وداع مهيب لرمز الوفاء والفتح الموعود
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
احتضن ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء يوم أمس الاثنين، تشييعًا رسميًا وشعبيًا مهيبًا للشهيد المجاهد الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري، في مراسم جنائزية جسدت الهيبة والوطنية. حضر كبار القادة السياسيون والعسكريون والدينيون، إلى جانب طوفان من الحشود الهائلة من أبناء الشعب الذين توافدوا منذ ساعات الصباح لتوديع هذا القائد الوطني، في مشهد حمل رسائل واضحة إلى العالم عن قوة إرادة الشعب اليمني وتماسكه في مواجهة التحديات.
لم يكن الموكب مجرد جنازة عسكرية، بل كان بيانًا صريحًا لكل من يحاول النيل من أرض اليمن وكرامة شعبه بأن دماء الشهداء لن تذهب سدى، والجريمة لن تمر دون حساب. رسالة صنعاء كانت واضحة ومباشرة بأن اليمن ماضٍ في درب التضحية والفداء حتى تحرير فلسطين والقدس، وأن يد أبطال اليمن ستجعل الكيان في الأرض المحتلة يدفع الثمن غاليًا حتى يتحقق النصر والحرية لأبناء الأمة.
الفريق الركن الغماري لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان رمزًا للشجاعة والإخلاص والتضحية. مسيرة حياته كانت حافلة بالعطاء والفداء، وقد خاض معارك وصعد ميادين الدفاع عن الأرض والكرامة بشجاعة استثنائية، ليصبح مثالًا للوفاء والقيادة الوطنية. استشهاده لم يترك فراغًا في قلوب أهله فحسب، بل كان إشعارًا مباشرًا للأعداء بعزيمة الشعب اليمني الراسخة، مؤكدًا أن التضحية هي السبيل لإعلاء الكرامة والحرية، وأن إرادة اليمن لن تُكسر.
الحشود التي غمرت الميدان، كانت طوفانًا من الوفاء الشعبي، رفعت صور الشهيد وهتفت شعارات وطنية، في مشهد جسد الروح الجماعية والتلاحم الوطني. أصوات الهتافات امتزجت بالدموع والفخر، لتؤكد أن الشعب اليمني يرى في كل شهيد قائدًا ومثالًا للوفاء والحرية. الفرق العسكرية سارت جنبًا إلى جنب مع المواطنين، لتظهر أن التضحية ليست خيارًا هامشيًا، بل عقيدة وطنية راسخة مستمدة من وجدان الأمة وحقها المشروع في الدفاع عن الأرض والكرامة.
وفي وقت تتسابق فيه أنظمة وحكومات لدعم الكيان الصهيوني وشرعنة جرائمه ضد أبناء غزة، قدمت اليمن وحكومتها نموذجًا فريدًا من التضحية والفداء، موقفًا يعكس التزام الدولة والشعب بالقضية الفلسطينية حتى النصر. المشهد في السبعين كان رسالة عملية مفادها أن إرادة الشعوب أقوى من كل سياسات المصالح والهيمنة، وأن الشعب اليمني سيظل صامدًا في وجه العدوان والظلم مهما بلغت التحديات.
الموكب الجنائزي حمل رمزية كبيرة؛ فقد كان تأكيدًا عمليًا على أن دماء الشهداء ستظل منارة تهدي الأجيال القادمة، وأن التضحية مستمرة حتى تحقيق النصر الكامل. كل خطوة في الموكب، وكل صورة للشهيد، وكل هتاف شعبي، كانت رسالة واضحة للعالم: اليمن لن تتراجع، ولن يضيع فداء القادة، ولن يهدأ لها بال حتى يتحقق النصر والحرية لفلسطين والقدس، في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
الحدث في ميدان السبعين لم يقتصر على الجانب الشعبي فقط، بل حمل أيضًا رسالة سياسية قوية على المستوى الإقليمي والدولي، مفادها أن اليمن يقف ثابتًا أمام كل من يحاول فرض الهيمنة أو العدوان على الأمة. كل جريمة تُرتكب في فلسطين أو أي أرض عربية ستواجه بصمود وإرادة لا تلين، وأن الشعب اليمني يرى في التضحية والوفاء قيمة لا يمكن المساس بها.
