الجزيرة:
2025-10-15@10:42:34 GMT

مالي.. أزمة وقود تشل الحركة وتثير الفوضى

تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT

مالي.. أزمة وقود تشل الحركة وتثير الفوضى

تشهد مالي منذ مطلع سبتمبر/أيلول أزمة وقود غير مسبوقة شلّت الحياة اليومية في العاصمة باماكو وعدد من المدن الكبرى.

ووفقا إذاعة فرنسا الدولية، فإن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة فرضت حصارا على شاحنات الوقود، مستهدفة الصهاريج على الطرق الرئيسية، مما أدى إلى تفاقم النقص رغم مرافقة الجيش لبعض القوافل.

ولم تعد الأزمة مقتصرة على المناطق الداخلية، بل وصلت إلى قلب العاصمة باماكو الأسبوع الماضي. وتفيد تقارير بأن محطات قليلة ما زالت تبيع الوقود، ويمكن تمييزها من خلال الطوابير التي تمتد كيلومترات.

في المقابل، تشهد السوق السوداء ارتفاعا جنونيا للأسعار، بينما تتزايد انقطاعات الكهرباء التي تجاوزت 10 ساعات يوميا في بعض المناطق، الأمر الذي أدى إلى إغلاق متاجر ومؤسسات عامة وخاصة.

غضب شعبي واتهامات بالعجز

يتراوح المشهد اليومي في العاصمة بين الإحباط والغضب. وقال أحد السكان إنه انتظر 3 ساعات للحصول على الوقود، معتبرا أن ذلك يكفيه "لعدة أيام".

وأكد آخرون أنهم لم يجدوا أي محطة مفتوحة رغم جولات طويلة بسياراتهم. وتضيف الإذاعة أن مواطنين يرون أن السلطات "تجاوزتها الأحداث"، في حين يصف آخرون الوضع بأنه "حالة من الهلع الجماعي".

وبثّت وسائل الإعلام الرسمية صورا لصهاريج وقود وصلت باماكو تحت حماية الجيش، واعتبرتها دليلا على نجاح "خطة الطوارئ"، بينما خرجت الجماعة المسلحة ببيانات مصورة تؤكد أن كل الطرق المؤدية إلى العاصمة باتت أهدافا عسكرية.

ووفق الإذاعة الفرنسية، فقد شدد المتحدث باسم الجماعة على أن أي مركبة مدنية ترافقها قوات حكومية ستُستهدف، مما يضاعف المخاوف لدى السكان والناقلين.

خريطة مالي (الجزيرة)مفارقة كايس

ورغم شمول الحصار مدن كايس ونورو دو الساحل، فإن هذه المنطقة الغربية تبدو أقل تضررا من الأزمة.

وتوضح بعض الشهادات أن محطات الوقود هناك ما زالت تزود السكان بشكل طبيعي، ويعزو الأهالي ذلك إلى قربهم من الحدود السنغالية، حيث تتركز الهجمات المسلحة عادة بعد مدينة كايس أو في مناطق أخرى من البلاد.

أزمة مرشحة للتصعيد

لا تقتصر الأزمة الحالية على ندرة الوقود، بل تهدد مجمل الدورة الاقتصادية والاجتماعية في مالي. فبحسب بعض الشهادات، توقف آلاف عن الذهاب إلى أعمالهم، وتراجع النشاط التجاري والخدماتي بشكل ملحوظ، بينما يتصاعد التوتر الشعبي في مواجهة خطاب حكومي يركز على "الإنجازات الرمزية" بدل معالجة الأزمة.

إعلان

وبينما يترقب الماليون خطوات عملية لتأمين الإمدادات، يلوّح المسلحون بمزيد من التصعيد، مما يجعل أزمة الوقود مرشحة لأن تتحول إلى اختبار سياسي وأمني جديد للسلطات الانتقالية في باماكو.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

أعداد القطط تفوق السكان..هذه الجزيرة الإسبانية الصغيرة تحتفظ بسحر البحر المتوسط لنفسها

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أصبحت الجزر المتوسطية في إسبانيا تجسّد نموذجًا مثاليًا لأسلوب الحياة والرفاهية.

