ضرب "قوارب المخدرات" يثير قلقا في الكونغرس
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
يشتكي العديد من أعضاء الكونغرس الأميركي، منهم جمهوريون وديمقراطيون، من نقص المعلومات التي تقدمها إدارة الرئيس دونالد ترامب حول الضربات العسكرية في منطقة الكاريبي لاستهداف قوارب يزعم أنها "قوارب تهريب المخدرات".
ونقلت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية عن 6 مصادر، أن أعضاء الكونغرس قلقون من نقص المعلومات الاستخباراتية والاستراتيجية التي تستند إليها الإدارة لشن الضربات.
ووفقا للمصادر، فإن الجمهوريين والديمقراطيين في الكابيتول يخرجون من الإحاطات المتعلقة بهذه العمليات "محبطين"، وطلب بعضهم الحصول على مقاطع فيديو غير معدلة لمحاولة الإجابة عن تساؤلاتهم، لكن الإدارة ترفض ذلك.
وقال أحد المصادر إن المشرعين الجمهوريين في الكونغرس بدا عليهم الانزعاج بعد تلقيهم إجابات "غير شافية"، خلال إحدى الإحاطات قبل أسابيع.
وأوضح المصدر أن الجمهوريين غاضبون لأن المسؤولين الذين قدموا الإحاطة لم يجيبوا على الأسئلة المتعلقة بالأساس القانوني لهذه العمليات.
كما أن بعض أعضاء الكونغرس قلقون بشأن دقة المعلومات الاستخبارية المستخدمة لتحديد الأهداف، واحتمالية قتل مواطنين أميركيين خلال هذه العمليات.
لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية قال إن الوزارة تطلع المشرعين على خططها، مشيرا إلى أن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين صوتوا، الأسبوع الماضي، ضد إجراء يستوجب الحصول على موافقة الكونغرس قبل شن المزيد من الهجمات.
ويطالب المشرعون بالإجابة عن أسئلة، منها كيفية التحقق من الأهداف، والمعلومات الاستخباراتية التي ربطت الأهداف بعصابات تهريب المخدرات، والأدلة التي تثبت أنهم كانوا سيهربون المخدرات إلى الولايات المتحدة، وفقا للمصادر.
كما تساءل المشرعون عما إذا كانت إدارة ترامب قد درست احتمالية رد تلك الجماعات، وإمكانية تنفيذها هجمات انتقامية داخل الولايات المتحدة.
أوامر ترامب
ومنذ بداية سبتمبر الماضي، أمر ترامب بشن أكثر من 5 ضربات عسكرية في منطقة الكاريبي على قوارب زعمت الإدارة أنها تنقل المخدرات من فنزويلا إلى الولايات المتحدة، وأسفرت عن مقتل 27 شخصا.
ونشر ترامب ووزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث على منصات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو قصيرة توثق تلك الضربات.
وذكرت "إن بي سي نيوز" في وقت سابق، أن واشنطن تدرس إمكانية تنفيذ ضربات داخل الأراضي الفنزويلية.
ويخشى المشرعون الأميركيون أن يؤدي توسيع نطاق القصف ليشمل أهدافا على اليابسة إلى تعريض المدنيين لمخاطر كبيرة، وفقا لمصدرين من الكونغرس ومصدر مطلع على الأمر.
ويرى بعض أعضاء الكونغرس أن الضربات غير قانونية.
وقدمت الإدارة رسالة إلى الكونغرس تفيد أن ترامب قرر أن الولايات المتحدة أصبحت الآن "منخرطة في نزاع مسلح" مع منظمات تهريب المخدرات، وأنها تعتبر أعضاء تلك الجماعات "مقاتلين مسلحين"، مستندة في ذلك إلى الأساس القانوني ذاته الذي استخدمته الحكومة سابقا ضد تنظيمي القاعدة و"داعش"، وجماعات إرهابية أخرى.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات المعلومات الاستخباراتية أعضاء مجلس الشيوخ الكونغرس أخبار أميركا الاتجار في المخدرات دونالد ترامب الولايات المتحدة المعلومات الاستخباراتية أعضاء مجلس الشيوخ الكونغرس أخبار أميركا الولایات المتحدة أعضاء الکونغرس
إقرأ أيضاً:
ترامب يعلن موافقة الولايات المتحدة على بيع معالجات H200 من إنفيديا للصين
أثار إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عبر منصة "تروث سوشيال"، بشأن السماح لشركة إنفيديا ببيع معالجاتها من طراز H200 إلى الصين، جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والتكنولوجية والاقتصادية.
