مسؤولون في غزة: 135 جثة مشوهة لفلسطينيين كانت محتجزة في سجن إسرائيلي
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
قال مسؤولون في غزة إن ما لا يقل عن 135 جثة مشوهة لفلسطينيين أعادتهم إسرائيل إلى غزة كانت محتجزة في مركز احتجاز سيئ السمعة يواجه بالفعل مزاعم بالتعذيب والوفيات غير القانونية أثناء الاحتجاز.
صرح مدير عام وزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، والمتحدث باسم مستشفى ناصر في خان يونس، حيث تُفحص الجثث، بأن وثيقة عُثر عليها داخل كل كيس جثث تشير إلى أن الجثث جميعها جاءت من سدي تيمان، وهي قاعدة عسكرية في صحراء النقب، حيث احتُجز معتقلون فلسطينيون في أقفاص، معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي، ومقيدين إلى أسرّة المستشفيات، وأُجبروا على ارتداء الحفاضات، وفقًا لصور وشهادات نشرتها صحيفة الغارديان العام الماضي.
وقال البرش: "إن بطاقات الوثائق داخل أكياس الجثث مكتوبة باللغة العبرية، وتشير بوضوح إلى أن الرفات كانت محتجزة في سدي تيمان".
وأضاف "كما أظهرت البطاقات أنه تم إجراء اختبارات الحمض النووي على بعضهم هناك".
وفي العام الماضي، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي تحقيقًا جنائيًا، لا يزال مستمرًا، في وفاة 36 سجينًا محتجزين في سدي تيمان.
في إطار الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة في غزة، سلمت حماس جثث بعض الرهائن الذين لقوا حتفهم خلال الحرب، وسلمت إسرائيل حتى الآن جثث 150 فلسطينيًا قُتلوا بعد هجوم 7 أكتوبر 2023.
تُظهر بعض صور الجثث الفلسطينية التي اطلعت عليها صحيفة الجارديان - والتي لا يُمكن نشرها نظرًا لطبيعتها المروعة - عددًا من الضحايا معصوبي الأعين وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم وتُظهر إحدى الصور حبلًا مربوطًا حول عنق رجل.
وقال أطباء في خان يونس إن الفحوصات الرسمية والملاحظات الميدانية "تشير بوضوح إلى أن إسرائيل ارتكبت أعمال قتل وإعدامات ميدانية وتعذيبًا ممنهجًا بحق العديد من الفلسطينيين".
وقال مسؤولو الصحة إن النتائج الموثقة تضمنت "علامات واضحة على إطلاق نار مباشر من مسافة قريبة وجثثًا سحقت تحت عجلات الدبابات الإسرائيلية".
قال إياد برهوم، المدير الإداري لمجمع ناصر الطبي، إن الجثث "لم تحمل أسماءً بل رموزًا فقط"، وإن جزءًا من عملية التعرف عليها قد بدأ.
في حين أن هناك أدلة دامغة على إعدام العديد من الفلسطينيين العائدين، إلا أن تحديد مكان مقتل الضحايا أصعب بكثير.
سديه تيمان منشأة لتخزين الجثث المأخوذة من غزة، ولكنه أيضًا معسكر اعتقال اشتهر بوفيات الأسر ويطالب نشطاء حقوق الإنسان بإجراء تحقيق لمعرفة ما إذا كان أي من القتلى قد قُتل هناك، وإذا كان الأمر كذلك، فكم عددهم.
