيز المناعة وضبط التمثيل الغذائي، أو على العكس، إثارة الالتهابات وزيادة خطر الأمراض المزمنة.
.. وكل ذلك يعتمد على ما تقدّمه لها من طعام.
"أطعِمهم جيدًا... ليعتنوا بك"
وفي السياق، قالت الدكتورة كارين كوربن، الباحثة في "معهد أدفِنهِلت للبحوث الانتقالية للتمثيل الغذائي والسكري" في أورلاندو، إن الميكروبات المعوية "تشعر بالجوع فعليًا عندما تُحرَم من الغذاء المناسب. وإذا اعتنيتَ بميكروبات أمعائك فستعتني بك. لكن حين تجوّعها، تبدأ في التهام الطبقة المخاطية الواقية داخل الأمعاء، وتنتج مركّبات ضارة"، بحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
كما أوضحت كوربن بالتركيز على الأطعمة الغنية بالألياف، وخصوصًا النشا المقاوم (Resistant Starch)، وهو نوع من الألياف لا يُهضم في الأمعاء الدقيقة بل يصل إلى القولون ليكون وجبةً رئيسية لتلك الميكروبات المفيدة. ومن أبرز مصادره الفاصوليا، والعدس، والبازلاء، والموز الأخضر، والتفاح، والكمثرى، والشوفان، والأرز البني، والشعير.
كيف "تُسعد" ميكروباتك؟
وبحسب الباحثة، فإن الألياف هي وقود الحياة لهذه الكائنات الدقيقة. فعندما تتغذى عليها، تنتج أحماضًا دهنية قصيرة السلسلة مثل البيوتيرات (Butyrate)، التي تقلل الالتهابات وتحفّز إفراز هرمون GLP-1، الهرمون الذي تُحاكيه أدوية التخسيس الشهيرة مثل "أوزيمبيك" (Ozempic) و"ويغوفي" (Wegovy). وهذه العملية تساعد على ضبط مستوى السكر في الدم، والشعور بالشبع، وتحسين صحة الجهاز الهضمي.
في المقابل، تُعدّ الأطعمة فائقة المعالجة، كالخبز الأبيض والحلويات ورقائق البطاطس والمقرمشات، عدوّ الميكروبيوم؛ إذ تخلو من الألياف وتُهضم بسرعة، مما يسبب ارتفاعات حادة في سكر الدم ويترك الميكروبات "جائعة" بلا غذاء.
السعرات غير متساوية
إلى ذلك، حذرت كوربن من أن الحرمان المزمن من الألياف يجعل الميكروبات تلتهم الطبقة الواقية المبطِّنة لجدار الأمعاء، مما يؤدي إلى التهابات مزمنة وزيادة احتمالات الإصابة بالبدانة والسكري وأمراض القلب.
ففي دراسة أجرتها عام 2023، قارنت بين نظامين غذائيين، الأول هو ما يدعى بـ"النظام الغربي" الغني بالأطعمة المعالجة والمصنّعة، والثاني هو "نظام تعزيز الميكروبيوم" الذي يعتمد على الفواكه والخضار الطازجة والمكسرات والحبوب الكاملة واللحوم غير المصنعة. وكانت النتيجة حاسمة، حيث إن من اتبعوا النظام الغني بالألياف امتصوا سعرات حرارية أقل، وفقدوا وزنًا أكثر، وشعروا بالشبع لفترات أطول، مع تحسّن واضح في تنوّع الميكروبات النافعة داخل أمعائهم.
ترقية الوجبات
كما أوضحت كوربن بما تسميها "الترقيات الغذائية" البسيطة، مثل استبدال الخبز الأبيض بخبز الحبوب الكاملة، أو تناول معكرونة مصنوعة من البقوليات كالحُمّص، أو إضافة الخضار إلى الصلصات الجاهزة، أو استبدال رقائق البطاطس بالمكسرات أو رقائق الخضار المجففة.
