بوابة الوفد:
2025-12-13@04:00:36 GMT

الإرادة المصرية فرضت واقعًا جديدًا

تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT

على مدار عامين تقريبًا، واجهت المنطقة واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية والسياسية مع تصاعد وتيرة الحرب فى غزة ومحاولات دفع السكان قسرًا نحو التهجير خارج أراضيهم. وفى خضم هذا المشهد المضطرب، برزت الإرادة المصرية كعامل حاسم فى كبح هذا المخطط، حيث أعلنت القاهرة منذ اللحظات الأولى موقفًا واضحًا لا يقبل التأويل: «لا قبول بأى شكل من أشكال التهجير، لا المؤقت منه ولا الدائم».

لم تكتفِ الدولة المصرية بإعلان الموقف، بل ترجمته إلى تحركات دبلوماسية مكثفة وضغوط سياسية على الساحة الدولية، مؤكدة أن أمن غزة جزء لا ينفصل عن أمن مصر القومى، وأن الحفاظ على الشعب الفلسطينى فوق أرضه هو خط أحمر.

أدارت القاهرة اتصالات مع القوى الدولية والإقليمية، رافضة بشكل قاطع أى حلول تنطوى على إفراغ غزة من أهلها. هذا الرفض تحوّل مع الوقت إلى قناعة عالمية بأن التهجير لن يمر فى ظل وجود هذا الموقف المصرى الصلب. وقد شهدت الحدود المصرية فى رفح إجراءات تعكس هذا التمسك، بما فى ذلك منع أى محاولات لاستغلال الممرات الإنسانية لفرض واقع جديد على الأرض.

وجاءت اللحظة الحاسمة حين نجحت مصر فى جمع أطراف النزاع وممثلى القوى الدولية لعقد اتفاق وقف الحرب، حيث جرت تفاصيل التفاهمات على الأراضى المصرية، فى رسالة واضحة بأن القاهرة لا تدير الأزمة من الخلف، بل من موقع القيادة والمسئولية.

هذا الاتفاق لم يكن مجرد وثيقة سياسية، بل كان تثبيتًا لرؤية مصر بأن الحل يمر عبر وقف نزيف الدم وفتح مسار سياسى يحفظ الحقوق الفلسطينية الأساسية، وفى مقدمتها الحق فى الوجود فوق الأرض دون تهجير أو اقتلاع.

وتعزز هذا الدور بعقد مؤتمر السلام فى شرم الشيخ، بمشاركة عدد من قادة العالم، من بينهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وشخصيات دولية مؤثرة. وقد تحولت القمة إلى اعتراف عالمى صريح بمركزية الدور المصرى فى ضبط توازنات المنطقة والحفاظ على بوصلة القضية الفلسطينية من الانحراف.

لم تتعامل مصر مع الحرب كأزمة عابرة، بل كمعركة وجود تتعلق بمصير شعب وقضية عادلة. ومن هنا جاء التحرك المصرى كضمانة استراتيجية لبقاء القضية الفلسطينية فى صدارة المشهد الدولى، بعيدًا عن محاولات طمس الهوية أو تغيير الواقع الجغرافى والديموغرافى للقطاع.

أثبتت الأزمة ومشهد تجمع الزعماء فى شرم الشيخ، وطريقة تعامل الرئيس ترامب مع الرئيس السيسى ووصفه بالقوى ورفع العلم المصرى على سيارة ترامب بجوار العلم الأمريكى أن القاهرة ليست مجرد وسيط، بل ركيزة أساسية فى حماية الثوابت العربية، وأن الإرادة السياسية المصرية حين تتمسك بثوابتها تستطيع أن تغيّر اتجاه الأحداث وتفرض واقعًا جديدًا يحترمه العالم. لقد كان رفض التهجير هو الخطوة الأولى، أما تثبيت حق الفلسطينيين فى أرضهم وتحويل القضية إلى محور حوار دولى من داخل الأراضى المصرية، فهو الإنجاز الأكبر الذى سجل باسم مصر.

تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هوامش الحرب في غزة ى الساحة الدولية هو خط أحمر ن أهلها هذا

إقرأ أيضاً:

بريطانيا تفرض عقوبات على 4 قادة في الدعم السريع بينهم شقيق حميدتي

فرضت بريطانيا، اليوم الجمعة، عقوبات على 4 قادة في قوات الدعم السريع لصلاتهم بعمليات قتل جماعي، وعنف جنسي ممنهج، وهجمات متعمدة على المدنيين في السودان.

وقالت الحكومة البريطانية إن عبد الرحيم حمدان دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع وشقيق قائدها محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، بالإضافة إلى 3 قادة آخرين يُشتبه في تورطهم بهذه الجرائم، ستُجمد أصولهم ويُمنعون من السفر.

وذكرت الحكومة البريطانية، في بيان، أن القادة الثلاثة الآخرين الذين فرضت عليهم عقوبات هم قائد قوات الدعم السريع في شمال دارفور جيدو حمدان أحمد، والعميد في قوات الدعم السريع الفاتح عبد الله إدريس، والقائد ميداني لقوات الدعم السريع تيجاني إبراهيم موسى محمد.

وتواجه بريطانيا تهما للقادة الأربعة بقوات الدعم السريع باستهداف المدنيين عمدا في الفاشر، وارتكاب أعمال عنف ضد أفراد على أساس العرق والدين، والتورط بهجمات على العاملين في المجالين الطبي والإنساني، فضلا عن ارتكاب جرائم اغتصاب ممنهجة، وعمليات اختطاف مقابل فدية، واعتقالات تعسفية.

ودعت الحكومة البريطانية إلى وضع حد فوري للفظائع، وحماية المدنيين، وإزالة العوائق التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية من قبل جميع أطراف النزاع.

"فظائع مروعة"

ووفق البيان، أفادت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر بأن الفظائع التي تُرتكب في السودان مروعة لدرجة أنها تُدمي ضمير العالم.

وأضافت أن العقوبات الجديدة المفروضة على قادة قوات الدعم السريع تستهدف مباشرة أولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء، وفق تعبيرها.

كما تعهدت الحكومة البريطانية بتقديم 21 مليون جنيه إسترليني لتوفير الغذاء والمأوى والخدمات الصحية والحماية للنساء والأطفال في بعض المناطق الأشد صعوبة بالوصول إليها، وفقا للبيان.

والثلاثاء، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على جهات اتهمتها بتأجيج الحرب في السودان، مستهدفة ما وصفتها بشبكة عابرة للحدود تُجند عسكريين كولومبيين سابقين وتدرب جنودا بينهم أطفال للقتال في صفوف قوات الدعم السريع.

إعلان

يأتي هذا التحرك بعد أن اقترحت الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة ومصر والسعودية في وقت سابق من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي خطة لهدنة مدتها 3 أشهر تليها محادثات سلام.

وردت قوات الدعم السريع بالقول إنها قبلت الخطة، لكن سرعان ما شنت غارات جوية مكثفة بمسيّرات على مناطق يسيطر عليها الجيش السوداني.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تتبنى قرارا يمنع التهجير وتجويع المدنيين في غزة
  • خطر التهجير يهدد تجمع عرب الجهالين شرقي القدس
  • بريطانيا تفرض عقوبات على 4 قادة في الدعم السريع بينهم شقيق حميدتي
  • "منهم أبو لولو".. بريطانيا: عقوبات على 4 من قادة الدعم السريع بينهم عبد الرحيم دقلو
  • ملتقى نجوم الإرادة يحتفي بإبداعات الطلبة في برامج الدمج الفكري ببهلا
  • سرقة الأسورة الأثرية تهز المتحف المصري وجلسة 14 ديسمبر للفصل في القضية
  • برلماني: مصر لن تقبل التهجير.. والاحتلال الاسرائيلي يمارس أساليب مكشوفة لإفشال اتفاق غزة
  • الأوبرا المصرية تُشعل ليل القاهرة بسهرة خالدة من روائع جارة القمر فيروز
  • بالتنسيق مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC).. الحكومة المصرية تطرح مطار الغردقة أمام القطاع الخاص
  • رئيس جمعية الرفق بالحيوان: 40 مليون كلب ضال في الشوارع المصرية.. والحل في الشلاتر