وأكد ترامب أن القرار يمنح الصين إمكانية شراء ثاني أفضل معالجات الشركة، بدلاً من طراز H20 المعتمد مسبقًا بموجب العقوبات الأمريكية والذي رفضت الصين شراؤه سابقًا، مشيرًا إلى أنه أبلغ الرئيس الصيني شي جين بينغ بالقرار، وأن الأخير "استجاب له بشكل إيجابي".
وقد أكدت وزارة التجارة الأمريكية أن الصفقة ستتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على هذه المبيعات، وهي نسبة أعلى من الـ15% المقترحة سابقًا في أغسطس الماضي.
وأوضحت الوزارة أن هذه الخطوة ستطبق أيضًا على شركات أمريكية أخرى مثل AMD وIntel، مع التشديد على حماية الأمن القومي الأمريكي، مما يعني أن أحدث شرائح Blackwell وRubin لن تكون جزءًا من هذه الصفقة.
ويأتي القرار وسط قلق الإدارة الأمريكية من احتمال فقدان شركاتها التكنولوجية فرصتها في السوق الصينية إذا استُبعدت بالكامل، بحسب ما نقلت وكالة رويترز، ومن جانبها، قالت NVIDIA في بيان رسمي: "إن طرح معالج H200 للعملاء التجاريين المعتمدين، بعد تدقيق وزارة التجارة، يُحقق توازنًا مدروسًا ومفيدًا لأمريكا".
لكن هذا القرار لم يخلُ من الجدل، فقد وصفه عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين بأنه "فشل اقتصادي وأمني وطني هائل" قد يعزز الصناعة والقدرات العسكرية الصينية، بينما حذر النائب الجمهوري جون مولينار بأن على شركة إنفيديا أن لا تتوهم بأن الصين ستقتصر على الشراء فقط، بل قد تسعى لتقليد التقنيات الأمريكية وإنتاجها بكميات كبيرة، مستهدفين القضاء على المنافسة الأمريكية.
وتشير التقارير السابقة إلى أن قيود تصدير معالجات Blackwell B200 لم تمنع وصول كميات كبيرة منها، إضافة إلى شرائح H100 وH200، إلى السوق الصينية عبر السوق السوداء، بما قيمته مليار دولار تقريبًا.
وتعتبر هذه الشرائح متفوقة جدًا على H20، إذ صرحت NVIDIA أن B200 أسرع بعشر مرات تقريبًا من H200 في بعض الوظائف، بينما H200 أسرع بست مرات من H20، ما يعكس الفجوة التقنية الكبيرة بين المنتجات الأمريكية وتكنولوجيا السوق الصينية.
ومع ذلك، لا تعني موافقة واشنطن بالضرورة أن الصين ستشتري الشرائح. فبكين سبق وأن طلبت من شركاتها الحد من استخدام التكنولوجيا الأمريكية، وتتصدر هواوي المشهد في تطوير رقائقها الخاصة، إذ أعلنت مؤخرًا عن خطة ثلاثية السنوات لمواكبة أداء شرائح NVIDIA وAMD.
ومع ذلك، يؤكد خبراء مثل ريتشارد وندسور أن تقنيات NVIDIA لا تزال متقدمة بشكل كبير مقارنة بما يمكن أن تنتجه هواوي أو الشركات الصينية الأخرى في الوقت الحالي.
ويشير المحللون إلى أن الصفقة تمثل موازنة دقيقة بين المصالح الاقتصادية والأمنية، حيث تحاول الإدارة الأمريكية السماح للشركات بالاستفادة من السوق الصينية الكبيرة، مع الحفاظ على التفوق التقني ومنع وصول أحدث الشرائح المتقدمة إلى المنافسين المحتملين.
ومع فرض الرسوم الجمركية البالغة 25%، تأمل واشنطن في تحقيق توازن بين المكاسب المالية والأمن القومي، بينما يراقب الكونغرس والقطاع التكنولوجي عن كثب تأثير هذه الخطوة على المنافسة الأمريكية والصين.
تظل الشهور المقبلة حاسمة لتحديد ما إذا كانت الصين ستوافق على شراء H200، ومدى تأثير ذلك على مستقبل صناعة الذكاء الاصطناعي ومعالجات البيانات المتقدمة عالميًا، في ظل المنافسة المستمرة بين الولايات المتحدة والصين على قيادة قطاع التكنولوجيا المتطورة.