الاتحاد الأوروبي: الدعم السريع ارتكبت جريمة حرب في كلوقي
تاريخ النشر: 6th, December 2025 GMT
أدان الاتحاد الأوروبي بشدة الهجوم الذي استهدف مدينة كلوقي في ولاية جنوب كردفان، والذي نفذته قوات الدعم السريع وأوقع عشرات الضحايا معظمهم من الأطفال.
وقالت مفوضة إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي حاجة لحبيب إن ما جرى في كلوقي "يمثل جريمة حرب واضحة"، مؤكدة أن استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية أمر محظور تماما بموجب القانون الدولي الإنساني.
وأضافت لحبيب أن "العنف المفرط ضد السكان يتطلب مساءلة عاجلة"، داعية أطراف النزاع إلى احترام التزاماتها القانونية وحماية المدنيين.
عشرات القتلىوقال مدير محلية كلوقي للجزيرة إن حصيلة ضحايا القصف الذي نفذته قوات الدعم السريع ارتفعت إلى 80 قتيلا، بينهم 46 طفلا، وسط استمرار المعارك في ولايات كردفان وتحذيرات أممية من تدهور كارثي للوضع الإنساني.
وكانت ولاية جنوب كردفان قد أعلنت في بداية الهجوم مقتل 8 أشخاص، بينهم 6 أطفال ومعلمة، في قصف استهدف روضة أطفال ومستشفى ريفي، قبل أن ترتفع حصيلة الضحايا مع استمرار القصف.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية السودانية إن قوات الدعم السريع ارتكبت "مذبحة مكتملة الأركان" في كلوقي باستهدافها المباشر لروضة الأطفال بصواريخ من طائرة مسيرة، ثم قصفها مجددا أثناء محاولة الأهالي إنقاذ المصابين، قبل أن تلاحق المصابين والمسعفين داخل المستشفى.
وبحسب بيان الخارجية، فإن القصف المزدوج أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا إلى 80 قتيلا و38 جريحا، ووصفت الوزارة الهجوم بأنه "سابقة لم يعرف العالم لها مثيلا من قبل".
تدهور خطير في الوضع الإنسانيوفي سياق متصل، أفادت شبكة أطباء السودان بأن قوات الدعم السريع تحتجز أكثر من 100 أسرة من بابنوسة والقرى المجاورة غربي كردفان، بينهم أطفال ونساء حوامل، في ظروف إنسانية "بالغة الخطورة".
وأشارت الشبكة إلى تعرض عدد من النساء للضرب والإهانة، مؤكدة أن احتجاز المدنيين وسوء معاملتهم يمثل "خرقا فاضحا للقانون الدولي الإنساني" ويعمّق الكارثة الإنسانية المتفاقمة في الإقليم.
إعلانمن جانبه، حذّر المدير الإقليمي لمفوضية اللاجئين في شرق وجنوب أفريقيا مامادو ديان بالدي من أن التصعيد في كردفان يبقي آلاف المدنيين تحت الحصار، موضحا أن النساء والأطفال وكبار السن فقط يتمكنون من الفرار، في حين يتجنب الرجال التحرك خوفا من التعرض للاستهداف.
وأضاف بالدي أن المفوضية وشركاءها يحتاجون إلى "موارد إضافية عاجلة" وإمكانية وصول آمن إلى المحتاجين.
نمط متكرر من الفظائعوقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن المفوضية وثّقت منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول "مقتل ما لا يقل عن 269 مدنيا بسبب الغارات الجوية والقصف والإعدامات الميدانية في شمال كردفان"، مضيفا أن ما يحدث يعكس "تكرارا لسيناريو الفظائع التي شهدتها الفاشر".
وأكد تورك أنه لا يمكن السماح بتكرار المآسي، داعيا إلى حماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
وتشهد ولايات كردفان الثلاث منذ أسابيع معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في ظل سيطرة الأخيرة على معظم ولايات دارفور الخمس، في حين يحتفظ الجيش بالسيطرة على أغلب الولايات الأخرى بما فيها العاصمة الخرطوم.
ويحذّر مراقبون من أن توسع المعارك إلى عمق كردفان ينذر بنزوح أكبر، بعد أن تسبب النزاع منذ أبريل/نيسان 2023 في مقتل عشرات الآلاف ونزوح قرابة 13 مليون شخص، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
احتجاز وتعذيب وتصفيات ميدانية.. الدعم السريع يحول المدنيين إلى رهائن تحت التهديد
البلاد (الخرطوم)
كشفت شهادات مباشرة أدلى بها نازحون وموظفو إغاثة وباحثون ميدانيون أن قوات الدعم السريع السودانية والفصائل المتحالفة معها تمارس احتجازاً ممنهجاً للمدنيين الذين تمكنوا من الفرار من مدينة الفاشر بعد حصارها واقتحامها في أواخر أكتوبر الماضي، بهدف ابتزاز أسرهم وطلب فدى مالية كبيرة مقابل إطلاق سراحهم، فيما يتعرض من تعجز عائلاتهم عن الدفع للضرب أو القتل.
ووفق الشهادات التي نقلتها وسائل إعلام عالمية، تنتشر نقاط الاحتجاز في عدة قرى تبعد نحو 80 كيلومتراً عن الفاشر، حيث يُجمع عشرات المدنيين في مواقع متعددة، بينما يُعاد آخرون إلى داخل المدينة لإجبار ذويهم على دفع مبالغ تصل إلى آلاف الدولارات. ويؤكد شهود أن حالات اعتقال كثيرة تبعتها عمليات قتل بإجراءات موجزة أو أعمال انتقامية، في وقت لا يزال عدد كبير من سكان الفاشر في عداد المفقودين منذ اجتياح المدينة.
ورغم خطورة هذه الشهادات، تقول قوات الدعم السريع إنها تُجري تحقيقات في الانتهاكات المبلغ عنها وتتعهد بملاحقة مرتكبيها قضائياً، دون تقديم تفاصيل عن طبيعة هذه الإجراءات أو مدى تقدمها.
وتأتي هذه التطورات وسط وضع إنساني متدهور في دارفور، حيث دفعت المعارك والحصار آلاف المدنيين للنزوح نحو الحدود التشادية. وأظهرت صور ميدانية تجمع نازحين في مخيمات مؤقتة بمنطقة طينة على الحدود مع تشاد، بعد رحلة فرار محفوفة بالمخاطر من الفاشر التي كانت آخر معقل رئيسي للجيش السوداني في الإقليم.
ويؤكد باحثون إنسانيون أن ما يجري يعكس تصاعداً خطيراً في الانتهاكات بحق المدنيين، وسط غياب آليات حماية فعالة وامتداد دائرة الصراع داخل دارفور، في وقت تتزايد مخاوف من وقوع موجات نزوح أوسع وارتفاع في أعداد المختفين قسريًا.