الجباريات تزين سماء السعودية الثلاثاء وأفضل مشاهدة بين الثالثة للخامسة فجراً
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
تترقب الأوساط الفلكية وهواة الرصد في السعودية والعالم العربي حدثاً سماوياً مميزاً فجر الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، حيث تبلغ زخة شهب الجباريات السنوية ذروتها في عرض ليلي يُتوقع أن يكون من أجمل المشاهد هذا الموسم.
وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة إن أفضل فترة لمتابعة الزخة ستكون من الساعة الثالثة حتى الخامسة فجراً بتوقيت مكة المكرمة، حين ترتفع نقطة إشعاعها في السماء باتجاه الأفق الجنوبي الشرقي، مشيراً إلى أن هذا العام يُعد من السنوات المثالية للرصد، إذ سيغرب القمر قبل الفجر، تاركاً السماء مظلمة لعدة ساعات متواصلة تسمح بمتابعة الشهب بوضوح.
الزخات الغزيرة
وأوضح أبو زاهرة أن زخة الجباريات تنشط سنوياً من 2 أكتوبر إلى 7 نوفمبر، لكنها ليست من الزخات الغزيرة عادة، إذ يمكن في الظروف المثالية ومن موقع مظلم رؤية 10 إلى 20 شهاباً في الساعة، غير أنه “تبقى هناك دائماً فرصة لمفاجآت غير متوقعة قد تُسفر عن زيادة في عدد الشهب أو ظهور شهب ساطعة ذات ذيول مضيئة”.
وبيّن أن شهب الجباريات تُعرف بسرعتها العالية التي تبلغ نحو 66 كيلومتراً في الثانية، وغالباً ما تكون خافتة، لكنها أحياناً تترك ذيولاً من الغاز المتأين تستمر لبضع ثوانٍ، وبعضها قد يظهر ساطعاً ويتفتت أثناء اختراقه للغلاف الجوي، مخلّفاً مسارات ضوئية طويلة يمكن توثيقها بالتصوير الفلكي باستخدام إعدادات التعريض الطويل.
وأضاف أن نقطة إشعاع الزخة تقع في كوكبة الجبار (Orion) بالقرب من النجم اللامع منكب الجوزاء، ومن هنا جاءت تسميتها. ومع ذلك، ينصح الفلكيون بعدم النظر مباشرة نحو الكوكبة، بل إلى مناطق مختلفة من السماء المفتوحة لزيادة فرص رصد الشهب.تلوث ضوئي
أشار أبو زاهرة إلى أن أفضل مواقع الرصد في السعودية تشمل صحراء الربع الخالي، وشمال غرب المملكة، والمناطق الجبلية البعيدة عن المدن الكبرى، نظراً لصفاء السماء وقلة التلوث الضوئي فيها، مضيفاً أن معظم دول الوطن العربي مثل مصر والأردن والإمارات وعُمان والمغرب والجزائر يمكنها متابعة الزخة بنفس الطريقة، مع أفضلية المواقع المظلمة.
وأكد أن الراصدين يحتاجون إلى 15–20 دقيقة لتكييف العين مع الظلام قبل بدء المتابعة، وأن استخدام التلسكوبات أو المناظير غير ضروري لأن الشهب تُرى بالعين المجردة، في حين يمكن لمحبي التصوير استخدام الكاميرات مع التعريض الطويل لتوثيق المشهد السماوي.
وأشار إلى أن كوكبة الجبار تظهر في الأفق الجنوبي الشرقي بعد منتصف الليل، وتُعد من أسهل المجموعات النجمية تمييزاً بفضل نجومها الثلاثة المتراصة التي تشكّل حزام الجبار، وأسفلها يسطع النجم الشعرى اليمانية، ألمع نجم في السماء.مصدر رئيسي
ختم أبو زاهرة حديثه بالإشارة إلى أن المذنب هالي هو المصدر الرئيس لتلك الزخة، موضحاً أنه سيقترب مجدداً من الشمس في يوليو 2061، مما يعني أن بعض السنوات قد تشهد نشاطاً أكبر للجباريات كلما اقترب المذنب من مدار الأرض.
