أدمغة الرجال تنكمش أسرع من النساء مع العمر.. دراسة تؤكد
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
كشفت دراسة علمية جديدة أن أدمغة الرجال تنكمش بوتيرة أسرع من أدمغة النساء مع التقدم في العمر، في ما وصفه العلماء بأنه "اختلاف بيولوجي ممنهج" في طريقة تأثر الدماغ بالشيخوخة.
فقد أجرى فريق بحثي دولي بقيادة "جامعة أوسلو" في النرويج تحليلاً لأكثر من 12 ألف صورة بالرنين المغناطيسي تم جمعها من 4,726 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 17 و95 عاماً، جميعهم يتمتعون بوظائف إدراكية سليمة، بحسب تقرير نشره موقع ScienceAlert العلمي.
نتائج مفاجئة
وبعد مراجعة الصور التي خضع أصحابها لفحصين متتاليين بفاصل زمني متوسط يبلغ ثلاث سنوات، خلص الباحثون إلى أن الرجال أظهروا تراجعاً في عدد أكبر من مناطق الدماغ، خصوصاً في القشرة المخية المسؤولة عن الذاكرة واتخاذ القرار والإدراك الحسي. أما لدى النساء، فقد لوحظ أن التغيرات أقل عدداً وأبطأ وتيرة، كما أن سماكة القشرة الدماغية بقيت أكثر استقراراً بمرور الوقت.
وفي السياق، قالت الدكتورة آن رافندال، عالمة الأعصاب المشاركة في الدراسة، إن النتائج "تقدّم أول دليل منظم على أن الشيخوخة الدماغية تسير بمسارين مختلفين لدى الرجال والنساء"، مضيفة أن هذا قد يفسّر جزئياً بعض الفوارق في الأمراض العصبية المرتبطة بالعمر.
علاقة محتملة بمرض ألزهايمر
ورغم أن النساء يُصبن بمرض ألزهايمر بمعدل يعادل ضعفي الرجال، فإن النتائج الجديدة أشارت إلى أن السبب ربما لا يعود إلى انكماش أسرع في أدمغتهن، بل إلى عوامل أخرى مثل الهرمونات وطول العمر وتأخر أعراض الشيخوخة العصبية.
كما لاحظ الباحثون أنه لم تُسجَّل فروق في حجم منطقة الحُصين (hippocampus)، وهي الجزء المرتبط بالذاكرة والتعلم، إلا في الأعمار المتقدمة جداً، حيث يبدأ هذا الجزء في التراجع بشكل أسرع لدى النساء بسبب طول أعمارهن النسبي.
انحياز بحثي مزمن
إلى ذلك، أشارت الدراسة، المنشورة في دورية PNAS العلمية، إلى أن الأبحاث العصبية ما زالت تعاني من انحياز واضح ضد دراسة الفروق الجنسية، إذ لا تتجاوز نسبة الدراسات التي تأخذ هذا العامل في الاعتبار 5% فقط من أبحاث علم الأعصاب والطب النفسي المنشورة حتى عام 2019.
وحذر العلماء من أن تجاهل هذه الفروق قد يؤدي إلى "عواقب خطيرة" على صحة النساء والرجال على حد سواء، خاصة في مجالات تشخيص الخرف والوقاية من التدهور الإدراكي.
كما رأى الباحثون أن النتائج الجديدة تمهّد الطريق لأبحاث أعمق لفهم كيف تؤثر العوامل الهرمونية والوراثية والبيئية في بنية الدماغ، وكيف يمكن إبطاء الانكماش الطبيعي المرتبط بالعمر. ويأمل الفريق في أن تساعد هذه النتائج على تطوير علاجات موجهة بحسب الجنس للأمراض العصبية المرتبطة بالشيخوخة مثل ألزهايمر وباركنسون
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النساء الرجال الشيخوخة الإدراك الحسي الدراسة الأعصاب الطب النفسي الطب
إقرأ أيضاً:
اكتشاف علامة مبكرة لتطور الذهان عند الشباب
سنغافورة – كشفت دراسة أجراها علماء من الجامعة الوطنية في سنغافورة عن علامة مبكرة في نشاط الدماغ تشير إلى احتمال تطور الذهان لدى بعض الأشخاص.
وأوضحت الدراسة أن أدمغة الشباب المعرضين لخطر كبير للإصابة بالذهان تبدأ بالعمل بشكل مختلف قبل سنوات من ظهور العلامات السريرية للمرض. ويظهر هذا الاختلال في التواصل بين المناطق الرئيسية في الدماغ، لا سيما بين الفصين الأمامي والصدغي، وهو قابل للرصد مبكرا باستخدام تقنيات التصوير العصبي.
خلال البحث، حلل العلماء بيانات أكثر من 3000 فحص بالرنين المغناطيسي لمشاركين من 31 مركزا دوليا، ووجدوا أن الشبكات العصبية لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر تعالج المعلومات بكفاءة أقل، حيث تكون الروابط أضعف والتفاعل بين المناطق البعيدة أقل. وكانت هذه التغيرات أكثر وضوحا لدى من أصيبوا لاحقا بالذهان، حتى في غياب الأعراض وقت الفحص، ما يشير إلى اضطرابات مميزة في شبكات الدماغ قبل ظهور المرض سريريا.
وأكد مؤلفو الدراسة أن الذهان ليس حالة مفاجئة، بل عملية بيولوجية طويلة يمكن اكتشافها مبكرا من خلال تغيرات بنية الدماغ. ويتيح التشخيص المبكر لهذه الاضطرابات فرصة للتدخل قبل ظهور المرض، مما يحسن التوقعات ويقلل المخاطر على الشباب.
ويعد الذهان اضطرابا عقليا خطيرا يؤدي إلى تغير عميق في القدرة العقلية للفرد، ما يفقده القدرة على التمييز بين الواقع والهلاوس أو الأوهام. ويمكن أن يحدث الذهان في أي عمر، على الرغم من ندرة ظهوره عند الأطفال والمراهقين دون سن 15 عاما.
نشرت الدراسة في مجلة Molecular Psychiatry
المصدر: لينتا.رو