حياتها أهم نحو مجتمع يرفض الزواج المبكر .. ندوة بمجمع إعلام القليوبية
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
عقد، اليوم، مجمع إعلام القليوبية ندوة توعوية بعنوان "حياتها أهم.. نحو مجتمع يرفض الزواج المبكر"، بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم بالقليوبية، إدارة التنمية المستدامة، وتأتي هذه الندوة في إطار الدور التوعوي والتثقيفي الذي يقوم به قطاع الإعلام الداخلي التابع للهيئة العامة للاستعلامات بالقضية السكانية وتعزيز الوعي المجتمعي بالقضايا الاجتماعية التي تؤثر سلبًا على التنمية المستدامة، وعلى رأسها الزواج المبكر، باعتباره أحد التحديات الخطيرة التي تؤثر على الصحة الإنجابية، والتعليم، والاقتصاد، والتعداد السكاني، تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى مجلي، رئيس قطاع الإعلام الداخلي.
وحاضر في الندوة كل من الدكتور محمد عبد السلام محمد، أستاذ ورئيس قسم النساء والتوليد كلية الطب بجامعة بنها، ونسرين علي ماهر لاشين موجه تربية اجتماعية بمديرية التربية والتعليم بالقليوبية وأخصائي تعديل سلوك وتنمية مهارات، ووفاء الديب مدير إدارة التنمية المستدامة بمديرية التربية والتعليم بالقليوبية.
في البداية أكدت إيمان فاروق أخصائي إعلام بمجمع إعلام القليوبية، في كلمتها أن حياة الفتاة أهم من أي تقاليد بالية، ومن أي حسابات اجتماعية ضيقة، حياتها أهم من خوف الأهل من العنوسة، ومن ضغوط المجتمع، حياتها تستحق أن تُمنح الفرصة لتنضج وتحلم وتتعلم وتقرر، موضحة أن قضية الزواج المبكر ليست مجرد شأن أسري أو تقليد اجتماعي موروث، بل هي قضية وطن، تتقاطع فيها الأبعاد الصحية والتعليمية والقانونية والاقتصادية والإنسانية، ومن هنا نضع على عاتقنا مسئولية التوعية والتثقيف وفتح المساحات الآمنة للنقاش، بهدف تغيير المفاهيم المغلوطة التي تُرسخ لهذه الظاهرة.
بينما جاءت كلمة، وفاء الديب، مؤكدة أن هذه الندوة تمثل جهدا توعويا في وجه عادة اجتماعية موروثة تُهدد مستقبل الآلاف من الفتيات، وهي دعوة صريحة للمجتمع كي يختار الحياة والتعليم والكرامة للفتيات، بدلًا من التسرع في قرارات قد تدمر حياتهن في سن مبكرة، فنحن نسعى لبناء ثقافة جديدة تؤمن بأن الفتاة ليست عبئًا يُسرع الأهل بالتخلص منه، بل طاقة قادرة على المساهمة في تنمية هذا الوطن.
وفي سياق متصل، أوضح الدكتور محمد عبد السلام، أن قضية الزواج المبكر تعد من أخطر القضايا الصحية والاجتماعية التي تواجه مجتمعنا، وله نتائج كارثية على صحة الفتاة، وعلى الأسرة بأكملها.
وأكد أن الفتاة التي تتزوج في سن صغيرة، قبل أن يكتمل نمو جسدها ونضجها العقلي والعاطفي، تُعرض نفسها لمضاعفات خطيرة، منها مضاعفات الحمل والولادة مثل الولادة المبكرة، تسمم الحمل، النزيف، بل وقد تصل إلى الوفاة في بعض الحالات، ومشاكل صحية مزمنة منها ضعف الحوض، وتمزقات عنق الرحم، وسوء التغذية نتيجة الحمل المتكرر المبكر، ومشكلات نفسية واجتماعية منها شعور دائم بالخوف، فقدان الشعور بالأمان، اضطرابات الاكتئاب، وعدم القدرة على رعاية الطفل أو تحمل مسئولية الأسرة.
واستطرد أن الزواج المبكر لا يُنهي فقط مسيرة الفتاة التعليمية بل يُفقدها القدرة على اتخاذ قرارات تخص جسدها وحياتها، فيتحول الزواج إلى عبء بدل أن يكون شراكة مبنية على الوعي والاختيار، ولذلك فإن رفض الزواج المبكر ليس رفاهية، بل ضرورة لحماية صحة الفتاة ومستقبل الأسرة ومصلحة المجتمع ككل.
بينما جاءت كلمة نسرين لاشين، مؤكدة أن الزواج المبكر ليس فقط انتهاكًا لحقوق الفتاة، بل هو عقبة أمام بناء مجتمع سليم يتمتع أفراده بالوعي والتعليم والصحة النفسية، وأن تحقيق التنمية المستدامة الحقيقية يبدأ من تمكين الإنسان وخاصة الفتاة، التي تمثل نصف المجتمع وتشارك بفاعلية في بناء النصف الآخر، ولا يمكن أن نحقق هذا التمكين إذا كانت فتياتنا يُجبرن على الزواج في سن صغيرة، دون إتاحة الفرصة لهن لاستكمال تعليمهن ونضجهن الشخصي والمعرفي.
