من البندقية إلى المنبر.. طارق صالح يشدد على تكامل الوعي في موجهة إرهاب الحوثي
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
شدد عضو مجلس القيادة الرئاسي، قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي، الفريق الركن طارق صالح، على أن المعركة الوطنية ضد مليشيا الحوثي الإرهابية "ليست معركة بندقية فحسب، بل معركة وعي وإيمان وفكر"، داعيًا الخطباء والمرشدين والعلماء إلى القيام بدورهم في تحصين المجتمع من الأفكار الضالة التي تبثها المليشيا وحليفها تنظيم القاعدة، والعمل على تعزيز قيم الاعتدال والوسطية بين الناس.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال اللقاء التشاوري للسلطة المحلية ومكاتب الأوقاف بمحافظتي تعز والحديدة، الذي نظمته دائرة الإعلام والثقافة والإرشاد بالمكتب السياسي للمقاومة الوطنية، بحضور عدد من قيادة المكتب ومدراء المديريات وممثلي مكاتب الأوقاف في المحافظتين.
وقال الفريق طارق صالح: "المعركة مع الحوثي مستمرة، لكنها ليست بالسلاح وحده، بل معركة فكرية تتطلب وعيًا عقديًا راسخًا لدى المقاتلين والمجتمع معًا".
وأكد أن المشروع الذي يقاتل من أجله اليمنيون هو مشروع وطني وديني في آنٍ واحد، يقوم على إعلاء كلمة الله واستعادة الوطن من براثن مشروع الكهنوت الإيراني. وأوضح أن مواجهة الحوثي ليست مجرد حرب ميدانية، بل مواجهة فكرية مع مشروع يسعى إلى تشييع المجتمع اليمني ونزع هويته العربية والإسلامية الأصيلة.
ودعا عضو مجلس القيادة الرئاسي الخطباء والوعاظ إلى توحيد وترشيد الخطاب الديني في المساجد، وتعزيز الوعي الوطني بين المواطنين، محذرًا من محاولات الحوثيين اختراق المساجد والمؤسسات الدينية ونشر الفكر الطائفي المتطرف. مضيفًا إن على الخطباء والعلماء أن يجعلوا من المنابر "ورشًا للوعي" تنشر مفاهيم الإسلام المعتدل وتكشف زيف العقيدة الحوثية المنحرفة.
كما شدد على أهمية التنسيق بين رجال الدين والأجهزة الأمنية لرصد الظواهر الاجتماعية المنحرفة والتوعية بمخاطرها، مشيرًا إلى أن تحصين وعي المقاتلين والمجتمع هو جزء أساسي من معركة التحرير.
وفي كلمته، استعرض الفريق طارق صالح طبيعة العلاقة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة، مشيرًا إلى أن الهجوم الإرهابي الأخير في محافظة أبين يؤكد "وجود شبكة تخادم وتمويل مشتركة تديرها إيران لتقويض الأمن في اليمن والمنطقة". ولفت إلى أن المليشيا الحوثية "تغرق في أزمات داخلية خانقة وتحاول التغطية عليها عبر شعارات كاذبة"، مبينًا أنها تتاجر بالقضية الفلسطينية لصالح الحرس الثوري الإيراني، بعدما فقدت مصداقيتها حتى بين أنصارها.
وأضاف أن الحوثي، بعد أن صادر مرتبات الناس ونهب موارد الدولة، بات اليوم يهدد السعودية بالصواريخ الإيرانية في حين يطالبها في الوقت ذاته بتمويل مشاريعه.
وأشار الفريق طارق صالح إلى أن المعركة مع الحوثي ليست فقط ضد ميليشيا مسلحة، بل ضد فكر طائفي وعنصري يسعى لتقسيم المجتمع وتمزيق نسيجه الوطني، لافتًا إلى أن الجماعة تعاني تصدعات داخلية واضحة، وتحاول إخفاءها عبر حملات اختطاف وقمع متزايدة للأبرياء والموظفين المحليين في مناطق سيطرتها.
وقال إن الفرق في تعامل المليشيا مع قتلاها يكشف عنصرية متجذرة، حيث ينعون قادتهم من سلالة محددة بحفاوة بالغة، فيما يتجاهلون قتلى الصفوف الدنيا، ما يعكس عمق التمييز داخل بنيتهم الفكرية والاجتماعية.
وختم عضو مجلس القيادة الرئاسي حديثه بتوجيه رسالة إلى المجتمع والخطباء قائلاً: "أنتم في خط الدفاع الأول عن الوعي، فالكلمة الصادقة لا تقلّ أهمية عن الرصاصة في المعركة".
ودعا إلى مساندة جهود الأمن وتعزيز التلاحم الوطني والاصطفاف خلف الدولة ومؤسساتها الشرعية، مشيدًا بدور أبناء تهامة الذين "كانوا أول من ثار على الإمامة"، ومؤكدًا أن النصر قادم بعون الله، لأن اليمنيين يقاتلون من أجل قيم الحرية والكرامة واستعادة دولتهم.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: طارق صالح إلى أن
إقرأ أيضاً:
بودربالة: تكامل الأدوار بين القطاعات ومشاركة وسائل الإعلام يكرّس أن مكافحة المخدرات مسؤولية جماعية
أكد رئيس مجلس قضاء الجزائر محمد بودربالة أن قانون 03.25جاء ليتمم مضمون جديد في التعاون مع جرائم المخدرات قائما على دمج البعدين الردعي والوقائي في مقاربة واحدة، ولهذا ييرز بودربالة أن مسؤوليتنا تتمثل في حسن فهم هذا القانون وتكييف الممارسة القضائية والإدارية مع متطلباته سواء في مجالات التحقيق والمتابعة أو التنفيذ العقابي.
وأضاف رئيس المجلس على هامش انطلاق أشغال الملتقى العلمي الموسوم ب القانون رقم 03_25 المتعلق بالوقاية من المخدرات والموثرات العقلية ومنع الاستعمال والاتجار غير المشروعين بها…بين متطلبات الردع والوقاية، المنعقد بمجلس قضاء الجزائر بحضور قضاة ومدراء المؤسسات العقابية والتربوية، والاطارات بمختلف الاسلاك الأمنية وممثلي وزارة الشؤون الدينية، وممثل عن الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها،
ان هذا اللقاء فرصة لتناول عدة محاور ابرزها السياسة الجنائية الجديدة وفهم هذه المستجدات بما يضمن توحيد العمل القضائي داخل المجلس والمحاكم التابعة له، وهي الغاية المرجوّة للجميع.
كما أن التحدي الثاني للمستجدات الطبية والاجتماعية المرتبطة بالادمان للتطرق الى أساليب العلاج وطرق التكفل بالمدمنين داخل المؤسسات الصحية وأهمية إدماجهم إجتماعيا بعد الامتثال للعلاج وهذا عنصر حيوي في المقاربة الوطنية الشاملة الواردة في صلب هذا القانون.
وأشار ذات المتحدث ان خصوصية المتابعة المرتبطة بالمخدرات والمؤثرات العقلية، فالتحقيق في هذه الملفات ذو طابع حساس، تتطلب الدقة والانسجام مع المعايير القانونية والمداخلة المخصصة لهذا الجانب توضح لنا السبل العلمية التي تضمن فعالية في المتابعة واحترام الضمانات القانونية.
كما ان تكامل الأدوار بين القطاعات يؤكد محمد بودربالة أنه يتمثل في حضور ممثلي المجتمع المدني وضباط الشرطة القضائية وقطاعي التعليم والشؤون الدينية ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها يكرّس ان مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية مسؤولية جماعية تتجاوز حدود القطاع القضائي.
بالإضافة الى ان نجاح أي نص قانوني لا يتحقق بمجرد صدوره وانما يتحقق عبر التطبيق السليم والتقييم المستمر والعمل المشترك.
واختتم محمد بودربالة ان مجلس قضاء الجزائر سيظل فضاء مفتوحا للتكوين والانفتاح في إطار مقاربة تعزز احترافية القضاء وتضمن تطوير آليات التعاون الداخلي والدولي في مجال الوقاية من جرائم المخدرات والموثرات العقلية ومكافحتهما.