فوضى في سوريا وصراعات مسلحة بين 6 أطراف وتجنيد في العراق.. ماذا يحدث؟
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
بغداد اليوم- متابعة
"الفوضى" عنوان بليغ للأحداث الجارية في شمال الشرق السوري وبالقرب من الحدود مع العراق، ويمكن القول بأنه لا أحد يعلم ماذا يحدث بالضبط، مع تعدد الاطراف المتصادمة والتي "تحشد" في ذات الوقت، حتى وصل التحشيد الى العراق، فيما لازالت المعلومات غامضة عن طبيعة الاصطفافات بين هذه الاطراف المسلحة التي من الممكن ان تصل الى 6 اطراف مختلفة.
ولم تتوقف الاشتباكات في ريف دير الزور الشرقي بين عناصر "مجلس دير الزور العسكري" ومقاتلين من عشائر عربية من جهة، و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، من جهة اخرى، والتي تفجرت الأحد الماضي بعد إقالة قائد المجلس، أحمد الخبيل، (أبو خولة) ووضعه تحت الإقامة الجبرية، بتهم تتعلق بالفساد من قبل قيادة قوات قسد، وهو ما دفع فعاليات قبلية للدعوة إلى تشكيل إدارة مدنية لهذا الريف، يتبع للتحالف الدولي.
وأدت الاشتباكات، التي تعتبر الأسوأ منذ سنوات، إلى مقتل ما لا يقل عن 40 شخصا وإصابة العشرات في محافظة دير الزور الغنية بالنفط، وتتمركز المئات من القوات الامريكية في شرقي سوريا، منذ عام 2015، للمساعدة في قتال داعش.
ويتهم مؤيدو “قسد” وجهاء العشائر العربية المنتفضة بسبب القتال الدائر هناك، ويؤكدون أن قيادة حزب العمال الكردستاني المهيمنة على قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا هي الطرف المسؤول عن كل ذلك.
ونشر موقع “الخابور” المعارض للنظام و“قسد“، الأربعاء الماضي خبرًا أكّد فيه أن باهوز أدال، القيادي في حزب العمال (PKK) ، هو من أشرف على عملية اعتقال الخبيل وقادة مجلس دير الزور العسكري، بعد أيام فقط على قدومه من جبال قنديل في العراق، وهي معقل الحزب المصنَّف على قوائم الإرهاب.
"النار تلمس حدود العراق"
ولن يكون العراق بمنأى عن انعكاسات هذا الاقتتال الداخلي السوري، بل على العكس ربما يكون طرفاً وجزءاً منه لاسيما وان فصائل بالحشد الشعبي "فتحت باب التطوع لأهالي سنجار في محافظة نينوى" للقتال في سوريا او حراسة الحدود بين البلدين، وفقاً لوسائل اعلام محلية نقلت عن مصدر أمني ذلك.
وبحسب هذا المصدر "فأن فصائل تابعة للحشد الشعبي المتواجدة في القضاء أطلقت نداءً للأهالي الراغبين في التطوع والسفر إلى سوريا شريطة ان يملكون جواز سفر عراقي وبالفعل تمت الموافقة على تسجيل أكثر من 700 متطوع مع منحهم راتبا شهريا يبلغ 3000 دولار لكل متطوع".
وفي سياق آخر اكد مصدر أمني، أن" هؤلاء المتطوعين سيشكلون قوة عسكرية ستتمركز على الحدود العراقية السورية غرب مناطق قضاء سنجار".
"تحرك أمريكي لقطع الطريق"
في المقابل هناك ثمة حركةٌ غير اعتياديةٍ لطائرات شحن عسكرية أمريكية في قاعدة عين الأسد العراقية بناحية البغدادي بمحافظة الأنبار، بحسب ما يقول سكان المنطقة.
ووفقاً لتقارير إخبارية، فإن القوات العسكرية الأمريكية المتمركزة في قاعدة الأسد، تخطط لإغلاق الحدود الطويلة بين العراق وسوريا، كما يرسل الجيش الأمريكي قوافل جديدة من الشاحنات العسكرية التي تنقل الأسلحة والإمدادات اللوجستية من العراق، إلى محافظة الحسكة في سوريا .
وتضيف التقارير أن القوات الامريكية المتمركزة في القاعدة العسكرية ذات الموقع الاستراتيجي في منطقة التنف السورية، تتلقى قوافل متعددة من المعدات العسكرية من قاعدة عين الأسد، لتنفيذ برنامج سري في المنطقة.
ويرى رامي عبد الرحمن مدير المركز السوري لحقوق الإنسان من بريطانيا أن "هناك توتراً مستمراً بين ضفتي الفرات الشرقية والغربية، بين مناطق انتشار قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف في شرق الفرات، وميليشيات إيران التي تحشد غرب الفرات على الحدود السورية العراقية" بحسب قوله.
"تحذير أمريكي من تربص داعش"
ودعا الجيش الأمريكي، أمس الخميس، إلى إنهاء القتال المستمر شرقي سوريا، محذرا من أن ذلك قد يساعد في عودة تنظيم داعش".
وأكد الجيش الامريكي في بيان أن "الالتهاء عن هذا العمل المهم تؤدي إلى انعدام الاستقرار وتزيد من خطر عودة ظهور داعش، يجب أن يتوقف العنف في شمال شرقي سوريا، وأن تعود الجهود إلى إحلال السلام والاستقرار في شمال شرق سوريا، خالية من تهديد داعش".