كانت جثة محمود إسماعيل شبات، 34 عامًا، من شمال غزة، تحمل آثار تعذيب حول رقبته، وساقيه محطمتين بآثار دبابة، مما يشير إلى أنه قُتل أو أُصيب في غزة، وأن جثته نُقلت لاحقًا إلى سديه تيمان. قال شقيقه رامي، الذي تعرف على جثة شقيقه من خلال ندبة جراحة سابقة في الرأس: "ما آلمنا أكثر هو أن يديه كانتا مقيدتين، وجسده مغطى بعلامات تعذيب واضحة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جثة مشوهة سجن إسرائيلي وزارة الصحة في غزة مستشفى ناصر خان يونس سدي تيمان صحراء النقب قاعدة عسكرية أكياس الجثث اختبارات الحمض النووي جيش الاحتلال الإسرائيلي سدی تیمان إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
تسونامي هجرة يضرب إسرائيل.. أكثر من 145 ألف إسرائيلي يغادرون دون عودة خلال 4 سنوات
كشف تقرير خاص صادر عن مركز الأبحاث والمعلومات في الكنيست، أُعدّ خصيصًا لجلسة لجنة الهجرة والاستيعاب التي تُعقد اليوم (الاثنين)، عن أرقام مثيرة للقلق بشأن تصاعد الهجرة الإسرائيلية إلى الخارج، إذ أظهر أنه بين عامي 2020 و2024 غادر 145,900 إسرائيلي أكثر من الذين عادوا إلى البلاد.
ويُظهر التقرير صورة قاتمة لميزان الهجرة في إسرائيل: تزايد المغادرين مقابل تراجع أعداد العائدين، في ظل غياب خطة حكومية واضحة لوقف هذه الظاهرة.
ففي عام 2020، غادر البلاد نحو 34 ألف إسرائيلي مقيم منذ فترة طويلة، بينما عاد إليها 32,500 فقط. وفي 2021، ارتفع عدد المغادرين إلى 43,400 مقابل 23,600 عادوا.
أما في عامي 2022 و2023، فقد سُجلت قفزة حادة في أعداد المغادرين، حيث غادر 59,400 إسرائيلي عام 2022 (بزيادة 44% عن العام السابق)، و82,800 عام 2023 (بزيادة 39%)، مع ذروة المغادرة عقب مجزرة 7 أكتوبر. واستمر هذا الاتجاه في عام 2024، إذ بلغ عدد المغادرين بين يناير وأغسطس نحو 50 ألف شخص، وهو رقم مماثل للفترة نفسها من عام 2023.
في المقابل، تراجع عدد العائدين إلى إسرائيل؛ إذ عاد 29,600 في 2022 مقابل 24,200 في 2023، وانخفض العدد مجددًا إلى 12,100 خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2024، مقارنةً بـ15,600 في الفترة نفسها من العام السابق. ونتيجة لذلك، اتسعت الفجوة بين المغادرين والعائدين لتصل إلى 58,600 شخص عام 2023، و36,900 حتى أغسطس 2024.
ووصف رئيس لجنة الهجرة والاستيعاب والشتات، النائب جلعاد كاريف، الوضع بأنه "تسونامي من الهجرة"، مؤكدًا أن ما يحدث "لم يعد مجرد توجه، بل تهديد استراتيجي لمستقبل المجتمع الإسرائيلي"، مضيفًا أن "اختيارات الحكومة الحالية وأولوياتها الخاطئة عمّقت الشرخ الداخلي وأدت إلى تسريع هذا النزيف البشري".
وأشار التقرير إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تمتلك خطة ممنهجة لمواجهة الظاهرة أو لتحفيز عودة الجاليات اليهودية من الخارج، بينما تُظهر بيانات مكتب الإحصاء المركزي أن نحو 79 ألف إسرائيلي هاجروا خلال العام العبري الماضي وحده.
أما من حيث التوزيع الجغرافي للمغادرين عام 2024، فتصدرت تل أبيب-يافا القائمة بنسبة 14%، تلتها حيفا (7.7%)، ونتانيا (6.9%)، والقدس (6.3%). وكانت النسب الأدنى في هرتسليا (1.8%)، وعسقلان (1.9%)، وبئر السبع (2.1%).
وشكّل الرجال النسبة الأكبر من المغادرين (42,605 مقابل 40,169 امرأة)، فيما توزعت الأعمار بين:
28,915 تتراوح أعمارهم بين 30 و49 عامًا،
22,183 بين 0 و19 عامًا،
16,095 بين 20 و29 عامًا،
15,581 فوق سن الخمسين.
باختصار، يرسم التقرير صورة مقلقة لموجة هجرة متصاعدة، تُنذر بـ"نزيف بشري" قد يُعيد تشكيل البنية السكانية والاجتماعية في إسرائيل ما لم تُتخذ خطوات عاجلة لمعالجتها.