ختامًا، سيظل الشهيد الغماري صرحًا من الوفاء وقلعة من الثبات لا تهزها الرياح. صوته سيظل يصدح في وجدان الشعوب، يذكّر الجميع أن طريق النصر مرصوف بدماء الشهداء، وأن كل شهيد يورث الراية، وكل مجاهد يحرس العهد ويثبت العزة والكرامة. إرث الغماري ليس مجرد صفحات تاريخية، بل رسالة حية للأمة: أن التضحيات تصنع الأمم، وأن كل قطرة دم تُسفك في سبيل الحق تصنع شعبًا أشد قوة، وأمة لا تنكسر، وواجبًا خالدًا لا يزول أبدًا.
شهداؤنا هم رمز فخرنا وعزتنا ومجدنا، وهم من جسدوا بحق قيم الإخلاص والانتماء والوفاء للوطن.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
في مشهد مهيب بأسيوط.. تكريم 200 فائز في مسابقة بني عدي الكبرى لحفظ القرآن
شهدت قرية بني عدي بمحافظة أسيوط مشهدًا مهيبًا لتكريم كوكبة من الفائزين في المسابقة الكبرى لـ حفظ القرآن الكريم خلال احتفالية كبرى، والتي أشرف عليها الجامع الأزهر، ونظمتها جمعية بني عديات، وذلك تحت رعاية كريمة لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
تكريم 200 فائز في مسابقة بني عدي الكبرى لحفظ القرآنأظهرت المسابقة إقبالًا هائلًا وغير مسبوق، حيث تقدم للاختبارات ما يقرب من ١٠٠٠ متسابق من دارسي فروع الرواق الأزهري المختلفة، مما يعكس الشغف الكبير لأهالي الصعيد باتصالهم بكتاب الله. وبعد عمليات تقييم دقيقة وشاملة استمرت على مدار أربعة أيام متتالية، أسفرت النتائج عن فوز ٢٠٠ متسابق تميزوا بإتقانهم وجودة حفظهم لكتاب الله.
وجرت هذه الاختبارات وفقًا لأعلى معايير الدقة والشفافية التي يتبعها الجامع الأزهر، حيث أشرف عليها بشكل مباشر الجامع الأزهر الشريف بالتعاون الوثيق مع قطاع المعاهد الأزهرية لضمان سير العملية وفق الضوابط الشرعية والعلمية المقررة.
حكم الدين في عدم الإنجاب.. أزهري: الشخص الذي يرفض النعمة عليه الذهاب لطبيب نفسي
هل يجوز تعليق الدعاء على المشيئة؟.. الأزهر يحذر من خطأ نهى عنه النبي
لضمان إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الدارسين بمختلف مستوياتهم، تم تقسيم المسابقة إلى خمسة مستويات رئيسية شملت جميع مراحل حفظ القرآن الكريم، وهي:
حفظ ربع القرآن الكريم وحفظ ثلث القرآن الكريم وحفظ ثلاثة أرباع القرآن الكريم وحفظ نصف القرآن الكريم وحفظ القرآن الكريم كاملًا مع إتقان التلاوة والأحكامواشتملت المسابقة على مستويين في حفظ الأحاديث النبوية ومستوى في السيرة النبوية، وأكد المشرفون أن الهدف لم يكن مجرد الحفظ الكمي، بل التركيز على الإتقان والجودة في الأداء، وهو ما ميز المتسابقين الفائزين.
وتصدر منصة التكريم كل من الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، والشيخ حسن عبد النبي، وكيل لجنة مراجعة المصحف، والدكتور على محمود رئيس الإدارة المركزية لمنطقة أسيوط الأزهرية والذين قاموا بتقديم الجوائز وشهادات التقدير للفائزين، في لفتة تؤكد على اهتمام القيادات الأزهرية المباشر بمثل هذه المبادرات.
وفي كلمة له خلال الاحتفالية، أكد الدكتور هاني عودة على أن الرواق الأزهري ليس مجرد مكان للحفظ، بل هو "منارة لنشر الوعي والفكر الوسطي المستنير الذي يتبناه الأزهر الشريف"، مشددًا على أن العناية بالقرآن الكريم هي ركيزة أساسية للحفاظ على هوية الأمة.
وتابع مدير الجامع الأزهر: إن هذه المسابقات تعد حافزًا للشباب والأجيال القادمة على التمسك بكتاب الله، وأن الإقبال الكبير في أسيوط يعكس الاهتمام الديني الراسخ في صعيد مصر، مؤكدًا أن الأزهر سيواصل تقديم كافة أشكال الدعم لفروع الرواق الأزهري.