"يسقط النظام.. شعارات القديم الجديد"
وفي ظل التوتر هذا التوتر الأمني في شرقي البلاد، عادت تظاهرات متصاعدة في بعض المدن السورية مطالبة بإسقاط النظام، حيث شهدت ساحة الكرامة الرئيسة في مدينة السويداء، اليوم الجمعة (1 أيلول 2023)، تظاهرات هي الأكبر من نوعها منذ بدء الاحتجاجات الحالية ومنذ عام 2011، تاريخ انطلاقة الاحتجاجات السورية ضد النظام السوري.
وإلى جانب السويداء شهدت عدة مناطق في محافظة درعا، اليوم الجمعة، احتجاجات شعبية نادت بإسقاط النظام السوري.
والسويداء ودرعا خاضعتان لسيطرة النظام السوري، وتعتبر الاحتجاجات فيها "حالة استثنائية" قياسا بباقي المحافظات الأخرى التي يسيطر عليها الأخير.
كما خرجت مظاهرات شعبية في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في شمال سوريا، في إدلب وأرياف حلب. ومن غير الواضح حتى الآن المسار الزمني الذي سيلسكه المحتجون في الشوارع منادين بإسقاط النظام، وما إذا كان الأخير سيلجأ إلى خيارات قد تفضي إلى "التهدئة" أو التصعيد.
"صمت وترقب"
ويلتزم النظام السوري منذ 13 يوما سياسة تقوم على عدم التعليق والصمت و"برودة الأعصاب" كما وصفها أحد المحللين عبر شاشة التلفزيون الرسمي، أمس الخميس، وحتى الآن لم يبد أي بادرة إيجابية أو سلبية بشأن المطالب التي ينادي بها المحتجون.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: النظام السوری دیر الزور فی شمال
إقرأ أيضاً:
الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية مؤسسة لكشف انتهاكات النظام السوري المخلوع
هيئة أعلن عن تشكيلها الرئيس السوري أحمد الشرع في 17 مايو/أيار 2025، بهدف تحقيق العدالة الانتقالية وتعويض ضحايا انتهاكات نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. وتتمتع الهيئة باستقلالية مالية وإدارية، ولها صلاحية ممارسة مهامها في كامل الأراضي السورية.
النشأة والتأسيسأوصى مؤتمر الحوار الوطني في 25 فبراير/شباط 2025، بإطلاق مسار العدالة الانتقالية استجابة لمطالب الشعب، وعلى أساس ذلك نص الإعلان الدستوري في 13 مارس/آذار في المادة 49 على إحداث هيئة وطنية للعدالة الانتقالية.
وأعلنت رئاسة الجمهورية العربية السورية تشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية في 17 مايو/أيار 2025 في المرسوم رقم (20) "إيمانا بضرورة تحقيق العدالة الانتقالية ركيزة أساسية لبناء دولة القانون، وضمانا لحقوق الضحايا وتحقيقا للمصلحة الوطنية الشاملة".
ووفق نص المرسوم، فقد عُيّن عبد الباسط عبد اللطيف رئيسا للهيئة، وكُلف بتشكيل فريق العمل ووضع نظامها الداخلي في مدة لا تتجاوز 30 يوما، على أن تتمتع الهيئة بـ"الشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، وتمارس مهامها في جميع أنحاء الأراضي السورية".
وأعلن عبد اللطيف أنه سيضع خارطة طريق مبنية على أسس وطنية تراعي الخصوصية السورية، والاستعانة "بمجلس استشاري عن الضحايا واختصاصيين في الأدلة الجنائية".
الأهدافتعنى الهيئة بكشف حقيقة "الانتهاكات الجسيمة" التي ارتكبها النظام السوري المخلوع، ومساءلته ومحاسبة المسؤولين عنها، وتعويض الضحايا عن الضرر الذي لحق بهم، وضمان عدم تكرار الانتهاكات بترسيخ مبدأ المصالحة الوطنية.
إعلانوشملت تلك الانتهاكات والاعتداءات عشرات الهجمات بالأسلحة الكيميائية، وقصفا جويا واسعا ببراميل متفجرة على مناطق مأهولة، إلى جانب اعتقالات تعسفية وإخفاء قسري وتعذيب ممنهج في مراكز الاحتجاز، مما أدى إلى مقتل وفقدان مئات الآلاف من المدنيين، وفق تقارير صادرة عن الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية ومحلية.
رئيس الهيئة عبد الباسط عبد اللطيفولد في دير الزور في التاسع من يناير/كانون الثاني 1963، وحصل على إجازة (بكالوريوس) في الحقوق من جامعة حلب عام 1986، وأكمل تعليمه العالي في العلوم الشرطية والقانونية عام 2008.
شغل منصب مدير منطقة القامشلي قبل انشقاقه عن الجيش السوري عام 2012، ثم ترأس المكتب السياسي لجيش أسود الشرقية، وعين نائبا لرئيس المجلس المحلي لدير الزور في الحكومة السورية المؤقتة عام 2018.
وهو أحد أعضاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي أسس في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، في اجتماع لممثلين عن الجيش السوري الحر والمجالس المحلية، إلى جانب شخصيات سياسية وثورية مستقلة.
عين مديرا لمنظمة جسور الأمل للخدمات الاجتماعية من عام 2017 إلى 2019، وتولى عددا من المناصب البارزة الأخرى، من بينها عضو اللجنة الدستورية والنائب السابق لرئيس لجنة الحج العليا السورية والأمين العام السابق للائتلاف الوطني السوري.