يأتي هذا التراجع في إطار حملة واسعة يشنّها ترامب ضد الهجرة غير الشرعية، أعلن خلالها عن تسجيل أرقام قياسية في الاعتقالات.

قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التراجع عن خططه لنشر قوات فدرالية في سان فرانسيسكو، بعد مكالمة هاتفية مع عمدة المدينة دانيال لوري واتصالات متعددة من قادة بارزين في قطاع التكنولوجيا.

وأعلن دانيال لوري، عمدة سان فرانسيسكو، في منشور على منصة "إكس" يوم الخميس أن ترامب اتصل به ليلة الأربعاء وأبلغه "بإلغاء أي خطط لنشر قوات فدرالية" في المدينة.

وأضاف أن سان فرانسيسكو "ستواصل التعاون مع الوكالات الفيدرالية لمكافحة جرائم المخدرات"، لكنه شدّد على أن "الإجراءات الأمنية المسلّحة المتعلقة بإنفاذ قوانين الهجرة لن تكون مفيدة".

وفي مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر الخميس، كرّر لوري رسالته إلى ترامب: "أخبرته الشيء نفسه الذي أقوله لسكاننا: سان فرانسيسكو في طريقها للصعود مجددًا. الزوّار يعودون، المباني تُؤجَر وتُباع، والموظفون يعودون إلى مكاتبهم".

وأشار إلى أن مادة الفنتانيل تُعدّ من أبرز المشكلات التي تعاني منها شوارع المدينة، مؤكدًا أن التعاون مع إدارة مكافحة المخدرات الفيدرالية "ضروري لإزالة المخدرات غير المشروعة من الشوارع والمساهمة في تراجع معدلات الجريمة".

لكنه حذّر صراحةً: "لكن وجود الجيش وقوات إنفاذ الهجرة ذات الطابع العسكري في مدينتنا سيعرقل تعافينا".

ترامب يُقرّ بالحوار ويثني على لوري

من جهته، أكد ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال" أن الحكومة الفيدرالية كانت تستعد لنشر قوات إضافية في سان فرانسيسكو، لكنها قررت إلغاء ذلك. وقال: "تحدثت مع رئيس البلدية لوري الليلة الماضية، وطلب مني، بلطفٍ شديد، أن أعطيه فرصة ليُجري تغييرًا".

وأضاف ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: "أخبرت العمدة أنني أعجب بما تقوم به، وأحترمه، وأحترم الأشخاص الذين يعملون معك"، مُشيرًا إلى أن لوري أكّد له أن المدينة تعمل بجد للحد من الجريمة.

ولفت ترامب إلى أن الجريمة في سان فرانسيسكو تراجعت بنسبة 26% مقارنة بالعام الماضي، وأن حالات كسر زجاج السيارات وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 22 عامًا — وهي أرقام نقلها عن العمدة مباشرة.

Related المدن الداعمة للديمقراطيين في مرمى ترامب.. الحرس الوطني ينتشر في مدينة شيكاغوالحرس الوطني يتأهب لحمل السلاح في واشنطن.. ترامب: الحملة الفدرالية ستمتد الى شيكاغو ونيويوركترامب يأمر بنشر الحرس الوطني في شيكاغو.. وقاضية تمنعه من إرسال القوات إلى بورتلاند "أشعر بالفخر"

أشار ترامب إلى أن قراره جاء بعد "أربع أو خمس مكالمات" من قادة أعمال، خصوصًا جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، ومارك بينيوف، الرئيس التنفيذي لشركة سيلزفورس. وقال: "هؤلاء من أكبر الشخصيات في العالم، كثير منهم من قطاع التكنولوجيا. إنهم يريدون القيام بذلك، فقلت لهم: أشعر بالفخر أن أمنحكم هذه الفرصة. وإذا لم تنجح الأمور، فسنفعلها نيابةً عنكم بسرعة كبيرة".

وكان بينيوف قد أثار جدلًا أوائل الشهر الجاري حين قال لصحيفة "نيويورك تايمز" إنه يرحب بنشر الحرس الوطني قبل مؤتمره السنوي، لكنه اعتذر لاحقًا بعد انتقادات حادة، مؤكّدًا أن القوات ليست ضرورية. وأكد لوكالة "أسوشييتد برس" أنه تحدّث مع ترامب، دون الكشف عن تفاصيل. أما شركة إنفيديا، فرفضت التعليق.

