محمد فوزي.. نغمات خالدة على إيقاع الطرب الأصيل
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير محمد فوزي، أحد أبرز رواد الموسيقى والغناء في مصر والعالم العربي، وأحد الرموز الذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1966، رحل فوزي عن عالمنا عن عمر ناهز 48 عامًا، بعد رحلة قصيرة في عمرها لكنها غنية بالعطاء الفني والإبداع الموسيقي، ليظل صوته وألحانه عنوانًا للبهجة والأصالة والخلود.
من كفر أبو جندي إلى نجومية القاهرة
وُلد محمد فوزي في 15 أغسطس عام 1918 بقرية كفر أبو جندي بمحافظة الغربية، ونشأ وسط أسرة متواضعة عشقت الفن والغناء الشعبي، ومنذ طفولته ظهرت عليه ملامح الموهبة الفطرية، إذ كان مولعًا بالألحان الريفية وبالعود الذي تعلم عزفه بنفسه.
ومع انتقاله إلى القاهرة، التحق بـ معهد الموسيقى العربية ليطور موهبته أكاديميًا، وبدأت رحلته الشاقة نحو تحقيق الحلم، وسط منافسة قوية مع كبار المطربين في ذلك الوقت.
ورغم التحديات، استطاع بفضل صوته الدافئ وألحانه المبتكرة أن يشق طريقه إلى القلوب، ويصبح في غضون سنوات قليلة من أهم رموز التجديد في الأغنية المصرية، جامعًا بين الأصالة والجرأة الفنية.
أسلوب فني جمع بين الكلاسيكية والحداثة
في أربعينيات القرن الماضي، بزغ نجم فوزي كمطرب وملحن يمتلك حسًا خاصًا في صياغة الأغنية، كان يؤمن أن الموسيقى الحقيقية لا تحتاج إلى تعقيد، بل إلى صدق الإحساس وبساطة التعبير، فقدم أغنيات خالدة ما زالت تُردد حتى اليوم مثل: شحات الغرام، مال القمر ماله، تملي في قلبي، وغيرها من الروائع التي جسدت مدرسة فنية جديدة تمزج بين الكلاسيكية الشرقية والنغمة الحديثة القريبة من وجدان الناس.
ولم يكن فوزي مجرد مطرب ناجح، بل كان مجدّدًا موسيقيًا أدخل آلات جديدة على التوزيع الموسيقي، واستفاد من التقنيات الغربية دون أن يفقد روح الأغنية المصرية الأصيلة، واعتبره النقاد أحد أبرز من ساهموا في تطوير شكل الأغنية العربية الحديثة ووضعها على طريق التطور الفني.
من الغناء إلى ريادة الصناعة الموسيقية
لم يتوقف طموح محمد فوزي عند حدود الغناء والتلحين، بل امتد إلى عالم الإنتاج السينمائي والموسيقي، فقد شارك في عدد من الأفلام التي حققت نجاحًا كبيرًا مثل صاحبة الملاليم ومعجزة السماء، حيث جمع بين الأداء التمثيلي والغناء بأسلوب مميز جعله محبوبًا من الجمهور.
كما كان أول فنان مصري يؤسس شركة تسجيلات خاصة حملت اسم مصر فون، والتي مثّلت نقلة نوعية في صناعة الموسيقى في مصر والعالم العربي.
من خلال هذه الشركة، سُجلت أعمال كبار نجوم الغناء في الخمسينيات، لتصبح "مصر فون" حجر الأساس في تاريخ الإنتاج الموسيقي الحديث، ومثالًا على رؤية فوزي الريادية التي سبقت عصرها.
محطات الألم وتأميم الشركة
ورغم النجاحات الكبيرة، لم تخلُ حياة فوزي من المآسي، واجه في بداية الستينيات تأميم شركته مصر فون ضمن قرارات الدولة الاقتصادية، وهو الحدث الذي ترك أثرًا نفسيًا بالغًا في نفسه، إذ كان يعتبر الشركة حلم عمره الذي بناه بجهده.
وقد قال في أحد حواراته: "لم أمانع في أن تُؤمَّم الشركة من أجل بلدي، لكن قلبي تألم لأنني فقدت ثمرة جهدي".
