بوابة الوفد:
2025-10-16@07:32:21 GMT

الإرادة المصرية فرضت واقعًا جديدًا

تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT

على مدار عامين تقريبًا، واجهت المنطقة واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية والسياسية مع تصاعد وتيرة الحرب فى غزة ومحاولات دفع السكان قسرًا نحو التهجير خارج أراضيهم. وفى خضم هذا المشهد المضطرب، برزت الإرادة المصرية كعامل حاسم فى كبح هذا المخطط، حيث أعلنت القاهرة منذ اللحظات الأولى موقفًا واضحًا لا يقبل التأويل: «لا قبول بأى شكل من أشكال التهجير، لا المؤقت منه ولا الدائم».

لم تكتفِ الدولة المصرية بإعلان الموقف، بل ترجمته إلى تحركات دبلوماسية مكثفة وضغوط سياسية على الساحة الدولية، مؤكدة أن أمن غزة جزء لا ينفصل عن أمن مصر القومى، وأن الحفاظ على الشعب الفلسطينى فوق أرضه هو خط أحمر.

أدارت القاهرة اتصالات مع القوى الدولية والإقليمية، رافضة بشكل قاطع أى حلول تنطوى على إفراغ غزة من أهلها. هذا الرفض تحوّل مع الوقت إلى قناعة عالمية بأن التهجير لن يمر فى ظل وجود هذا الموقف المصرى الصلب. وقد شهدت الحدود المصرية فى رفح إجراءات تعكس هذا التمسك، بما فى ذلك منع أى محاولات لاستغلال الممرات الإنسانية لفرض واقع جديد على الأرض.

وجاءت اللحظة الحاسمة حين نجحت مصر فى جمع أطراف النزاع وممثلى القوى الدولية لعقد اتفاق وقف الحرب، حيث جرت تفاصيل التفاهمات على الأراضى المصرية، فى رسالة واضحة بأن القاهرة لا تدير الأزمة من الخلف، بل من موقع القيادة والمسئولية.

هذا الاتفاق لم يكن مجرد وثيقة سياسية، بل كان تثبيتًا لرؤية مصر بأن الحل يمر عبر وقف نزيف الدم وفتح مسار سياسى يحفظ الحقوق الفلسطينية الأساسية، وفى مقدمتها الحق فى الوجود فوق الأرض دون تهجير أو اقتلاع.

وتعزز هذا الدور بعقد مؤتمر السلام فى شرم الشيخ، بمشاركة عدد من قادة العالم، من بينهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وشخصيات دولية مؤثرة. وقد تحولت القمة إلى اعتراف عالمى صريح بمركزية الدور المصرى فى ضبط توازنات المنطقة والحفاظ على بوصلة القضية الفلسطينية من الانحراف.

لم تتعامل مصر مع الحرب كأزمة عابرة، بل كمعركة وجود تتعلق بمصير شعب وقضية عادلة. ومن هنا جاء التحرك المصرى كضمانة استراتيجية لبقاء القضية الفلسطينية فى صدارة المشهد الدولى، بعيدًا عن محاولات طمس الهوية أو تغيير الواقع الجغرافى والديموغرافى للقطاع.

أثبتت الأزمة ومشهد تجمع الزعماء فى شرم الشيخ، وطريقة تعامل الرئيس ترامب مع الرئيس السيسى ووصفه بالقوى ورفع العلم المصرى على سيارة ترامب بجوار العلم الأمريكى أن القاهرة ليست مجرد وسيط، بل ركيزة أساسية فى حماية الثوابت العربية، وأن الإرادة السياسية المصرية حين تتمسك بثوابتها تستطيع أن تغيّر اتجاه الأحداث وتفرض واقعًا جديدًا يحترمه العالم. لقد كان رفض التهجير هو الخطوة الأولى، أما تثبيت حق الفلسطينيين فى أرضهم وتحويل القضية إلى محور حوار دولى من داخل الأراضى المصرية، فهو الإنجاز الأكبر الذى سجل باسم مصر.

تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هوامش الحرب في غزة ى الساحة الدولية هو خط أحمر ن أهلها هذا

إقرأ أيضاً:

بسمة وهبة: اعتراف معاريف بدورنا في اتفاق غزة تأكيد على قوة الدبلوماسية المصرية

أشادت الإعلامية بسمة وهبة بما نشرته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية حول الدور الفعال والمحوري الذي قامت به مصر في إنجاح اتفاق غزة، معتبرة أن ما ورد في التقرير الإسرائيلي يمثل اعترافًا صريحًا وعلنياً بكفاءة الدبلوماسية المصرية وقدرتها على إدارة أكثر الملفات تعقيدًا في المنطقة.

وقالت وهبة، خلال تقديمها برنامج «90 دقيقة» على قناة «المحور»، إن ما كتبته الصحيفة الإسرائيلية يعد تقديراً واضحاً لدور القاهرة في قيادة جهود الوساطة بين الأطراف المتنازعة، مشيرة إلى أن التقرير أكد بوضوح نجاح مصر في تذليل العقبات التي واجهت المفاوضات، خصوصًا في المراحل التي كادت تشهد انهيار الاتفاق بسبب محاولات بعض الجهات داخل إسرائيل إفشاله.

وأضافت أن الصحيفة نقلت عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى إشادتها بقدرة القاهرة على سد الثغرات وتجاوز الخلافات الدقيقة التي ظهرت خلال المفاوضات، موضحة أن هذا النجاح يعكس خبرة مصر الطويلة ومهارتها الدبلوماسية في التعامل مع الملفات الحساسة في المنطقة.

وأكدت وهبة أن هذا الاعتراف الخارجي يحمل دلالات عميقة، فهو ليس مجرد إشادة إعلامية، بل مكسب دبلوماسي جديد يثبت مكانة مصر كدولة محورية في صناعة الاستقرار الإقليمي، ويبرهن على أن القاهرة لا تكتفي بالتصريحات السياسية، بل تترجم جهودها إلى إنجازات واقعية ونتائج ملموسة.

وأشارت إلى أن نتائج مفاوضات شرم الشيخ الأخيرة جاءت لتؤكد هذه الحقيقة، بعدما نجحت مصر في جمع الأطراف على طاولة الحوار وتحقيق تفاهمات جوهرية أسهمت في تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، معتبرة أن هذا النجاح يعيد التأكيد على الدور المصري التاريخي في دعم القضية الفلسطينية والحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها.

واختتمت وهبة تصريحاتها بالتأكيد على أن الدبلوماسية المصرية أثبتت مجددًا أنها صاحبة الكلمة المسموعة في المنطقة، وأن العالم اليوم بات يدرك أن مصر عندما تتدخل، فهي تفعل ذلك بقدرة واقعية ورؤية مسؤولة تستهدف تحقيق السلام وحماية الشعوب من ويلات الحروب.

طباعة شارك الاعلام العبري معاريف اسرائيل مصر مفاوضات

مقالات مشابهة

  • بدء دخول المساعدات الإغاثية لقطاع غزة من الأراضي المصرية
  • بسمة وهبة: اعتراف معاريف بدورنا في اتفاق غزة تأكيد على قوة الدبلوماسية المصرية
  • مدبولى: مصر وقف ضد اي مخططات لتصفية القضية الفلسطينية ورفض محاولات التهجير
  • وزير الري يشارك فى يوم برنامج التعاون المصرى الهولندى المشترك بـ البحوث التطبيقية
  • هند الضاوي: القاهرة فرضت أجندتها الوطنية وأقنعت واشنطن برؤية السلام
  • أحمد موسى: قمة شرم الشيخ حققت نجاحًا كبيرًا بفضل الإرادة المصرية
  • وزير الأوقاف السابق: الرئيس وقف سدا منيعا ضد التهجير وتصفية القضية الفلسطينية
  • حكم وقوع الطلاق الشفوي
  • حماس: غزة والمقاومة فرضت المعادلات بانتهاء الحرب وتبادل الأسرى