ومن المرجّح أنك سمعت بأرخبيل البليار. وفي كل عام، يتوافد الملايين إلى جزر "مايوركا"، و"مينوركا"، و"إيبيزا" للتجوّل في البلدات، والاستمتاع بالشواطئ البكر، واحتضان أجواء الراحة والهدوء.

ولكن إذا اتجهت جنوبًا قليلاً، ستجد جزيرة إسبانية أخرى تحتفظ بسحر البحر الأبيض المتوسط ذاته، ولكنها تظل مجهولة.

إنّها جزيرة "نويفا تاباركا" الصغيرة والمسطّحة، التي تمتد بطول 1،800 متر ولا يتجاوز عرضها 400 متر في أوسع نقطة. 

يعيش على الجزيرة حوالي 50 شخصًا على مدار العام، ما يجعلها أصغر جزيرة مأهولة بشكلٍ دائم في إسبانيا.

تقع الجزيرة على بُعد بضعة أميال من مدينة أليكانتي. خلال موسم الذروة، تنقل العبارات الزوار عبر الامتداد المائي الضيق.Credit: kim willems/iStock Editorial/Getty Images

ورُغم صغر حجمها، تتمتع الجزيرة بطبيعة وثقافة غنية، وحماها موقعها المعزول من التوسّع العمراني العشوائي الذي شوّه جزءًا كبيرًا من ساحل "كوستا بلانكا" القريب.

ولكن الجزيرة ليست نائية، فهي رسميًا جزء من مدينة أليكانتي، وتقع على بُعد مسافة قليلة فقط من الساحل. 

وتنطلق يوميًا عدّة عَبّارات تنقل الزوار إلى الجزيرة من ميناء "سانتا بولا".

يعود الطابع المميز للجزيرة الصغيرة إلى القرن الـ18.

لا تعود أصول السكان إلى السواحل القريبة، بل إلى مناطق بعيدة للغاية في قصة تاريخية تربط "تاباركا" بإيطاليا وشمال إفريقيا.

من القديم إلى الجديد

بين عامي 1500 و1800، كان المرجان الأحمر المستخرج من جزيرة "تاباركا"، الواقعة على الساحل الشمالي لتونس، سلعة ثمينة ومطلوبة بشدة.

وفي القرن الـ16، حصلت عائلة لوميليني، من مدينة جنوة الإيطالية، على امتياز من الحكام المحليين في تونس لاستخراج المرجان هناك. 

وبحلول منتصف القرن الـ18، بلغ عدد سكان المستوطنة ألفي شخص تقريبًا، معظمهم من جنوة.

تشكل المياه المحيطة بهذه الجزيرة الصخرية موقعًا شهيرًا للسباحة والغطس.Credit: sanniely/iStock Unreleased/Getty Images

ولكن كان لدى الحاكم العثماني للمنطقة المعروفة بتونس اليوم  خطط أخرى.

في عام 1741، اجتاحت قواته جزيرة "تاباركا"، واستعبدت العديد من سكانها، ما أحدث صدمة في جميع أنحاء غرب البحر الأبيض المتوسط. 

عَرَض ملوك إسبانيا وسردينيا اللجوء على من نجوا من الاجتياح، ودفعوا فدية لتحرير الذين تحولوا إلى أسرى.

أمّا من وصل منهم إلى إسبانيا، فعُرض عليهم مكان لبناء حياة جديدة، على جزيرة صغيرة. 

آنذاك، كانت الجزيرة تُعرف باسم "Illa Plana" (الجزيرة المسطّحة)، وأُعيد تسميتها "نويفا تاباركا"، أو "تاباركا الجديدة" تخليدًا لاسم موطنهم السابق.

ولم يكن إنشاء المستوطنة الجديدة عفويًا، بل جاء وفقًا لأفكار "عصر التنوير" في ذلك الوقت، حيث كُلّف مهندسون عسكريون بوضع مخطط عمراني دقيق لا يزال واضحًا حتى اليوم. 

وتتقاطع شوارع واسعة ومستقيمة بزوايا قائمة لتلتقي في ساحة مركزية. وكان هناك محيط محصّن لحماية المجتمع من القراصنة.

في عام 1986، أصبحت الجزيرة الإسبانية أول محمية بحرية في البلاد. ولا يزال ثلثا الجزيرة غير مطوّر ومحافظ عليه إلى حد كبير. كما تعد مياهها وصخورها وجزرها الصغيرة المجاورة ملاذًا طبيعيًا للحياة البحرية.