احتجاجات رغم التراجع الرسمي

رغم الإعلان عن التراجع، وصلت صباح الخميس مجموعة صغيرة من مركبات حرس الحدود الأمريكي إلى قاعدة خفر السواحل في منطقة الخليج، حيث واجهها مئات المتظاهرين.

ورفع المحتجون لافتات كُتب عليها "أوقفوا عمليات الاختطاف" و"احموا جيراننا"، وتصاعد التوتر عندما ضرب أحد المتظاهرين نافذة شاحنة أثناء مرورها. ولجأ العملاء الفيدراليون إلى استخدام ذخائر غير قاتلة لتفريق الحشد، ما أسفر عن إصابة شخص بمقذوف، ودهس قدم آخر.

ردود فعل متباينة داخل المدينة

نالت خطوة لوري إشادة من نانسي بيلوسي، التي وصفته على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه "أظهر قيادة استثنائية"، كما وصفه ستيف كير، مدرب فريق غولدن ستيت ووريورز، بأنه "نجمٌ مطلق".

لكن التشكيك لم يغب. فقالت كوني تشان، إحدى مشرفات المدينة المنتمية إلى التيار التقدمي: "لا يمكننا أن نثق بترامب". واعتبرت زميلتها جاكي فيلدر أن رغبة لوري في التنسيق المتزايد مع أجهزة إنفاذ القانون الفيدرالية "دعوةٌ خطيرة لإدارة فاشية".

صمت حول مدن أخرى

ولم يُشر ترامب في إعلانه إلى مدن أخرى في منطقة الخليج، مثل أوكلاند، التي سبق أن هدّد بإرسال قوات إليها. كما تجنّب استهداف مدن مثل ديترويت، رغم انتقاده المتكرر لأوضاعها، وهو ما يعزوه مراقبون إلى النهج التفاوضي الذي تتبعه حاكمة ميشيغان غريتشن ويتمير، التي زارت البيت الأبيض أكثر من مرة في محاولة لبناء جسور مع الإدارة الفيدرالية.

ويأتي هذا التراجع في سياق حملة واسعة يشنّها ترامب على الهجرة غير الشرعية، يُعلن فيها عن أرقام قياسية في الاعتقالات، وينشر قوات الحرس الوطني في مدن ديمقراطية مثل لوس أنجلوس رغم اعتراض الحكام.

وكان ترامب قد قال لقناة فوكس نيوز قبل أيام: "سنذهب إلى سان فرانسيسكو وسنعيد لها عظمتها"، في إشارة واضحة إلى خططه السابقة التي تراجَع عنها مؤقتًا.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس فرنسا سوريا روسيا دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس فرنسا سوريا روسيا الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب سان فرانسيسكو الهجرة لوس أنجلس دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس فرنسا سوريا روسيا حروب غزة بريطانيا دراسة الصحة كندا فی سان فرانسیسکو الحرس الوطنی إلى أن

إقرأ أيضاً:

أبرز الولايات التي نشر فيها ترامب قوات الحرس الوطني

وفي كل حالة، تحدى معارضة شديدة من عمداء المدن الديمقراطيين وحكام الولايات، الذين يقولون إن مزاعم ترامب عن الفوضى والعنف لا تعكس الواقع. في هذا العرض نتعرف على أبرز الولايات التي نشر فيها ترامب قوات حرس وطني وردود الفعل المقابلة.

Published On 23/10/202523/10/2025|آخر تحديث: 12:38 (توقيت مكة)آخر تحديث: 12:38 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • ترامب يؤجل إرسال قوات فدرالية إلى سان فرانسيسكو
  • أتوقع ألا يؤذوننا.. سموتريتش يتراجع عن تصريحاته المسيئة للسعودية
  • ترامب: لن ننشر قوات في سان فرانسيسكو
  • نتنياهو يتراجع عن ضم الضفة الغربية.. ماذا حدث؟
  • أبرز الولايات التي نشر فيها ترامب قوات الحرس الوطني
  • الأسهم الآسيوية تواصل التراجع وسط تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين
  • لا أريد إضاعة الوقت.. ترامب يتراجع عن لقاء بوتين المحدد مسبقا
  • الصحافة كما يحبها القارئ
  • الدروس العراقية.. موقع أميركي يدعو سوريا للاستفادة من التجربة الفيدرالية والكورد كنموذج نجاح