وختمت قائلة: "لن يُفسد يوم واحد من الطعام السيئ صحتك، لكن ما تفعله أغلب الأيام هو ما يحدّد مصير أمعائك".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشوفان الموز الأخضر البازلاء الغذاء التفاح الميكروبات الميكروبيوم المعوي حفلة عشاء
إقرأ أيضاً:
التزم بها.. عادات صباحية تساعد في علاج الإمساك والانتفاخ
بينما يُعاني الكثيرون من الإمساك والانتفاخ كل صباح، أوجدت دراسة هندية حلاً قد يكون ناجعاً، فبحسب ما جاء في تقرير نشرته صحيفة Times of India، يُمكن لبعض التغييرات البسيطة في الروتين الصباحي أن تُساعد في التغلب على المشكلة، كما يلي:
1. شرب الماء قبل القهوة
عند الاستيقاظ، يكون الجهاز الهضمي كالاسفنجة الجافة، ويحتاج إلى الماء ليبدأ عمله، لذلك يوصي الخبراء بشرب الماء الدافئ أو بدرجة حرارة الغرفة قبل فنجان القهوة الأول حيث يُمكن أن يُساعد على تليين البراز وتنشيط حركة الأمعاء وتقليل الإمساك، كما يُنصح بإضافة عصرة ليمون لتعزيز الهضم بشكل طبيعي.
2. نشاط بدني (حتى لو لـ5 دقائق)
لا شك بأن مجرد القيام بحركات خفيفة، مثل التمدد أو اليوغا أو حتى المشي في غرفة المعيشة، يُمكن أن تُحفز انقباضات الأمعاء، بما يساعد ما يُسمى بالتمعج الذي يدفع الفضلات عبر الجسم.
3. فطور غني بالألياف
إذ يمكن أن يبدو تخطي وجبة الفطور أمرا شائعا، ولكن بالنسبة لمن يعانون من الإمساك، فإن الوجبة الأولى مهمة.
ويساعد تناول فطور متوازن غني بالألياف على زيادة حجم البراز ويحافظ على حركته. تشمل الخيارات ما يلي:
• دقيق الشوفان مع التوت وبذور الشيا
• خبز محمص من الحبوب الكاملة مع الأفوكادو
• عصير مخفوق مع السبانخ والموز وبذور الكتان
• تجنب الأطعمة الدسمة والثقيلة، لأنها يمكن أن تُبطئ عملية الهضم وتزيد من الانتفاخ.
4. تجنب حبس الفضلات
يمكن أن يبدو هذا الأمر سخيفًا، ولكنه مهم، حيث يكون القولون في أوج نشاطه في الصباح. لهذا السبب يشعر الكثيرون بالحاجة إلى الذهاب إلى الحمام بعد الاستيقاظ مباشرة.
فإذا ما تم تجاهل هذه الإشارة باستمرار للانشغال بالعمل أو تصفح الهاتف، فربما يتدرب الجسم على "حبس الفضلات"، مما يُفاقم الإمساك، وينبغي تخصيص 10 دقائق صباحا لدخول الحمام صباحا باسترخاء.
5. الامتناع عن المشروبات الغازية
تحبس المشروبات الغازية الغازات في المعدة وتُفاقم الانتفاخ، لهذا ينبغي الالتزام بشرب الماء العادي أو شاي الأعشاب أو ماء الليمون الدافئ في بداية اليوم، ويمكن شرب المشروبات الغازية في وقت لاحق من اليوم.
6. الابتعاد عن التوتر
يُؤثر التوتر بشكل مباشر على الأمعاء، فإذا كان الشخص يستيقظ على عجل، ويتجاهل وجبة الفطور، ويُعاني من التوتر بسبب زحمة المرور، فإن جهازه العصبي يبقى في وضعية "القتال أو الهروب"، مما يُعيق عملية الهضم ويُساهم في الإمساك والانتفاخ.
ويمكن اللجوء إلى الحلول البسيطة التالية:
• أخذ 5 أنفاس عميقة قبل النهوض من السرير.
• تدوين اليوميات لبضع دقائق وقت احتساء القهوة الصباحية.
• تجنب تصفح الأخبار المُحبطة أولًا.
7. بروبيوتيك خفيف
يُساعد تناول مُكمّل بروبيوتيك في الصباح على تنظيم حركة الأمعاء لدى بعض الأشخاص، بينما يُفضّل آخرون شاي الأعشاب الدافئ مثل الزنجبيل أو النعناع أو البابونج لتخفيف الانتفاخ.
يذكر أنه يُمكن أن تُساعد تلك العادات الصباحية في دعم توازن الأمعاء مع مرور الوقت.