الشهيد القائد محمد الغماري .. أسطورة مقاومة كتبها اليمن بالدم والشهادة
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
برحيل القائد المجاهد محمد الغماري، فقدت الأمة أحد أبرز رموزها العسكرية والجهادية في معركة العزة والكرامة، لم يكن الغماري قائداً عادياً، بل كان عنواناً للصبر والثبات، ورمزاً للبطولة والانتماء العميق لقضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين، وقد توالت الشهادات التي خطّها العلماء والقادة والمفكرون في وداعه، لتكشف عن حجم الأثر الذي تركه في الوجدان الشعبي والجهادي، وعن القيمة الاستراتيجية التي مثّلها في ميدان المواجهة.
يمانيون / خاص
مفتي الديار اليمنية .. الغماري مدرسة في الصبر والثبات
في مشهد وداعي مهيب، تصدّر مفتي الديار اليمنية المشيعين، قائلاً بكلمات تفيض حزناً وثباتاً، هذا المصاب العظيم والجلل، لا ينبغي ولا يجوز أن يثنينا عن مواصلة نصرة المستضعفين من عباد الله والجهاد في سبيل الله حتى نلقى الله تعالى وهو راضٍ عنا،
كلمات المفتي لم تكن رثاءً فحسب، بل تأكيداً على أن الغماري لم يرحل وحده، بل ترك من خلفه خطّاً جهادياً ومساراً نضالياً لا يتوقف، فقد كان شهيداً يعيش لقضيته ويقاتل من أجلها بروح لا تعرف الانكسار، وها هو اليوم يتحول إلى رمز خالد يلهم الملايين.
رئيس وكالة سبأ .. دماء الغماري توحّد الحشود وتُربك الخصوم
نصر الدين عامر، رئيس وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، أضاء على دلالات المشهد الشعبي في التشييع، قائلاً : هذه الحشود المليونية الوفية لم تتراجع أمام التهديدات ولا الطائرات ولا حاملات الطائرات، لقد أرسل الشعب اليمني رسالة واضحة في تشييعه للقائد الغماري، مفادها، نحن على العهد ماضون، مهما كانت التحديات ومهما كانت التضحيات.
إنها شهادة تعكس حجم الحضور الشعبي والروحي للغماري، الذي لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان حالة شعبية ملهمة جمعت حولها القلوب والعقول، وحوّلت دمه الطاهر إلى وقود جديد لمواصلة المسيرة.
الشهيد الغماري .. من اليمن إلى فلسطين جسر الدم والمصير
في بعدٍ إقليمي أوسع، وصف خالد عبدالمجيد، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، الغماري بأنه: قائد إقليمي استثنائي، وحلقة دم بين اليمن وفلسطين في معركة طوفان الأقصى، بهذا الوصف، يتحوّل الغماري إلى جزء من المعادلة الكبرى للمقاومة، وإلى رابط حيّ في النضال العربي المشترك، ما بين صنعاء وغزة، بين اليمن وفلسطين، بين جبهات الصمود وميادين التحرير.
استشهاد الغماري فجر إرادة جديدة
حزام الأسد، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، أشار إلى أن رحيل الغماري لم يكن خسارة ميدانية، بل ولادة جديدة لإرادة أعظم، قائلاً: استشهاد الغماري لم يُربك الجبهة اليمنية، بل فجّر معركة بزخم أكبر في وجه الكيان الصهيوني،
بهذه الرؤية، يتحول الغماري سلام الله عليه، إلى شرارة لمعارك قادمة، وبصمة واضحة في المعادلة العسكرية والسياسية، ما يضع استشهاده في سياق تصاعدي لا يتوقف عند حدود الجغرافيا.
الغماري جزء من مدرسة استراتيجية يمنية مستقلة
أما الخبير العسكري العميد معمر معربوني، فقد اعتبر أن اليمن من خلال أمثال الغماري، بات يشكل نموذجاً فريداً في إدارة الصراع، قائلاً: اليمن يُمهد لمدرسة عسكرية استراتيجية مستقلة، قائمة على تكامل الإرادة والإدارة.
وبذلك فإن الغماري ليس فقط بطل ميداني، بل مؤسس لنهج عسكري جديد، يمزج بين العقيدة القتالية والإدارة الفعّالة، ويؤسس لمنظومة عربية صاعدة في إدارة المعارك والسياسات الدفاعية.
