سناب شات يضع حدًا جديدًا لتخزين الذكريات ويطلق باقات مدفوعة
تاريخ النشر: 11th, October 2025 GMT
في خطوة جديدة تهدف إلى تنظيم استهلاك البيانات وتحسين تجربة المستخدمين، أعلنت شركة سناب عن فرض حد جديد للتخزين في ميزة "الذكريات" الشهيرة داخل تطبيق سناب شات، وذلك للمرة الأولى منذ إطلاق هذه الميزة عام 2016.
يأتي القرار بعد أن حققت الخدمة أرقامًا قياسية في حجم المحتوى المخزن، حيث تجاوز عدد "الذكريات" التي حفظها المستخدمون تريليون ذكرى حول العالم، ما يعكس مدى ارتباط المستخدمين بهذه الخاصية التي تحولت بمرور الوقت إلى دفتر ذكريات رقمي يحتفظ بلحظاتهم المميزة.
ووفقًا للبيان الرسمي الذي أصدرته الشركة، فإن سناب بدأت في تقديم "باقات تخزين الذكريات" الجديدة للمستخدمين الذين تجاوزوا الحد المجاني المقرر بـ5 جيجابايت. وتُعد هذه الخطوة تحولًا لافتًا في سياسة الشركة، التي كانت تتيح سابقًا مساحة تخزين غير محدودة لجميع المستخدمين دون أي تكلفة إضافية.
وتتيح الباقة الأولى، وهي الباقة التمهيدية، مساحة تخزين تصل إلى 100 جيجابايت مقابل 1.99 دولار شهريًا. بينما يحصل مشتركو خدمة سناب شات بلس، التي يبلغ سعرها 3.99 دولار شهريًا، على مساحة أكبر تصل إلى 250 جيجابايت.
أما مستخدمو الفئة الأعلى، سناب شات بلاتينيوم، فسيستفيدون من سعة تخزين ضخمة تصل إلى 5 تيرابايت ضمن اشتراكهم الشهري البالغ 15.99 دولار.
وأكدت سناب أن هذه التغييرات لن تؤثر على الغالبية العظمى من مستخدميها، إذ إن معظمهم لم يقترب بعد من الحد الأقصى البالغ 5 جيجابايت. لكن بالنسبة لأولئك الذين يمتلكون مكتبات ضخمة من الصور والفيديوهات، فقد تم تصميم الباقات الجديدة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم وتوفير تجربة تخزين أكثر مرونة وتنظيمًا.
ولمساعدة المستخدمين على التكيف مع النظام الجديد، أعلنت الشركة أنها ستمنح أي مستخدم تجاوز بالفعل حد الـ5 جيجابايت عامًا كاملًا من التخزين المؤقت المجاني، ما يمنحه الوقت الكافي لتحديد الباقة المناسبة أو تنظيم ملفاته لتقليل المساحة المستخدمة.
تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه المنصات الرقمية تحولات كبيرة نحو النماذج المدفوعة، خاصة مع تزايد تكاليف تشغيل الخدمات السحابية. فبعد إطلاق اشتراك Lens+ المدفوع سابقًا مقابل 9 دولارات شهريًا، والذي يتيح ميزات إضافية للكاميرا والتأثيرات، يبدو أن سناب تمضي في توسيع منظومة الاشتراكات لتوفير مصادر دخل متنوعة تدعم استدامة خدماتها المجانية.
ويرى محللون أن توجه سناب لتقييد التخزين المجاني قد يكون خطوة ضرورية على المدى الطويل، خصوصًا مع النمو المتسارع في عدد المستخدمين والبيانات المتولدة يوميًا عبر التطبيق، الذي يُستخدم حاليًا من أكثر من 420 مليون شخص حول العالم. فاستمرار تقديم سعة تخزين غير محدودة لجميع المستخدمين يعني أعباء مالية وتقنية هائلة على الشركة، التي تعتمد على بنية تحتية سحابية ضخمة لتأمين تخزين واسترجاع المحتوى بسرعة وكفاءة.
كما يُتوقع أن تعزز الباقات الجديدة من إيرادات الشركة في ظل المنافسة الشرسة مع منصات أخرى مثل إنستغرام وتيك توك، اللتين تستثمران بقوة في ميزات المحتوى المرئي والتفاعلي. وفي الوقت نفسه، تراهن سناب على أن المستخدمين الأكثر ولاءً للتطبيق سيجدون في هذه الباقات فرصة للحفاظ على أرشيفهم الرقمي الثمين دون القلق من فقدان البيانات أو الاضطرار لحذف ذكرياتهم القديمة.
ويشير بعض الخبراء إلى أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام تطوير خدمات إضافية لاحقًا، مثل أدوات بحث ذكية داخل “الذكريات” أو تقنيات تنظيم تلقائي للصور باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يجعل الاشتراكات المدفوعة أكثر جاذبية للمستخدمين.
بهذه الخطوة، تؤكد سناب أنها تسعى لموازنة احتياجات المستخدمين مع متطلبات النمو الاقتصادي والتقني، في وقت أصبحت فيه إدارة البيانات الضخمة تحديًا رئيسيًا لجميع شركات التكنولوجيا الكبرى. وبينما قد يرى البعض في القرار خطوة تجارية بحتة، إلا أنه يمثل أيضًا تطورًا طبيعيًا لتطبيق تجاوز مرحلة الشبكة الاجتماعية البسيطة ليصبح منصة تخزين وتوثيق رقمية للحياة اليومية لملايين المستخدمين حول العالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هذه الخطوة سناب شات
إقرأ أيضاً:
ميتا تطلق Vibes.. منصة جديدة لمقاطع الفيديو بالذكاء الاصطناعي تثير الجدل حول خصوصية المستخدمين
كشفت الشركة المالكة لفيسبوك وإنستجرام عن ميزة جديدة داخل تطبيق Meta AI تحمل اسم Vibes، وهي موجز مخصص لمقاطع الفيديو القصيرة التي يتم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي.
لكن الميزة الجديدة، التي تبدو للوهلة الأولى امتدادًا لتجربة "ريلز" و"تيك توك"، تأتي في وقت حساس بعد تقارير عن مشاركة المستخدمين محادثاتهم الخاصة عن طريق الخطأ مع روبوت الدردشة الخاص بميتا، ما أثار تساؤلات حول الخصوصية والحدود بين الإبداع والتتبع.
ما هو موجز Vibes الجديد؟يعمل Vibes كمكان مركزي داخل تطبيق وموقع Meta AI، حيث يمكن للمستخدمين تصفح مقاطع الفيديو القصيرة التي أُنشئت بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي، أو إنشاء مقاطعهم الخاصة من الصفر باستخدام نفس التقنيات. كما يمكنهم تعديل مقاطع منشورة سابقًا وإعادة نشرها، في تجربة تفاعلية تشبه منصات مشاركة المحتوى الاجتماعي، لكن بطابع يعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وتتيح الميزة الجديدة أيضًا مشاركة المقاطع عبر الرسائل المباشرة أو نشرها مباشرة على فيسبوك وإنستجرام، مما يجعل الذكاء الاصطناعي حاضرًا في تجربة المستخدم اليومية عبر جميع تطبيقات الشركة.
بحسب ما أعلنه الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج في منشور على منصة Threads، فإن ميزة Vibes تمثل "نظرة أولية على بعض اتجاهات المنتجات الجديدة التي نستكشفها".
وأكد زوكربيرج أن مختبرات Meta Superintelligence — وهي الوحدة المسؤولة عن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة داخل الشركة — ستتعاون مع شركتي Midjourney وBlack Forest Labs، وهما من أبرز مطوري أدوات الصور والفيديو القائمة على الذكاء الاصطناعي.
وتهدف هذه الشراكات إلى توسيع قدرات منصة Meta AI في مجالات الإبداع البصري والموسيقي، بما يشمل إنتاج مقاطع أكثر واقعية وديناميكية تُحاكي أسلوب المحتوى البشري.
إلا أن إطلاق Vibes لا يخلو من الجدل. فقد تعرّض تطبيق Meta AI مؤخرًا لانتقادات واسعة بعدما تبين أن بعض المستخدمين شاركوا محادثاتهم الخاصة علنًا عن طريق الخطأ مع روبوت الدردشة، ما أثار تساؤلات حادة حول كيفية تعامل الشركة مع البيانات الحساسة.
ويرى محللون أن طرح منصة جديدة تعتمد على توليد ونشر المقاطع علنًا قد يضاعف هذه المخاوف، خصوصًا إذا لم توضح الشركة بشكل كافٍ آليات حفظ الخصوصية ومنع تسريب المحتوى الشخصي.
ويشير خبراء التقنية إلى أن هذه الخطوة تعكس إصرار ميتا على منافسة شركات مثل OpenAI وGoogle وAnthropic في سباق الذكاء الاصطناعي، لكنها أيضًا تسير على حافة خطرة بين الإبداع والانتهاك.
منذ عام 2023، تسعى ميتا لتحويل منصاتها من مجرد شبكات اجتماعية إلى منظومة متكاملة للذكاء الاصطناعي الشخصي. فقد أطلقت روبوتات محادثة داخل واتساب وإنستغرام وماسنجر، وأدمجت أدوات توليد الصور والنصوص في تجربة المستخدم اليومية.
أما الآن، ومع ظهور Vibes، فإن الشركة تخطو خطوة إضافية نحو جعل المحتوى المرئي نتاجًا مباشرًا للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي، وليس فقط وسيلة لمشاركة ما ينتجه البشر.
تؤكد ميتا أن هذه الخطوة جزء من رؤية طويلة الأمد لتوسيع "الذكاء الإبداعي"، وجعل أدوات التوليد متاحة لمليارات المستخدمين بطريقة مبسطة تشجع على الابتكار الفردي. وتشير الشركة إلى أنها ستضيف ميزات جديدة قريبًا لدعم عمليات الإنتاج التعاوني، حيث يمكن للمستخدمين إنشاء مقاطع جماعية أو تعديل أعمال الآخرين بطرق تفاعلية.
ويرى مراقبون أن ميزة Vibes قد تكون تجربة اختبارية لتقنيات أكثر تقدمًا تنوي الشركة دمجها في شبكاتها الكبرى، وربما تكون البداية لموجة جديدة من المحتوى المولّد آليًا الذي سيُعاد توزيعه عبر فيسبوك وإنستجرام.
وبينما تواصل ميتا دفع حدود التكنولوجيا الإبداعية، تبقى الأسئلة قائمة حول كيفية موازنة حرية الإبداع مع حماية الخصوصية، خاصة في ظل الانتقادات المستمرة الموجهة للشركة بشأن إدارة بيانات المستخدمين.
فميزة Vibes تمثل خطوة جريئة نحو مستقبل المحتوى الاصطناعي، لكنها أيضًا تفتح بابًا جديدًا للتحديات القانونية والأخلاقية التي قد تحدد مستقبل علاقة المستخدمين بالذكاء الاصطناعي في عالم ميتا.
وبذلك، يتضح أن ميتا لا تراهن فقط على تقديم ميزة جديدة، بل على تغيير طريقة تفاعل الناس مع المحتوى الرقمي ذاته — من مشاهدين إلى صُنّاع تشاركهم الخوارزميات الإبداع في كل لحظة.