في عام 1986، أصبحت تاباركا أول محمية بحرية في إسبانيا.Credit: Marcos del Mazo/LightRocket/Getty Images

أمّا عن الثلث المعمّر من الجزيرة، فقد تكيّف مع السياحة، حيث تحولت العديد من المنازل التقليدية إلى أماكن إقامة قصيرة الأجل لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السياح.

زوار الجزيرة في اليوم الذي زارت فيه CNN الجزيرة، كان عدد القطط يفوق عدد الزوار في شوارع الجزيرة.Credit: Miquel Ros

أوضحت ماريا ديل مار فاليرا، وهي صاحبة مطعم في الجزيرة ورئيسة جمعية "APEHA" التي تمثل مؤسسات الضيافة في مدينة أليكانتي، لـCNN أنّ الزوار الدوليين يشكّلون ما بين 80 إلى 90% من الوافدين.

يزور معظم السياح الجزيرة ليوم واحد فقط. ويتوفر حوالي 20 مشروعًا تجاريًا صغيرًا يخدم نحو 200 إلى 250 زائرًا، ويعد النشاط السياحي موسميًا تمامًا، رُغم اعتدال المناخ طوال العام.

وأضافت فاليرا: "لا أحد يأتي إلى هنا خلال فصل الشتاء".

وعند زيارة شبكة CNN لجزيرة "تاباركا" في أحد أيام الجمعة خلال أوائل الخريف، بدت الشوارع شبه خالية. 

كانت القطط المتمددة تحت شمس الظهيرة تفوق عدد البشر بكثير، وأظهرت دراسة أنه في عام 2023، كان عدد قطط الجزيرة يعادل ضعف عدد السكان تقريبًا.

تبلغ مساحة الجزيرة 1800 متر فقط ولكنها لا تزال تتمتع بشواطئ خلابة مثل هذا الشاطئ في الصورةCredit: sanniely/iStockphoto/Getty Images

مع ذلك، خلال ذروة الصيف، قد تستقبل الجزيرة 6 إلى 7 آلاف زائر، ومن المحتمل أن العدد وصل إلى 10 آلاف في أحد الأيام المزدحمة، حسبما ذكرته فاليرا.

يشكو بعض السكان المحليين من أنّ الجزيرة تهمّش وتُنسى بعد مغادرة السياح، خاصةً فيما يتعلق بالخدمات العامة.

من جانبها، أشارت كارمن مارتي، وهي رئيسة جمعية سكان "تاباركا"، إلى كون نقص وسائل النقل بين شهري نوفمبر/ تشرين الثاني ومارس/ آذار، من الشكاوى الرئيسية.

وأضافت في حديثها لـCNN: "من الصعب أن تعيش حياة طبيعية عندما بالكاد تستطيع الذهاب إلى البر الرئيسي والعودة في اليوم ذاته". 

واضطر بعض السكان المسنين إلى مغادرة الجزيرة بسبب صعوبة الحصول على رعاية طبية منتظمة.

مقالات مشابهة

  • دخول شاحنات وقود ضمن قافلة مساعدات مصرية إلى غزة| تفاصيل
  • بـ 5 ملايين جنيه.. شنطة زوجة محمد صلاح تتصدر التريند وتثير الجدل
  • إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة: لا وقود ولا غاز لغزة إلا للبنية التحتية الحيوية
  • أعداد القطط تفوق السكان..هذه الجزيرة الإسبانية الصغيرة تحتفظ بسحر البحر المتوسط لنفسها
  • علماء للجزيرة نت: ابتكرنا ورقة شجر صناعية تحول الضوء إلى وقود
  • قلق في أوساط السكان بعد تقارير عن وباء دماغي محتمل في عدن
  • غزة.. حرب الإبادة تُخلّف 60 مليون طن من الركام و80 % من السكان فقدوا منازلهم
  • إصابة مبابي تربك معسكر فرنسا قبل مواجهة أيسلندا وتثير الجدل حول قرار ديشامب
  • النيابة العامة تأمر بحبس مسؤولين على ذمة التحقيق في مخالفات تتعلق بتوريد الوقود