الشهيد القائد محمد عبدالكريم الغماري .. بداية لا نهاية
استشهد القائد محمد الغماري، لكنّه لم يرحل من الذاكرة. بل بات اسمه عنواناً لمرحلة، وصوته يصدح في كل هتاف يمني وفلسطيني وعربي حر، هو الذي حارب الكيان الصهيوني وأرّق قياداته، وجعل من دمه بداية لزواله كما قال رفاق دربه
من كان يظن أن شهادة الغماري ستكسر الصف، فوجئ بأنها قوّت العزم ووحّدت الصفوف، ومن ظن أن غيابه سيكون فراغاً، وجد أن روحه كانت أوسع من كل الميادين، وأن إرثه لن يُنسى، بل سيُتداول في كل جبهة وعلى كل لسان.
محمد الغماري .. اسمٌ كتب بالدم، وعاش في القلوب، وارتقى في ميادين العزة حتى صار جزءاً من سردية النصر القادمة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: محمد الغماری
إقرأ أيضاً:
الرئيس المشاط: الشهيد المجاهد محمد الغماري ارتقى شهيدًا في أشرف معركة وأطهر قضية
الثورة نت /..
أكد فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، أن الشهيد المجاهد الفريق الركن محمد الغماري، ارتقى إلى ربه شهيداً عزيزاً في أشرف معركة وأطهر قضية نصرة للأشقاء في غزة.
وأوضح فخامة الرئيس في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بتشييع الشهيد الغماري، “أن الشهيد المجاهد محمد الغماري نال ما كان يتمناه، نال ذلك الشرف، فهنيئاً له ذلك الفضل الكبير جوار الشهداء عند الله”.
وعبر عن خالص العزاء وأصدق عبارات المواساة بهذا المصاب إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وإلى أسرته الكريمة وأسر رفاقه الشهداء وإلى أبناء الشعب اليمني العظيم والعزاء موصول لكل رفاقه في الجهاد والتضحية في جميع ميادين الجهاد قادة وأفراد.
وقال “اطمئن أبناء شعبنا أن استشهاد أخينا ورفيق دربنا، لن يزيدنا إلا قوة وبأساً أشد من ذي قبل، فدماء العظماء الطاهرة تشعل جذوة الحماس والقوة في نفوس الأحرار والمجاهدين وتصنع النصر”.
وأضاف “على مستوى الأداء لم ولن يحصل أي تأثير، فمن الساعات الأولى لاستشهاده رحمه الله تم إجراء الترتيبات اللازمة بكل سهولة ويسر، وشهيدنا العظيم لم يكن بمفرده ولدينا ولله الحمد من أمثاله الكثير فمسيرتنا القرآنية المباركة وقائدها العظيم قد بنى من الرجال والقادة الكثير من أمثاله”.
وجدّد الرئيس المشاط، التأكيد على الموقف اليمني الثابت الداعم للقضية الفلسطينية والمساند لغزة مهما كانت التحديات، وبلغ حجم التضحيات.
وتابع “سنواصل المسيرة بكل ثبات وقوة ولن تؤثر فينا التضحيات إلا إلى الأفضل، فمسيرتنا المباركة قائدها رضوان الله عليه شهيد، وهي في أيامها الأولى ولم تزدد بعده الا قوة واتساع وهذا خير دليل على ما نقول”.
وأوضح “أن جميع تضحيات أبناء الشعب اليمني مدنيين وعسكريين في عين الله، ولدينا من القوة المعنوية والمادية ما يمكننا من الثأر إن شاء الله، فالحرب جولات”، مؤكدًا أن كل المتورطين في خدمة العدو الصهيوني أو غيره سينالون عقابهم الرادع.
ومضى بالقول “ما حصل من استهداف لحكومتنا المجاهدة أو شهيدنا العظيم أو مواطنينا الأعزاء لا يعتبر نجاح للعدو الصهيوني كما يُروج لنفسه بما يحلوا له، ولا خللاً جوهرياً عصياً عن الحل عندنا، فالذي حصل أن الأمريكي وظف العمل الإنساني الأممي لخدمة العدو الصهيوني، ولم نتوقع هذا التوظيف السيء والقبيح والإجرامي، وقد عالجنا هذا الخلل وأغلقنا هذه الثغرة بشكل نهائي”، مشيدًا بجهود الأجهزة الأمنية التي تمكنت من ذلك في وقت قياسي.