واوضح في ورقته "المكاشفة 3" ضمن سلسلة منشوراته حول امكانية تحقيق السلام في اليمن: أن مشكلة النظام السعودي لم تكن يومًا مع جماعة أو مكوّن يمني بعينه، وإنما مع فكرة الدولة اليمنية القوية والفاعلة.. كما أن وصف اليمن بـ "الحديقة الخلفية للسعودية" يمنح النظام السعودي شعورا زائفا بالتفوق، لتعويض عقدة النقصٍ التاريخية التي يعاني منها، حيث ظلّت السعودية منذ نشأتها حديقة خلفية لبريطانيا الى ان آلت تبعيتها لاحقًا إلى امريكا.

ومن هنا، فإن سعي النظام السعودي لإضعاف اليمن لا ينبع من شعور بالثقة في الذات بل من خوف مزمن من قيام دولة يمنية فاعلة تكشف هشاشة الأساس الذي يقوم عليه الكيان السعودي.

وأضاف البخيتي : عندما استنفد النظام السعودي طاقة وكلائه في الداخل، لإبقاء اليمن تحت هيمنته، انتقل إلى مرحلة العدوان المباشر، فشنّ حربًا شاملة بهدف إعادة وكلائه إلى سدة الحكم ورغم فشل عاصفة الحزم في تحقيق أهدافها، وتحول الصواريخ والطائرات اليمنية المسيّرة إلى تهديدٍ مباشرٍ للعمق السعودي، إلا أن ذلك لم يُقنع النظام السعودي بضرورة السلام العادل الذي بات يمثل مصلحة مشتركة لكلا الطرفين لان مشكلته لاتزال مع وجود دولة يمنية فاعلة.

واكد انه من اجل هروب النظام السعودي من استحقاقات السلام لجأ إلى تكتيك «اللاسلم وللاحرب»، بهدف إبقاء اليمن في حالة عجز طويل الأمد, عبر المحافظة على مستوىٍ من الفوضى القابلة للإدارة أو ما يُطلق عليه «الفوضى الخلاقة» في المحافظات المحتلة، مع تشديد الحصار والضغوط على حكومة صنعاء.

وشدد على انه لا بد من الاعتراف أن النظام السعودي لا يزال يحتفظ بورقة قوية بيده، وهي ما وصفها عبدالله النفيسي في بداية عاصفة الحزم بـ«ورقة الكاش والكلاش» لتحويل الصراع مع اليمن إلى حرب متارس وتباب داخل الجغرافيا اليمنية. وعندما تقدّمنا نحو الحدود السعودية، جندت الرياض مئات الآلاف من اليمنيين ليكونوا هم الخط الدفاعي الأول للجيش السعودي, وبذلك أعادة اليمن الى نفس المربع.

واكد البخيتي بانه بات على أبناء اليمن من صعدة إلى المهرة أن يدركوا أن الحرب التي ينبغي علينا خوضها اليوم هي حربُ تحرير اليمن من الاحتلال الأجنبي. وإن مسؤولية تحريره تقع على عاتق الجميع, ولا يجوز أن نسمح للنظام السعودي بتحويل الصراع إلى حروب متارس وتباب داخلية تستنزف طاقة اليمن.

مبيننا ان الحرب هي حرب تحرير، والحل يكمن في استعادة استقلال اليمن.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: النظام السعودی

إقرأ أيضاً:

من سيناء إلى نوبل.. قصة السادات وبطولته في الحرب والسلام

في مثل هذا اليوم، 27 أكتوبر، تمر علينا ذكرى تاريخية عظيمة في تاريخ مصر والمنطقة العربية، يوم يحمل في طياته ذكرى السلام والشجاعة والقيادة الحكيمة. 

ففي مثل هذا اليوم من عام 1978، منح الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس وزراء إسرائيل آنذاك مناحيم بيغن، تقديرا لجهودهما في إبرام اتفاقيات كامب ديفيد التي أرست أساس السلام بين مصر وإسرائيل. 

هذه الجائزة لم تكن مجرد تكريم رمزي، بل كانت شهادة على عظمة رجل مصري استطاع أن يجمع بين بطولة الحرب وحكمة السلام، رجل كتب التاريخ بقدميه على أرض سيناء وبحروفه على صفحات السلام العالمي.

الرئيس السادات، بطل الحرب والسلام، لم يكن زعيما عاديا، بل كان قائدا يتمتع برؤية واضحة وإرادة صلبة، فمن خلال قراره التاريخي بزيارة القدس منفردا، واجه الموقف بشجاعة قل نظيرها، وألقى خطابا أمام الكنيست الإسرائيلي، خطابه الذي لا يزال صدى كلماته يتردد في ذاكرة الأمة، دعا فيه إلى بناء حياة جديدة، إلى السلام والعدل، مؤكدا أن الأرض هي للجميع، وأن الحب والصدق والسلام يجب أن يكونا دستور عمل. 