وأكد أن هذه الزخة تشكّل فرصة مثالية للعائلات والأطفال للاستمتاع بمراقبة السماء والتعرّف على أسرارها، إذ لا تحتاج سوى مكان مظلم، وسماء صافية، وصبرٍ جميل لمتابعة ومضات الجمال التي تقدمها الطبيعة.أخبار متعلقة عاجل: فلكية جدة: اقتران القمر بـ"عنقود النثرة" يزين سماء المملكة الليلةفلكية جدة: سماء المملكة تشهد الليلة أول قمر عملاق للعام 2025عاجل: أكثر إشراقًا من المعتاد.. شاهد أول قمر عملاق في عام 2025
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: جدة الجمعية الفلكية بجدة زخة شهب الجباريات ظواهر فلكية ظواهر فلكية نادرة النجم الشعري أبو زاهرة إلى أن
إقرأ أيضاً:
فلكية جدة:“3I أطلس”جرم بين نجمي وطبيعي وليس النجم الطارق كما يُشاع
أكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن ما تم تداوله خلال الأسابيع الأخيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول الجرم بين النجمي المكتشف حديثًا 3I/أطلس لا يمت إلى الحقيقة العلمية بصلة، مشددًا على أن الادعاءات التي تصفه بأنه “النجم الطارق” أو أنه سيُحدث “آية الدخان” ما هي إلا شائعات لا أساس علمي لها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وأوضح أبو زاهرة أن الجرم 3I/أطلس هو جرم حقيقي رُصد بواسطة برامج المسح الآلي للسماء، ويُعد ثالث جرم بين نجمي مؤكد يعبر النظام الشمسي بعد «أومواموا» عام 2017 و«بوريسوف» عام 2019.تبخر الجليد
أخبار متعلقة وزير الداخلية ونظيره الروماني يستعرضان سُبل تعزيز التعاون الأمنيعاجل: "توكلنا" يطلق "درع الخدمة المتميزة" للخدمات الأكثر فاعليةأشار إلى أن التحاليل الطيفية أظهرت أنه مذنب نشط تحيط به غلافات غازية وذيل غباري ناتج عن تبخر الجليد أثناء اقترابه من الشمس، وهو سلوك طبيعي تمامًا لأي مذنب، ولا يمثل ظاهرة استثنائية أو خارقة.
وأضاف أن القول بأن الجرم «ظهر فجأة» غير دقيق، إذ إن الأجرام تُكتشف عادةً عندما يزداد لمعانها بعد نشاطها، ثم تُستعاد صورها من أرشيفات المراصد التي كانت قد رصدتها مسبقًا قبل الإعلان الرسمي، وهذا ما حدث فعلاً مع 3I/أطلس، مما ينفي تمامًا فكرة ظهوره المفاجئ أو الغامض.سرعات كبيرة
بيّن أبو زاهرة أن سرعة الجرم العالية -التي تصل إلى نحو 58 كيلومترًا في الثانية- تعد سمة طبيعية للأجرام البين نجمية التي تتحرك بسرعات كبيرة نتيجة انفلاتها من جاذبية أنظمتها الأصلية.
ووفقًا للحسابات المدارية الدقيقة، فإن أقرب نقطة سيصل إليها هذا الجرم من الأرض تبلغ نحو 270 مليون كيلومتر، وهي مسافة آمنة تمامًا تؤكد أنه لن يقترب من الأرض بأي شكل.
وفيما يتعلق بالربط بين هذا الجرم و«النجم الطارق»، أوضح رئيس الجمعية أن هذا غير صحيح علميًا، فالنجم الطارق — إذا فُسّر فلكيًا — يُحتمل أن يكون نجمًا نيوترونيًا، أي بقايا نجم ضخم انفجر على هيئة مستعر أعظم ثم انكمش ليصبح جرمًا صغير الحجم ذا كثافة هائلة ومجال مغناطيسي قوي، يصدر نبضات إشعاعية عالية الطاقة.
وهذه الأجرام تُرصد فعلاً بواسطة التلسكوبات الراديوية وتُعد من أعجب الأجسام في الكون، لكنها تختلف جذريًا عن المذنبات البين نجمية مثل «3I/أطلس» التي تتكوّن من الجليد والغبار ولا تصدر إشعاعًا ذاتيًا.فرصة علمية فريدة
أكد أبو زاهرة أن جميع وكالات الفضاء والمراصد العالمية، بما فيها وكالة ناسا، تؤكد أن «3I/أطلس» جرم طبيعي بالكامل، وأن نشاطه الغباري لا يشكل أي خطر على الأرض، بل يُعد فرصة علمية فريدة لدراسة المادة البين نجمية وفهم طبيعة الأجسام التي نشأت في أنظمة شمسية أخرى.
كما أشار إلى أن بياناته تخضع حاليًا للتحليل باستخدام تلسكوبات متقدمة مثل تلسكوب جيمس ويب الفضائي للحصول على معلومات أدق حول تركيبه الكيميائي.
واختتم رئيس الجمعية الفلكية بجدة تصريحه بالتأكيد على أن العلم هو الوسيلة الأصدق لفهم الظواهر الكونية، وأن الفيزياء الفلكية تقدم تفسيرات واضحة لكل ما يُرصد في السماء بعيدًا عن التهويل أو الخرافة، قائلاً: "الجرم 3I/أطلس ليس النجم الطارق، بل هو جرم عابر من أعماق المجرة، يمثل دليلًا جديدًا على تنوع وتطور الأجرام في الكون".