عربي21:
2025-10-12@19:30:32 GMT

خيرها في غيرها يا ترامب

تاريخ النشر: 11th, October 2025 GMT

عبارة "خيرها في غيرها"، تقال من باب من لم ينل مراده، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحاجة إلى من يواسيه، لأنه ظل ينعق "ع المكشوف" معلنا أنه يستحق جائزة نوبل للسلام. وكانت عربي21 قد نشرت لي مقالا في 11 أيلول/ سبتمبر من عام 2021، كان عنوانه "لماذا جائزة نوبل للسلام أي كلام"، وكنت أعني بذلك أن أشخاصا كثيرين نالوا تلك الجائزة، وبينهم وبين السلام، كالذي بين ترامب والحِكمة، وضربت مثلا لذلك الرئيس الإثيوبي آبي أحمد، بطل السلام النوبلي لعام 2019، الذي شن ما يشبه حرب الإبادة على بني قومه من إثنية التغراي، لأن غالبيتهم رفضوا الاندغام في حزب الازدهار الجديد الحاكم بأمره.



وفازت بجائزة نوبل للسلام لعام 1991، أونغ سان سو شي، زعيمة حزب الرابطة الوطنية في ميانمار، والتي ما أن نصبها العسكر رئيسة للحكومة في عام 2016، حتى أعملت حكومتها تلك سيوفها على مسلمي الروهينغا، وفاز بالجائزة رؤساء حكومات إسرائيلية ذوي سجلات ممعنة في الدموية، ظهروا على المسرح السياسي كزعماء عصابات دموية في أربعينات القرن الماضي، مارست أبشع صنوف التطهير العرقي بحق الفلسطينيين، ثم شنوا الحروب على جيرانهم العرب وهم في كراسي الحكم، ثم كانت السقطة الأخلاقية للجنة جائزة نوبل للسلام عندما منحتها للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، بعد أشهر قليلة من توليه لمنصبه، أي قبل أن ينجز شيئا على الصعيدين المحلي او الدولي، وكان ذلك من باب أن "الجوائز بالنيات"، لأن أوباما تعهد في اليوم الأول لحكمه، بوقف التدخل في العراق وأفغانستان وإغلاق معتقل غوانتنامو سيء السمعة.

وظنّي، أن ترامب يعاني اليوم من ارتفاع شديد في ضغط الدم الشرياني، بعد أن فازت أمس زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو باريسكا بجائزة نوبل للسلام لهذا العام، وترامب هذا استعلائي عنصري نرجسي ظل يعاني من عقدة أوباما: كيف لهذا الأسود أن يحكم البلاد لولايتين متتاليتين، وأن يصبح بطلا للسلام العالمي، وأنا الأبيض صاحب السلطان والصولجان، أكون محروما من جائزة نوبل للسلام؟ ولهذا ظل طوال الأشهر الأخيرة يهذي على رؤوس الأشهاد، بأنه يستحق تلك الجائزة.

تثبت الوقائع أن ترامب خاض الانتخابات الرئاسية وعينه وقلبه على "نوبل للسلام"، ولهذا ظل يهذي مرددا أنه سيوقف الحرب بين أوكرانيا وروسيا بعد أداء القسم الرئاسي ب24 ساعة، ثم جاءت خطرفة وقف حرب إسرائيل على غزة، بتهجير أهل غزة إلى دول الجوار، وتحويل القطاع إلى منتجع سياحي، ولما خذلته إسرائيل المرة تلو المرة، بعدم تنفيذ مقترحاته، جن جنونه، لأنه كان يريد أن تتضمن سيرته الذاتية المعروضة أمام لجنة نوبل للسلام أنه "بطل سلام الشرق الأوسط"، وهكذا دخل في سباق مع الزمن للحصول على توافق إسرائيلي ـ فلسطيني حول الخطة ذات العشرين نقطة، التي اقترحها مؤخرا لوقف الحرب في غزة، على أن يكون ذلك قبل التاسع من الشهر الجاري، المحدد لتحديد بطل السلام لعام 2025، ومن يعش سيرى كيف أنه وقد طارت جائزة السلام بعيدا عن ترامب، لن تنعم غزة بالسلام والأمان المنشودين، ولن "تفرِق" المسألة مع ترامب.

ترامب يعاني اليوم من ارتفاع شديد في ضغط الدم الشرياني، بعد أن فازت أمس زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو باريسكا بجائزة نوبل للسلام لهذا العام، وترامب هذا استعلائي عنصري نرجسي ظل يعاني من عقدة أوباما: كيف لهذا الأسود أن يحكم البلاد لولايتين متتاليتين، وأن يصبح بطلا للسلام العالمي، وأنا الأبيض صاحب السلطان والصولجان، أكون محروما من جائزة نوبل للسلام؟ ولهذا ظل طوال الأشهر الأخيرة يهذي على رؤوس الأشهاد، بأنه يستحق تلك الجائزة.هذا الترامب الذي كان ينشد جائزة نوبل للسلام، هو نفس الرجل الذي سحب بلاده من منظمات ومعاهدات دولية، وأعلن أنه سينتزع جزيرة غرينلاند من الدنمارك، وشن حربا اقتصادية على جميع دول العالم، ثم أرسل قوات الجيش الى المدن الأمريكية التي يديرها غرماؤه في الحزب الديمقراطي. وظل يزعم كاذبا أنه أوقف العديد من الحروب هنا وهناك بعد أقل من ستة أشهر من جلوسه على كرسي الرئاسة، وهكذا تبجح بأنه أوقف حربا بين كمبوديا وتايلند، بينما كان الأمر يتعلق بمناوشات حدودية محدودة انتهت بتوافق الطرفين بوساطة أمريكية-ماليزية على إيقافها، دون حل النزاع الحدودي الذي قاد الى تلك المناوشات.

