البلاد (موسكو)
وسط أجواء متوترة، تتجه الأنظار نحو القمة المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترمب في بودابست، حيث اتهمت موسكو الاتحاد الأوروبي بعرقلة أي مساعٍ لحل سلمي للصراع الأوكراني.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إلى أن أوروبا الغربية لجأت إلى”إجراءات تخريبية نشطة” لإحباط أي طموحات سلام، مؤكدة أن المجتمع الأوروبي الغربي يحاول تصعيد الصراع كما حدث في 2022، عبر تعطيل مفاوضات السلام التي عرضتها كييف وأتاحت روسيا المشاركة فيها.


في المقابل، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن الجهود الأمريكية لإحلال السلام موضع ترحيب، لكنها رأت أن زيارة بوتين للمجر “ليست شيئاً لطيفاً”، مشيرة إلى المذكرة الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس الروسي. من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الليتواني كيستوتيس بودريس أن”المكان الوحيد لبوتين في أوروبا هو لاهاي أمام المحكمة، وليس في أي عواصمنا”.
وفي كييف، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استعداده للمشاركة في القمة الثلاثية إذا تم توجيه الدعوة له، لكنه أشار إلى أن المجر ليست المكان المناسب للمفاوضات. وأوضح أن الموقف الروسي في المفاوضات لم يتغير، وأن موسكو تطالب بانسحاب أوكرانيا من منطقة دونباس، فيما أكدت كييف حاجتها إلى 25 منظومة دفاع جوي أميركية من طراز باتريوت لتعزيز قدراتها الدفاعية.
وحول محادثات السلام، شددت موسكو على أن أي اتفاق مع أوكرانيا يجب أن يعالج الأسباب الجذرية للصراع لضمان سلام طويل الأمد، وفق تصريحات ماريا زاخاروفا. يأتي ذلك بعد تقارير عن لقاء عاصف في البيت الأبيض الأسبوع الماضي بين ترمب وزيلينسكي، حيث حث الرئيس الأمريكي نظيره الأوكراني على قبول التنازل عن دونباس، فيما رفض تسليم صواريخ”توماهوك” إلى كييف، مما أثار استغراب الوفد الأوكراني.
على صعيد الاتحاد الأوروبي، تدرس العواصم الأوروبية خطة تسمح بانضمام دول جديدة مثل أوكرانيا ومولدوفا والجبل الأسود إلى التكتل، دون منحها كامل حقوق التصويت في البداية. وأكدت مصادر مطلعة أن العضوية الكاملة ستُمنح بعد تنفيذ إصلاحات مؤسساتية لتقليل تأثير حق الفيتو على قرارات الاتحاد، في محاولة لتجاوز العقبات التي تعيق التوسع منذ سنوات. وتتمحور الخطة حول منح الدول المرشحة معظم مزايا العضوية الاقتصادية والسياسية، مع إمكانية التمتع بحقوق كاملة لاحقًا بعد إجراء الإصلاحات اللازمة.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

عماد أبو الرب: الاتحاد الأوروبي يعاني انقسامًا متزايدًا وغموضًا في دعم أوكرانيا

أكد  الدكتور عماد أبو الرب، رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار، إن الأزمة الأوكرانية الروسية تمر بمنعطفات متكررة، وكلما بدا أن الأوضاع تتجه نحو الاستقرار تظهر ملامح أزمة جديدة.

روبيو: اللقاءات المقبلة فرصة للتوصل لحل دائم لحرب أوكرانيا أوكرانيا تُعلن إسقاط 38 مسيرة روسية في مناطق متفرقة

وأضاف في مداخلة هاتفية مع الإعلامية شاهندة عبد الرحيم، عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الموقف الأمريكي، يظهران حالة من عدم وضوح الرؤية بشأن سقف الدعم المقدم لأوكرانيا.

وأوضح أن الولايات المتحدة أعلنت مؤخرًا حاجتها إلى صواريخ توماهوك التي كانت أوكرانيا تطلبها، وأنها لا ترغب في مزيد من التصعيد، وهو ما يعكس تراجعًا في وضوح الموقف الأمريكي وتحوله نحو مسار التسوية السياسية بدلاً من التصعيد العسكري، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي يعيش حالة انقسام متزايد حول كيفية دعم أوكرانيا بين المسار السياسي والعسكري.

وتابع، أن اللقاء الذي جمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتسم بطابع بروتوكولي أكثر من كونه تفاوضيًا، مؤكدًا أن الغموض الأمريكي في مواقفه الأخيرة يجعل المرحلة المقبلة أكثر صعوبة على أوكرانيا.

ولفت إلى أن استمرار تباين المواقف داخل المعسكر الغربي ينعكس سلبًا على قدرة كييف على تحديد اتجاه واضح في سياستها الدفاعية والدبلوماسية.

مقالات مشابهة

  • موسكو وواشنطن تبحثان تنفيذ تفاهمات بوتين وترامب بشأن أوكرانيا
  • عماد أبو الرب: الاتحاد الأوروبي يعاني انقسامًا متزايدًا وغموضًا في دعم أوكرانيا
  • موسكو: أوروبا تبذل "جهودًا تخريبية" لعرقلة التسوية مع أوكرانيا
  • الاتحاد الأوروبي يدرس خطة ضم أوكرانيا بلا تصويت
  • زاخاروفا: الاتحاد الأوروبي يسعى لعرقلة أي تحرك بشأن أوكرانيا قبل قمة بوتين وترامب
  • الخارجية الروسية: الاتحاد الأوروبي يسعى لتعطيل جهود السلام قبل اجتماع بوتين وترامب
  • الرئيس الأوكراني يطالب بتجميد الحرب قبل بدء محادثات السلام مع روسيا
  • روسيا تصعّد هجماتها الجوية بعد محادثات واشنطن.. بوتين يعرض على ترمب صفقة لإنهاء حرب أوكرانيا
  • للمرة الأولى.. الاتحاد الأوروبي يعتزم تدريب القوات الأوكرانية داخل كييف