عقدت الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي بين مصر والهند يوم الخميس ١٦ أكتوبر ٢٠٢٥ في نيودلهي، وذلك برئاسة الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج والدكتور سوبرامانيام جايشانكار وزير الشئون الخارجية الهندي.

وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن انعقاد الجولة الاولى من الحوار الاستراتيجي يعكس التطور المتسارع فى العلاقات الثنائية بين البلدين، والرغبة المشتركة فى تطوير الشراكة الاستراتيجية والتى تم تدشينها خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" إلى مصر في شهر يونيو ٢٠٢٣، وتؤكد على اعتزام مصر والهند الارتقاء بمستوى التعاون المشترك والحرص على متابعة تنفيذ مُذكرات التفاهم التي تم التوصل اليها في مختلف المجالات بما يحقق المصلحة المشتركة.

ورحب الوزيران بما وصلت إليه العلاقات الثنائية بين مصر والهند من تطور خلال السنوات الماضية، لا سيما في ظل التفاهم والتنسيق المشترك بين قيادتى البلدين، خاصة مع احتفال البلدين العام الجارى بالذكرى السبعين لتوقيع اتفاقية الصداقة المصرية الهندية، معرباً عن التطلع لمزيد من التطوير فى التعاون الثنائي في شتى المجالات بما يُحقق مصلحة الشعبين الصديقين.

واستعرضت جولة الحوار الاستراتيجي سبل تعزيز التعاون الاقتصادى ⁠والتجارى والاستثمارى ودعم التعاون فى مجال التكنولوجيا والابتكار، وتعزيز الشراكة الدفاعية خاصة في مجال التدريب المُشترك والصناعات الدفاعية، والتعاون الأمني في مجال مُكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول الموضوعات السياسية الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون جنوب-جنوب.

وأضاف المتحدث الرسمى أن الوزير عبد العاطي اعرب عن التطلع لعقد الاستحقاقات الثنائية بين البلدين وعلى رأسها الدورة الثامنة للجنة المصرية-الهندية المُشتركة بالقاهرة، مقترحاً عقدها خلال النصف الأول من عام ٢٠٢٦، مشددا على أهمية عقد مُنتدى رجال أعمال على هامش انعقاد اللجنة المُشتركة لدعم التعاون الاقتصادى بين البلدين.

وفيما يتعلق بالشق الاقتصادى والتجارى فى العلاقات الثنائية، استعرض الوزير عبد العاطى الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الحكومة المصرية منذ عام ٢٠١٦، بما في ذلك اتباع سياسة نقدية رشيدة وتطبيق نظام سعر صرف مرن، وهو ما انعكس إيجاباً على تحسن أداء الاقتصاد المصري ورفع تصنيفه الائتماني، مما ساهم في تهيئة مناخ جاذب للاستثمار. 

وتناولت المناقشات فرص التعاون في توطين الصناعات المرتبطة بالتحول الأخضر، مثل تصنيع الألواح الشمسية وتوربينات الرياح والمحللات الكهربائية المستخدمة في إنتاج الهيدروجين الأخضر، إلى جانب قطاع المنسوجات والملابس الجاهزة الذي تبدي العديد من الشركات الهندية اهتماماً متزايداً بالاستثمار فيه. كما حث د. عبد العاطي الشركات الهندية على الاستثمار في مصر لتلبية احتياجات السوق المحلي والتصدير إلى الخارج، لا سيما عبر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التي تمنح الشركات العاملة فيها حوافز استثمارية وإعفاءات ضريبية وجمركية متعددة.

كما قدم الوزير عبد العاطي التهنئة للهند بمناسبة قرب توليها رئاسة تجمع بريكس لعام ٢٠٢٦، مؤكداً دعم مصر الكامل لرئاسة الهند للتجمع، والتطلع لتعزيز التعاون الاقتصادي والمالي والنقدي بما يسهم في تحقيق التنمية والازدهار لشعوب الدول الأعضاء بالمجموعة.