ولم تمضِ سنوات قليلة حتى أصيب بمرض نادر أضعف جسده تدريجيًا، ليغادر الحياة في عام 1966 وهو في أوج عطائه الفني، تاركًا محبة لا تنتهي في قلوب جمهوره.
إرث خالد وصوت لا يموت
برحيله، فقدت الساحة الفنية أحد أنقى الأصوات وأكثرها إشراقًا، ترك محمد فوزي وراءه إرثًا ضخمًا من الأغاني الرومانسية والوطنية والدينية، حملت كلها رسائل حب وتفاؤل وأمل بالحياة.
لم يكن فوزي مجرد موسيقار، بل كان فيلسوفًا في الموسيقى آمن بأن الفن رسالة إنسانية قادرة على إسعاد الناس وتخليد ذكرى الإنسان بعد رحيله.
ولذلك لُقّب بـ "موسيقار البهجة"، لأنه أهدى جمهوره السعادة بصوته وألحانه، وظل بعد رحيله رمزًا للبساطة والصدق والإبداع الأصيل.
ورغم مرور 59 عامًا على وفاته، ما زالت أغانيه تُبث في الإذاعات وتُغنى في الحفلات، لتؤكد أن محمد فوزي لم يمت، بل عاش في وجدان الأجيال بصوته وألحانه الخالدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمد فوزي الفنان محمد فوزي رحيل محمد فوزي محمد فوزي الراحل محمد فوزي ذكرى رحيله محمد فوزی
إقرأ أيضاً:
أغاني منسية يحيي ذكرى محمد فوزي ويكشف عن سر رجل المطافي.. غدا
يقدم برنامج أغاني منسية غدًا الأحد الموافق ١٩ أكتوبر ٢٠٢٥ على اذاعة القاهره الكبرى ١٠٢.٢، حلقه خاصه عن المطرب والملحن الكبير محمد فوزي، احتفالا بذكرى وفاته حيث توفى فوزى فى ٢٠ أكتوبر عام ١٩٦٦.
ويذيع البرنامج تسجيل نادر بصوت فوزى وهو يغنى لعبد الوهاب اغنية خايف اقول اللى فى قلبى ، ويكشف البرنامج عن قصة دخول فوزى مجال الموسيقى وحكايه رجل المطافى الذي علم محمد فوزى العزف والموسيقى،
وتقول الكاتبه الصحفيه سحر الجمل مقدمه البرنامج يستعيد البرنامج ذكرى وفاة المطرب الكبير محمد فوزى باذاعه عددا كبيرا من الاغانى النادره والمنسيه وهى قلبى بينادي عليكى ،ياسلام يا سلام ، مال القمر ماله ، مين اللى شاغل قلبى ، حبيبى وعنايا ، ويذيع البرنامج تجربه فوزى مع تلحين اغانى الفرانكوارب منها اغنيه على بابا غناء المطرب الايطالى رولاند اخو داليدا ، وفطومه ، وأغنية يا مصطفى يا مصطفى.
ويوضح البرنامج الاغانى الاجنينه التى اقتبست هذا اللحن بصوت مطربين أجانب ، ويذيع عدد من الاغانى الوطنيه والدينيه منها لبيك ان الحمد لك ،بلدى أحببتك يا بلدى ، ويكشف البرنامج كواليس تلحين فوزى للنشيد الوطنى الجزائري الحالى ، طما يذيع اغانى اخرى منها تملى فى قلبى يا حبيبى ، شحات الغرام ، يا مصطفى يا مصطفى غناء بوب عزام بطريقة الف انكو اراب ، راح توحشينى ،استعراض العرائس الحب له أوقات ، اغانى منسيه يذاع الاحد من كل أسبوع فى الخامسه وعشر دقائق مساءا على اذاعة القاهره الكبرى ١٠٢.٢ إعداد وتقديم الكاتبه الصحفيه سحر الجمل مدير تحرير الاخبار هندسه اذاعيه غاده جمال الدين ونشوى إبراهيم تتر البرنامج بصوت الفنانه الكبيره سهير المرشدى والموسيقى للمخرج محمد ترك.