وأشارت إلى أن ذلك يؤدى غالبًا إلى تفكك أسرى نتيجة لغياب التفاهم والنضج الكافى لدى الزوجين، كما يعرّضها لترك التعليم، مما يحرمها من فرص التمكين الاقتصادي والمشاركة الفعالة في المجتمع، وتُعد الأسر الناتجة عن الزواج المبكر أكثر عرضة للفقر، حيث يفتقر الطرفان إلى المؤهلات التي تتيح لهما العمل والإنتاج، كما أن هذا النوع من الزواج يُكرّس الأدوار التقليدية للمرأة، ويمنعها من تحقيق ذاتها، ومن النتائج الأخرى الخطيرة أيضًا ضعف تربية الأبناء، نتيجة لعدم قدرة الأبوين على تحمّل المسؤولية التربوية، مما ينعكس على سلوك الأطفال وتعليمهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القليوبية بنها محافظ القليوبية التنمیة المستدامة الزواج المبکر التی ت
إقرأ أيضاً:
«لا للتحرش.. بيئة مدرسية آمنة» ندوة توعوية لمجمع إعلام الإسكندرية
نظم مجمع إعلام الإسكندرية، التابع للهيئة العامة للاستعلامات، اليوم السبت، ندوة توعوية بالتعاون مع إدارة غرب التعليمية، بعنوان «لا للتحرش بيئة مدرسية آمنة»، وذلك بمدرسة بشاير الخير 6 الابتدائية، في إطار حملة قطاع الإعلام الداخلي برئاسة الدكتور أحمد يحيى «لطفولة آمنة.. حمايتهم واجبنا»، وبمشاركة واسعة من الطلاب وأولياء الأمور وهيئة التدريس.
جاءت الندوة بحضور وسيم جاد وكيل إدارة غرب التعليمية، والدكتورة أمل شعبان خبير التنمية البشرية، والدكتورة مها مرسي مدير الثقافة الصحية بمنطقة غرب الطبية، والأستاذة بسمة محمد مدير إدارة تكافؤ الفرص ورئيس وحدة حقوق الإنسان بإدارة غرب التعليمية.
وافتتحت أمل علي، مديرة المدرسة، الندوة بالترحيب بالحضور، مؤكدة أن توعية الأطفال وحمايتهم من التحرش من القضايا المهمة والحساسة التي تهم الأسرة والمدرسة معًا، مشددة على حق الطفل في بيئة آمنة داخل المدرسة وخارجها، وهو ما يتطلب وعيًا مجتمعيًا وآليات حماية تُطبق بحزم.
من جانبها، قالت الإعلامية أماني سريح، مدير مجمع إعلام الإسكندرية، إن هدف حملة «حمايتهم واجبنا» هو توعية طلاب المدارس وأولياء الأمور بخطورة ظاهرة التحرش وضرورة حماية الأطفال منها، موضحة أن الحملة تركز على تعليم الأطفال السلوك السليم وكيفية قول «لا» لأي تصرف يضايقهم، مع تعزيز دور الأسرة في المتابعة والدعم، بما يسهم في خلق بيئة مدرسية آمنة قائمة على الاحترام المتبادل.
وأكد وسيم جاد حرص وزارة التربية والتعليم على توفير بيئة مدرسية آمنة وداعمة وخالية من أي إساءة للأطفال، مشيرًا إلى أن المدرسة هي المكان الذي تُغرس فيه قيم العلم والأخلاق، وأن حماية الأطفال مسؤولية مشتركة تتطلب تكاتف الآباء والأمهات والمعلمين.
واستعرضت الدكتورة أمل شعبان مفهوم التحرش باستخدام مصطلح «اللمسة السيئة»، موضحة أهمية إدراك الطفل أن جسده ملك له، وعدم السماح لأي شخص غريب بلمسه، مع توضيح أساليب استدراج الأطفال وطرق التعامل في حال التعرض للتحرش، مثل طلب المساعدة أو الهرب واللجوء إلى الأشخاص الموثوق بهم.
كما تناولت الدكتورة مها مرسي شرح الأماكن الخاصة المحظور لمسها، والتمييز بين اللمسة السيئة واللمسة العادية، وسبل تعامل الأسرة مع الطفل في حال تعرضه للإساءة، مؤكدة أهمية التواصل مع خط نجدة الطفل 16000 لبدء الإجراءات القانونية، إلى جانب تقديم الدعم النفسي والطبي اللازم للطفل.
وفي ختام الندوة، أوضحت الدكتورة هند محمود، مسؤول الإعلام السكاني، أن الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة هم الأكثر عرضة للتحرش لسهولة خداعهم وصعوبة تعبيرهم عما يتعرضون له، مؤكدة ضرورة توعية الأطفال بعدم الانفراد بهم، وتشجيعهم على سرد تفاصيل يومهم باستمرار.
وتخللت الندوة فقرات غنائية تعليمية تهدف إلى تعزيز السلوكيات السليمة ورفع وعي الأطفال بطرق الحماية من التحرش، وسط تفاعل ملحوظ من الحضور.