لم يكن هذا مجرد خطاب دبلوماسي، بل كان تعبيرا عن روح مصرية صادقة، عن حلم عربي عميق، عن أمل في أن تتحول أسطورة الصراع إلى قصة نجاح للسلام.

لم يكن السادات سعيدا بمنح جائزة نوبل مناصفة مع بيغن، فقد كان يرى أن جهود السلام التي بذلها يجب أن تكرم بشكل كامل له، وهو ما جعله يقرر عدم السفر إلى أوسلو لاستلام الجائزة بنفسه، وأناب عنه المهندس سيد مرعي، مع تكليف الكاتب الكبير أنيس منصور والدكتور أحمد ماهر بصياغة الخطاب الذي ألقاه نيابة عنه. 

ورغم هذا، فقد بقي موقفه شامخا ورمزا للكرامة الوطنية، فقد اختار أن يتبرع بكامل الجائزة المالية لأهله في قريته ميت أبو الكوم بالمنوفية، مظهرا كرمه وإيمانه العميق بأن الوطن والشعب هما أغلى من أي تكريم شخصي.

إن لحظة منح جائزة نوبل للسلام للرئيس السادات هي لحظة خالدة في تاريخ الأمة، فهي تمثل تتويجا لرحلة طويلة من الكفاح من أجل استعادة أرض الفيروز بعد ست سنوات من الاحتلال الإسرائيلي، وللانتصار العظيم في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 التي كسرت أسطورة الجيش الإسرائيلي وعلمت العالم أن الشعب المصري وجيشه لا يقهر. 

السادات، بهذا المزج بين الحرب والسلام، أصبح رمزا للقائد الذي يعرف متى يقاتل ومتى يسعى للسلام، رمزا للزمن الذي تتحول فيه المآسي إلى انتصارات والدموع إلى أمل.

وعلى الرغم من التحديات والانتقادات، فإن إرث السادات يظل حاضرا في الذاكرة المصرية والعربية، لأنه لم يكن مجرد سياسي، بل كان قائدا ذا رؤية، قادرا على صناعة التاريخ بقراراته وبتضحياته. 

لقد كان السادات يعي تماما أن السلام ليس نهاية الرحلة، بل بداية لمستقبل يحتاج إلى صبر وإرادة وشجاعة، وأن العظمة الحقيقية للقائد تقاس بقدرته على حماية وطنه وتحقيق آمال شعبه في الحرية والأمن والكرامة.

اليوم، ونحن نستذكر هذا اليوم العظيم، علينا أن نتذكر الدروس التي تركها لنا السادات: أن البطولة لا تقتصر على ساحات القتال، وأن السلام هو عمل شجاع يحتاج إلى إيمان بالمبادئ، وأن القيادة الحقيقية تقاس بمدى قدرتها على تحقيق الإنجازات العظيمة لشعبها ووطنها. 

في مثل هذا اليوم، نحتفل بذكرى رجل مصري صنع المجد في الحرب وصاغ السلام بيديه، نحتفل بذكرى أنور السادات، بطل الحرب والسلام، الذي علم العالم أن السلام ليس حلما بعيدا، بل هو طريق يبنى بالعزم والإيمان والوطنية الحقيقية.

مقالات مشابهة

  • اليمن: ندعم جهود السعودية والإمارات من أجل الحفاظ على وحدة الصف
  • علي ناصر محمد يكشف: كيف أوقفت مكالمة هاتفية حرب 1972 بين شطري اليمن؟
  • علي ناصر محمد يكشف كيف أوقفت حرب 1972 بين شطري اليمن عبر التليفون
  • ننشر أبرز بنود قانون الرياضة السعودي الجديد
  • إعلامي سعودي: السعودية ترفض استنساخ نموذج الحوثي في شرق اليمن والانتقالي يتحمل المسؤولية
  • من سيناء إلى نوبل.. قصة السادات وبطولته في الحرب والسلام
  • السلام أول يتصدى للمتغيرات المكانية واستعادة النظام
  • مركز عين الإنسانية يكشف عن إحصائية جرائم العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي على اليمن خلال 3900 يوم
  • البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ينظّم جلسة حوارية ضمن مؤتمر التمويل التنموي
  • عاجل: عيدروس الزبيدي يغازل السعودية والحكومة اليمنية بتصريحات تناقض أفعاله مع أقواله.. زعيم الانتقالي يدعو إلى تحرير محافظة البيضاء