تقرير للأمم المتحدة يوثق أثر الحرب على نساء وفتيات غزة
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وثق أحدث تقرير صادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة الكلفة غير المسبوقة التي تكبدتها النساء والفتيات نتيجة الحرب في غزة، من خلال أرقام وبيانات صادمة حول حجم الضحايا، والنزوح الجماعي، وارتفاع أعداد الأرامل، بالإضافة إلى الانهيار شبه الكامل في قطاعات الصحة، والتعليم، والخدمات الأساسية.
خلال عامين فقط، تحولت غزة إلى واحدة من أخطر بؤر النزاع للنساء في العالم، حيث قُتلت أكثر من 33 ألف امرأة وفتاة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. وذكر التقرير أن نحو 250 ألف امرأة وفتاة عاشت ظروف وصفت بالكارثية (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي – مرحلة المجاعة)، وهي مرحلة تتسم بانعدام شبه تام للغذاء وانهيار كامل لسبل البقاء، ما يعني الجوع حتى الموت، وارتفاع معدلات سوء التغذية، والمخاطر الصحية القاتلة. كما تعرضت قرابة 500 ألف امرأة وفتاة إضافية لخطر الوقوع في هذه الظروف الكارثية.
أُجبرت الغالبية العظمى من النساء والفتيات على النزوح المتكرّر بمعدل أربع مرات تقريبًا منذ اندلاع الحرب.
مع كل موجة نزوح، تبدأ رحلة جديدة للبحث عن مأوى مؤقت أو قطعة أرض صغيرة، غالبًا مقابل إيجارات باهظة تفوق القدرة على التحمل، ما يدفع الكثير من الأسر إلى نصب خيام بدائية.
تُظهر البيانات أن أسرة واحدة من كل سبع أسر في غزة تقودها امرأة، أي ما يزيد على 16 ألف امرأة فقدن أزواجهن خلال الحرب. وتمثل هؤلاء النساء جيلًا جديدًا من الأرامل اللواتي يتحملن عبئًا مضاعفًا من الفقد والمسؤولية، إذ يعتنين بأطفالهن ويدبّرن شؤون أسرهن بمفردهن، ويتخذن قرارات مصيرية وسط المجاعة، والنزوح، وانهيار الخدمات الأساسية.
واجهت النساء الحوامل خطرًا مضاعفًا بمعدل ثلاث مرات مقارنة بالعام الماضي، إذ جعلت المجاعة، ونُدرة المياه، وانهيار الخدمات الصحية الحمل والولادة من أخطر المراحل في حياة النساء.
وتشير التقديرات إلى أن امرأة واحدة من كل أربع، أي أكثر من نصف مليون امرأة – محرومة من الرعاية الصحية الإنجابية، فيما تكافح نحو 700 ألف امرأة وفتاة لتأمين احتياجاتهن الصحية الأساسية خلال فترات الحيض في ظل ظروف الحرب.
في الوقت ذاته، تمر آلاف الفتيات المراهقات بأولى مراحل البلوغ تحت القصف، دون أدنى مقومات الأمان، أو الخصوصية، أو المستلزمات الصحية الضرورية.
أما على صعيد التعليم، فقد فقدت أكثر من 318 ألف فتاة عامين دراسيين كاملين، ويواجهن خطر خسارة عام ثالث، ما ينذر بضياع جيلٍ كامل من الفتيات. ولم يعد أي طفل أو طفلة في سن الدراسة قادرًا على ممارسة حقه الأساسي في التعليم، في ظل استمرار القصف، والدمار، وانهيار البنية التحتية التعليمية.
إسرائيلانفوجرافيكغزةقطاع غزةنشر الاثنين، 20 أكتوبر / تشرين الأول 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: انفوجرافيك غزة قطاع غزة ألف امرأة وفتاة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: يجب أن تكون النساء والفتيات في صميم تعافي غزة
الثورة نت /..
حثت مسؤولة العمل الإنساني في هيئة الأمم المتحدة للمرأة، صوفيا كالتورب، المجتمع الدولي على تحويل وقف إطلاق النار في غزة إلى تعافي تقوده النساء والفتيات.
وقالت كالتورب في مؤتمر صحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، إن الهيئة تتواصل يوميا مع النساء والفتيات اللواتي يجب أن تُسمع أصواتهن، وفق ما أفاد به اليوم الجمعة، موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأضافت: “سمعنا من العديد من النساء والفتيات في جميع أنحاء غزة منذ بدء وقف إطلاق النار، مزيجا من الأمل الهش والإرهاق العميق والقوة الكامنة. إنهن يعتبرن وقف إطلاق النار هذا لحظة أمل صعبة المنال، وهشة، وطال انتظارها”.
وذكَّرت بحجم الخسائر التي وقعت بين صفوف النساء والفتيات على مدار عامين، قائلة: “قُتِلت النساء والفتيات في غزة بمعدل اثنتين تقريبا كل ساعة. هذا الرقم يحدد حجم هذه الحرب، وسيظل يؤرق ضميرنا الجماعي لأجيال”.
وأفادت المسؤولة الأممية بأن احتياجات النساء والفتيات في غزة تظل في أعلى مستوياتها على الإطلاق، مشيرة إلى أن أكثر من مليون امرأة وفتاة بحاجة إلى مساعدات غذائية، وما يقرب من ربع مليون بحاجة إلى دعم غذائي عاجل.
وتابعت: “إن وقف إطلاق النار هذا هو نافذتنا للاستجابة السريعة، لوقف المجاعة حيث بدأت، ومنعها حيث تلوح في الأفق”.
ونبهت إلى أن معظم النساء في غزة هُجرن أربع مرات على الأقل خلال الحرب، مؤكدة أن وقف إطلاق النار هو فرصتهن الأولى للتوقف عن الهرب، والبحث عن الأمان، وإعادة البناء، لكنها حذرت من أن الشتاء قادم، والكثيرات ما زلن بلا مأوى.
وقالت كالتورب: “في غزة اليوم، أصبحت واحدة من كل سبع أسر تعولها امرأة. إنهن بحاجة إلى مساعدة تصل إليهن مباشرة، حتى يتمكنّ من إطعام أطفالهن، والحصول على الرعاية الصحية، وإعادة بناء سبل عيشهن، واستعادة بعض الاستقرار بعد فقدان كل شيء”.
وتحدثت المسؤولة الأممية عن دور المنظمات التي تقودها النساء ومنظمات حقوق المرأة في غزة التي “لم يتوقف الكثير منها أبدا. فحتى في أحلك الأيام، استمررن في توفير الرعاية والحماية والأمل”.
وذكرت أن “كل امرأة تعيد بناء مخبز أو عيادة أو فصل دراسي، تعيد بناء السلام. كل دولار يُستثمر في المساعدات التي تقودها النساء، هو دفعة أولى للأمل”.
وشددت على أنه إذا “لم نضع الاحتياجات الإنسانية للنساء والفتيات في صميم اهتماماتنا، وإذا لم نشرك المنظمات النسائية في جهود الاستجابة والإنعاش وإعادة الإعمار، فسيتم استبعاد النساء من مستقبل غزة تماما”.