مايو 30, 2025آخر تحديث: مايو 30, 2025

المستقلة/- أسامة الأطلسي/..”نريد أن نعيش بكرامة”. بهذه العبارة يختصر سكان قطاع غزة رسالتهم إلى العالم وإلى القيادة السياسية التي تتابع من بعيد. سنوات من الدماء والدمار والوعود المؤجلة دفعت الناس إلى حافة الإنهاك الكامل، وسط تساؤلات يومية: ما الذي يُفعل من أجل الناس؟ من أجل وقف الحرب؟ من أجل إعادة بناء ما دمره الاحتلال؟

في ظل هذا الواقع المعقد، تتجه الأنظار إلى القيادات السياسية المقيمة في الخارج، وتحديدًا إلى خليل الحية، أحد أبرز قادة حركة حماس.

خليل الحية: بين الدور السياسي وآلام الناس

يُعرف خليل الحية، القيادي البارز في حركة حماس، بدوره المحوري في المحادثات السياسية والوساطات الإقليمية، لا سيما تلك التي تُعقد في الدوحة، حيث يقيم منذ بداية الحرب الأخيرة. يشارك في مفاوضات رفيعة المستوى، ويتحدث باسم المقاومة، لكن في شوارع غزة، حيث تتراكم الأنقاض وتختلط رائحة الغبار بالدم، يتنامى شعور عميق بالفجوة بين القيادة والناس.

يقول أحد المواطنين من مدينة غزة: “نحترم كل من يعمل من أجل القضية، لكننا نريد من يسمع أنيننا قبل أن يفاوض باسمنا. نريد من يعيش بيننا، لا من يتحدث من خلف الزجاج العازل في الفنادق.”

في خان يونس، تقول أم لخمسة أطفال: “ليأتِ ويعيش يومًا هنا بين الأنقاض، ليرى كيف ننام، كيف نأكل، كيف نخاف على أولادنا كل لحظة. المقاومة لا تكون فقط بالشعارات، بل بحماية الحياة.”

معاناة يومية وصمت سياسي

الوضع الإنساني في القطاع يتدهور بشكل غير مسبوق. الجوع يطرق أبواب كل بيت، المساعدات لا تكفي، المشافي تئن، والمدارس لم تعد سوى ملاجئ. وفي مقابل هذه الصورة القاتمة، يتساءل السكان: أين القرارات الحاسمة؟ أين صوت القيادة الحقيقي الذي يتحدث بلسان الناس لا باسم تنظيم أو حسابات سياسية؟

العديد من الأصوات، حتى داخل صفوف مؤيدي حماس، بدأت تطالب بتغيير النهج السياسي، أو على الأقل بمراجعة الأولويات. “نريد وقفًا حقيقيًا لإطلاق النار، نريد حلاً سياسيًا لا يُؤجل، نريد أن نعيش كباقي البشر”، هكذا عبّر شاب عشريني من مخيم النصيرات.

قيادة بعيدة وشعب يدفع الثمن

يرى مراقبون أن المسافة الجغرافية بين القيادة في قطر والواقع الميداني في غزة باتت تمثل عائقًا حقيقيًا أمام فهم عمق المأساة. ويؤكد محللون سياسيون أن الاستمرار في إدارة الأزمة من الخارج، دون وجود فعلي داخل القطاع، يُفقد القيادة جزءًا من شرعيتها الأخلاقية والسياسية.

ففي الوقت الذي تتنقل فيه الوفود بين العواصم، يدفن الغزيون أبناءهم بأيديهم، ويقفون في طوابير طويلة من أجل ربطة خبز أو علبة دواء. وبينما تُدار الحسابات على طاولة المفاوضات، تُدار حياة الناس على حافة اليأس.

الحاجة إلى قرار شجاع

مع كل هذه الضغوط، تبقى الكرة في ملعب من بيده القرار. وتبقى غزة تنتظر من يسمع صرختها بصدق. فهل يُقدم خليل الحية والقيادة السياسية على اتخاذ خطوة حاسمة تُعيد الأولوية للناس؟ هل يكون هناك تحرك يُنهي النزيف، ويضع مستقبل غزة وسكانها فوق كل الاعتبارات الأخرى؟

التاريخ لا يرحم. والشعب لا ينسى من وقف معه، ومن أدار له ظهره في لحظة الخطر.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: خلیل الحیة من أجل

إقرأ أيضاً:

تقرير: الحرارة تتجه لمعدلات قياسية في الأعوام المقبلة

أظهر تقرير جديد صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن هناك احتمالا بنسبة 80% بأن تحطم الحرارة العالمية رقما قياسيا سنويا واحدا على الأقل في السنوات الخمس المقبلة، مما يزيد من خطر الجفاف الشديد والفيضانات وحرائق الغابات.

ولأول مرة، أشارت البيانات أيضا إلى احتمال ضئيل أنه قبل عام 2030 قد يشهد العالم عاما أعلى بدرجتين مئويتين من عصر ما قبل الصناعة، وهو الاحتمال الذي وصفه العلماء بأنه "مثير للصدمة".