وفيما يتعلق بالتطورات الإقليمية فى الشرق الاوسط، استعرض د. عبد العاطي جهود مصر الحثيثة على مدار العامين الماضيين للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في قطاع غزة والتي تكللت بانعقاد القمة التاريخية فى شرم الشيخ، مرحبا بمشاركة الهند فى المؤتمر، وتناول الوزير عبد العاطى فى هذا الإطار الأهمية التي توليها مصر لالتزام أطراف الاتفاق بتنفيذه بشكل كامل والإسراع فى البدء في عملية إعادة التعافى المبكر واعادة الإعمار بقطاع غزة، ونفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، مشددا على ضرورة العمل على ايجاد أفق سياسى لممارسة الشعب الفلسطينى لحقه فى تقرير المصير وإنشاء دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

كما استعرض وزير الخارجية محددات الموقف المصرى من عدد من قضايا الاقليم تشمل التطورات فى السودان وليبيا ولبنان واليمن.

من جانبه، ثمن وزير الخارجية الهندى التطور اللافت فى العلاقات الثنائية بين مصر والهند، مؤكدا حرص بلاده على العمل على تطوير العلاقات فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية بما يلبى تطلعات الشعبين الصديقين، كما اشاد بالدور الريادي والنشط الذى تلعبه مصر فى دعم السلام والامن والاستقرار بالشرق الاوسط، وأثنى على الدور المحوري المصري في انهاء الحرب في غزة مشيداً بنتائج قمة شرم الشيخ، ومشددا على موقف بلاده بالنسبة للتمسك بتحقيق السلام على أساس حل الدولتين.

كما اتفق الجانبان في التقدير بأن النظام الدولي متعدد الأطراف الحالي يعاني من أزمة مصداقية وفعالية عميقة، علي نحو تجلى بوضوح في حالة الشلل التي أصابت المؤسسات المنوط بها معالجة أزمات العالم، لاسيما مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مما أدي إلي تحول كثير من الأزمات إلى كوارث إنسانية دون مساءلة أو رادع، وأن هذا الفشل في اتخاذ الإجراءات الضرورية، من غزة إلى السودان، يشير إلي أن الهياكل الحالية لم تعد تخدم مبادئ السلم والأمن الدوليين التي تأسست من أجلها علي نحو فعال.

طباعة شارك مصر والهند الحوار الاستراتيجي بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة سوبرامانيام جايشانكار وزير الشئون الخارجية الهندي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر والهند الحوار الاستراتيجي بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وزير الشئون الخارجية الهندي الحوار الاستراتیجی العلاقات الثنائیة بین مصر والهند وزیر الخارجیة الثنائیة بین عبد العاطی الوزیر عبد

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من رئيس الجمهورية الى رئيس وزراء الهند


بتوجيهات من رئيس الجمهورية، التقى د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج مع السيد ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي يوم الجمعة ١٧ أكتوبر خلال الزيارة الرسمية التى يقوم بها الى نيودلهي.

وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن الوزير عبد العاطي نقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية إلى رئيس الوزراء الهندي وقام بتسليم رسالة خطية من فخامة الرئيس الى رئيس وزراء الهند تناولت سبل تطوير العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين. 

واعرب وزير الخارجية خلال اللقاء عن الاعتزاز بالتطور اللافت الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين، والذي تجسد فى تبادل الزيارات رفيعة المستوى، ورفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، فضلاً عن منح رئيس الجمهورية "قلادة النيل العظمى" لرئيس الوزراء الهندي تقديرًا لدوره في تعزيز العلاقات بين البلدين. واكد وزير الخارجية على التطلع لعقد الدورة الثامنة من اللجنة المصرية-الهندية المشتركة خلال النصف الأول من عام ٢٠٢٦ والتي تستضيفها القاهرة، بما يسهم فى الارتقاء بمستوى التعاون المشترك في مختلف المجالات.

كما أشاد وزير الخارجية بانطلاق الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي، مؤكدًا الحرص على عقد الحوار بشكل دوري بالتناوب بين البلدين، مشددًا على أهمية تبادل الرؤى حول سبل تعزيز التعاون الثنائي فى إطار الآلية الجديدة، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.