كما يحلو لترامب الزعم بأنه أوقف "حربا" بين إسرائيل وإيران، بينما واقع الأمر أنه صفق للعدوان الإسرائيلي على إيران، بل وشارك فيه، ولما ارتأى ترامب ان العدوان حقق معظم غاياته، لم يكن عسيرا عليه ان يقول لإسرائيل "كفى" وأن تجبر إسرائيل بخاطره، فرأى ترامب من ثم، أنه بطل إيقاف تلك "الحرب". وعندما حدثت مناوشات عنيفة بين الهند وباكستان في أيار/ مايو الماضي، لم تكن ثمة صعوبة في إقناع الدولتين بوقف القتال. وليس في هذا الأمر وقف لحرب، لأن وقف الحرب الحقيقي يعني إبرام معاهدة سلام، ولن يتعاهد الهنود والباكستانيون على ذلك حتى يشيب الغراب، بل إن الهند أعلنت صراحة ان المناوشات توقفت بالتفاوض بين الطرفين وليس نتيجة لوساطة دبلوماسية أمريكية. وعندما نجحت الوساطة الأفريقية في وقف القتال على الحدود بين رواندا وجمهورية الكنغو الديمقراطية، اعتلى ترامب المنابر وقال إنه "أوقف الحرب" بين البلدين. وعندما نجح الاتحاد الأوربي في وقف تصعيد العدائيات بين كوسوفو وصربيا، هرع ترامب الى المنصة وأعلن انه أوقف حربا بين البلدين، وعندما توصلت أذربيجان وأرمينيا الى توافق بشأن أيلولة إقليم ناغورنو كرباخ، وكان ذلك فعلا بوساطة أمريكية، أعلن ترامب أنه أوقف حربا بين البلدين، بينما لم يحدث اقتتال بين البلدين خلال السنوات التسع الأخيرة.

والشاهد هو أن ترامب ظل يوظف إمكانات الدولة الأمريكية لتسويق نفسه كبطل للسلام العالمي، وظل يتبجح بوقف حروب افتراضية، وفات عليه أن لجنة جائزة نوبل للسلام، تنظر إلى كامل ملف المرشح للجائزة، وعلى علاتها الكثيرة، فإن تلك اللجنة ملكت من الحياء ما عصمها عن منح الجائزة لترامب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه ترامب نوبل امريكا نوبل رأي ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جائزة نوبل للسلام بین البلدین وقف الحرب أنه أوقف

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض: الحائزة على نوبل للسلام تهدي الجائزة للرئيس ترامب

أهدت المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو الحائزة على جائزة نوبل للسلام، جائزتها إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال الاتصال الذي جرى بينهما في وقت سابق من اليوم الجمعة.

مصدر فلسطيني يكشف موعد فتح معبر رفح ودخول المساعدات إلى غزةمقابر الأرقام.. إسرائيل تحتفظ بأكثر من 700 جـ ثة فلسطينية

وقالت ماتشادو عبر منصة "إكس": "أُهدي هذه الجائزة لشعب فنزويلا، وللرئيس ترامب، لدعمه الحاسم لقضيتنا!".

ونشر البيت الأبيض صورة للرئيس ترامب وعلق عليها "الحائزة على نوبل للسلام تهدي الجائزة للرئيس ترامب".

وكتب على الصورة "رئيس السلام" .. الحائزة على جائزة نوبل للسلام تهدي الجائزة إلى الرئيس ترامب.

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة أجرى الرئيس ترامب اتصالا ب ماتشادو لتهنئتها بفوزها بجائزة نوبل للسلام.

وفي أول تعليق رسمي من لجنة جائزة نوبل للسلام على الجدل المثار حول عدم فوز ترامب بالجائزة لعام 2025، أكد رئيس اللجنة أن قرارات منح الجائزة تعتمد فقط على وصية مؤسسها ألفريد نوبل ومعايير عمل اللجنة، دون أي اعتبارات سياسية أو ضغوط خارجية.

شركة الكهرباء الإسبانية: البلاد مهددة بانقطاع واسع للتيارتقارير إعلامية: نتنياهو لن يحضر قمة ترامب في مصر

وقال رئيس لجنة نوبل، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام نرويجية إن اللجنة تتلقى سنوياً آلاف الرسائل من شخصيات حول العالم تزعم أنها تستحق الجائزة، مضيفاً أن التقييم يتم بناءً على “إسهامات حقيقية في إحلال السلام وفق معايير محددة، وليس على الضجيج الإعلامي أو الشعبية السياسية”.

طباعة شارك البيت الأبيض الحائزة على نوبل للسلام ترامب المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو جائزة نوبل للسلام الرئيس الأمريكي

مقالات مشابهة

  • بعد دونالد ترامب.. 4 رؤساء يحلمون بالحصول على جائزة نوبل للسلام
  • بوتين يعلّق على خسارة ترامب جائزة نوبل للسلام.. ماذا قال؟
  • البيت الأبيض: الحائزة على نوبل للسلام تهدي الجائزة للرئيس ترامب
  • هادلي غامبل: ترامب كان يستحق جائزة نوبل للسلام
  • صورة.. نتنياهو يقلّد ترامب "ميدالية نوبل للسلام"
  • أول رد فعل من ترامب على عدم منحه نوبل للسلام
  • ديلي تلغراف: ترامب قد يفرض رسوما إضافية على النرويج إذا لم يُمنح جائزة نوبل للسلام
  • جدل حول دوافعه.. ترامب يسابق الزمن لنيل نوبل للسلام
  • ترامب: بعض من حصلوا على جائزة نوبل للسلام لم يحققوا سوى القليل مما حققته أنا