قبيل قمة بوتين – ترمب.. توتر سياسي ودبلوماسي حول أوكرانيا
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
البلاد (موسكو)
وسط أجواء متوترة، تتجه الأنظار نحو القمة المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترمب في بودابست، حيث اتهمت موسكو الاتحاد الأوروبي بعرقلة أي مساعٍ لحل سلمي للصراع الأوكراني.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إلى أن أوروبا الغربية لجأت إلى”إجراءات تخريبية نشطة” لإحباط أي طموحات سلام، مؤكدة أن المجتمع الأوروبي الغربي يحاول تصعيد الصراع كما حدث في 2022، عبر تعطيل مفاوضات السلام التي عرضتها كييف وأتاحت روسيا المشاركة فيها.
في المقابل، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن الجهود الأمريكية لإحلال السلام موضع ترحيب، لكنها رأت أن زيارة بوتين للمجر “ليست شيئاً لطيفاً”، مشيرة إلى المذكرة الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس الروسي. من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الليتواني كيستوتيس بودريس أن”المكان الوحيد لبوتين في أوروبا هو لاهاي أمام المحكمة، وليس في أي عواصمنا”.
وفي كييف، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استعداده للمشاركة في القمة الثلاثية إذا تم توجيه الدعوة له، لكنه أشار إلى أن المجر ليست المكان المناسب للمفاوضات. وأوضح أن الموقف الروسي في المفاوضات لم يتغير، وأن موسكو تطالب بانسحاب أوكرانيا من منطقة دونباس، فيما أكدت كييف حاجتها إلى 25 منظومة دفاع جوي أميركية من طراز باتريوت لتعزيز قدراتها الدفاعية.
وحول محادثات السلام، شددت موسكو على أن أي اتفاق مع أوكرانيا يجب أن يعالج الأسباب الجذرية للصراع لضمان سلام طويل الأمد، وفق تصريحات ماريا زاخاروفا. يأتي ذلك بعد تقارير عن لقاء عاصف في البيت الأبيض الأسبوع الماضي بين ترمب وزيلينسكي، حيث حث الرئيس الأمريكي نظيره الأوكراني على قبول التنازل عن دونباس، فيما رفض تسليم صواريخ”توماهوك” إلى كييف، مما أثار استغراب الوفد الأوكراني.
على صعيد الاتحاد الأوروبي، تدرس العواصم الأوروبية خطة تسمح بانضمام دول جديدة مثل أوكرانيا ومولدوفا والجبل الأسود إلى التكتل، دون منحها كامل حقوق التصويت في البداية. وأكدت مصادر مطلعة أن العضوية الكاملة ستُمنح بعد تنفيذ إصلاحات مؤسساتية لتقليل تأثير حق الفيتو على قرارات الاتحاد، في محاولة لتجاوز العقبات التي تعيق التوسع منذ سنوات. وتتمحور الخطة حول منح الدول المرشحة معظم مزايا العضوية الاقتصادية والسياسية، مع إمكانية التمتع بحقوق كاملة لاحقًا بعد إجراء الإصلاحات اللازمة.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
خبير سياسي: سوريا وإسرائيل.. توتر مستمر وضربات متفرقة دون إعلان حرب
في ظل موجة التوتر المتصاعد بين سوريا وإسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة، تتزايد الأسئلة حول ما إذا كانت المنطقة مقبلة على مواجهة عسكرية جديدة أم أن الأمور ستتوقف عند حدود الرسائل المتبادلة والضربات المحدودة.
وفي قراءة تحليلية للمشهد الراهن، قدم الخبير السياسي كمال ريان رؤية شاملة للأوضاع، كاشفًا موازين القوى، وحقيقة استعداد الأطراف، وحدود ما يمكن أن يصل إليه التصعيد الحالي.
كمال ريان: “أرض الجولان تهتز… والتصعيد يلوح في الأفققال الخبير السياسي كمال ريان في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن التطورات الأخيرة في المنطقة تشير إلى أن احتمال التصعيد بين سوريا وإسرائيل ليس مستبعدًا، لكنه شدد في الوقت نفسه على أنه لا يرى أن الأمور تتجه نحو حرب وشيكة بين الجانبين.
وأوضح ريان أن سوريا لا تبدو راغبة ولا مستعدة في حرب في هذه المرحلة ، خاصة أنها تمر و تعبيره ـ بمرحلة إعادة بناء الدولة والجيش والاقتصاد والمجتمع، إلى جانب معالجة الملفات الداخلية والخلافات في بعض المناطق مثل مناطق سيطرة “قسد”.
وأكد أن تصريحات المسؤولين السوريين خلال الفترة الأخيرة تعكس بوضوح عدم وجود نية للدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل.
وأضاف ريان أن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية تكررت مؤخرًا، إلى جانب استمرار الاحتلال في الجولان منذ عام 1967، مشيرًا إلى أن دمشق تكتفي بالمطالبة باستعادة أراضيها دون اللجوء إلى التصعيد العسكري.
ما وأشارع إلى أن تصريحات أحد الوزراء الإسرائيليين بأن “الحرب على سوريا باتت حتمية” جاءت في سياق التهديد والضغط السياسي الداخلي، معتبرًا أنها لا تعكس قرارًا حقيقيًا بالحرب.
ولفت ريان إلى أن العلاقات بين سوريا وإسرائيل لم تشهد هدوءًا كاملًا منذ احتلال الجولان، لكنها في الوقت ذاته لم تصل إلى مرحلة الحرب الشاملة منذ حرب 1973، موضحًا أن ما يجري هو “توتر دائم وضربات متفرقة”.
وكشف ريان أن بعض الأطراف داخل إسرائيل تربط بين التحركات المسلحة في جنوب سوريا وبين عدم الاستقرار الأمني، في محاولة لاستخدام ذلك كـ “مبرر للتصعيد أو التوسع داخل الأراضي السورية”.
وأشار إلى تصريحات رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع الذي في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل قبل حسم مصير الجولان، مشددًا على أن "هذه أرض محتلة ولا يمكن التطبيع قبل استعادتها”.
وقال ريان إن تحركات دبلوماسية سابقة ومفاوضات أمنية جرت بين الطرفين تعكس وجود رغبة في “تثبيت الوضع الأمني” بدلًا من التصعيد، موضحًا أن هناك حديثًا عن اتفاق أمني محتمل قبل نهاية العام لوقف الضربات الإسرائيلية داخل سوريا، لكنه أكد أنه لا توجد معلومات مؤكدة حتى الآن.
واختتم كمال ريان تصريحاته بالتأكيد على أن الوضع الحالي بين سوريا وإسرائيل يمثل “توازنًا هشًا”، يتمثل في تجاذبات أمنية وضربات إسرائيلية متفرقة وتوتر مستمر، لكنه شدد على أنه لا توجد مؤشرات حقيقية على حرب شاملة وشيكة بين الطرفين