كما أكد الوزير عبد العاطي الاهتمام بالتوسع فى التعاون مع الهند في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، والعمل على رفع حجم التبادل التجاري ليصل إلى ١٢ مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة، مستعرضاً الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الحكومة المصرية خلال السنوات الأخيرة، بما فى ذلك السياسة النقدية ونظام سعر الصرف المرن، والتي ساهمت في تحسن أداء الاقتصاد ورفع التصنيف الائتماني لمصر، وتعزيز مناخ الاستثمار. واكد الوزير عبد العاطى على أهمية تشكيل مجلس رجال أعمال بين البلدين، وإنشاء غرفة تجارة مصرية هندية، فضلا عن عقد منتدى أعمال خلال زيارة الوزير الهندى القادمة الى مصر خلال الربع الاول من العام القادم، وذلك فى إطار تنشيط التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى بين مصر والهند.

كما تناول اللقاء سبل التعاون في مجال الربط والممرات التجارية الدولية بمختلف أبعادها السياسية والاقتصادية، لاسيما في ظل ما تمتلكه مصر من بنية تحتية متقدمة التي تسمح بالربط بين البحر الأحمر والمتوسط، بالإضافة إلى الدور المحوري لقناة السويس.

وأضاف المتحدث الرسمى أن وزير الخارجية قدم التهنئة لرئيس وزراء الهند بمناسبة قرب توليها رئاسة مجموعة بريكس عام ٢٠٢٦، معربًا عن التطلع لتعزيز التعاون مع دول المجموعة، خاصة في المجالات الاقتصادية والمالية والنقدية، بما يحقق التنمية والازدهار لشعوب الدول الأعضاء.

فيما يتعلق بالتطورات الإقليمية فى الشرق الاوسط، استعرض وزير الخارجية مخرجات قمة شرم الشيخ للسلام التى عقدت يوم ١٣ اكتوبر والجهود التى بذلتها مصر للتوصل لاتفاق وقف الحرب في غزة بالتعاون مع الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين، مشددا على ضرورة أن يلتزم طرفي الاتفاق بتنفيذه من أجل تثبيت الاتفاق ودعم الاستقرار بالمنطقة. كما تناول فى هذا السياق موقف مصر من الترتيبات الأمنية والحوكمة فى قطاع غزة، ونفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية، ومؤتمر التعافى المبكر واعادة الإعمار الذي تعتزم مصر استضافته في شهر نوفمبر.

من جانبه، طلب ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي نقل تحياته وتقديره لفخامة رئيس الجمهورية، مؤكدا اعتزاز بلاده بعلاقة الصداقة الوطيدة مع مصر والشراكة الاستراتيجية التى تجمع البلدين. واشاد رئيس وزراء الهند بالجهود الحثيثة التى تضطلع بها مصر لدعم السلام والامن والاستقرار بالشرق الأوسط، مثمنا مخرجات قمة شرم الشيخ للسلام والتى شهدت التوقيع على اتفاق لوقف الحرب فى غزة.

مقالات مشابهة

  • «الرجبي» يواجه الصين تايبيه والهند في افتتاح سباعيات آسيا
  • وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من رئيس الجمهورية الى رئيس وزراء الهند
  • عبد العاطي يعرض جهود مصر لوقف حرب غزة ويؤكد تطور العلاقات المصرية الهندية
  • انعقاد الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي بين مصر والهند
  • خلال جولة الحوار الاستراتيجي.. عبد العاطي يستعرض تعزيز الشراكة الدفاعية مع الهند
  • وزير الخارجية يلتقي رئيس اتحاد الغرف الصناعية والتجارية الهندية
  • وزير الخارجية: الاستثمارات الهندية في مصر تقدر بنحو 4 مليار دولار
  • الصين وفرنسا تعقدان الحوار الاستراتيجي الـ27 وتناقشان تعزيز التعاون الثنائية وقضايا دولية
  • وزير الخارجية يتوجه إلى نيودلهي للمشاركة في الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي