هاني فرحات يرد على الحملات الممنهجة: لن ألتزم الصمت بعد اليوم
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
أكد الموسيقار هاني فرحات أنه لن يلتزم الصمت أمام الحملات الممنهجة التي تستهدفه، مشيرًا إلى فخره واعتزازه بانتمائه لكل من مصر والسعودية، البلدين اللذين نشأ بينهما فنيًا وإنسانيًا.
وقال هاني فرحات في منشور له عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي«فيس بوك»:««أنا هاني فرحات، مواطن مصري اتعلمت أحسن تعليم في بلدي، وسافرت إلى أوروبا وقدمت موسيقاي في أرقى المسارح، ولفيت العالم كله مع World Philharmonic Orchestra ممثلًا للفن العربي والمصري بكل فخر».
وأضاف: «رجعت بلدي مصر، وبدأت أقدّم اللي اتعلمته في الوطن العربي كله، ناشرًا رسالة الفن والموسيقى والمعرفة في كل مكان. وبعد سنين من العمل والجهد، تم تكريمي في دول عربية وعالمية، وأغلى تكريم حصلت عليه كان من بلد قدّرت فني ومنحتني جنسيتها واعتزازها بما قدمت من موسيقى وإبداع».
وتابع:«النهارده أنا مسؤول عن نشر الثقافة والتراث السعودي في دول العالم، وده شرف كبير أعتز بيه، زي ما أفتخر دايمًا إني مصري، وابن لأكبر بلدين في الوطن العربي: مصر والسعودية، ومصر، من عند ربنا، كرمها بفنانين وموسيقيين عظماء أسسوا للفن العربي مكانة عالمية، والحمد لله إن عندنا في مصر الكونسرفاتوار، اللي اتعلمنا فيه تعليم بمستوى راقٍ جدًا، وكان وما زال أكبر وأعرق مؤسسة موسيقية في الوطن العربي لتعليم الموسيقى الكلاسيكية، وده السبب إن مصر بتحتفظ بالمكانة الأولى في التعليم الموسيقي والفن الراقي، وبتفضل دايمًا منارة للفكر والإبداع».
وأوضح:«عيب جدًا الكلام اللي بشوفه على السوشيال ميديا، وعيب الحملات اللي بتحاول توقع بين بلدين شقيقينإحنا بلد السلام، وبلد الفن، وبلد الحضارة من إمتى الفن بقى وسيلة خصام؟ الفن رسالة سلام، والموسيقى دي مش من صنع البشر، دي من صنع الله سبحانه وتعالى. الموسيقى موجودة في صوت المطر، في الرياح، وفي كل تفصيلة من تفاصيل الحياة ماينفعش نقول مفيش فن غير في مصر، أو مفيش فن غير في السعودية الفن موجود في كل مكان، وكل بلد ليها تراثها وثقافتها، ومن حقها تنشرهم للعالم إيه اللي حصل؟ وليه فجأة بقينا ننتقد بعض؟».
واختتم حديثه:«الموسيقى، والعلم، والفكر، كتاب واحد هو الكتاب الكلاسيكي وأي شكل آخر من الفن هو تعبير عن ثقافة بلد وتاريخها وهويتها كل بلاد العالم ليها موسيقاها، وليها فنها، وليها مطبخها، ولبسها، وطريقتها في الحياة ولازم نحترم بعض أكتر من كده، لأن الاحترام هو أساس الفن، والسلام هو رسالته».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: والتراث السعودي السوشيال ميديا التواصل الاجتماعي السوشيال الموسيقى مصر والسعودية التعليم الموسيقي الموسيقار هاني فرحات هانی فرحات
إقرأ أيضاً:
حين تغني الذاكرة.. بيروت تستعيد زمن الديفا في معرض يكرّم نجمات الفن العربي
تعيد بيروت عبر متحف سرسق، فتح نوافذ الضوء على قرن من الإبداع النسائي العربي في معرض استثنائي بعنوان "ديفا.. من أم كلثوم إلى داليدا"، حيث تتحول الجدران إلى مرايا للزمن، وتصبح الفساتين والأنغام شواهد على دور النساء في تشكيل وجدان أمة بأكملها.
المعرض الذي انطلق أمس الجمعة ووصل إلى العاصمة اللبنانية بعد محطات في باريس وأمستردام وعمّان، هو أكثر من استعادة لأسماء لامعة مثل أم كلثوم، أسمهان، فيروز، صباح، سعاد حسني، داليدا، وردة، وغيرهن. إنه قراءة بصرية وصوتية في تحولات صورة المرأة العربية، من كائن حالم يُغنّى له، إلى صانعة وعي جماعي وثقافة وهوية سياسية وجمالية.
في صالات المتحف، تمتزج الذاكرة الفنية بالحنين. من زاوية تتهادى أنغام "أنت عمري"، وفي أخرى ترتفع فيروز بهدوئها لتقول "بحبك يا لبنان"، فيما تستعيد الزائرة أمام فستان صباح جرأة تلك المرحلة التي مزجت بين الأناقة والتحرر.
لكن المعرض لا يكتفي بعرض الأزياء والأغاني، بل يسائل التاريخ نفسه: كيف تحولت هؤلاء الفنانات إلى رموز للتحرر القومي والنسوي معًا؟ وكيف عبّرن، بأصواتهن وإطلالاتهن، عن تحولات الحداثة العربية بين الاستعمار والاستقلال، بين الذكورة والأنوثة، بين الشرق والغرب؟
في إحدى لوحات المعرض نقرأ فكرة المنظمين: أن هذا التكريم لا يستحضر الماضي فقط، بل يعيد بناء "ذاكرة الفن العربي بوصفها ذاكرة للمقاومة الثقافية"، حيث كانت كل أغنية ومسرحية وإطلالة شكلًا من أشكال الوجود في مواجهة القهر والتهميش.
تقول مديرة المتحف كارينا الحلو في تصريحات صحفية: "بعد كل ما مرّ به لبنان، كان لا بدّ أن نحتفل بالحياة، بالمسرح، بالنور.. هذا المعرض ليس مجرد حنين، بل هو فعل مقاومة ثقافية ضد الخراب".
وهكذا، يتجاوز المعرض حدوده البصرية ليصبح مشهداً نقدياً في تاريخ الجمال العربي، حيث تظهر "الديفا" (لفظ من المعجم الإيطالي يرتبط بالآلهة) لا كصورة أنثوية متألقة فحسب، بل كرمزٍ لمجتمعٍ حاول أن يعيد تعريف نفسه من خلال الفن.
بيروت، المدينة التي كانت مسرحًا لصعود تلك الأصوات، تبدو اليوم وهي تحتفي بهن كمن تستعيد نبضها عبر ذاكرة المغنيات؛ ذاكرة تقول إن الفن، في لحظات الانهيار، هو ما يُبقي الشرق حيًّا.
ويستمر المعرض في متحف سرسق حتى 11 كانون الثاني/يناير 2026، كجسر بين الماضي والحاضر، وبين ما غنّته الديفات للعروبة والحرية، وما تحاول بيروت أن تغنّيه اليوم للحياة.