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3الحرارة تصل إلى 49 درجة في جنوب العراقlist 2 of 3الحرارة تتجاوز 51 درجة بالإمارات وتلامس مستويات تاريخيةlist 3 of 3ما نماذج المناخ وهل يمكن الثقة في معادلاتها؟end of list

وبعد مرور عشر سنوات هي الأكثر سخونة على الإطلاق، يسلط آخر تحديث للمناخ العالمي على المدى المتوسط ​​الضوء على التهديد المتزايد للصحة البشرية والاقتصادات الوطنية والطبيعية ما لم يتوقف الناس عن حرق النفط والغاز والفحم والأشجار.

وقال التقرير، الذي يجمع بين ملاحظات الطقس القصيرة الأجل وتوقعات المناخ الطويلة الأجل، إن هناك احتمالا بنسبة 70% أن يكون متوسط ​​ارتفاع درجة الحرارة على مدى خمس سنوات من 2025 إلى 2029 أكثر من 1.5 درجة مئوية.

ومن شأن هذا أن يجعل العالم على مقربة شديدة من انتهاك الهدف الأكثر طموحا في اتفاق باريس للمناخ، على الرغم من أن هذا الهدف يستند إلى متوسط ​​​​يبلغ 20 عاما.

وأشار التقرير أيضا إلى احتمال بنسبة 86% أن يتم تجاوز الحد الأقصى للاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية في عام واحد على الأقل من الأعوام الخمسة المقبلة، مقارنة بـ40% في تقرير صدر عام 2020.

إعلان

وفي عام 2024، تم تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية على أساس سنوي لأول مرة، وهي النتيجة التي اعتبرت غير معقولة في أي من التوقعات الخمسية قبل عام 2014. وكان العام الماضي هو الأكثر حرارة في سجل المراقبة الذي استمر 175 عاما.

ويظهر ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين الآن كاحتمال إحصائي في آخر تحليل، والذي تم تجميعه من قبل 220 نموذجا مناخيا.

وساهم في التحليل 15 معهدا مختلفا بما في ذلك مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، ومركز برشلونة للحوسبة الفائقة، والمركز الكندي للنمذجة والتحليل المناخي، وهيئة الأرصاد الجوية الألمانية.

الاحترار العالمي سيسبب جفافا أكبر وخطورة على الأمن الغذائي العالمي (شترستوك) سيناريوهات أسوأ

ويبدو احتمال ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين قبل عام 2030 ضئيلا وجاء بنسبة 1%، وسوف يرتبط بمدى التقارب بين عوامل الاحتباس الحراري المتعددة، مثل ظاهرة النينيو القوية والتذبذب الإيجابي في القطب الشمالي، ولكن هذا الاحتمال كان يبدو في السابق مستحيلا في إطار زمني مدته 5 سنوات.

وقال آدم سكيف، من مكتب الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة، الذي لعب دورا رئيسيا في جمع البيانات، "من المثير للصدمة أن يكون ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين أمرا ممكنا. صحيح أن النسبة لم تتجاوز 1% خلال السنوات الخمس المقبلة، لكن الاحتمال سيزداد مع ارتفاع درجة حرارة المناخ".

ويشير التقرير أيضا إلى أن التأثيرات المناخية لن تكون متساوية. فمن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في شتاء القطب الشمالي أسرع بـ3.5 مرات من المتوسط ​​العالمي، ويعود ذلك جزئيا إلى ذوبان الجليد البحري، مما يعني أن الثلج يتساقط مباشرة في المحيط بدلا من تكوين طبقة على السطح تعكس حرارة الشمس إلى الفضاء.

ومن المتوقع أيضا -حسب التقرير- أن تعاني غابات الأمازون المطيرة من المزيد من الجفاف، في حين ستشهد جنوب آسيا وشمال أوروبا المزيد من الأمطار.

إعلان

وقال ليون هيرمانسون من مكتب الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة، الذي قاد الفريق الذي أنجز التقرير، إن عام 2025 من المرجح أن يكون أحد الأعوام الثلاثة الأكثر حرارة على الإطلاق.

من جهته قدم مدير خدمات المناخ في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية كريس هيويت صورة مقلقة لموجات الحر وصحة الإنسان. ومع ذلك، قال إنه لم يفت الأوان بعد للحد من الاحترار العالمي إذا خُفِّضت انبعاثات الوقود الأحفوري.

مقالات مشابهة

  • ترامب حول المفاوضات مع إيران: لا نريد الخيار العسكري
  • هالة صدقي تشارك أمينة خليل الفرحة في حفل زفافها وتخطف الأنظار
  • أسعار النفط تتجه نحو تسجيل ثاني خسارة اسبوعية
  • بعد زواجها من أحمد زعتر بعيدًا عن الأنظار.. من هو زوج أمينة خليل؟
  • الاتحاد: القيادة السياسية تحرص على تحقيق التوازن بين حقوق الملاك ومصالح المستأجرين
  • مكتبة الإسكندرية تُنظِّم ندوة بعنوان «رؤية القيادة السياسية لإدارة و حماية مواقع التراث العالمي»
  • برلمانية: القيادة السياسية تحل أزمة الإيجار القديم بحكمة وتوازن اجتماعي
  • تقرير: الحرارة تتجه لمعدلات قياسية في الأعوام المقبلة
  • ترامب يحذر نتنياهو من ضرب إيران.. لا نريد إعاقة المفاوضات مع طهران